بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

هل تدري ما نزل فيك؟ فأعلمه بما لا عوض له لوبقي في الدنيا ما كانت الدنيا باقية ، قال : يا علي نزل فيك : « فاستجاب لهم ربهم أني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر أو انثى (١) » فالذكر أنت والاناث بنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول الله تبارك و تعالى : « فالذين هاجروا » في سبيل الله « واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي و قاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولا دخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثوابا من عندالله والله عنده حسن الثواب ».

قال : فما دفع الضيم؟ قال : (٢) حيث حصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الشعب حتى أنفق أبوطالب ماله ، ومنعه (٣) في بضع عشرة قبيلة من قريش ، وقال أبوطالب في ذلك لعلي عليه‌السلام وهو مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في اموره وخدمته وموازرته ومحاماته.

قال : فما التصديق بالوعد؟ قال : (٤) قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخبره بالثواب والذخر وجزيل المآب لمن جاهد محسنا بماله ونفسه ونيته ، فلم يتعجل شيئا من ثواب الدنيا عوضا من ثواب الآخرة ، لم يفضل (٥) نفسه على أحد للذي كان منه (٦) وترك ثوابه ليأخذه مجتمعا كاملا يوم القيامة ، وعاهد الله أن لا ينال من الدنيا إلا قدر البلغة (٧) ، ولا يفضل له شئ مما أتعب فيه بدنه ورشح فيه جبينه إلا قدمه قبله فأنزل الله : « وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله (٨) ».

قال : فقيل له : (٩) فما الزهد في الدنيا؟ قالوا : لبس الكرابيس وقطع ما جاز (١٠) من أنامله وقصر طول كمه وضيق أسفله ، كان طول الكم ثلاثة أشبار و

____________________

(١) سورة آل عمران ١٩٥. وما بعدها ذيلها.

(٢) في المصدر : قالوا.

(٣) أى حامى عنه وصانه من أن يضام.

(٤) في المصدر : قالوا.

(٥) في المصدر : ولم يفضل

(٦) في المصدر : عنده.

(٧) في المصدر : إلا بقدر البلغة.

(٨) سورة البقرة : ١١٠.

(٩) في المصدر : فقيل لهم.

(١٠) في المصدر : جاوز.

١٠١

أسفله اثني عشر شبرا وطول البدن ستة أشبار.

قال : قلنا فما ترك الامل؟ قال : (١) قيل له : هذا قد قطعت ما خلف أناملك فما لك لا تلف كمك؟ قال : الامر أسرع من ذلك ، فاجتمعت إليه بنوهاشم قاطبة وسألوه وطلبوا إليه لما وهب لهم لباسه ولبس لباس الناس وانتقل عما هو إليه من ذلك فكان جوابه لهم البكاء والشهق ، (٢) وقال : بأبي وأمي من لم يشبع من خبز البر حتى لقي الله ، وقال لهم : هذا لباس هدى يقنع به الفقير ويستر به المؤمن.

قالوا : فما الحياء؟ قال : (٣) لم يهجم على أحد قط أراد قتله فأبدى عورته إلاكف (٤) عنه حياء منه.

قال : فما الكرم؟ قال : (٥) له سعدبن معاذ وكان نازلا عليه في العزاب في أول الهجرة : ما منعك أن تخطب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ابنته؟ فقال عليه‌السلام : أنا أجترئ أن أخطب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ والله لو كانت أمة له ما اجترأت عليه ، فحكى سعد مقالته لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قل له يفعل فإني سأفعل ، قال :

فبكى حيث قال له سعد ، قال : ثم قال : لقد سعدت إذا إن جمع الله لي صهره مع قرابته ، فالذي يعرف من الكرم هو الوضع لنفسه وترك الشرف على غيره ، وشرف أبي طالب ما قد علمه الناس ، وهو ابن عم رسول الله لابيه وامه ، أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم ، وامه فاطمة بنت أسد بن هاشم التي خاطبها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في لحدها ، و كفنها في قميصه ، ولفها في ردائه ، وضمن لها على الله أن لا تبلى أكفانها ، وأن لا يبدي (٦) لها عورة ، ولا يسلط عليها ملك (٧) القبر ، وأثنى عليها عند موتها ،

____________________

(١) في المصدر : قالوا.

(٢) في المصدر : الشهيق.

(٣) في المصدر : قال : فما الحياء؟ قالوا اه.

(٤) في المصدر : إلا انكفأ.

(٥) في المصدر : قالوا.

(٦) في المصدر : وأن لا تبدى.

(٧) في المصدر : ملكى القبر.

١٠٢

وذكر حسن صنيعها به وتربيتها له وهو عند عمه أبي طالب ، وقال : ما نفعني نفعها أحد.

ثم البلاغة قام الناس (١) إليه حيث نزل من المنبر فقالوا : ما سمعنا يا أميرالمؤمنين أحدا قط أبلغ منك ولا أفسح ، فتبسم وقال : وما يمنعني وأنا مولد مكي ، ولم يزدهم على هاتين الكلمتين.

ثم الخطب فهل سمع السامعون من الاولين والآخرين بمثل خطبه وكلامه؟ وزعم أهل الدواوين لو لا كلام علي بن أبي طالب عليه‌السلام وخطبه وبلاغته في منطقه ما أحسن أحد أن يكتب إلى أمير جند ولا إلى رعية ، ثم الرئاسة فجميع من قاتله ونابذه على الجهالة والعمى والضلالة ، فقالوا : نطلب دم عثمان ولم يكن في أنفسهم ولا قدروا من قلوبهم أن يدعوارئاسته معه ، و قال هو : أنا أدعوكم إلى الله وإلى رسوله بالعمل بما أقررتم لله ورسوله من فرض الطاعة وإجابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الاقرار بالكتاب والسنة.

ثم الحلم قالت له صفية بنت عبدالله بن خلف الخزاعي : أيم الله نساءك منك كما أيمت نساءنا ، وأيتم الله بنيك منك كما أيتمت أبناءنا من آبائهم ، فوثب الناس عليها فقال : كفوا عن المرأة ، فكفوا عنها ، فقالت لاهلها : ويلكم الذين قالوا هذا سمعوا كلامه قط عجبا من حلمه عنها (٢).

____________________

(١) في المصدر : مال الناس.

