أبداً » (١)، فمحاها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم، وقال له موضع رسول الله : محمَّد بن عبدالله، وقال لعليٍّ : « لتبلينَّ بمثلها » (٢)، واصطلحا علىٰ وضع الحرب عن الناس عشر سنين، وانَّه من أتىٰ منهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بغير إذن وليِّه ردَّه إليهم، ومن جاء قريشاً ممَّن مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يردُّوه عليه، ومن أحبَّ أن يدخل في عهد رسول الله دخل (٣)...
روىٰ ربعي بن خراش عن أمير المؤمنين عليهالسلام، أنَّه قال :
« أقبل سهيل بن عمرو ورجلان ـ أو ثلاثة ـ معه إلىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الحديبية، فقالوا له : إنَّه يأتيك قوم من سلفنا وعبداننا فارددهم علينا، فغضب حتَّىٰ احمارَّ وجهه، وكان إذا غضب عليهالسلام يحمارُّ وجهه، ثُمَّ قال : لتنتهنَّ يا معشر قريش، أو ليبعثن الله عليكم رجلاً امتحن الله قلبه للإيمان، يضرب رقابكم وأنتم مجفلون عن الدين. فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا، قال عمر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا، ولكنَّه ذلكم خاصف النعل في الحُجرة. وأنا خاصف نعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الحُجرة ».
ثمَّ قال عليٌّ عليهالسلام : « أما انَّه قد قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : من كذب عليَّ متعمَّداً فليتبوَّأ مقعده من النار » (٢).
_______________________
١) ذكر في إعلام الورىٰ ١ : ٣٧٢ انَّه قال : «إنَّه والله لرسول الله علىٰ رغم أنفك»، فقال له صلىاللهعليهوآلهوسلم : «امحها يا علي»، فقال له : «يا رسول الله، إنَّ يدي لا تنطلق تمحو اسمك من النبوَّة».
٢) «ستدعىٰ إلىٰ مثلها فتجيب، وأنت علىٰ مضض»، كذا ذكرها مسلم في صحيحه ٣ : ١٤٠٩ / ٩٠.
٣) انظر تفاصيل ذلك في : الكامل في التاريخ ٢ : ٩٠، طبقات ابن سعد ٢ : ٧٤.
٤) صحيح الترمذي ٥ : ٦٣٤ / ٣٧١٥، إرشاد المفيد ١ : ١٢٢، مستدرك الحاكم ٤ : ٢٩٨، إعلام الورىٰ ٢ : ٢٧٣، باختلاف.