وتسمَّىٰ أيضاً وقعة وادي الرمل. وكان سببها أنَّ عدداً من الأعراب قد اجتمعوا لغزو المدينة ـ في وادي الرمل ـ علىٰ حين غفلة من أهلها، فوفد أعرابي علىٰ نبيِّ الله وأخبره بالأمر، وخرج أمير المؤمنين ومعه لواء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد أن خرج غيره إليهم، ورجع عنهم خائباً، ثُمَّ خرج صاحبه وعاد بما عاد به الأول (١)، ثُمَّ أرسل عمرو بن العاص (٢)، فعاد كما عاد صاحباه، فمضىٰ عليهالسلام نحو القوم، يكمن النهار ويسير الليل، حتىٰ وافىٰ القوم بسحر، وصلَّىٰ بأصحابه صلاة الغداة، وصفَّهم صفوفاً واتَّكأ علىٰ سيفه وانقضَّ بمن معه علىٰ القوم علىٰ حين غفلة منهم، وقال : « يا هؤلاء، أنا رسولُ رسولِ الله، أن تقولوا : لا إله إلَّا الله محمَّد رسول الله، وإلَّا ضربتكم بالسيف ».
فقالوا له : إرجع كما رجع صاحباك.
قال : « أنا أرجع! لا والله حتَّىٰ تسلموا، أو لأضربنَّكم بسيفي هذا، أنا عليُّ بن أبي طالب بن عبدالمطَّلب » (٣).
فاضطرب القوم، وأمعنوا بهم قتلاً وأسراً، حتَّىٰ استسلموا له، وتمَّ الفتح علىٰ يده.
_______________________
١٣١، ومناقب الخوارزمي : ٢٢.
١) إعلام الورىٰ ١ : ٣٨٢.
٢) انظر : الكامل في التاريخ ٢ : ١١٠ وفيها اختلاف حيث لم يذكر من كان قبله!.
٣) الإرشاد ١ : ١١٣ ـ ١١٦، إعلام الورىٰ ١ : ٣٨٢.