(٢) كذا في النسخ والمصدر ، ولا يخلو عن تصحيف ، والظاهر انه إشارة إلى ما سيذكره المصنف في باب معجزات كلامه عليه‌السلام من اخباره بالغائبات ، ونحن نذكرها لتكون على بصيرة :

قالت صفية بنت الحارث الشقفية زوجة عبدالله بن خلف الخزاعى لعلى عليه‌السلام يوم الجمل بعد الوقعة : يا قاتل الاحبة يا مفرق الجماعة ، فقال عليه‌السلام : إنى لا ألومك ان تبغضينى يا صفية وقد قتلت جدك يوم بد وعمك يوم احد وزوجك الان ، ولو كنت قاتل الاحبة لقتلت من في هذه البيوت ، ففتش فكان فيها مروان وعبدالله بن الزبير. انتهى. وأورد القضية ابن ابى الحديد في شرح النهج ٣ : ٦٢٨. وكذا ذكره المصنف أيضا في المجلد الثامن من طبعة أمين الضرب ص ٤٥١ فعليك المراجعة. والمظنون أن تكون العبارة هكذا : فقال : كفوا عن المرأة فكفوا عنها فقال الذين سمعوا كلامه هذا : عجبا من حلمه عنها.

١٠٣

ثم العلم فكم من قول قد قاله عمر : لو لا علي لهلك عمر.

ثم المشورة في كل أمر جرى بينهم حتى يجيئهم بالمخرج.

ثم القضاء لم يتقدم (١) إليه أحد قط فقال له : عد غدا أو دفعه ، إنما يفصل القضاء مكانه ، ثم لوجاءه بعد لم يكن إلا من بدر منه أولا.

ثم الشجاعة كان منها على أمر لم يسبقه الاولون ولم يدركه الآخرون من النجدة والبأس ومباركة الاخماس (٢) على أمر لم يرمثله ، لم يول دبرا قط ، ولم يبرز إليه أحد قط إلا قتله ، ولم يكع (٣) عن أحد قط دعاه إلى مبارزته ، ولم يضرب أحدا قط في الطول إلا قده ، ولم يضربه في العرض إلا قطعه بنصفين ، وذكروا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حمله على فرس فقال : بأبي أنت وامي أنا ، مالي وللخيل؟ أنا لا أتبع أحدا ولا أفر من أحد وإذا ارتديت سيفي لم أضعه إلا للذي أرتدي له.

ثم ترك الفرح وترك المرح ، أتت البشرى إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤) بقتل من قتل يوم أحد من أصحاب الالوية فلم يفرح ولم يختل ، وقد اختال أبودجانة و مشى بين الصفين مختالا ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموضع.

ثم لما صنع بخيبر ما صنع من قتل مرحب وفرار من فربها قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لاعطين الراية رجلا (٥) يحب الله ورسوله ويحبه الله و رسوله ليس بفرار فاختاره أنه ليس بفرار معرضا بالقوم (٦) الذين فروا قبله ، فافتتحها وقتل مرحبا وحمل بابها وحده ، فلم يطقه دون أربعين رجلا ، فبلغ ذلك رسول الله

____________________

(١) في المصدر : لم يقدم.

(٢) أى مبارزة الشجعان وإذلالهم.

(٣) كع : ضعف وجبن. كع فلانا : خوفه وجبنه.

(٤) في المصدر : إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تترى اه.

(٥) في المصدر : غدا رجلا اه.

(٦) في المصدر : فاخباره أنه ليس بفرار معرضا عن القوم اه.

١٠٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله فنهض مسرورا ، فلما بلغه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد أقبل إليه انكفأ إليه فقال (١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بلغني بلاؤك فأنا عنك راض ، فبكى علي عليه‌السلام عند ذلك فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أمسك ما يبكيك؟ فقال : ومالي لا أبكي ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عني راض فقال له رسول الله : فإن الله (٢) وملائكته ورسوله عنك راضون وقال له : لو لا أن تقول فيك الطوائف من امتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملاء من المسلمين قلوا أو كثروا إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يطلبون بذلك البركه.

ثم ترك الخديعة والمكر والغدر ، اجتمع الناس عليه جميعا فقالوا له : اكتب يا أميرالمؤمنين إلى من خالفك بولايته ثم اعزله ، فقال : المكر والخديعة والغدر في النار.

ثم ترك المثلة ، قال للحسن ابنه : (٣) يا بني اقتل قاتلي وإياك والمثلة ، فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كرهها ولو بالكلب العقور.

ثم الرغبة بالقربة إلى الله بالصدقة ، قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي ما عملت في ليلتك؟ قال : ولم يا رسول الله؟ قال : نزلت فيك أربعة معالي ، قال : بأبي أنت وامي كانت معي أربعة دراهم فتصدقت بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سراو بدرهم علانية ، قال : فإن الله أنزل فيك « الذين ينفقون أموالهم بالليل و النهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (٤) » ثم قال له : فهل عملت شيئا غير هذا؟ فان الله قد أنزل علي سبعة عشر آية يتلو بعضها بعضا من قوله : « إن الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا (٥) »

____________________

(١) في المصدر : فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٢) في المصدر : إن الله.

(٣) في المصدر : قال لابنه الحسن.

(٤) سورة البقرة : ٢٧٤.

(٥) سورة الدهر : ٤ ٢٢.

١٠٥

إلى قوله : « إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا ». قوله : « ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا » قال : فقال العالم : أما إن عليا لم يقل في موضع : « إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا » ولكن الله علم من قلبه أنما أطعم لله ، فأخبره بما يعلم من قلبه من غير أن ينطق به.

ثم هوان ما ظفر به من الدنيا عليه إنه جمع الاموال ثم دخل إليها فقال :

هذا جناي وخياره فيه

وكل جان يده إلى فيه (١)

ابيضي واصفري وغري غيري أهل الشام غدا إذا ظهروا عليك. وقال : أنا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة.

