الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٥
الارض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ، ولم يبق في شرق الارض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور ، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر ، وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن ، وأطيب رائحة من المسلك والعنبر ، فلفتها بواحدة ، وقنعتها بالاخرى ، ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليهاالسلام بشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن أبي رسول الله صلىاللهعليهوآله سيد الانبياء ، وأن بعلي سيد الاوصياء ، وأن ولدي سيد الاسباط ، ثم سلمت عليهن ، وسمت كل واحدة منهن باسمها ، وضحكن إليها وتباشرت (١) الحور العين ، وبشر أهل الجنة بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليهاالسلام ، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك اليوم ، فلذلك سميت الزهراء عليهاالسلام ، و قالت : خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة ، بورك فيها وفي نسلها ، فتناولتها خديجة عليهاالسلام فرحة مستبشرة ، فألقمتها ثديها ، فشربت فدر عليها ، وكانت عليهاالسلام تنمي في كل يوم كما ينمي الصبي في شهر ، وفي شهر كما ينمي الصبي في سنة ، صلى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها (٢).
كتاب الدر النظيم مثل ما مر من الروايات كلها (٣).
أقول : سيأتي أحوال فاطمة صلوات الله عليها وولادتها في المجلد العاشر ، وأحوال سائر أولاد خديجة رضي الله عنها في باب أحوال أولاد النبي صلىاللهعليهوآله.
____________________
(١) وتباشرن خ ل.
(٢) العدد : مخطوط ، ليست نسخته موجودة عندي.
(٣) الدر النظيم : ليست نسخته موجودة عندي.
(باب ٦)
*(أسمائه صلىاللهعليهوآله وعللها ، ومعنى كونه صلى الله عليه و
*(آله اميا وانه كان عالما بكل لسان ، وذكر خواتيمه ونقوشها)*
*(وأثوابه وسلاحه ، ودوابه وغيرها مما يتعلق)*
*(به صلىاللهعليهوآله)*
الايات : الاعراف « ٧ » : الذين يتبعون الرسول النبي الامي ١٥٧ وقال : فآمنوا بالله ورسوله النبي الامي ١٥٨.
التوبة « ٩ » : لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم ١٢٨.
هود « ١١ » : إنني لكم منه نذير وبشير ٢.
العنكبوت « ٢٩ » : وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ٤٨.
الاحزاب « ٣٣ » : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ٤٥ و ٤٦.
الفتح « ٤٨ » : محمد رسول الله ٢٩.
المزمل « ٧٣ » : يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا ١ و ٢.
المدثر « ٧٤ » : يا أيها المدثر * قم فأنذر ١ و ٢.
* تفسير : قال الطبرسي رحمهالله الامي ذكر في معناه أقوال :
____________________
(*) وها هنا ايات اخرى لم يذكره المصنف ، منها في سورة آل عمران ١٤٣ : « وما محمد الا رسول ». وفي سورة الاحزاب ٤٠ : « ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ». وفي سورة محمد ٢ : « وآمنوا بما نزل على محمد ». وفي سورة الصف ٦ : « ومبشروا برسول يأتى من بعدي اسمه أحمد ». بل مقتضى ما يذكر من الروايات وتأويلها أن يذكر آيات اخرى كقوله تعالى : « طه » و « حم » و « يس » و « النجم » و « الشمس وضحيها » و « التين والزيتون » و « ذكرا رسولا » و « ن والقلم » و « عبدالله » وغير ذلك مما سيمر بك.
أحدها الذي لا يكتب ولا يقرء.
وثانيها : أنه منسوب إلى الامة ، والمعنى أنه على جبلة الامة قبل استفادة الكتابة ، وقيل : إن المر بالامة العرب لانها لم تكن تحسن الكتابة.
وثالثها : أنه منسوب إلى الام ، والمعنى أنه على ما ولدته امه قبل تعلم الكتابة.
ورابعها : أنه منسوب إلى ام القرى وهو مكة ، وهو المروي عن أبي جعفر عليهالسلام (١).
