أعقب وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمور خطيرة، جرَّت وراءها فتناً عديدة غيَّرت مسار الإسلام الذي أراده الله تعالىٰ وأراده رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام. تمخَّضت هذه الأحداث عن تعيين الناس الخليفة، وجثمان النبيِّ العظيم لم يوارَ في التراب بعد، والإمام عليٌّ عليهالسلام وبنو هاشم ـ وجمع من المهاجرين والأنصار ـ منهمكون بجثمان النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حافِّين به يودِّعونه في آخر ساعات وجوده علىٰ أرض المعمورة. لقد انقطع الوحي، ورحل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم، وينتظرُ أمته من بعده أمرٌ خطير..
في هذه اللحظات المؤلمة الشديدة، وبعد ساعة من انقطاع الوحي، استغلَّ عمر بن الخطَّاب فرصة الخلاف بين الأوس والخزرج ونبأ اجتماعهم في سقيفة بني ساعدة، يتداولون فيها أمر الخلافة بعد رسول الله، خوفاً علىٰ مستقبل الأنصار، فيما لو كانت الخلافة بيد قريش! فأخذ عمر بن الخطَّاب بيد أبي بكر وانخرطا من بين الجموع الحاشدة بجثمان النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم، فيصحبهما أبو عبيدة إلىٰ سقيفة بني ساعدة، ليتمَّ تنفيذ «البيعة الفلتة»! لخليفة رسول الله علىٰ أُمَّته.
على أي حال انضم الثلاثة إلىٰ تجمُّع
الأنصار، وبعد أن دار جدل عنيف، غلبهم المهاجرون ؛ لأنَّهم «أوَّل من عبد الله في الأرض، وآمن بالله وبالرسول، وهم أولياؤه وعشيرته، وأحقُّ الناس بهذا الأمر بعده، ولا ينازعهم ذلك إلَّا ظالم.. وأنتم يا معشر الأنصار لا يُنكر فضلكم في