سُمِّيت بذلك لأنَّ «قائدة الجيش» فضَّلت ركوب الجمل علىٰ البغال والحمير، وكانت الواقعة في ٤ كانون الأوَّل سنة ٦٤٦م (١)، يوم الخميس لعشر خلون من جمادىٰ الآخرة سنة ٣٦هـ (٢).
وكانت الوقعة خارج البصرة، عند قصر عبيدالله بن زياد (٣) وكان عسكر الإمام عشرين ألفاً، وعسكر عائشة ثلاثين ألفاً (٤).
ولمَّا التقىٰ الجمعان قال الإمام لأصحابه : « لا تبدأوا القوم بقتال، وإذا قاتلتموهم فلا تجهزوا علىٰ جريح، وإذا هزمتموهم فلا تتَّبعوا مدبراً، ولا تكشفوا عورة، ولا تمثِّلوا بقتيل، وإذا وصلتم إلىٰ رحال القوم فلا تهتكوا ستراً، ولا تدخلوا داراً، ولا تأخذوا من أموالهم شيئاً.. ولا تهيجوا امرأةً بأذىٰ وإن شتمن أعراضكم، وسَبَبنَ أمراءكم وصلحاءكم » (٥).
وقيل : إنَّ أوَّل قتيل كان يومئذٍ مسلم الجُهني، أمره عليٌّ عليهالسلام فحمل مصحفاً، فطاف به علىٰ القوم يدعوهم إلىٰ كتاب الله، فقُتل (٦).
ثمَّ أخذ أصحاب الجمل يرمون عسكر الإمام بالنبال، حتىٰ قُتل منهم جماعة، فقال أصحاب الإمام : عقرتنا سهامهم، وهذه القتلىٰ بين يديك..
_______________________
١) فضائل الإمام عليٍّ : ١٢٨، عن بروكلمن في (تاريخ الشعوب الإسلامية).
٢) فضائل الإمام عليٍّ : ١٢٨، عن الواقدي والمسعودي.
٣) سير أعلام النبلاء (سيرة الخلفاء الراشدين) : ٢٥٤.
٤) الكامل في التاريخ ٣ : ٢٤١ ـ ٢٤٢.
٥) الكامل في التاريخ ٣ : ٢٤٢ ـ ٢٤٣.
٦) سير أعلام النبلاء (سيرة الخلفاء الراشدين) : ٢٥٩.