هذا وتدلُّ أخباره ـ كما تدلُّ صفاته ـ علىٰ قوَّة جسدية، فربَّما رفع فارساً بيده فجلد به الأرض غير جاهد، وما صارع أحداً إلَّا وصرعه..
يتكفَّأ في مشيته علىٰ نحو ما يقارب مشية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الذي جعله أُسوته وقدوته منذ أن نشأ وحتَّىٰ مات.
وذكر بعضهم أنَّه كان آدمَ ـ أي أسمر ـ شديد الأدمة، عظيم العينين غليظ الساعدين أقرب إلىٰ القصر من الطول، عريض اللحية..
ولم يصفه أحد بالخضاب، سوىٰ سواد بن حنظلة، قال ابن سعد : والصحيح أنَّه لم يخضب، وروي أنَّه كان يصفِّر لحيته بالحنَّاء ثُمَّ ترك (١).
كثيرة أسماؤه وألقابه عليهالسلام ومختلف في بعضها بين العلماء، فقال مجاهد : « إنَّ أُمُّه سمَّته عليَّاً عند ولادته.
وقال عطاء : إنَّما سمَّته أُمُّه حيدرة، بدليل قوله يوم خيبر : « أنا الذي سمَّتني أمِّي حيدرة »، فلمَّا علا علىٰ كتفي الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وكسَّر الأصنام سُمِّي عليَّاً من العلو والرفعة والشرف» (٢).
وليس هذا بالمعتمد، فقد عُرف باسم «عليٍّ» منذ الصغر.
وعن ابن عبَّاس : «كانت أُمُّه إذا دخلت علىٰ هُبل لتسجد له وهي حامل به علىٰ بطنها فيتقوَّس فيمنعها من السجود فسُمِّي عليَّاً » (٣). ولا يصحُّ؛ لأنَّ أُمَّه فاطمة بنت أسد كانت تتعبَّد علىٰ ملَّة إبراهيم الخليل،
_______________________
١) أنظر : الطبقات الكبرىٰ ٣ : ١٨ ـ ١٩، تذكرة الخواص : ١٧.
٢) و ٣) تذكرة الخواص : ٣ ـ ٤.