ثم ترك التفضيل لنفسه وولده على أحد من أهل الاسلام ، دخلت عليه اخته ام هانئ بنت أبي طالب ، فدفع إليها عشرين درهما ، فسألت ام هانئ مولاتها العجمية فقالت : كم دفع إليك أميرالمؤمنين؟ فقالت : عشرين درهما ، فانصرفت مسخطة ، فقال لها : انصرفي رحمك الله ما وجدنا في كتاب الله فضلا لاسماعيل على إسحاق ، وبعث إليه من خراسان بنات كسرى فقال لهن : ازوجكن؟ فقلن له : لاحاجة لنا في التزويج فإنه لا أكفاء لنا إلا بنوك فإن زوجتنا منهم رضينا ، فكره أن يؤثر ولده بما لا يعم به المسلمين ، وبعث إليه من البصرة من غوص البحر بتحفة لا يدرى ما قيمته ، فقالت له ابنته ام كلثوم : يا أميرالمؤمنين أتجمل به ويكون في عنقي؟ فقال لها : يا بارافع (٢) أدخله إلى بيت المال ليس إلى ذلك سبيل حتى لا تبقى امرأة من المسلمين إلا ولها مثل مالك (٣). وقام خطيبا بالمدينة حين ولي فقال : يا معشر المهاجرين والانصار يا معشر قريش اعلموا والله أني لا أرزؤكم (٤)

____________________

(١) البيت لعمرو بن عدى ، وله قصة لطيفة طويلة راجع الاغانى ١٤ : ٧٠ والقاموس ٣ : ٢٥٩ و ٢٦٠. ومعجم الشعراء للمرزبانى : ٢٠٥. والجنى ما يجنى من الثمرة ، والمعنى أن كل من جنى شيئا أكل خياره وأفضله إلا أنا لارده إلى صاحبه وأهله.

(٢) الصحيح كما في المصدر : فقال يا بارافع.

(٣) الصحيح كما في المصدر : مثل ذلك.

(٤) رزا الرجل ماله : أصاب منه شيئا مهما كان أى نقصه.

١٠٦

من فيكم شيئا ما قام لي عذق بيثرب ، أفتروني مانعا نفسي وولدي ومعطيكم؟ ولاسوين بين الاسود والاحمر ، فقام إليه عقيل بن أبي طالب فقال : لتجعلني و أسودا من سودان المدينة واحدا؟ فقال له : اجلس رحمك الله تعالى أما كان ههنا من يتكلم غيرك؟ وما فضلك عليه إلا بسابقة أو تقوى.

ثم اللباس ، استعدى زياد بن شداد الحارثي صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على أخيه عبدالله بن شداد (١) فقال : يا أميرالمؤمنين ذهب أخي في العبادة وامتنع أن يساكنني في داري ولبس أدنى ما يكون من اللباس ، قال : يا أميرالمؤمنين تزينت بزينتك ولبست لباسك ، قال : ليس لك ذلك ، إن إمام المسلمين إذا ولي امورهم لبس لباس أدنى فقيرهم لئلا يتبيغ (٢) بالفقير فقره فيقتله ، فلاعلمن ما لبست إلا من أحسن زي قومك « وأما بنعمة ربك فحدث » فالعمل بالنعمة أحب من الحديث بها.

ثم القسم بالسوية والعدل في الرعية ، ولى بيت مال المدينة عمار بن ياسر وأبا الهيثم بن التيهان فكتب : العربي والقرشي والانصاري والعجمي وكل من في الاسلام من قبائل العرب وأجناس العجم (٣) ، فأتاه سهل بن حنيف بمولى له أسود

____________________

(١) لم يذكر لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صحابى اسمه ( زياد بن شداد الحارثى ) نعم عبدالله بن شداد كان من أصحابه لكن لم يعرف له أخ بهذا الاسم ، والظاهر وقوع التحريف ، و ستأتى في باب جوامع مكارم اخلاقه وآدابه وسننه صلوات الله عليه رواية عن الكافى ( ١ : ٤١٠ و ٤١١ ) وفيه أن ربيع بن زياد شكا إليه عليه‌السلام من أخيه عاصم بن زياد حين لبس العباء وترك الملاء. وقد ذكرت القضية في نهج البلاغة أيضا ( ١ : ٤٤٨ و ٤٤٩ عبده ط مصر ) وفيه أن علاء بن زياد الحارثى اشتكى من أخيه عاصم بن زياد. وقال ابن أبى الحديد في شرحه ( ٣ : ١٩ ط بيروت ) ان الذى رويته عن الشيوخ ورأيته بخط أحمد بن عبدالله الخشاب أن الربيع بن زياد الحارثى أصابه نشابة في جبينه إلى أن قال : قال الربيع : يا أميرالمؤمنين ألا أشكو إليك عاصم بن زياد أخى؟ قال : ماله؟ قال : لبس العباء وترك الملاء وغم أهله اه.

(٢) باغ وتبيغ : هاج.

(٣) في المصدر بعد ذلك : [ سواء ].

١٠٧

فقال : كم تعطي هذا؟ فقال له أميرالمؤمنين عليه‌السلام : كم أخذت أنت؟ قال : ثلاثة دنانير وكذلك أخذ الناس ، قال : فأعطوا مولاه مثل ما أخذ ثلاثة دنانير ، فلما عرف الناس أنه لا فضل لبعضهم على بعض إلا بالتقوى عند الله أتى طلحة والزبير عمار بن ياسر وأبا الهيثم بن التيهان فقالا : يا أبا اليقظان استأذن لنا على صاحبك ، قال : وعلي صاحبي إذن قد أخذ بيد أجيره وأخذ مكتله ومسحاته (١) وذهب يعمل في نخلة في بئر الملك وكانت بئر لتبع (٢) سميت بئر الملك ، فاستخرجها علي بن أبي طالب عليه‌السلام وغرس عليها النخل ، فهذا من عدله في الرعية وقسمه بالسوية.

قال ابن دأب : فقلنا : فما أدنى طعام الرعية؟ فقال : يحدث الناس أنه كان يطعم الخبز واللحم ويأكل الشعير والزيت ، ويختم طعامه مخافة أن يزاد فيه ، وسمع مقلى (٣) في بيته فنهض وهو يقول في ذمة علي بن أبي طالب مقلى الكراكر (٤)؟ قال : ففزع عياله وقالوا : يا أميرالمؤمنين إنها امرأتك فلانة نحرت جزور في حيها فاخذلها نصيب منها فأهدى أهلها إليها ، قال : فكلوا هنيئا مريئا ، قال : فيقال : إنه لم يشتكي المرأة (٥) إلا شكوى الموت ، وإنما خاف أن يكون هدية من بعض الرعية ، وقبول الهدية لو الي المسلمين خيانة للمسلمين.

