بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير مثله (١) ،

٧٦ ـ كا : أبو علي الاشعري ، عن محمد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو ابن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : اتي أميرالمؤمنين عليه‌السلام برجل من بني ثعلبة قد تنصر بعد إسلامه ، فشهدوا عليه ، فقال له أميرالمؤمنين عليه‌السلام ما تقول (٢) هؤلاء الشهود؟ قال : صدقوا وأنا أرجع إلى الاسلام ، فقال : أما لو أنك كذبت (٣) الشهود لضربت عنقك ، وقد قبلت منك فلا تعد ، فإنك إن رجعت لم أقبل منك رجوعا بعده (٤).

٧٧ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن صالح ابن سهل ، عن كردين ، عن رجل ، عن أبي عبدالله وأبي جعفر عليهما‌السلام : قال : إن أميرالمؤمنين عليه‌السلام لما فرغ من أهل البصرة أتاه سبعون رجلا من الزط (٥) فسلموا عليه وكلموه بلسانهم ، فرد عليهم بلسانهم ، ثم قال لهم : إني لست كما قلتم ، أنا عبدالله مخلوق ، فأبوا عليه وقالوا : أنت هو ، فقال لهم : لئن لم تنتهوا وترجعوا عما قلتم إلى الله (٦) لاقتلنكم ، فأبوا أن يرجعوا ويتربوا ، فأمر أن يحفر لهم آبارا (٧) ، فحفرت ثم خرق بعضها إلى بعض ، ثم قذفهم فيها ، ثم خمر رؤوسها ، ثم الهبت النار في بئر منها ليس فيها أحد منهم ، فدخل الدخان عليهم فماتوا (٨).

٧٨ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالرحمن بن الحجاج

____________________

(١) أمالى ابن الشيخ : ٥٩.

(٢) في المصدر : ما يقول.

(٣) في المصدر : أما أنك لو كذبت.

(٤) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٢٥٧.

(٥) الزط : هم جنس من السودان والهنود.

(٦) في المصدر : وترجعوا عما قلتم في وتتوبوا إلى الله عزوجل.

(٧) في المصدر : فأمر أن تحفر لهم آبار.

(٨) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٢٥٩ و ٢٦٠.

٣٠١

قال دخل الحكم بن عيينة وسلمة بن كهيل على أبي جعفر عليه‌السلام فسألاه عن شاهد ويمين ، فقال قضى به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقضى علي (١) عندكم بالكوفة ، فقالا : هذا خلاف القرآن ، فقال : وأين وجدتموه خلاف القرآن؟ فقالا : إن الله تبارك وتعالى يقول : « وأشهدوا ذوي عدل منكم (٢) » فقال : هو لا تقبلوا شهادة واحد ويمين (٣) ، ثم قال : إن عليا عليه‌السلام كان قاعدا في مسجد الكوفة ، فمر به عبدالله بن قفل التميمي ومعه درع طلحة ، فقال له علي عليه‌السلام : هذه درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة ، فقال له عبدالله بن قفل : فاجعل بيني وبينك قاضيك الذي رضيته للمسلمين فجعل بينه وبينه شريحا ، فقال علي عليه‌السلام : هذه درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة فقال له شريح : هات على ما تقول بينة ، فأتاه الحسن (٤) فشهد أنها درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة ، فقال : هذا شاهد (٥) فلا أقضي بشهادة شاهد حتى يكون معه آخر ، قال : فدعا قنبرا فشهد أنها درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة ، فقال شريح : هذا مملوك ولا أقضي بشهادة مملوك ، قال : فغضب علي عليه‌السلام وقال : خذها (٦) فان هذا قضى بجور ثلاث مرات ، قال : فتحول شريح ثم قال : لا أقضي بين اثنين حتى تخبرني من أين قضيت بجور ثلاث مرات ، فقال له : ويلك أو ويحك إني لما أخبرتك أنها درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة فقلت : هات على ما تقول بينة وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حيث ماوجد غلول اخذ بغير بينة ، فقلت : رجل لم يسمع الحديث فهذه واحدة ، ثم أتيتك بالحسن فشهد فقلت : هذا واحد ولا أقضي بشهادة واحد حتى يكون معه آخر ، وقد قضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بشهادة واحد ويمين ، فهذه

____________________

(١) في المصدر : وقضى به على.

(٢) سورة الطلاق : ٢.

(٣) في المصدر : فقال لهما أبوجعفر عليه‌السلام : فقوله ( واشهدوا ذوى عدل منكم ) هو أن لا تقبلوا شهادة واحد ويمينا؟.

(٤) في المصدر : فأتاه بالحسن.

(٥) في المصدر : فقال شريح هذا شاهد واحد.

(٦) فقال خذوها.

٣٠٢

ثنتان ، ثم أتيتك بقنبر فشهد أنها درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة فقلت : هذا مملوك ولا أقضي بشهادة مملوك ، وما بأس بشهادة مملوك إذا كان عدلا ، ثم قال : ويلك أو ويحك إمام المسلمين يؤمن من امورهم على ما هو أعظم من هذا. (١)

٧٩ ـ كا ، يب : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي المعلى ، (٢) عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : اتي عمر بن الخطاب بامرأة قد تعلقت برجل من الانصار ، وكانت تهواه ولم تقدر (٣) على حيلة ، فذهبت و أخذت بيضة فأخرجت منها الصفرة ، وصبت البياض على ثيابها وبين فخذيها ، (٤) ثم جاءت إلى عمر فقالت : يا أميرالمؤمنين إن هذا الرجل قد أخذني (٥) في موضع كذا وكذا ففضحني ، فقال : (٦) فهم عمر أن يعاقب الانصاري ، فجعل الانصاري يحلف وأميرالمؤمنين جالس و يقول : يا أميرالمؤمنين تثبت في أمري ، فلما أكثر الفتى قال عمر لاميرالمؤمنين عليه‌السلام : يا أبا الحسن ما ترى؟ فنظر أميرالمؤمنين عليه‌السلام إلى بياض على ثوب المرأة وين فخذيها فاتهمها أن تكون احتالت لذلك ، قال : (٧) ائتوني بماء حار قد أغلى غليانا شديدا ، ففعلوا ، فلما اتي بالماء أمرهم فصبوا على موضع البياض ، فاشتوى ذلك البياض ، فأخذه أميرالمؤمنين عليه‌السلام فألقاه في فيه ، فلما عرف طعمه ألقاه من فيه ، ثم أقبل على المرأة حتى أقرت بذلك ، ودفع الله عز وجل عن الانصار عقوبة عمر. (٨)

____________________

(١) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٣٨٥ و ٣٨٦.