وفي قوله : « ما عنتم » : شديد عليه عنتكم ، أي ما يلحقكم من الضرر بترك الايمان (٢).
وفي قوله تعالى : « إذا لارتاب المبطلون » : أي ولو كنت تقرء كتابا أو تكتبه لوجد المبطلون طريقا إلى الشك في أمرك (٣) ، ولقالوا : إنما يقرء علينا ما جمعه من كتب الاولين ، قال السيد المرتضى قدس الله روحه : هذه الآية تدل على أن النبي صلىاللهعليهوآله ما كان يحسن الكتابة قبل النبوة ، فأما بعدها فالذي نعتقده في ذلك التجويز لكونه عالما بالقرائة والكتابة ، والتجويز لكونه غير عالم بهما من غير قطع على أحد الامرين ، وظاهر الآية يقتضي أن النفي قد تعلق بما قبل النبوة دون ما بعدها ، ولان التعليل في الآية يقتضي اختصاص النفي بما قبل النبوة ، لان المبطلين إنما يرتابون في نبوته صلىاللهعليهوآله لو كان يحسن الكتابة قبل النبوة ، فأما بعد النبوة فلا تعلق له بالريبة والتهمة ، فيجوز أن
____________________
(١) مجمع البيان ٤ : ٤٨٧.
(٢) مجمع البيان ٥ : ٨٦.
(٣) في المصدر بعد ذلك : وإلقاء الريبة لضعفة الناس في نبوتك ، ولقالوا : إنما تقرأ علينا ما جمعته من كتب الاولين ، فلما ساويتهم في المولد والمنشأ ثم أتيت بما عجزوا عنه وجب أن يعلموا أنه من عند الله تعالى ، وليس من عندك ، إذ لم تجر العادة أن ينشأ الانسان بين قوم يشاهدون أحواله من صغره إلى كبره ويرونه في حضره وسفره لا يتعلم شيئا من غيره ثم يأتى من عنده بشئ يعجز الكل عنه وعن بعضه ، ويقرأ عليهم أقاصيص الاولين. قال الشريف الاجل المرتضى قدس الله روحه اه.
يكون قد تعلمها من جبرئيل عليهالسلام بعد النبوة (١).
وقال البيضاوي : « المزمل » أصله المتزمل ، من تزمل بثيابه : إذا تلفف بها ، سمي به النبي صلىاللهعليهوآله تهجينا لما كان عليه ، لانه كان نائما أو مرتعدا مما دهشه بدء الوحي ، متزملا في قطيفة ، أو تحسينا له ، إذ روي أنه صلىاللهعليهوآله كان يصلي متلففا ببقية مرط (٢) مفروش على عائشة ، فنزل أو تشبيها له في تثاقله بالمتزمل ، لانه لم يتمرن بعد في قيام الليل ، أو من تزمل الزمل : إذا تحمل الحمل ، أي الذي تحمل أعباء (٣) النبوة (٤). وقال : « المدثر » المتدثر ، وهو لابس الدثار (٥) ، وسيأتي بيانه في باب المبعث.
١ ـ في : بإسناده (٦) عن سليم بن قيس الهلالي قال : لما أقبلنا من صفين مع أمير المؤمنين عليهالسلام نزل قريبا من دبر نصراني ، إذ خرج علينا شيخ من الدير جميل الوجه ، حسن الهيئة والسمت (٧) ، معه كتاب أتى أمير المؤمنين عليهالسلام فسلم عليه ، ثم قال : إني من نسل حواري عيسى بن مريم ، وكان أفضل حواري عيسى بن مريم الاثنى عشر وأحبهم إليه وآثرهم عنده ، وإن عيسى أوصى إليه ودفع إليه كتبه وعلمه وحكمته ،
____________________
(١) مجمع البيان ٨ : ٢٨٧.
(٢) المرط : كل ثوب غير مخيط. كساء من صوف ونحوه يؤتزر به.
(٣) الاعباء جمع العبء : الثقل والحمل.
(٤) أنوار التنزيل ٢ : ٥٥٧.