قال : قيل فالصرامة؟ قال : انصرف من حربه فعسكر في النخيلة وانصرف الناس إلى منازلهم واستأذنوه ، فقالوا : يا أميرالمؤمنين كلت سيوفنا وتنصلت (٦)

____________________

(١) المكتل ، زنبيل من خوص. والمسحاة ما يسحى به كالمجرفة.

(٢) الصحيح كما في المصدر : بئر ينبع.

(٣) المقلى : وعاء ينضج فيه الطعام.

(٤) قال في لسان العرب ( ٦ : ٩٤٦ ) : الكركرة رحى زور البعير والناقة ، وهى إحدى الثفنات الخمس ، وقيل : هو الصدر من كل ذى خف ، وفي الحديث ( ألم تروا إلى البعير يكون بكركرته نكتة من جرب ) وجمعها كراكر ، وفي حديث عمر ( ما أجهل عن كراكر وأسنمة ) يريد احضارها للاكل فانها من أطائب ما يؤكل من الابل.

(٥) كذا في النسخ ، وفي المصدر : إنه لم يشتك ألما إلا شكوى الموت.

(٦) في المصدر : ونصلت. والمراد أنه زالت أثرها.

١٠٨

أسنة رماحنا ، فائذن لنا ننصرف فنعيد بأحسن من عدتنا ، وأقام هو بالنخيلة وقال : إن صاحب الحرب الارق الذي لا يتوجد (١) من سهر ليله وظماء نهاره ولا فقد نسائه وأولاده ، فلا الذي انصرف فعاد فرجع إليه ، ولا الذي أقام فثبت معه في عسكره أقام ، فلما رأى ذلك دخل الكوفة فصعد المنبر فقال : لله أنتم ما أنتم إلا اسد الشرا في الدعة وثعالب رواغة (٢) ما أنتم بركن يصال به ولا ذو أثر يعتصر إليها (٣) ، أيها المجتمعة أبدانهم والمختلفة أهواؤهم ما عزت دعوة من دعاكم ، ولا استراح قلب من ماشاكم (٤) مع أي إمام بعدي تقاتلون؟ وأي دار بعد دار كم تمنعون؟ فكان في آخر حربه أشد أسفا وغيظا وقد خذله الناس.

قال : فما الحفظ؟ قال : هو الذي تسميه العرب العقل ، لم يخبره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بشئ قط إلا حفظه ، ولا نزل عليه شئ قط إلا عني به (٥) ولا نزل من أعاجيب السماء شئ قط إلى الارض إلا سأل عنه حتى نزل فيه « وتعيها اذن واعية (٦) » و أتى يوما باب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وملائكته يسلمون عليه وهو واقف حتى فرغوا ، ثم دخل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال (٧) : يا رسول الله سلم عليك أربعمائة ملك ونيف ، قال :

____________________

(١) قال في النهاية ( ١ : ٢٦ ) : الارق : السهر ، ورجل أرق إذا سهر لعلة ، فان كان السهر من عادته قيل ( ارق ) بضم الهمزة والراء : وقوله ( لا يتوجد ) أى لا يشتكى. يقال : توجد السهر ونحوه أى شكاه.

(٢) قال في المراصد ( ٢ : ٧٨٧ ) : الشراء بالفتح والقصر : جبل بتهامة موصوف بكثرة السباع ، انتهى. والدعة : خفض العيش. والرواغ : كثير الخداع والمكر يقال : هو ثعلب رواغ وهم ثعالب رواغة.

(٣) صال عليه : وثب. اعتصر بفلان : لاذبه والتجأ إليه. وفي المصدر : ( ولازوافر عز يفتقر إليها ).

(٤) في المصدر : قاساكم.

(٥) في المصدر : إلا وعى به.

(٦) سورة الحاقة : ١١.

(٧) في المصدر : فقال له.

١٠٩

وما يدريك؟ قال : حفظت لغاتهم ، فلم يسلم عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله ملك إلا بلغة غير لغة صاحبه قال السيد (١) :

فظل يعقد بالكفين مستمعا

كأنه حاسب من أهل دارينا (٢)

أدت إليه بنوع من مفادتها

سفائن الهند معلقن الربابينا (٣)

قال ابن دأب : « وأهل دارينا » قرية من قرى أهل الشام وأهل الجزيرة (٤) وأهلها أحسن قوم.

ثم الفصاحة وثب الناس إليه فقالوا : يا أميرالمؤمنين ما سمعنا أحدا قط أفصح منك ولا أعرب كلاما منك ، قال : وما يمنعني وأنا مولدي بمكة ، قال ابن دأب : فأدركت الناس وهم يعيبون كل من استعان بغير الكلام الذي يشبه الكلام الذي هو فيه ويعتبون (٥) الرجل الذي يتكلم ويضرب بيده على بعض جسده أو على الارض أو يدخل في كلامه ما يستعين به فأدركت الاولى وهم يقولون كان عليه‌السلام يقوم فيتكلم بالكلام منذ ضحوة إلى أن تزول الشمس ، لا يدخل في كلامه غير الذي تكلم به ، ولقد سمعوه يوما وهو يقول : والله ما أتيتكم اختيارا ولكن أتيتكم سوقا (٦) ، أما والله لتصيرن بعدي سبايا سبايا يغيرونكم ويتغاير بكم ، أما والله إن من ورائكم الادبر لا تبقي ولا تذر ، و النهاس الفراس القتال الجموح (٧) ، يتوارثكم منهم عشرة (٨) يستخرجون كنوزكم

____________________

(١) أى السيد إسماعيل الحميرى المادح لاهل البيت عليهم‌السلام.

(٢) دارين : فرضة بالبحرين يجلب إليها المسك من الهند.

(٣) الربابين جمع الربان بالضم والتشديد : رئيس الملاحين. وفي المصدر : يحملن الربابينا.

(٤) في المصدر : [ أو ] أهل جزيرة.

(٥) في المصدر : ويعيبون.

(٦) في نسخ الكتاب ( ما أنبأتكم اختبارا ولكم أنبأتكم سوقا ) ولا يخلو عن سهو.