(٢) ابى العلاء خ ل.

(٣) في الكافى : ولم تقدرله.

(٤) في الكافى : على ثيابها بين فخذيها.

(٥) في الكافى : إن هذا الرجل أخذنى.

(٦) في الكافى : قال.

(٧) في المصدرين : فقال.

(٨) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٤٢٢. التهذيب ٢ : ٩٢.

٣٠٣

قب : مرسلا مثله. (١)

٨٠ ـ يب ، كا : محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد ، عن إبراهيم إسحاق الاحمر قال : حدثني أبوعيسى يوسف بن محمد قرابة لسويد بن سعيد الاهوازي (٢) قال : حدثني سويد بن سعيد ، عن عبدالرحمن بن أحمد الفارسي ، عن محمد بن إبراهيم ابن أبي ليلى ، عن الهيثم بن جميل ، عن زهير ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عاصم ابن ضمرة السلولي قال : سمعت غلاما بالمدينة وهو يقول : يا أحكم الحاكمين احكم بيني وبين امي ، فقال له عمر بن الخطاب : يا غلام لم تدعو على امك؟ فقال يا أميرالمؤمنين : إنها حملتني في بطنها تسعا (٣) وأرضعتني حولين كاملين ، (٤) فلما ترعرعت وعرفت الخير من الشر ويميني عن شمالي طردتني وانتفت مني ، وزعمت أنها لا تعرفني ، فقال عمر : أين تكون الوالدة؟ قال : في سقيفة بني فلان ، فقال عمر : علي بام الغلام ، قال : فأتوابها مع أربعة إخوة لها وأربعين قسامة يشهدون لها أنها لا تعرف الصبي ، وأن هذا الغلام (٥) مدع ظلوم غشوم (٦) يريد أن يفضحها في عشيرتها ، وأن هذه جارية من قريش لم تتزوج قط ، لانها بختام ربها (٧) فقال عمر : يا غلام ما تقول؟ فقال : يا أميرالمؤمنين هذه والله امي حملتني في بطنها تسعا وأرضعتني حولين كاملين ، فلما ترعرعت وعرفت الخير والشر (٨) و يميني من شمالي طردتني وانتفت مني ، وزعمت أنها لا تعرفني ، فقال عمر : يا هذه ما يقول الغلام؟ فقالت : يا أميرالمؤمنين والذي احتجب بالنور فلاعين تراه وحق محمد وما ولد ما أعرفه ولا

____________________

(١) مناقب آل أبى طالب ١ : ٤٨٩.

(٢) في الكافى : الامرانى.

(٣) في الكافى : تسعة أشهر. وكذا فيما يأتى.

(٤) ليست كلمة ( كاملين ) في الكافى وكذا فيما يأتى.

(٥) في الكافى : وان هذا الغلام غلام مدع.

(٦) الغاشم والغشوم : الظالم.

(٧) في المصدرين : وانها بخاتم ربها.

(٨) في الكافى : من الشر.

٣٠٤

أدري (١) من أي الناس هو ، وإنه غلام يريد (٢) أن يفضحني في عشيرتي ، وأنا (٣) جارية من قريش لم أتزوج قط ، وإني بخاتم ربي ، فقال عمر : ألك شهود؟ فقالت : نعم هؤلاء ، فتقدم الاربعون قسامة (٤) فشهدوا عند عمر أن الغلام مدع يريد أن يفضحها في عشريتها ، وأن هذه جارية من قريش لم تتزوج قط ، وأنها بخاتم ربها فقال عمر : خذوا بيد الغلام (٥) وانطلقوا به إلى السجن حتى نسأل عن الشهود ، فإن عدلت شهادتهم جلدته حد المفتري ، فأخذوا بيد الغلام وانطلقوا (٦) به إلى السجن فتلقاهم أميرالمؤمنين عليه‌السلام في بعض الطريق ، فنادى الغلام : يا ابن عم رسول الله إني غلام مظلوما ، فأعاد (٧) عليه الكلام الذي تكلم به عمر ، (٨) ثم قال : وهذا عمر قد أمربي إلى السجن ، (٩) فقال علي عليه‌السلام : ردوه إلى عمر ، فلما ردوه قال لهم عمر : أمرت به إلى السجن فرددتموه إلي؟ فقالوا : يا أميرالمؤمنين أمرنا علي بن أبي طالب أن نرده إليك ، فسمعناك تقول أن : لا تعصوا (١٠) لعلي أمرا ، فبيناهم كذلك إذ أقبل علي عليه‌السلام فقال : علي بام الغلام ، فأتوابها ، فقال علي عليه‌السلام : يا غلام ما تقول؟ فأعاد الكلام على علي عليه‌السلام ، فقال علي عليه لعمر : أتأذن لي أن أقضي بينهم؟ فقال عمر : سبحان الله وكيف لا وقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :

____________________

(١) في المصدر : وما أدرى.

(٢) في المصدر : وانه غلام مدع يريد اه.

(٣) في المصدر : وانى.

(٤) في المصدر : القسامة.

(٥) في المصدر : خذوا هذا الغلام.

(٦) في المصدر : فأخذوا الغلام ينطلق به.

(٧) في المصدرين : وأعاد.

(٨) في الكافى : كلم به عمر. وفي التهذيب : تكلم به عند عمر.

(٩) في الكافى : إلى الحبس.

(١٠) في الكافى : وسمعناك وأنت تقول : لا تعصوا. وفي التهذيب : وسمعناك تقول : لا تعصوا.

