وأمّا الإمام علي فلما بلغه نبأ مسيرهم
إلىٰ البصرة، حمد الله وأثنىٰ عليه، ثُمَّ قال : «
قد سارت عائشة وطلحة والزبير، كلُّ واحدٍ منهما يدَّعي الخلافة دون صاحبه، فلا يدَّعي طلحة الخلافة إلَّا أنَّه ابن عمِّ عائشة، ولا يدَّعيها الزبير إلَّا أنَّه صهر أبيها. والله لئن ظفرا بما يريدان ليضربنَّ
الزبير عنق طلحة، وليضربنَّ طلحة عنق الزبير، يُنازع هذا علىٰ الملك هذا.
وقد
ـ والله ـ علمتُ أنَّها الراكبة الجمل، لا تحلُّ عقدةً ولا تسيرُ عقبةً، ولا تنزلُ منزلاً إلَّا إلىٰ معصيةٍ، حتىٰ تورد نفسها ومن معها مورداً،
يُقتل ثلثهم ويهرب ثلثهم ويرجعُ ثلثهم.
والله
إنَّ طلحة والزبير ليعلمان أنَّهما مُخطئان وما يحملان، ولربَّما عالم قتله جهلُهُ وعلمه معه لا ينفعه. والله لينبحها كلاب الحوأب، فهل يعتبر معتبرٌ أو يتفكَّر متفكِّرٌ »!
ثمَّ قال : « قد قامت الفئة
الباغية فأين المحسنون »؟
ثمَّ دعا علىٰ طلحة والزبير أمام
مسلمي الكوفة، فقال : «
قد علمتم ـ معاشر المسلمين ـ أنَّ طلحة والزبير بايعاني طائعين راغبين، ثُمَّ استأذناني في العمرة فأذنتُ لهما، فسارا إلىٰ البصرة فقتلا المسلمين وفعلا المنكر.
اللَّهمَّ
إنَّهما قطعاني وظلماني ونكثا بيعتي وألَّبا الناس عليَّ، فاحلُل ماعقدا، ولا تُحكمْ ما أبرما، وأرهما المساءة فيما عملا »
.
_______________________