(٥) أنوار التنزل ٢ : ٥٦٠.
(٦) والاسناد هكذا : أحمد بن محمد بن سعيد بن عقده ومحمد بن همام بن سهيل وعبدالعزيز و عبدالواحد ابنا عبدالله بن يونس ، عن رجالهم ، عن عبدالرزاق بن همام ، عن معمر بن راشد ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس. وأخبرنا به من غير هذه الطرق هارون بن محمد قال : حدثنى أحمد بن عبيد ( عبد خ ) الله بن جعفر بن المعلى الهمدانى قال : حدثنى أبوالحسن عمرو بن جامع ابن عمرو بن حرب الكندى قال : حدثنا عبدالله بن المبارك شيخ لنا كوفى ثقة قال : حدثنا عبدالرزاق ابن همام. عن معمر ، عن أبان بن أبى عياش ، عن سليم بن قيس.
(٧) السمت : هيئة أهل الخير.
فلم تزل (١) أهل هذا البيت على دينه متمسكين عليه (٢) لم يكفروا ولم يرتدوا ولم يغيروا ، وتلك الكتب عندي إملاء عيسى بن مريم عليهالسلام ، وخط أبينا بيده ، فيها كل شئ يفعل الناس من بعده ، واسم ملك ملك (٣) ، وإن الله يبعث رجلا من العرب من ولد إبراهيم خليل الله عليهالسلام من أرض يقال لها : تهامة ، من قرية يقال لها مكة ـ وساق الحديث إلى أن قال ـ : اسمه محمد ، وعبدالله ، ويس ، والفتاح ، والخاتم ، والحاشر ، والعاقب ، و الماحي ، والقائد ، ونبي الله ، وصفي الله ، وجنب الله (٤) ، وإنه يذكر إذا ذكر ، أكرم (٥) خلق الله على الله : وأحبهم إلى الله ، لم يخلق الله ملكا مقربا (٦) ولا نبيا مرسلا من آدم عليهالسلام فمن سواه خيرا عند الله ، ولا أحب إلى الله منه ، يقعده يوم القيامة على عرشه ، ويشفعه (٧) في كل من يشفع فيه باسمه جرى القلم في اللوح المحفوظ ، محمد رسول الله الخبر (٨).
٢ ـ فس : أبي ، عن القاسم بن محمد ، عن علي (٩) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله وأبي جعفر عليهماالسلام قالا : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا صلى قام على أصابع رجليه حتي تورمت ،
فأنزل الله تعالى : « طه » وهى بلغة طي يا محمد « ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى » (١٠).
٣ ـ كا : حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير عن أبي جعفر عليهالسلام ـ وساق الحديث إلى أن قال : ـ وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقوم
____________________
(١) في المصدر : فلم يزل.
(٢) في المصدر : بملته خ صح.
(٣) في المصدر : واسم ملك ملك منهم.
(٤) حبيب الله خ ل.
(٥) في المصدر : من أكرم.
(٦) في المصدر : مكرما.
(٧) أى يقبل شفاعته.
(٨) غيبة النعمانى : ٣٥ و ٣٦.
(٩) أى على بن أبي حمزة.
(١٠) تفسير القمى : ٤١٧ و ٤١٨.
على أطراف أصابع رجليه ، فأنزل الله سبحانه : « طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى » (١).
٤ ـ مع : محمد بن هارون الزنجاني (٢) ، عن المعاذ بن المثنى ، عن عبدالله بن أسماء ، عن جويرية : عن سفيان بن سعيد (٣) ، عن الصادق عليهالسلام في خبر طويل سيأتي في كتاب القرآن قال : وأما « فاسم من أسمآء النبي صلىاللهعليهوآله ، ومعناه يا طالب الحق الهادي إليه ، وأما « يس » فاسم من أسمآء النبي صلىاللهعليهوآله ، معناه يا أيها السامع لوحيي « والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط المستقيم » (٤).
٥ ـ م : وبجاه ذريته الطيبة الطاهرة من آل طه ويس (٥).