٣٠٥

أعلمكم علي بن أبي طالب عليه‌السلام؟ ثم قال للمرأة : يا هذه المرأة الك شهود؟ (١) قالت نعم ، فتقدم الاربعون قسامة فشهودا بالشهادة الاولى ، فقال علي عليه‌السلام : لاقضين اليوم بينكم بقضية (٢) هي مرضاة الرب من فوق عرشه ، علمنيها حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال لها (٣) : ألك ولي؟ قالت : نعم هؤلاء إخوتي ، فقال لاخوتها أمري فيكم وفي اختكم جائز؟ قالوا : نعم يا ابن عم محمد أمرك فينا وفي اختنا جائز فقال علي عليه‌السلام : اشهد الله واشهد من حضر من المسلمين أني قد زوجت هذا الغلام من هذه الجارية بأربعمائة درهم والنقد من مالي ، يا قنبر علي بالدراهم ، فأتاه قنبر بها فصبها في يد الغلام ، قال : خذها فصبها في حجر امرأتك ، ولا تأتنا إلا وبك أثر العرس يعني الغسل فقام الغلام فصب الدراهم في حجر المرأة ثم تلببها وقال لها : قومي ، فنادت المرأة : النار النار يا ابن عم محمد أتريد أن تزوجني من ولدي؟ هذا والله ولدي زوجني إخوتي هجينا فولدت منه هذا ، (٤) فلما ترعرع و شب أمروني أن أنتفي منه وأطرده ، وهذا والله ولدي ، وفؤادي يتغلى (٥) أسفا على ولدي ، قال : ثم أخذت بيد الغلام وانطلقت ، ونادى عمر : واعمراه لولا علي لهلك عمر. (٦)

قب : حدائق أبي تراب الخطيب مثله. (٧)

بيان : ترعرع الصبي أي تحرك ونشأ (٨) وتقول : لببت الرجل تلبيبا : إذا جمعت ثيابه عند صدره ونحره في الخصومة ، ذكره الجوهري. (٩) وقال : الهجنة في

____________________

(١) في المصدرين : يا هذه ألك شهود؟.

(٢) في المصدرين : لاقضين اليوم بقضية بينكما.

(٣) في الكافى : ثم قال لها.

(٤) في الكافى : هذا الغلام.

(٥) غلى القدر غليا وغليانا : جاشت بقوة الحرارة : وفي الكافى ( يتقلى ) أى يتململ.

(٦) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٤٢٣ و ٤٢٤. التهذيب ٢ : ٩٢ و ٩٣.

(٧) مناقب آل ابى طالب ١ : ٤٩٣ و ٤٩٤.

(٨) الصحاح : ١٢٢٠.

(٩) الصحاح : ٢١٦ ، وزاد : ثم جررته.

٣٠٦

الناس و الخيل إنما تكون من قبل الام فإذا كان الاب عتيقا والام ليست كذلك كان الولد هجينا. (١)

٨١ ـ يب ، كا : أحمد بن محمد بن خالد ، (٢) عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : اتي عمر بامرأة وزوجها (٣) شيخ ، فلما أن واقعها مات على بطنها ، فجاءت بولد ، فادعى بنوه أنها فجرت ، و تشاهدوا عليها ، فأمر بها عمرأن ترجم ، فمر بها علي عليه‌السلام فقالت. يا ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إن لي حجة ، فقال : (٤) هاتي حجتك ، فدفعت إليه كتابا فقرأه فقال : هذه المرأة تعلمكم بيوم زوجها (٥) ويوم واقعها ، وكيف كان جماعه لها ، ردوا المرأة ، فلما كان (٦) من الغد دعا بصبيان أتراب ودعا بالصبي معهم ، فقال : العبوا ، (٧) حتى إذا ألهاهم اللعب فقال لهم : (٨) اجلسوا حتى إذا تمكنوا صاح بهم [ بأن قوموا ] فقام الصبيان وقام الغلام فاتكأ على راحتيه ، فدعا به علي عليه‌السلام فورثه من أبيه وجلد إخوته حدا ، (٩) فقال له عمر : كيف صنعت؟ قال عرفت ضعف الشيخ في اتكاء الغلام على راحتيه. (١٠)

قب : مرسلا مثله (١١).

____________________

(١) الصحاح.

(٢) في الكافى : عدة من أصحابنا ، عن احمد بن محمد بن خالد.

(٣) في الكافى : تزوجها.

(٤) في الكافى : قال.

(٥) في الكافى : تزوجها.

(٦) في المصدرين : فلما أن كان.

(٧) في المصدرين : فقال لهم : العبوا.

(٨) في التهذيب : قال لهم. وفي الكافى : وقال لهم.

(٩) في التهذيب : وجلد اخوته حد المفترى. وفي الكافى : وجلد اخوته المفترين حدا حدا.

(١٠) التهذيب ٢ : ٩٣. فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٤٢٤ و ٤٢٥.

(١١) مناقب آل ابى طالب ١ : ٤٩٩.

٣٠٧

٨٢ ـ يب ، كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عثمان ، عن رجل عن أبي عبدالله عليه‌السلام أن رجلا أقبل على عهد علي عليه‌السلام من الجبل حاجا ومعه غلام له ، فأذنب فضربه مولاه ، فقال : ما أنت مولاي بل أنا مولاك ، قال : فمازال ذا يتواعد ذا (١) وذا يتواعد ذا ويقول : كما أنت حتى نأتي الكوفة يا عدو الله فأذهب بك إلى أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، فلما أتيا الكوفة أتيا أميرالمؤمنين عليه‌السلام فقال الذي ضرب الغلام : أصلحك الله إن هذا غلام لي وإنه أذنب فضربته ، فوثب علي ، وقال الآخر : هو والله غلام لي أرسلني أبي (٢) معه ليعلمني ، وإنه وثب علي يدعيني ليذهب بمالي قال : فأخذ هذا يحلف وهذا يحلف وذا يكذب هذا وذا يكذب هذا ، قال : فقال : فانطلقا فتصادقا في ليلتكم (٣) هذه ، ولا تجيئاني إلا بحق ، فلما أصبح أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال لقنبر : اثقب في الحائط ثقبين ، قال : وكان إذا أصبح عقب حتى تصير الشمس على رمح يسبح ، فجاء الرجلان واجتمع الناس ، فقالوا : لقد وردت علينا قضية ما ورد علينا مثلها (٤) لا يخرج منها ، (٥) فقال لهما : قوما (٦) فإني لست أراكما تصدقان ، ثم قال لاحدهما : أدخل رأسك في هذا الثقب ، ثم قال للآخر : أدخل رأسك في هذا الثقب ثم قال : يا قنبر علي بسيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عجل أضرب رقبة العبد منهما ، قال : فأخرج الغلام رأسه مبادرا ومكث الآخر في الثقب ، فقال علي عليه‌السلام للغلام : ألست تزعم أنك لست بعبد! قال : بلى ولكنه