(٧) النهاس : الاسد والذئب والفراس : الاسد. والجموع : معرب ( جموش ) وفي الاحتجاج والارشاد : النهاس الفراس الجموع المنوع.

(٨) في المصدر : عدة.

١١٠

من حجالكم (١) ، ليس الآخر بأرأف بكم من الاول ، ثم يهلك بينكم دينكم و دنياكم ، والله لقد بلغني أنكم تقولون : إني أكذب ، فعلى من أكذب؟ أعلى الله فأنا أول من آمن بالله ، أم على رسوله فأنا أول من صدق به ، كلا والله أيها اللهجة عمتكم شمسها (٢) ولم تكونوا من أهلها ، وويل للامة كيلا بغير ثمن لو أن له وعاء (٣) « ولتعلمن نبأه بعد حين » إني لو حملتكم على المكروه الذي جعل الله عاقبته خيرا إذا كان فيه وله ، فإن استقمتم هديتم وإن تعوجتم اقمتم (٤) وإن أبيتم بدأت بكم (٥) لكانت الوثقى التي لا تعلى ، ولكن بمن؟ وإلى من؟ اؤديكم بكم (٦) واعاتبكم بكم ، كناقش الشوكة بالشوكة أن يقطعها بها (٧) ياليت لي من بعد قومي قوما وليت أن أبق يومي.

هنالك لودعوت أتاك منهم

رجال مثل أرمية الحمير (٨)

____________________

(١) جمع الحجل : ستريصرب للعروس في جوف البيت.

(٢) كذا في النسخ والمصدر ولم نفهم المراد ، وفي النهج ( كلا والله ولكنها لهجة غبتم عنها ) وفي الاحتجاج ( كلا ولكنها لهجة خدعة كنتم عنها اغنياء ) وهكذا في الارشاد ، ولعل ما في المتن تصحيف.

(٣) أى أناأكيل لكم العلم والحكمة كيلا بلا ثمن لو أجد وعاء أكيل فيه ، أى لو وجدت نفوسا قابلة وعقولا عاقلة. قاله الشيخ محمد عبده في شرحه على النهج.

(٤) في المصدر : أقمتكم.

(٥) في المصدر : تداركتكم وقوله ( لكانت الوثقى ) جواب ( لو ).

(٦) في المصدر : ( اداويكم بكم ) وفي النهج : اريد ان اداوى بكم وانتم دائى.

(٧) في المصدر : كناقش الشوكة بالشوكة أن ضلعها معها. وفي النهج : وهو يعلم أن ضلعها معها أقول : والظاهر أن ما بعدها شعر سقط منه كلمة واحدة هكذا :

يا ليت لى من بعد قومى قوما

وليت أن أسبق يومى يوما ( ب )

(٨) في المصدر : رجال مثل أرمية الحميم. وفي النهج : فوارس مثل أرمية الحميم. وقال الشريف الرضى فيه : الارمية جمع ( رمى ) وهو السحاب ، والحميم ههنا وقت الصيف وانما خص الشاعر سحاب الصيف بالذكرلانه اشد جفولا واسرع خفوفا : لانه لاماء فيه ، وانما يكون السحاب ثقيل السير لا متلائه بالماء ، وذلك لا يكون في الاكثر إلا زمان الشتاء ، وانما أراد الشاعر وصفهم بالسرعة إذادعوا والاغاثة إذا استغيثوا ، والدليل على ذلك قوله ( هنا لك لو دعوت اتاك منهم ) انتهى. اقول : قوله ( خفوفا ) مصدر غريب لخف بمعنى انتقل وارتحل مسرعا ، والمصدر المعروف ( الخف ).

١١١

اللهم إن الفرات ودجلة نهران أعجمان أصمان أعميان أبكمان ، اللهم سلط عليهما بحرك وانرع منهما نصرك ، لا النزعة بأسكان الركي ، دعوا إلى الاسلام فقبلوه (١) ، وقرؤوالقرآن فأحكموه ، وهيجوا إلى الجهاد فولهوا اللقاح أولادها (٢) وسلبوا السيوف أغمادها ، وأخذوا بأطراف الرماح زحفا (٣) وصفا صفا ، صف هلك وصف نجا ، لا يبشرون بالنجاة ولا يقرون على الفناء (٤) اولئك إخواني الذاهبون فحق الثناءلهم إن بطئنا. (٥) ثم رأيناه وعيناه تذرفان وهو يقول : « إنا لله وإنا إليه راجعون » إلى عيشة بمثل بطن الحية ، متى؟ لا متى لك منهم لامتى.

قال ابن دأب : هذا ما حفظت الرواة الكلمة (٦) وما سقط من كلامه أكثر و أطول مما لا يفهم عنه.

ثم الحكمة واستخراج الكلمة بالفطنة التي لم يسمعوها من أحد قط بالبلاغة في الموعظة ، فكان مما حفظ من حكمته وصف رجلا أن قال : ينهي ولا ينتهي ، ويأمر الناس بما لا يأتي ، ويبتغي الازدياد فيما بقي ، ويضيع ما اوتي ، يحب الصالحين و لا يعمل بأعمالهم ، ويبغض المسيئين وهو منهم ، يبادر من الدنيا ما يفنى ، ويذر من الآخرة ما يبقى ، يكره الموت لذنوبه ، ولا يترك الذنوب في حياته.

قال ابن دأب : فهل فكر الخلق إلى ما هم عليه من الوجود بصفته إلى ما مال غيره (٧)؟.

____________________

(١) كذا في النسخ وفي المصدر : لا النزعة بأشطان الركى ، اين القوم الذين دعوا إلى الاسلام فقبلوه؟ وفي النهج ( اللهم قد ملت اطباء هذا الداء الدوى وكلت النزعة بأشطان الركى ) والاشطان جمع شطن وهو الحبل. والركى جمع ركية وهى البئر.

(٢) الصحيح كما في المصدر : فولهوا وله اللقاح إلى أولادها.

(٣) في المصدر : زحفا زحفا.

(٤) في المصدر : ولا يعزون عن الفناء.

(٥) في المصدر : فحق لنا أن نظما إليهم.

(٦) في المصدر : الكلمة بعد الكلمة.

(٧) في المصدر : إلى ما قال غيره.

