لم يختلف أهل التفسير علىٰ أنَّ سورة «الانسان» أو «هل أتىٰ» نزلت خاصَّةً في عليٍّ وأهل بيته عليهمالسلام (١)، في قصَّة التصدُّق علىٰ المسكين واليتيم والأسير، ( فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ... إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا ) (٢).
لمَّا تلىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله تعالىٰ : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ) (٣)، قيل له : أي بيوت هذه؟!
قال عليه أفضل الصلاة وأتمُّ السلام : « بيوت الأنبياء »، ثُمَّ قيل له : هذا البيت منها ـ إشارة إلىٰ بيت عليٍّ وفاطمة ٣ ـ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « نعم، من أفاضلها » (٤).
في استبساله يوم وقعة الأحزاب قيل : إنَّ الآية المباركة : ( وَرَدَّ اللَّهُ
_______________________
١) أنظر : الكشَّاف ٤ : ٦٧٠، تفسير الرازي ٣٠ : ٢٤٣، فتح الباري / الشوكاني ٥ : ٣٤٩، روح المعاني ٢٩ : ١٥٧ ـ ١٥٨، معالم التنزيل ٥ : ٤٩٨، تفسير أبي السعود ٩ : ٧٣، تفسير البيضاوي ٢ : ٥٥٢، تفسير النسفي ٣ : ٦٢٨، أسباب النزول : ٣٢٢.
٢) سورة الإنسان : ١١ و٢٢.
٣) سورة النور : ٣٦.
٤) الدرُّ المنثور، عند تفسير الآية، وقال : أخرجه ابن مردويه عن أنس بن مالك وبريدة، وذكره الحاكم في شواهد التنزيل : من سورة النور / ٥٦٧ ـ ٥٦٨، والآلوسي في روح المعاني ١٨ : ١٧٤.