____________________

(١) في الكافى ( يتوعد ) في الموضعين.

(٢) في الكافى : ان ابى ارسلنى معه.

(٣) في الكافى : في ليلتكما.

(٤) في الكافى : لقد وردت عليه قضية ما ورد عليه مثلها.

(٥) أى زعم القوم أن أميرالمؤمنين عليه‌السلام لا يمكنه القضاء في هذه القضية ، وفي التهذيب : لا تخرج منها.

(٦) في الكافى : فقال لهما ما تقولان؟ فحلف هذا أن هذا عبده ، وحلف هذا أن هذا عبده ، فقال لهما : قوما اه.

٣٠٨

ضربني وتعدى علي ، قال : فتوثق له أميرالمؤمنين عليه‌السلام ودفعه إليه. (١)

قب : مرسلا مثله (٢).

٨٣ ـ يب ، كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أتي عمر بن الخطاب بجارية قد شهدوا عليها أنها بغت ، وكان من قصتها أنها كانت يتيمة عند رجل ، وكان الرجل كثيرا ما يغيب عن أهله ، فشبت اليتيمة فتخوفت المرأة أن يتزوجها زوجها ، فدعت بنسوة حتى أمسكنها فأخذت عذرتها بإصبعها ، فلما قدم زوجها من غيبته رمت المرأة اليتيمة بالفاحشة ، فأقامت (٣) البينة من جاراتها اللاتي ساعدنها على ذلك ، فرفع ذلك إلى عمر فلم يدر كيف يقضي فيها ، ثم قال للرجل : ائت علي بن أبي طالب واذهب بنا إليه ، فأتوا عليا عليه‌السلام وقصوا عليه القصة ، فقال لامرأة الرجل : ألك بينة أو برهان؟ قالت : لي شهود هؤلاء جراتي يشهدون عليها بما أقول ، وأحضرتهن ، (٤) فأخرج علي عليه‌السلام السيف من غمده فطرح بين يديه ، وأمر بكل واحدة منهن فادخلت بيتا ، ثم دعا امرأة الرجل فأدارها بكل وجه فأبت أن تزول عن قولها فردها إلى البيت الذي كانت فيه ، ودعا إحدى الشهود وجثا على ركبتيه ، ثم قال : تعرفيني؟ أنا علي بن أبي طالب ، وهذا سيفي ، وقد قالت امرأة الرجل ما قالت و رجعت إلى الحق ، فأعطيتها الامان ، وإن لم تصدقيني لامكنن (٥) السيف منك فالتفت إلى عمر فقالت : يا أميرالمؤمنين الامان على (٦) الصدق ، فقال لها علي عليه‌السلام

____________________

(١) التهذيب ٢ : ٩٣. فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٤٢٥. و قوله : ( فتوثق ) قال في مرآة العقول : اى اخذها من مولاه العهد باليمين أن لا يضربه بعد ذلك أو للمولى بأن كتب له أنه عبده لئلا ينكر بعد ذلك : والاول أظهر

(٢) مناقب آل ابى طالب ١ : ٥٠٨.

(٣) في المصدرين : وأقامت.

(٤) في الكافى : فأحضرتهن.

(٥) في الكافى : لاملان.

(٦) في الكافى : الامان على.

٣٠٩

فاصدقي ، فقالت : لا والله إنها رأت (١) جمالا وهيئة فخافت فساد زوجها. ، (٢) فسقتها المسكر ودعتنا فأمسكناها ، فافتضتها بإصبعها ، فقال علي عليه‌السلام : الله أكبر أنا أول من فرق بين الشهود (٣) إلا دانيال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وألزمهن علي عليه‌السلام بحد القاذف (٤) وألزمهن جميعا العقر ، (٥) وجعل عقرها أربع مائة درهم ، وأمر المرأة أن تنفى من الرجل ويطلقها زوجها ، وزوجه الجارية وساق عنه علي عليه‌السلام. (٦) فقال عمر : يا أبا الحسن فحدثنا بحديث دانيال عليه‌السلام قال : إن دانيال كان يتيما لا ام له ولا أب ، وإن امرأة من بني إسرائيل عجوزا كبيرة ضمته فربته ، وإن ملكا من ملوك بني إسرائيل كان له قاضيان ، وكان لهما صديق ، وكان رجلا صالحا وكانت له امرأة ذات هيئة جميلة ، (٧) وكان يأتي الملك فيحدثه ، فاحتاج الملك إلى رجل يبعثه في بعض اموره ، فقال للقاضيين اختارا رجلا ارسله في بعض اموري فقالا : فلان ، فوجهه الملك ، فقال الرجل للقاضيين : اوصيكما بامرأتي خيرا ، فقالا : نعم ، فخرج الرجل ، فكان القاضيان يأتيان باب الصديق ، فعشقا امرأته فراوداها عن نفسها فأبت ، فقالا لها : والله لئن لم تفعلي لنشهدن عليك عند الملك بالزنا ، ثم ليرجمنك (٨) فقالت : افعلا ما أحببتما ، فأتيا الملك فأخبراه وشهدا عنده أنها بغت فدخل الملك من ذلك أمر عظيم واشتد بها غمه ، وكان بها معجبا ، فقال لهما : إن قولكما مقبول ولكن ارجموها بعد ثلاثة أيام ، ونادى في البلد الذي هو فيه : احضروا

____________________

(١) في المصدرين : إلا انها رأت.