١١٢

ثم حاجة الناس إليه وغناه عنهم ، إنه لم ينزل بالناس ظلماء عمياء كان لها موضعا غيره ، مثل مجيئ اليهود يسألونه ويتعنتونه ، ويخبر بما في التوراة وما يجدون عندهم ، فكم يهودي (١) قد أسلم وكان سبب إسلامه هو.

وأما غناه عن الناس فإنه لم يوجد على باب أحد قط يساله عن كلمة ولا يستفيد منه حرفا.

ثم الدفع عن المظلوم وإغاثة الملهوف ، قال : ذكر الكوفيون أن سعيد بن قيس الهمداني رآه يوما في فناء حائط (٢) فقال : يا أميرالمؤمنين بهذه الساعة؟ قال : ما خرجت إلا لاعين مظلوما أو اغيث ملهوفا ، فبينا هو كذلك إذ أتته امرأة قد خلع قلبها لا تدري أين تأخذ من الدنيا ، حتى وقفت عليه فقالت : يا أميرالمؤمنين ظلمني زوجي وتعدى علي وحلف ليضربني ، فاذهب معي إليه ، فطأطأ رأسه ثم رفعه وهو يقول : حتى يؤخذ للمظلوم حقه غير متعتع (٣) ، وأين منزلك؟ قالت : في موضع كذا وكذا ، فانطلق معها حتى انتهت إلى منزلها ، فقالت : هذا منزلي ، قال : فسلم ، فخرج شاب عليه إزار ملونة ، فقال عليه‌السلام : اتق الله فقد أخفت زوجتك. فقال : وما أنت وذاك والله لاحرقنها بالنار لكلامك ، قال : وكان إذا ذهب إلى مكان أخذ الدرة بيده والسيف معلق تحت يده ، فمن حل عليه حكم بالدرة ضربه ، ومن حل عليه حكم بالسيف عاجله ، فلم يعلم الشاب إلا وقد أصلت السيف وقال له : آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر وترد المعروف؟ تب وإلا قتلتك قال : وأقبل الناس من السكك يسألون عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام حتى وقفوا عليه قال : فاسقط في يده الشاب (٤) وقال : يا أميرالمؤمنين اعف عني عفا الله عنك والله لاكونن أرضا تطأني ، فأمرها بالدخول إلى منزلها وانكفأ وهو يقول : « لا خير في

____________________

(١) في المصدر : فكم من يهودى.

(٢) في المصدر : رآه يوما في شدة الحر في فناء حائط.

(٣) تعتعه : حركه بعنف وقلقله. تعتع في الكلام : تردد فيه من عى.

(٤) سقط وأسقط في يده مجهولا : ندم على فعله.

١١٣

كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس » الحمد لله الذي أصلح بي بين مرأة وزوجها : يقول الله تبارك وتعالى : « لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما (١) ».

ثم المروءة وعفة البطن والفرج وإصلاح المال ، فهل رأيتم أحدا ضرب الجبال بالمعاول فخرج منها مثل أعناق الجزر كلما خرجت عنق قال : بشر الوارث ، ثم يبدوله فيجعلها صدقة بتلة (٢) إلى أن يرث الله الارض ومن عليها لينصرف النيران (٣) عن وجهه ويصرف وجهه عن النار ليس لاحد من أهل الارض أن يأخذوا من نبات نخلة واحدة حتى يطبق كلما ساح (٤) عليه ماؤه.

قال ابن دأب : فكان يحمل الوسق فيه ثلاثمائة ألف نواة ، فيقال له : ما هذا؟ فيقول : ثلاثمائة ألف نخلة إن شاء الله ، فيغرس النوى كلها فلا يذهب (٥) منه نواة ينبع وأعاجيبها (٦).

ثم ترك الوهن والاستكانة ، إنه انصرف من احد وبه ثمانون جراحة يدخل الفتائل من موضع ويخرج من موضع ، فدخل عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عائدا وهو مثل المضغة على نطع ، فلما رآه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بكى وقال له : إن رجلا يصيبه هذا في الله لحق على الله أن يفعل به ويفعل ، فقال مجيبا له وبكى : بأي أنت وامي الحمد لله الذي لم يرني وليت عنك ولا فررت ، بأبي أنت وامي كيف حرمت الشهادة؟ قال : إنها من ورائك إن شاء الله.

قال : فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أبا سفيان قد أرسل موعده (٧) بيننا وبينكم

____________________

(١) سورة النساء : ١١٤.

(٢) أى قطعية بحيث لاخيار ولاعود فيها.

(٣) في المصدر : ليصرف النار.

(٤) في المصدر : ساخ.

(٥) في المصدر : فلا تذهب.

(٦) كذا في النسخ والمصدر.

(٧) في المصدر : موعدة.

١١٤

حمراء الاسد ، فقال : بأبي أنت وامي والله لو حملت على أيدي الرجال ما تخلفت عنك ، قال : فنزل القرآن « وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين (١) » ونزلت الآية فيه قبلها « وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاب مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين (٢) ».

ثم ترك الشكاية في ألم الجراحة ، شكت المرأتان (٣) إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما يلقى وقالتا : يا رسول الله قد خشينا عليه مما تدخل الفتائل في موضع الجراحات من موضع إلى موضع وكتمانه ما يجد من الالم ، قال : فعد ما به من أثر الجراحات عند خروجه من الدنيا فكانت ألف جراحة من قرنه إلى قدمه صلوات الله عليه.

ثم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال : خطب الناس فقال : أيها الناس مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، فإن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقرب أجلا ولا يؤخر رزقا. وذكروا أنه عليه‌السلام توضأ مع الناس في ميضأة المسجد فزحمه رجل فرمى به ، فأخذ الدرة فضربه ، ثم قال له : ليس هذا لما صنعت بي ولكن يجيئ من هو أضعف مني فتفعل به مثل هذا فتضمن.

قال : واستظل يوما في حانوت من المطر فنحاه صاحب الحانوت.

ثم إقامة الحدود ولو على نفسه وولده ، أحجم الناس (٤) عن غير واحد من أهل الشرف والنباهة وأقدم هو عليهم بإقامة الحدود ، فهل سمع أحد أن شريفا أقام عليه أحد حدا غيره؟ منهم (٥) عبيد الله بن عمر بن الخطاب ومنهم قدامة بن مظعون ومنهم الوليد بن عقبة بن أبي معيط شربوا الخمر فأحجم الناس عنهم وانصرفوا وضربهم بيده حيث خشي أن يبطل الحدود (٦).