٦ ـ فس : قال الصادق عليهالسلام : « يس » اسم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والدليل عليه قوله : « إنك لمن المرسلين * على صراط مستقيم » قال : على الطريق الواضح « تنزيل العزيز الرحيم » قال : القرآن « لتنذر قوما ما انذر آباؤهم » إلى قوله : « على أكثرهم » يعني نزل (٦) به العذاب « فهم لا يؤمنون » (٧).
٧ ـ فر : بإسناده عن سليمان بن قيس العامري (٨) قال : سمعت عليا عليهالسلام يقول : رسول الله صلىاللهعليهوآله يس ونحن آله (٩).
٨ ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن محمد بن عيسى ، عن صفوان رفعه إلى أبي جعفر وأبي عبدالله عليهماالسلام قال : هذا محمد أذن لهم في التسمية به ، فمن أذن لهم في يس يعني
____________________
(١) الاصول ٢ : ٩٥.
(٢) في المعانى : حدثنا أبوالحسن محمد بن هارون الرنجاني فيما كتب إلى على يدى على بن أحمد البغدادى الوراق قال : حدثنا معاذ بن المثنى العنبري.
(٣) في المصدر : الثورى.
(٤) معانى الاخبار : ١١.
(٥) تفسير العسكرى.
(٦) من نزل خ ل.
(٧) تفسير القمى : ٥٤٨.
(٨) في المصدر : فرات قال : حدثنا أحمد بن الحسن معنعنا عن سليم بن قيس العامري.
(٩) تفسير فرات : ١٣١.
التسمية وهو اسم النبي صلىاللهعليهوآله (١).
٩ ـ ن : عن الريان بن الصلت (٢) ، عن الرضا عليهالسلام في حديث طويل في الفرق بين العترة والامة ، وساق الحديث إلى أن قال عليهالسلام : أخبروني عن قول الله عزوجل « فمن عنى بقوله : « يس »؟ قالت العلماء : « يس » محمد صلىاللهعليهوآله لم يشك في أحد ، قال أبوالحسن عليهالسلام : فإن الله عزوجل أعطى محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلا من عقله ، وذلك أن الله عزوجل لم يسلم على أحد إلا على الانبيآء عليهمالسلام فقال تعالى : « سلام على نوح في العالمين » وقال : « سلام على إبراهيم » وقال : « سلام على موسى وهارون » ولم يقل : سلام على آل نوح ، ولم يقل : سلام على آل إبراهيم ، ولا قال (٣) : سلام على آل موسى وهارون ، وقال : « سلام على آل يس » : يعني آل محمد ، وساق الحديث إلى أن قال : في قوله تعالى : « قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا » فالذكر رسول الله ونحن أهله (٤). أقول : سيأتي بتمامه في كتاب الامامة.
١٠ ـ فس : « سلام علي آل يس » قال : يس محمد ، وآل محمد الائمة (٥).
١١ ـ مع : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن محمد بن سهل ، عن الخضر بن أبي فاطمة ، عن وهب بن نافع ، عن كادح ، عن الصادق عليهالسلام ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام في قوله عزوجل : « سلام على آل يس » قال : « يس » محمد ، ونحن آل يس (٦).
١٢ ـ كا : أحمد بن مهران ، وعلي بن إبراهيم جميعا عن محمد بن علي ، عن الحسن ابن راشد ، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم ، عن أبي الحسن موسى عليهالسلام في حديث طويل
____________________
(١) فروع الكافى ٢ : ٨٧.
(٢) لم يذكر المصنف اسناد الحديث اختصارا وهو هكذا : حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنهما قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري عن أبيه ، عن الريان بن الصلت.
(٣) في المصدر : ولم يقل.
(٤) عيون أخبار الرضا : ١٣١ و ١٣٢.
(٥) تفسير القمى : ٥٥٩ و ٥٦٠.
(٦) معانى الاخبار : ٤١.