(٢) في الكافى : فساد زوجها عليها.

(٣) في الكافى : بين الشاهدين.

(٤) في الكافى : فألزم على المرأة حد القاذف اه.

(٥) العقر بالضم : صداق المرأة :

(٦) في الكافى : وساق عنه على عليه‌السلام المهر.

(٧) في الكافى : امرأة بهية جميلة.

(٨) في الكافى : لنرجمنك.

٣١٠

قتل فلانة العابدة فإنها قد بغت. وإن القاضيين قد شهدا عليها بذلك ، وأكثر (١) الناس في ذلك ، وقال الملك لوزيره : ما عندك في هذا من حيلة؟ فقال : ما عندي في ذلك من شئ ، فخرج الوزير يوم الثالث وهو آخر أيامها فإذا هو بغلمان عراة يلعبون وفيهم دانيال وهو لا يعرفه ، فقال دانيال : يا معشر الصبيان تعالوا حتى أكون أنا الملك وتكون أنت يا فلان العابدة ويكون فلان وفلان القاضيين الشاهدين عليها ، ثم جمع ترابا وجعل سيفا من قصب وقال للصبيان : خذوا بيد هذا فنحوه إلى مكان كذا وكذا ، وخذوا بيد هذا فنحوه إلى مكان كذا وكذا ، ثم دعا بأحدهما فقال له : قل حقا فإنك إن لم تقل حقا قتلتك ، بم تشهد؟ والوزير قائم يسمع و ينظر (٢) فقال : أشهد أنها بغت ، قال متى؟ قال : يوم كذا وكذا [ قال : مع من؟ قال : مع فلان ابن فلان ، قال : وأين؟ قال : موضع كذا وكذا ] قال : ردوه إلى مكانه وهاتوا الآخر ، فردوه إلى مكانه وجاؤوا بالآخر ، فقال له : بم تشهد؟ قال : أشهد أنها بغت ، قال : متى؟ قال : يوم كذا وكذا ، قال : مع من؟ قال : من فلان ابن فلان ، قال : وأين؟ قال : موضع كذا وكذا ، فخالف صاحبه ، (٣) فقال دانيال : الله أكبر شهدا بزور ، يا فلان ناد في الناس إنما شهدا (٤) على فلانة بزور ، فاحضروا قتلهما ، فذهب الوزير إلى الملك مبادرا فأخبره الخبر ، فبعث الملك إلى القاضيين فاختلفا كما اختلف الغلامان ، فنادى الملك في الناس وأمر بتقلهما. (٥)

قب : مرسلا مثله. (٦)

٨٤ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن إبراهيم

____________________

(١) في الكافى : فأكثر الناس.

(٢) في الكافى : ينظر ويسمع.

(٣) في الكافى : فخالف أحدهما صاحبه.

(٤) في الكافى : انهما شهدا.

(٥) التهذيب ٢ : ٩٣ و ٩٤ ، فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٤٢٥ ٤٢٧.

(٦) مناقب آل ابى طالب ١ : ٥٠١ و ٥٠٢.

٣١١

ابن أبي البلاد ، عن بعض أصحابه رفعه قال : كانت في زمن أميرالمؤمنين عليه‌السلام امرأه صدق يقال لها : ام قيان ، فأتاها رجل من أصحاب أميرالمؤمنين عليه‌السلام فسلم عليها قال ، فرآها مهتمة فقال : مالي أراك مهتمة؟ فقالت : مولاة لي دفنتها فنبذتها الارض مرتين ، فدخلت على أميرالمؤمنين عليه‌السلام فأخبرته ، فقال : إن الارض لتقبل اليهودي والنصراني فمالها أن لا تكون تعذب بعذاب الله؟ ثم قال : أما إنه لو اخذ (١) تربة من قبر رجل مسلم فالقي على قبرها لقرت ، قال : فأتيت ام قيان فأخبرتها ، فأخذوا تربة من قبر رجل مسلم فالقي على قبرها فقرت فسألت عنها ما كانت حالها؟ فقالوا كانت شديدة الحب للرجال ولا تزال قد ولدت فألقت ولدها في التنور. (٢)

٨٥ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن موسى بن جعفر البغدادي عن جعفر بن يحيى ، عن عبدالله بن عبدالرحمن ، عن الحسين بن زيد ، عن أبي عبدالله عن أبيه عليهما‌السلام قال : اتي عمر بن الخطاب بقدامة بن مظعون وقد شرب الخمر ، فشهد عليه رجلان أحدهما خصي وهو عمرو التميمي ، والآخر المعلى بن جارود ، فشهد أحدهما أنه رآه يشرب ، وشهد الآخر أنه رآه يقئ الخمر ، فأرسل عمر إلى اناس من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيهم أميرالمؤمنين عليه‌السلام فقال لاميرالمؤمنين : ما تقول يا أبا الحسن فإنك الذي قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) أنت أعلم هذه الامة وأقضاها بالحق؟ فإن هذين قد اختلفا في شهادتهما ، قال : ما اختلفا في شهادتهما وما قاءها حتى شربها ، فقال : هل تجوز شهادة الخصي؟ فقال : وما ذهاب لحيته إلا كذهاب بعض أعضائه (٤).

٨٦ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن الحسن بن

____________________

(١) في الكافى : لو اخذت.

(٢) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٣٧٠.

(٣) في المصدر : قال فيك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٤) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٤٠١.

٣١٢

صالح الثوري ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن أميرالمؤمنين صلوات الله عليه أمر قنبرا أن يضرب رجلا حدا ، فغلط قنبر فزاد (١) ثلاثة أسواط ، فأقاده علي عليه‌السلام من قنبر ثلاثة أسواط (٢).

