فمنكِ البداءُ ومنكِ الغِيرْ |
|
ومنكِ الرياحُ ومنكِ المطرْ |
وأنتِ أمرتِ بقتل الإمام |
|
وقلتِ لنا : إنَّه قد كفرْ |
فَهَبْنا أطعناك في قتلِه |
|
وقاتِلُه عندنا مَنْ أمرْ |
ولم يسقطِ السقفُ من فوقنا |
|
ولم ينكسف شمسنا والقمرْ |
وقد بايع الناس ذا تُدرءٍ |
|
يزيلُ الشبا ويُقيم الصعرْ |
ويلبسُ للحربِ أثوابها |
|
وما مَنْ وفىٰ مثلُ من قد غدرْ (١) |
وقبل أن يخرج موكب عائشة ويدلو بدلوه ، كان الإمام عليهالسلام يقول : « أمرتُ بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين » (٢) ، فما مضت الأيَّام حتىٰ قاتلهم ، وهذه من جملة الآيات الدالَّة عليه ، وقوله عليهالسلام لطلحة والزبير لمَّا استأذناه في الخروج إلىٰ العمرة ، قال : « والله والله ما تريدان العمرة وإنَّما تريدان البصرة » (٣) !
وكان من نتائج هذا التمرُّد ـ كما سنأتي عليه ـ معركة البصرة ، أوَّل نكث لبيعة الإمام عليهالسلام التي انتهت بفشل موكب عائشة وقتل طلحة والزبير وعشرات الألوف من المسلمين !
تهيَّأت عائشة للخروج إلىٰ البصرة ، وأتت أُمُّ سلمة فكلَّمتها في الخروج معهم ، فردَّت عليها أُمُّ سلمة قائلةً :
أفأُذكِّرك ؟
_______________________
١) الكامل في التاريخ ٣ : ١٠٠ ، الفتوح ١ : ٤٣٤ ، تاريخ الطبري ٥ : ١٧٢ ، الإمامة والسياسة ١ : ٥٢ .
٢) إعلام الورىٰ ١ : ٣٣٦ ، المستدرك ٣ : ١٥٠ / ٤٦٧٤ و ٤٦٧٥ ، أسد الغابة ٤ : ١٢٤ ، البداية والنهاية ٧ : ٣٦٢ .
٣) إعلام الورىٰ ١ : ٣٣٧ ـ ٣٣٨ .