سأله نصراني عن قوله تعالى : « حم والكتاب المبين » إلى قوله : « منذرين » ما تفسيرها في الباطن؟ فقال : أما « حم » فهو محمد ، وهو في كتاب هود الذي انزل عليه ، وهو منقوص الحروف ، وأما « الكتاب المبين » فهو أمير المؤمنين علي عليهالسلام الخبر (١).
١٣ ـ فس : « والنجم إذا هوى » قال : النجم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، « إذا هوى » لما اسري به إلى السمآء ، وهو في الهواء ، هذا رد على من أنكر المعراج ، وهو قسم برسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهو فضل له على الانبيآء (٢).
بيان : هوى جآء بمعنى هبط ، وبمعنى سعد ، والمراد في الخبر الثاني.
١٤ ـ فس : « والنجم والشجر يسجدان » قال : النجم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقد سماه الله في غير موضع ، فقال : « والنجم إذا هوى » وقال : « وعلامات وبالنجم هم يهتدون » فالعلامات الاوصياء ، والنجم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قلت : « يسجدان « قال : يعبدان ، قوله « والسمآء رفعها ووضع الميزان » قال : « السمآء » رسول الله صلىاللهعليهوآله رفعه الله إليه و « الميزان » أمير المؤمنين عليهالسلام نصبه لخلقه ، قلت : « ألا تطغوا في الميزان » قال : لا تعصوا الامام ، قلت : « وأقيموا الوزن بالقسط » قال : أقيموا الامام العدل (٢) ، قلت : « ولا تخسروا الميزان » قال : لا تبخسوا الامام حقه ولا تظلموه (٤).
١٥ ـ كا : علي بن محمد ، عن علي بن العباس ، عن علي بن حمران ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل : « والنجم إذا هوى » قا اقسم بقبض محمد إذا قبض الخبر (٥).
١٦ ـ فس : أبي ، عن سليمان الديلمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته عن قول الله : « والشمس وضحيها « قال : « الشمس » رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أوضح الله به
____________________
(١) اصول الكافي ١ : ٤٧٩.
(٢) تفسير القمي : ٦٥٠ و ٦٥١.
(٣) والعدل خ ل وفي المصدر : بالعدل.
(٤) تفسير القمي : ٦٥٨.
(٥) الروضة : ٣٧٩ و ٣٨٠. أقول : الحديث طويل ، وفيه : علي بن حماد ، وهو الصحيح والرجل على بن حماد المنقرى الكوفي راجع جامع الروات ١ : ٥٧٧.
للناس دينهم ، قلت : « والقمر إذا تليها » قال : ذاك أمير المؤمنين عليهالسلام (١).
١٧ ـ فر : بإسناده (٢) عن عكرمة وسئل عن قول الله : « والشمس وضحيها * والمقر إذا تليها » قال : « الشمس وضحيها » هو محمد (٣) (ص) « والقمر إذا تليها » أمير المؤمنين (ع) (٤) « والنهار إذا جليها » آل محمد ، وهما الحسن والحسين (٥) « والليل إذا يغشيها » بنو امية ، وقال ابن عباس هكذا ، وقال أبوجعفر عليهالسلام هكذا ، وقال الحارث الاعور للحسين بن علي عليهالسلام : يا ابن رسول الله أخبرني عن قول الله في كتابه المبين : « والشمس وضحيها » قال : ويحك يا حارث ذلك محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قلت : قوله : « والقمر إذا تليها » قال : ذلك أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليهالسلام يتلو محمدا صلىاللهعليهوآله الخبر (٦).
١٨ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : « والشمس وضحيها » قال : « الشمس » رسول الله صلىاللهعليهوآله أوضح الله عزوجل به للناس دينهم ، قال : قلت : « والقمر إذا تليها » قال : ذاك أمير المؤمنين عليهالسلام
____________________
(١) تفسير القمي : ٧٢٦.
(٢) والاسناد هكذا ، فرات قال : حدثنى زيد بن محمد بن جعفر التمار معنعنا عن عكرمة.
(٣) في المصدر : محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله.
(٤) في المصدر : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام.