٨٧ ـ كا : محمد بن يحيى (٣) ، عن بعض أصحابه ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إبراهيم بن يحيى الثوري ، عن هيثم بن بشير ، عن أبي روح (٤) أن امرأة تشبهت بأمة لرجل ، وكان ذلك ليلا فواقعها وهو يرى أنها جاريته ، فرفع إلى عمر فأرسل إلى علي عليه‌السلام فقال : اضرب الرجل حدا في السر واضرب المرأة حدا في العلانية (٥).

بيان : لعله إنما أمر بحد الرجل لانه علم أنه عرفها ولم يظهر ذلك و أخفاه ، فلذا أمر بعده سرا.

٨٨ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة قال : قال : إن رجلا قال لرجل على عهد أميرالمؤمنين عليه‌السلام : إني احتلمت بامك ، فرفعه إلى أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : إن هذا افترى علي (٦) ، فقال له : وما قال لك؟ قال : زعم أنه احتلم بامي ، فقال له أميرالمؤمنين عليه‌السلام : في العدل إن شئت أقمته لك في الشمس فاجلد ظله ، فان الحلم مثل الظل ، ولكنا (٧) سنضربه حتى لا يعود يؤذي المسلمين ، وفي رواية اخرى قال : ضربه ضربا وجيعا (٨).

قب : مرسلا مثله ، وفيه أنه كان في زمن أبي بكر فتحير فحكم عليه‌السلام بذلك (٩).

____________________

(١) في المصدر : فغلظ قنبر فزاده.

(٢) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٢٦٠.

(٣) في المصدر : محمد بن أحمد.

(٤) في المصدر و ( م ) عن هيثم بن بشير عن أبى بشير عن أبى روح

(٥) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٢٦٢.

(٦) في المصدر : افترى على امى.

(٧) في المصدر : ولكن.

(٨) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٢٦٣.

(٩) مناقب آل أبي طالب ١ : ٤٨٩.

٣١٣

٨٩ ـ كا : الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن علي بن مرداس ، عن سعدان ابن مسلم ، عن بعض أصحابنا ، عن الحارث بن حصيرة قال : مررت بحبشي وهو يستقي (١) بالمدينة وإذا هو أقطع فقلت له : من قطعك؟ فقال : قطعني خير الناس ، إنا اخذنا في سرقة ونحن ثمانية نفر ، فذهب بنا إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام فأقررنا بالسرقة ، فقال لنا : تعرفون أنها حرام؟ قلنا : نعم ، فأمر بنا فقطعت أصابعنا من الراحة وخليت الابهام ، ثم أمربنا فحبسنا في بيت يطعمنا فيه السمن والعسل حتى برأت أيدينا ، فأخرجنا (٢) وكسانا فأحسن كسوتنا ، ثم قال لنا : إن تتوبوا وتصلحوا فهو خير لكم ، يلحقكم الله بأيديكم في الجنة ، وإن لا تفعلوا يلحقكم الله بأيديكم في النار (٣).

٩٠ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد ابن قيس ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قضى أميرالمؤمنين عليه‌السلام في رجل جاء به رجلان وقالا : إن هذا سرق درعا ، فجعل الرجل يناشده لما نظر في البينة ، وجعل يقول : والله لو كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما قطع يدي أبدا ، قال : ولم؟ قال : يخبره ربه أني برئ فيبرؤني ببراءتي ، فلما رأى مناشدته إياه دعا الشاهدين وقال : اتقيا الله ولا تقطعا يد الرجل ظلما ، وناشدهما ثم قال : ليقطع أحدكما يده ويمسك الآخر يده ، فلما تقدما إلى المصطبة (٤) ليقطع يده ضرب الناس حتى اختلطوا ، فلما اختلطوا أرسلا الرجل في غمار الناس (٥) حتى اختلطا بالناس ، فجاء الذي شهدا عليه فقال : يا أميرالمؤمنين شهد علي الرجلان ظلما ، فلما ضرب الناس واختلطوا

____________________

(١) في المصدر : وهو يستقى.

(٢) في المصدر : ثم أمر بنا فاخرجنا.

(٣) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٢٦٤.

(٤) المصطبة : مكان ممهد قليل الارتفاع عن الارض يجلس عليه.

(٥) أى في جمعهم المتكاثف.

٣١٤

أرسلاني وفرا ، ولو كانا صادقين لم يرسلاني ، فقال أميرالمؤمنين صلوات الله عليه : من يدلني على هذين أنكلهما (١).

قب : مرسلا مثله (٢).

٩١ ـ كا : علي ، عن أبيه قال : أخبرني بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : اتي أميرالمؤمنين عليه‌السلام برجل وجد في خربة وبيده سكين ملطخة (٣) بالدم ، وإذا رجل مذبوح يتشحط في دمه (٤) ، فقال له أميرالمؤمنين عليه‌السلام : ما تقول؟ قال : يا أميرالمؤمنين أنا قتلته ، قال اذهبوا به فأقيدوه (٥) به ، فلما ذهبوا به ليقتلوه به أقبل رجل مسرع (٦) فقال : لا تعجلوا وردوه إلى أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، فردوه فقال : والله ياأميرالمؤمنين ماهذا صاحبه أناقتلته ، فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام للاول ما حملك على إقرارك على نفسك (٧)؟ فقال : يا أميرالمؤمنين وما كنت أستطيع أن أقول وقد شهد علي أمثال هؤلاء الرجال وأخذوني وبيدي سكين ملطخة (٨) بالدم و الرجل يتشحط في دمه وأنا قائم عليه ، وخفت الضرب فأقررت ، وأنا رجل كنت ذبحت بجنب هذه الخربة شاة وأخذني البول ، فدخلت الخربة فرأيت الرجل يتشحط في دمه ، فقمت متعجبا ، فدخل علي هؤلاء فأخذوني ، فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : خذوا هذين فاذهبوا بهما إلى الحسن وقولوا له (٩) : ما الحكم فيهما ، قال : فذهبوا إلى الحسن وقصوا عليه قصتهما ، فقال الحسن عليه‌السلام : قولوا لاميرالمؤمنين : إن هذا إن كان ذبح ذلك (١٠) فقد أحيا هذا ، وقد قال الله عزوجل : « ومن أحياها

____________________

(١) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٢٦٤.

