قال : « مرحباً وأهلاً » . لم يزده عليهما .
فخرج عليٌّ علىٰ أولئك الرهط من الأنصار ينظرونه . قالوا : ما وراءك ؟ قال : « ما أدري غير أنَّه قال لي : مرحباً وأهلاً » .
قالوا : يكفيك من رسول الله إحداهما ، أعطاك الأهل أعطاك المرحب (١) .
ثمَّ إنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عرض « خطبة عليٍّ » علىٰ فاطمة ، فقال لها : « إنَّ عليَّاً يذكرك » (٢) ، فسكتت ، فخرج يقول : « سكوتها إقرارها » .
وحين وجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم القبول من كلا الطرفين ، سأل عليَّاً عليهالسلام : « هل عندك شيء ؟ » وكان لا يملك غير سيفه ودرعه وناضحه .
فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « فأمَّا سيفك فلا غنىٰ بك عنه ، تجاهد في سبيل الله ، وتقاتل به أعداء الله ، وناضحك تنضح به علىٰ نخلك وأهلك ، وتحمل عليه حلَّك في سفرك ، ولكنِّي رضيتُ منه بالدرع » (٣) .
فباعها وباع أشياء غيرها كانت عنده ، فاجتمع له منها أربعمائة درهم ، فكان هذا مهر فاطمة .
ولمَّا جاء عليُّ بن أبي طالب عليهالسلام بالدراهم ، وضعها بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأمره أن يجعل ثلثي الدراهم في الطيب ، والثلث الآخر في المتاع ، ففعل (٤) .
_______________________
١) الطبقات الكبرىٰ ٨ : ١٧ ، وانظر أُسد الغابة ٧ : ٢٣٩ ـ ٢٤٠ .
٢) الطبقات الكبرىٰ ٨ : ١٦ .
٣) عليُّ بن أبي طالب سلطة الحقِّ : ٢٧ .
٤) اتحاف السائل : ٤٤ .