وانهزموا أمامه إلىٰ الخارج (١).
وسأل الرهط عليَّاً : أين ابن عمِّك؟
قال : « أمرتموه بالخروج فخرج عنكم » (٢)، وقيل : إنَّه قال : « لا علم لي به » (٣).
وأخرج اليعقوبي وابن الأثير وغيرهما : أنَّ الله عزَّ وجلَّ أوحىٰ في تلك الليلة إلىٰ جبرئيل وميكائيل أنِّي قضيت علىٰ أحدكما بالموت، فأيِّكما يواسي صاحبه؟ فاختار الحياة كلاهما، فأوحىٰ الله إليهما : هلَّا كنتما كعليِّ بن أبي طالب... آخيت بينه وبين محمَّد، وجعلت عمر أحدهما أكثر من الآخر، فاختار عليٌّ الموت وآثر محمَّداً بالبقاء وقام في مضجعه، اهبطا فاحفظاه من عدوِّه. فهبط جبرئيل وميكائيل فقعد أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه يحرسانه من عدوِّه، ويصرفان عنه الحجارة، وجبريل يقول : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب مَن مثلك يباهي الله بك ملائكة سبع سموات! (٤).
ولم يشرك أمير المؤمنين عليهالسلام في هذه المنقبة أحد من أهل الإسلام، ولا اختصَّ بنظير لها علىٰ حال، وفيه نزل قوله تعالىٰ في هذه المناسبة : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) (٥).
وعقَّب الأستاذ عبدالكريم الخطيب في كتابه (علي بن أبي طالب) ـ
_______________________
١) أمالي الشيخ الطوسي : ٤٦٧ / ١٠٣١، بحار الأنوار ١٩ : ٦١ ـ ٦٢.
٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٩، الكامل في التاريخ ٢ : ١٠٣.
٣) الطبقات الكبرى ١ : ١١٠.
٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٩، أُسد الغابة ٤ : ١١٣.
٥) سورة البقرة : ٢٠٧، وذكرها الرازي في تفسيره أنَّها نزلت بشأن مبيت عليٍّ عليهالسلام علىٰ فراش رسول الله.