____________________

(١) سورة آل عمران : ١٤٦.

(٢) سورة آل عمران : ١٤٥.

(٣) احداهما نسيبة الجراحة والاخرى امرأة غيرها تتصديان معالجة الجرحى في الغزوات

(٤) أحجم عن الشئ : كف أو نكص هيبة.

(٥) أى من الذين احجم الناس عنهم وأقام عليه‌السلام الحد عليهم.

(٦) في المصدر : أن تعطل الحدود.

١١٥

ثم ترك الكتمان على ابنته ام كلثوم ، أهدى لها بعض الامراء عنبرا ، فصعد المنبر فقال : أيها الناس إن ام كلثوم بنت علي خانتكم عنبرا ، وايم الله لو كانت سرقة لقطعتها من حيث أقطع نساءكم.

ثم القرآن وما يوجد فيه من مغازي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مما نزل من القرآن وفضائله وما يحدث الناس مما قام به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من مناقبه التي لا تحصى.

ثم أجمعوا أنه لم يرد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كلمة قط ولم يكع عن موضع بعثه ، وكان يخدمه في أسفاره ويملا رواياه وقربه ، ويضرب خباءه ، ويقوم على رأسه بالسيف حتى يأمره بالقعود والانصراف ، ولقد بعث غير واحد في استعذاب ماء (١) من الجحفة وغلظ عليه الماء ، فانصرفوا ولم يأتوا بشئ ، ثم توحه هو بالراوية فأتاه بماء مثل الزلال ، واستقبله أرواح فأعلم بذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ذلك جبرئيل في ألف وميكائيل في ألف وإسرافيل (٢) في ألف ، فقال السيد الشاعر :

أعني الذي سلم في ليلة

عليه ميكال وجبريل (٣)

جبريل في ألف وميكال في

ألف ويتلوهم سرافيل

ثم دخل الناس عليه قبل أن يستشهد بيوم فشهدوا جميعا أنه قد وفر فيئهم و ظلف عن دنياهم ولم يرتش في أحكامهم (٤) ولم يتناول من بيت مال المسلمين ما يساوي عقالا ، (٥) ولم يأكل من مال نفسه إلا قدر البلغة ، وشهدوا جميعا أن أبعد الناس منه منزلة أقربهم منه (٦).

____________________

(١) استعذب الماء : طلبه أو استقاه.

(٢) في المصدر : ويتلوه إسرافيل.

(٣) في المصدر : ذاك الذى سلم اه.

(٤) في المصدر : في إجراء أحكامهم.

(٥) العقال : زكاة عام من الابل والغنم ، يقال ( أديت عقال سنة ) أى صدقتها.

(٦) الاختصاص : ١٤٤ ١٦٠ : وفيه : أن أبعد الناس منهم بمنزلة أقربهم منه. وعلى ما في المتن فقوله ( منزله ) منصوب بحذف الجار ، أى في منزلة.

١١٦

٩٢

( باب )

* ما جرى من مناقبه ومناقب الائمة من ولده عليهم‌السلام على ) *

* ( لسان أعدائهم ) *

١ ـ لى : الحسين بن يحيى بن ضريس ، عن أبيه ، عن أبي عوانة ، عن أبيه عن عبدالله بن مسلمة (١) القعنبي ، عن عبدالله بن لهيعة ، عن محمد بن عبدالرحمن بن عروة بن الزبير ، عن أبيه ، عن جده قال : وقع رجل في علي بن أبي طالب عليه‌السلام بمحضره من عمر بن الخطاب ، فقال له عمر : تعرف صاحب هذا القبر؟ محمد بن عبدالله ابن عبدالمطلب ، وعلي ابن أبي طالب بن عبدالمطلب ، ولا تذكرن (٢) عليا إلا بخير فإنك إن تنقصته آذيت هذا في قبره (٣).

ما : الغضائري ، عن الصدوق مثله (٤).

٢ ـ لى : الطالقاني ، عن محمد بن جرير الطبري ، عن أحمد بن رشيد ، عن سعيد بن خيثم ، عن سعد ، عن الحسن البصري أنه بلغه أن زاعما يزعم أنه ينقص عليا ، فقام في أصحابه يوما فقال : لقد هممت أن أغلق بابي ثم لا أخرج من بيتي حتى يأتيني أجلي ، بلغني أن زاعما منكم يزعم أني أنتقص خير الناس بعد نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنيسه وجليسه والمفرج للكرب عنه عند الزلازل والقاتل للاقران يوم التنازل (٥) لقد فارقكم رجل قرا القرآن فوقره ، وأخذ العلم فوفره ، وحاز البأس فاستعمله

____________________

(١) في المصدر : عبدالله بن مسلم.

(٢) في المصدر : لا تذكرن.

(٣) أمالى الصدوق : ٢٣٢.

(٤) أمالى الطوسى : ٢٧٥.

(٥) أى يوم الحرب والقتال.

١١٧

في طاعة ربه ، صابرا على مضض (١) الحرب ، شاكرا عند اللاواء (٢) والكرب ، فعمل بكتاب ربه ونصح لنبيه وابن عمه وأخيه ، آخاه دون أصحابه ، وجعل عنده سره وجاهد عنه صغيرا وقاتل معه كبيرا ، يقتل الاقران وينازل الفرسان دون دين الله حتى وضعت الحرب أو زارها ، متمسكا بعهد نبيه ، لا يصده صاد ولا يمالي عليه مضاد ، ثم مضى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو عنه راض ، أعلم المسلمين علما ، وأفهمهم فهما ، و أقدمهم في الاسلام ، لا نظير له في مناقبه ، ولا شبيه له في ضرائبه (٣) ، فظلفت نفسه عن الشهوات ، وعمل لله في الغفلات ، وأسبغ الطهور في السبرات ، (٤) وخشع لله في الصلوات ، وقطع نفسه عن اللذات ، مشمرا عن ساق ، (٥) طيب الاخلاق ، كريم الاعراق ، اتبع سنن نبيه ، واقتفى آثار وليه ، فكيف أقول فيه ما يوبقني؟ وما أحد أعلمه يجد فيه مقالا ، فكفوا عنا الاذى وتجنبوا طريق الردى. (٦)

٣ ـ ل : الحسن بن محمد السلولي (٧) ، عن محمد بن عبدالله الحضرمي ، عن محمد بن مرزوق ، عن حسين ، عن يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، (٨) عن أبي الزعراء قال : قال عبدالله (٩) : علماء الارض ثلاثة عالم بالشام وعالم بالحجاز وعالم بالعراق أما عالم الشام فأبو الدرداء ، وأما عالم الحجاز فهو علي عليه‌السلام ، وأما عالم العراق فأخ لكم (١٠) بالكوفة ، وعالم الشام وعالم العراق محتاجان إلى عالم الحجازوعالم الحجاز لايحتاج إليهما (١١).