(٥) في المصدر : هم آل محمد صلىاللهعليهوآله الحسن والحسين عليهماالسلام أقول : إلى هنا تم في المصدر حديث عكرمة ، وأما ما بعد ذلك فهو موجود في رواية اخرى وهي هكذا : فرات قال : حدثني الحسين بن سعيد معنعنا عن ابن عباس في قول الله تعالى : « والشمس وضحاها » قا رسول الله صلىاللهعليهوآله « والقمر إذا تلاها » أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام « والنهار إذا جلاها « الحسن والحسين عليهماالسلام ، » والليل اذا يغشاها » بنو امية ، ثم ذكر حديثا آخر مثله وفيه زيادة باسناده عن عبدالله بن زيد ، عن ابن زيد معنعنا عن ابن عباس. وأما رواية أبي جعفر عليهالسلام والحارث فالموجود في المصدر أنهما واحد هكذا : فرات قال : حدثني على بن محمد بن عمر الزهري معنعنا عن أبي جعفر قال : قال الحارث الاعور للحسين بن علي عليه السلا يابن رسول الله جعلت فداك أخبرني عن قول الله في كتابه : « والشمس وضحاها » ثم ذكر مثل حديث الحارث ، فعلى ذلك إما نسخة المصنف كانت ناقصة ، أو أراد المصنف الاختصار فوقع ما ترى. (٦) تفسير فرات الكوفي : ٢١٢.
تلا رسول الله صلىاللهعليهوآله ونفثه بالعلم نفثا الخبر (١).
١٩ ـ فس : « والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين » قال : « التين « رسول الله صلىاللهعليهوآله » والزيتون « أمير المؤمنين عليهالسلام » وطور سينين « الحسن والحسين « وهذا البلد الامين » الائمة عليهمالسلام الخبر (٢).
٢٠ ـ فس : « قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا » قال : « الذكر » اسم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ونحن أهل الذكر (٣).
٢١ ـ ن : في حديث طويل عن الرضا عليهالسلام في مناظرته عليهالسلام مع أصحاب المقالات قال عليهالسلام لرأس الجالوت : في الانجيل مكتوب : ابن (٤) البرة ذاهب ، والبار قليطا جآء من بعده ، وهو يخفف الآصار (٥) ، ويفسر لكم كل شئ ، ويشهد لي كما شهدت له ، أنا جئتكم بالامثال وهو يأتيكم بالتأويل ، أتؤمن بهذا في الانجيل؟ قال : نعم لا انكره الخبر (٦).
٢٢ ـ ن : في أسئلة الشامي سأل أمير المؤمنين عليهالسلام عن ستة من الانبياء لهم اسمان ، فقال : يوشع بن نون ، وهو ذو الكفل ، ويعقوب بن إسحاق عليهالسلام ، وهو إسرائيل ، والخضر عليهالسلام ، وهو حلقيا (٧) ، ويونس عليهالسلام ، وهو ذو النون ، وعيسى عليهالسلام ، وهو المسيح ، ومحمد صلىاللهعليهوآله ، وهو أحمد صلوات الله عليهم (٨).
____________________
(١) الروضة : ٥٠. قوله : نفثه أى ألقى في قلبه أو ألهمه. وأخرج الحديث فرات الكوفي في تفسيره أيضا ص ٢١٣.
(٢) تفسير القمي : ٨٣٠.
(٣) تفسير القمي : ٦٨٦.
(٤) في المصدر : ان ابن البرة.
(٥) جمع الاصر بتثليث الهمزة : الثقل. الذنب. العهد.
(٦) عيون اخبار الرضا : ٩٣ و ٩٤ ، والحديث طويل وقد أخرجه المصنف مسندا في كتاب الاحتجاجات راجع ج ١٠ ص ٢٩٩ ـ ٣١٠ ، والقطعة في ٣٠٨.
(٧) في نسخة من المصدر : حليقا. وفيما تقدم من كتاب الاحتجاجات : تاليا. جعليا خ ل.
