من ربيع الأول، وكان قد استقبله منهم نحو من خمسمائة (١).
وكتب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلىٰ عليٍّ عليهالسلام مع أبي واقد الليثي، يحثُّه بالمسير إليه بعد أداء ما أوصاه به، ولمَّا وصله الكتاب تهيَّأ للخروج، وردَّ كلَّ وديعةٍ إلىٰ أهلها، وأمر من كان قد بقي من ضعفاء المؤمنين أن يتسلَّلوا إلىٰ ذي طول ليلاً..
وخرج هو بالركب الفاطمي : فاطمة بنت رسول الله، وفاطمة بنت أسد بن هاشم، وفاطمة بنت الزبير بن عبدالمطَّلب، وفاطمة بنت حمزة، وأم أيمن، وأبو واقد الذي أخذ يسوق الرواحل سوقاً حثيثاً، فقال له عليٌّ : « ارفق بالنسوة يا أبا واقد » ثُمَّ جعل يسوق بهنَّ ويقول :
ليـس الا الله فارفع ظنَّكا |
|
يكفيك ربُّ الخلق ما أهمَّكا |
وكان يسير ليلاً، ويكمن نهاراً وكان ماشياً غير راكب حتَّىٰ تفطَّرت قدماه (٢)، ولقد ظلَّ في رحلته تلك ليالٍ أربع عشرة (٣)، يحوطهم من الاعداء ويكلؤهم من الخصماء، فلمَّا قارب ضَجَنان أدركه الطلب وكانوا ثمانية فرسان ملثمين، معهم مولىٰ لحرب بن أُميَّة يُدعىٰ : جناح ؛ فقال عليٌّ عليهالسلام لأيمن وأبي واقد : « أنيخا الإبل واعقلاها » وتقدَّم هو فأنزل النسوة
_______________________
١) و ٢) أنظر سيرة الأئمة الاثني عشر ١ : ١٧١.
٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤١، اُسد الغابة ٤ : ١٠٥، الكامل في التاريخ ٢ : ٧.
٣) أنظر : عليٌّ سلطة الحقِّ : ٢٣.