(٢) مناقب آل أبي طالب ١ : ٥٠٩.

(٣) في المصدر : ملطخ.

(٤) تشحط بالدم : تضرج به. اضطرب فيه.

(٥) في المصدر : فاقتلوه به.

(٦) في المصدر : مسرعا.

(٧) في المصدر : على نفسك ولم تفعل.

(٨) في المصدر : ملطخ.

(٩) في المصدر : وقصوا عليه قصتهما وقولوا له.

(١٠) في المصدر : ذاك.

٣١٥

فكأنما أحيا الناس جميعا (١) » يخلى عنهما ويخرج دية المذبوح من بيت المال (٢).

٩٢ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن عبيدالله الحلبي ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام إلى اليمن ، فأفلت فرس لرجل من أهل اليمن ومر بعدد (٣) ، فمر برجل فنفحه برجله (٤) فقتله ، فجاء أولياء المقتول إلى الرجل فأخذوه ورفعوه إلى علي عليه‌السلام ، فأقام صاحب الفرس البينة (٥) أن فرسه أفلت من داره ونفح الرجل ، فأبطل علي عليه‌السلام دم صاحبهم ، فجاء أولياء المقتول من اليمن إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : يا رسول الله إن عليا ظلمنا وأبطل دم صاحبنا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن عليا ليس بظلام ولم يخلق للظلم ، إن الولاية لعلي من بعدي والحكم حكمه والقول قوله ، ولا يرد ولايته وقوله وحكمه إلا كافر ، ولا يرضنى ولايته وقوله وحكمه إلا مؤمن ، فلما سمع اليمانيون قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في علي قالوا : يا رسول الله رضينا بحكم علي وقوله فقال رسول الله : هو توبتكم مما قلتم (٦).

٩٣ ـ يه : في رواية نضر بن سويد يرفعه أن رجلا حلف أن يزن فيلا ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يدخل الفيل سفينة ثم ينظر إلى موضع مبلغ الماء (٧) من السفينة فيعلم عليه ثم يخرج الفيل ويلقمي في السفينة حديدا أو صفرا أو ماشاء ، فإذا بلغ الموضع الذي علم عليه أخرجه ووزنه (٨).

٩٤ ـ كا : الحسين بن محمد ، عن أحمد بن علي الكاتب ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن عبدالله بن أبي شيبة ، عن حريز ، عن عطاء بن السائب ، عن زاذان

____________________

(١) المائدة : ٣٥.

(٢) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٢٨٩ و ٢٩٠.

(٣) في المصدر و ( م ) : ومر يعدو.

(٤) نفحت الدابة الرجل : ضربته بحد حافرها.

(٥) في المصدر : البينة عند على عليه‌السلام.

(٦) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٣٥٢ و ٣٥٣.

(٧) في المصدر : يبلغ الماء.

(٨) من لا يحضره الفقيه : ٣١٩.

٣١٦

قال : استودع رجلان امرأة وديعة وقالا لها : لا تدفعيها إلى واحد منا حتى نجتمع عندك ، ثم انطلقا فغابا ، فجاء أحدهما إليها فقال : اعطيني وديعتي فان صاجي قد مات ، فأبت حتى كثر اختلافه ، ثم أعطته ، ثم جاء الآخر فقال : هاتي وديعتي ، فقالت : أخذها صاحبك وذكر أنك قدمت ، فارتفعا إلى عمر ، فقال لها عمر : ما أراك إلا وقد ضمنت ، فقالت المرأة : اجعل عليا بيني وبينه ، فقال عمر : اقض بينهما ، فقال علي عليه‌السلام : هذه الوديعة عندي (١) وقد أمرتماها أن لا تدفعها إلى واحد منكما حتى تجتمعا عندها ، فائتني بصاحبك ، فلم يضمنها (٢) ، وقال عليه‌السلام : إنما أرادا أن يذهبا بمال المرأة. (٣).

٩٥ ـ يه : روى عاصم بن حميد ، عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان لرجل على عهد علي عليه‌السلام جاريتان ، فولدتا جميعا في ليلة واحدة إحداهما ابنا والاخرى بنتا ، فعمدت صاحبة الابنة فوضعت ابنتها في المهد الذي فيه الابن ، وأخذت ام الابنة ابنها ، فقالت صاحبة الابنة : الابن ابني ، وقالت صاحبة الابن : الابن ابني فتحاكمتا إلى أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، فأمر أن يوزن لبنهما ، وقال : أيتها كان أثقل لبنا فالابن لها (٤).

أقول : كتبت الاخبار لا سيما اصولنا الاربعة مشحونة بقضاياه صلوات الله عليه وغرائب أحكامه ، فلانطيل الكلام بإيرادها هناك ، وسيأتي كثير منها في أبواب الفروع والاحكام ، وفيما أوردناه كفاية لمن له أدنى فطرة لتفضيله عليه‌السلام على من تقدم عليه من الجهال الذين كانوا لا يعرفون الحلال من الحرام ولا الشرك من الاسلام.

____________________

(١) قال في مرآة العقول : لعل المراد عندى علمها ، أو افرضوا انها عندى فلا يجوز دفعه إلامع حضوركما : وانما ورى عليه للمصلحة ، ويدل على جواز التورية لامثال تلك المصالح.

(٢) أى لم يحكم على عليه‌السلام بضمان المرأة.

(٣) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٤٢٨ و ٤٢٩.

(٤) من لا يحضره الفقيه : ٣٢٠. وفيه : أيتهما كانت اثقل لبنا.

