وفي بعض رواياتها : « لا يبلّغ عني إلّا أنا أو رجل مني » (١).
ولهذه القصة دلالة كبيرة نأتي عليها في محلّها.
وفي السنة العاشرة للهجرة بعثه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلىٰ اليمن جامعاً لصدقات أهلها، وجزية أهل نجران وسفيراً وقاضياً.. قال عليّ عليهالسلام : « ولمّا بعثني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الى اليمن، قلت : تبعثني وأنا رجل حديث السن، وليس لي علم بكثير من القضاء ؟ قال : فضرب صدري رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : اذهب، فإن الله عزّ وجلّ سيثبت لسانك ويهدي قلبك.. » قال : « فما أعياني قضاء بين اثنين » (٢)
وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد بعث قبله خالد بن الوليد في بضع مئات من الجند، قال البراء بن عازب : كنت فيمن خرج مع خالد بن الوليد، فأقمنا ستة أشهر يدعوهم إلىٰ الإسلام فلم يجيبوه ـ يعني قبيلة همدان ـ ثم بعث علي بن أبي طالب، وأمره أن يقفل خالداً ومن معه، إلّا من أحب أن يعقب مع علي فليعقب معه، فكنت فيمن عقب مع عليّ، فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا، ثم تقدم علي فصلّى بنا ثم صفنا صفاً واحداً ثم تقدم بين أيدينا وقرأ عليهم كتاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم، فأسلمت همدان جميعاً.
فكتب علي إلىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بإسلامهم، فلما قرأ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
_______________________
١) سنن الترمذي ٥ : ٦٣٦ / ٣٧١٩، الخصائص للنسائي : ٢٠، مجمع الزوائد ٩ : ١١٩، تاريخ اليعقوبي ٢ : ٧٦، البداية والنهاية ٧ : ٣٧٠، تفسير الطبري ١٠ : ٤٦.
٢) مسند أحمد ١ : ١٣٦، الارشاد ١ : ١٩٤ و١٩٥ باختلاف.