____________________

(١) المضض : وجع المصيبة.

(٢) اللاواء : الشدة والمحنة.

(٣) جمع الضريبة : موقع السيف ونحوه من الجسد.

(٤) جمع السبرة : الغداة الباردة.

(٥) شمر الثوب عن ساقيه : رفعه.

(٦) أمالى الصدوق : ٢٦٠.

(٧) في ( م ) و ( د ) : السكونى وفي المصدر : ابوالقاسم بن محمد السكونى.

(٨) زاد في المصدر هنا : عن ابن مسعود.

(٩) في المصدر : عبدالله بن مسعود.

(١٠) في المصدر : فهو أخ لكم.

(١١) الخصال ١ : ٨٢.

١١٨

٤ ـ حاما : المفيد ، عن الحسن بن عبدالله القطان ، عن عثمان بن أحمد ، عن أحمد بن محمد بن صالح ، عن محمد بن مسلم الرازي ، عن عبدالله بن رجاء ، عن إسرائيل عن أبي إسحاق ، عن جبشي بن جنادة قال : كنت جالسا عند أبي بكر فأتاه رجل فقال : يا خليفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إن رسول الله (ص) وعدني أن يحثولي ثلاث حثيات (١) من تمر ، فقال أبوبكر : ادعوا لي عليا ، فجاءه علي عليه‌السلام فقال أبوبكر : يا أبا الحسن إن هذا يذكر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعده أن يحثوله ثلاث حثيات من تمر فاحثهاله فحثا له ثلاث حثيات من تمر ، فقال أبوبكر : عدوها فوجودا في كل حثية ستين تمرة ، فقال أبوبكر : صدق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سمعته ليلة الهجرة ونحن خارجون من مكة إلى المدينة يقول : يا أبابكر كفي وكف علي في العدل سواء. (٢)

٥ ـ ما : المفيد ، عن المراغي ، عن محمد بن الحسين بن صالح ، عن محمد بن علي ابن زيد ، عن محمد بن تسنيم ، عن جعفر بن محمد الخثعمي ، عن إبراهيم بن عبدالحميد عن رقبة بن مصقلة بن عبدالله بن حوية العبدي ، عن أبيه ، عن جده قال : أتى عمر ابن الخطاب رجلان يسألان عن طلاق الامة ، فالتفت إلى خلفه فنظر إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : يا أصلع ما ترى في طلاق الامة؟ فقال بأصبعه (٣) هكذا وأشار بالسبابة والتي تليها فالتفت إليهما عمر وقال : ثنتان ، فقالا : سبحان الله جئناك و أنت أميرالمؤمنين فسألناك فجئت إلى رجل سألته والله ما كلمك ، فقال عمر : تدريان من هذا؟ قالا : لا ، قال : هذا علي بن أبي طالب ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لو أن السماوات السبع والارضين السبع وضعتا في كفة ووضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي عليه‌السلام. (٤).

ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن صالح بن أحمد ، ومحمد بن القاسم ، عن محمد بن تسنيم مثله (٥).

____________________

(١) جمع الحثى : ما غرف باليد من التراب وغيره.

(٢) أمالى المفيد : ١٧٢. أمالى الطوسى : ٤٢.

(٣) أى أشار وفي المصدر : فقال له.

(٤) أمالى الطوسى : ١٤٩.

(٥) أمالى ابن الشيخ : ١٧.

١١٩

٦ ـ ما : الفحام ، عن عمه عمرو بن يحيى ، عن الحسن بن المتوكل ، عن عفان بن مسلم ، عن حماد بن سلمة ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عمر قال : سألني عمر بن الخطاب فقال لي : يا بني من أخير الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : قلت له : من أحل الله له ما حرم على الناس وحرم عليه ما أحل للناس ، فقال : والله لقد قلت فصدقت ، حرم على علي بن أبي طالب عليه‌السلام الصدقة وأحلت للناس ، و حرم عليهم أن يدخلوا المسجد وهم جنب وأحل له ، وأغلقت الابواب وسدت ولم يغلق لعلي باب ولم يسد (١).

٧ ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن يعقوب بن يوسف ، عن عبيدالله بن موسى ، عن جعفر الاحمري ، عن جميع بن عمير (٢) قال : قالت عمتي لعائشة وأنا أسمع له : أنت مسيرك إلى علي عليه‌السلام ما كان؟ قالت : دعينا منك إنه ما كان من الرجال أحب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من علي عليه‌السلام ولا من النساء أحب إليه من فاطمة عليها‌السلام (٣).

٨ ـ ما : علي بن أحمد المعروف بابن الحمامي ، عن أحمد بن عثمان ، عن محمد بن الحسين ، عن أبي غسان ، عن أبي بكر بن عياش ، عن صدقة بن سعيد ، عن جميع بن عمير التميمي قال : دخلت مع امي وخالتي على عائشة فسألناها كيف كان منزلة علي عليه‌السلام فيكم؟ قالت : سبحان الله كيف تسألان عن رجل لما مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال الناس : أين تدفنونه؟ فقال علي عليه‌السلام : ليس في أرضكم بقعة أحب إلى الله من بقغة قبض فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكيف تسألاني عن رجل وضغ يده على موضع لم يطمع فيه أحد. (٤)

بيان : الاخير كناية عن الغسل الذي فيه مظنة مس العورة ، فزعمت وقوعه

____________________

(١) أمالى الطوسى : ١٨٢.

(٢) في المصدر : : عن جعفر الاحمر ، عن الشيبانى ، عن جميع بن عمير.

(٣) أمالى الطوسى : ٢١١.

(٤) أمالى الطوسى : ٢٤٢ و ٢٤٣.

١٢٠