٣١٧

٩٨

( باب )

* ( زهده وتقواه وورعه عليه‌السلام ) *

١ ـ سن : أبي ، عن أحمد بن النضر ، عن علي بن هارون ، عن الاصبغ بن نباتة ، عن أبي أيوب الانصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله زينك بزينة لم تزين العباد (١) بشئ أحب إلى الله منها ، ولا أبلغ عنده منها ، الزهد في الدنيا وإن الله قد أعطاك ذلك ، جعل الدنيا لا تنال منك شيئا وجعل لك من ذلك سيماء تعرف بها (٢).

٢ ـ يج : من أعلامه عليه‌السلام قوله : واعلم أن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه (٣) يسد فورة جوعه بقرصيه ، لا يطعم الفلذة في حوله إلا في ستة اضحية (٤) ولن تقدروا على ذلك ، فأعينوني بورع واجتهاد ، وكأني بقائلكم يقول : إذا كان قوت ابن أبي طالب هذا قعد به الضعف عن مبارزة الاقران ومنازعة الشجعان! والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية ولا بحركة غذائية ولكني أيدت بقوة ملكية ونفس بنور بارئها مضيئة (٥).

ومنها أن كلامه الوارد في الزهد والمواعظ والتذكير والزواجر إذا فكر فيه المفكر ولم يدر أنه كلام علي عليه‌السلام لا يشك أنه كلام من لا شغل له بغير العبادة

____________________

(١) في المصدر : لم يزين العباد.

(٢) المحاسن : ٢٩١.

(٣) الطمر : الثوب الخلق.

(٤) في ( م ) : الافى سنة اضحيته.

(٥) مأخود من رسالته عليه‌السلام إلى عثمان بن حنيف وهو عامله على البصرة. راجع النهج ( عبده ط مصر ) ٢ : ٧٢.

٣١٨

ولاحظ له في غير الزهادة ، وهذه من مناقبه العجيبة التي جمع بها بين الاضداد (١).

بيان : الفلذة بالكسر : القطعة من الكبد واللحم.

٣ ـ قب : المعروفون من الصحابة بالورع : علي وأبوبكر وعمر وابن مسعود وأبوذر وسلمان وعمار والمقداد وعثمان بن مظعون وابن عمار ، ومعلوم أن أبابكر توفي وعليه لبيت مال المسلمين نيف وأربعون ألف درهم ، وعمر مات وعليه نيف و ثمانون ألف درهم ، وعثمان مات وعليه ما لايحصى كثرة ، وعلي صلوات الله عليه مات وما ترك إلا سبعمائة درهم فضلا عن عطائه أعدها لخادم ، وقد ثبت من زهده أنه لم يحفل بالدنيا (٢) ولا بالرئاسة فيها دون أن انعكف على غسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتجهيزه ، وقول اولئك : منا أمير ومنكم أمير إلى أن تقمصها أبوبكر ، و قال الله تعالى : « إن أكرمكم عند الله أتقاكم (٣) ».

وقد قال تعالى : « للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا (٤) » الآية ، واجتمعت الامة على أنه من فقراء المهاجرين ، وأجمعوا على أن أبابكر كان غنيا.

وكان عليه‌السلام جلي الصفحة ، نقي الصحيفة ، ناصح الجيب ، (٥) نقي الذيل عذب المشرب ، عفيف المطلب ، لم يتدنس بحطام ، ولم يتلبس بآثام ، وقد شهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بزهده بقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي لا يرزأ من الدنيا ولا ترزأ الدنيا منه.

أمالي الطوسي في حديث عمار : يا علي إن الله قد زينك بزينة لم تزين العباد (٦) بزينة أحب إلى الله منها ، زينك بالزهد في الدنيا وجعلك لا ترزأ منها شيئا ولا ترزأ منك شيئا ، ووهب لك (٧) حب المساكين ، فجعلك ترضى بهم أتباعا و

____________________

(١) لم نجده في الخرائج المطبوع.

(٢) يقال : ما حفله وما حفل به أى لم يبال به ولم يهتم له.

(٣) سورة الحجرات : ١٣.

(٤) سورة الحشر : ٨.

(٥) الصفحة : الصدر. الصحيفة : الوجه. والناصح : الخالص.

(٦) في المصدر : لم يزين العباد.

(٧) في المصدر : ووهبك.

٣١٩

يرضون بك إماما. (١)

بيان : قال الجزري : فيه « مارزأنا (٢) من مالك شيئا » أي ما نقصنا منه شيئا ولا أخذنا. (٣)

٤ ـ قب : اللؤلؤيان : (٤) قال عمر بن عبدالعزيز : ما علمنا أحدا كان في هذه الامة أزهد من علي بن أبي طالب عليه‌السلام بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قوت القلوب : قال ابن عيينة : أزهدالصحابة علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن مجاهد ، عن ابن عباس « فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا (٥) » هو علقمة بن الحارث بن عبدالدار « وأما من خالف مقام ربه (٦) » علي بن أبي طالب عليه‌السلام خاف فانتهى عن المعصية ونهى عن الهوى نفسه « فإن الجنة هي المأوى » خاصالعلي عليه‌السلام ومن كان على منهاجه هكذا عاما.

قتادة ، عن الحسن ، عن ابن عباس في قوله : « إن للمتقين مفازا (٧) » هو علي بن أبي طالب عليه‌السلام سيدمن اتقى عن ارتكاب الفواحش ، ثم ساق التفسير إلى قوله : « جزاء من ربك (٨) » لاهل بيتك خاصا لهم وللمتقين عاما.

تفسير أبي يوسف : يعقوب بن سفيان ، عن مجاهد وابن عباس « إن المتقين في ظلال وعيون (٩) » من اتقى الذنوب علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم‌السلام

____________________

(١) مناقب آل ابى طالب ١ : ٣٠٢ و ٣٠٣.

(٢) بتقديم المهملة على المعجمة.

(٣) النهاية ٢ : ٧٨.

(٤) كذا في النسخ. وفى المصدر ، اللؤلؤيات.

(٥) سورة النازعات : ٣٧ و ٣٨.

(٦) سورة النازعات : ٤٠.

(٧) سورة النبأ : ٣١.

(٨) سورة النبأ : ٣٦.

(٩) سورة المرسلات : ٤١.

٣٢٠