(٨) عيون أخبار الرضا : ١٣٦ ، والحديث طويل أخرجه المصنف مسندا في كتاب الاحتجاجات ١٠ : ٧٥ ـ ٨٢ والقطعة في ٨٠.
٢٣ ـ مع : محمد بن عمرو البصري ، عن عبدالله بن علي الكرخي ، عن محمد بن عبدالله عن أبيه ، عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس قال : صلى رسول الله صلىاللهعليهوآله صلاة الفجر ، فلما انفتل (١) من صلاته أقبل علينا بوجهه الكريم على الله عزوجل ، ثم قال معاشر الناس! من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر ، ومن افتقد القمر فليتمسك بالزهرة ، ومن افتقد الزهرة فليتمسك بالفرقدين ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنا الشمس ، وعلي عليهالسلام القمر ، وفاطمة الزهرة ، والحسن والحسين الفرقدان (٢).
٢٤ ـ شى : محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليهالسلام في قول الله : « وعلامات وبالنجم هم يهتدون » قال : نحن العلامات ، والنجم رسول الله صلىاللهعليهوآله (٣).
٢٥ ـ ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن منصور بزرج (٤) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قول الله عزوجل « وعلامات وبالنجم هم يهتدون » قال : النجم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والعلامات الائمة من بعده عليه وعليهمالسلام (٥).
٢٦ ـ ما : أحمد بن محمد بن الصلت ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ، عن محمد بن عيسى بن هارون الضرير ، عن محمد بن زكريا المكي ، عن كثير بن طارق ، من ولد قنبر ، عن زيد بن علي ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله (٦) لعلي عليهالسلام : يا علي خذ هذا الخاتم
____________________
(١) انفتل من صلاته : انصرف عنها.
(٢) معانى الاخبار : ٣٩ وفي ذيله ، وكتاب الله لا يفترقان حتى يردا على الحوض. وذكر شيخنا الصدوق فيه بأسانيده عن جابر بن عبدالله وأنس بن مالك نحوه.
(٣) تفسير العياشى : مخطوط.
(٤) بزرج معرب بزرك ، والرجل هو منصور بن يونس بزرج أبويحيى القرشى مولاهم كوفى ثقة.
(٥) الامالي : ١٠٢.
(٦) في المصدر : قال : حدثنى زيد بن علي في جهار سوخ كندة بالكوفة ان أباه حدثه عن أبيه عن ابن عباس قال : أعطى رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام فقال : يا علي أعط هذا الخاتم النقاش لينقش عليه اه. أقول : سقط مفعول قوله : أعطى وهو « خاتما ».
وانقش عليه محمد بن عبدالله ، فأخذه أمير المؤمنين عليهالسلام فأعطاه النقاش ، وقال له : انقش عليه محمد بن عبدالله ، فنقش النقاش ، فأخطأت (١) يده فنقش عليه محمد رسول الله ، فجاء أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : ما فعل الخاتم؟ فقال : هوذا ، فأخذه ونظر إلى نقشه فقال : ما أمرتك بهذا ، قال : صدقت ولكن يدي أخطات ، فجاء به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : يا رسول الل ما نقش النقاش ما أمرت به ، ذكر أن يده أخطأت ، فأخذ (٢) النبي صلىاللهعليهوآله ونظر إليه فقال : يا علي أنا محمد بن عبدالله ، وأنا محمد رسول الله ، وتختم به ، فلما أصبح النبي صلى الله عليه وال نظر إلى خاتمه ، فإذا تحته منقوش « علي ولي الله » فتعجب من ذلك النبي صلىاللهعليهوآله ، فجاء جبرئيل فقال : يا جبرئيل كان كذا وكذا ، فقال : يا محمد كتبت ما أردت ، وكتبنا ما أردنا (٣).
٢٧ ـ ع ، ل ، مع : محمد بن علي بن الشاه ، عن محمد بن جعفر بن أحمد البغدادي ، عن أبيه ، عن أحمد بن السخت ، عن محمد بن الاسود الوراق ، عن أيوب بن سليمان ، عن أبي البختري ، عن محمد بن حميد ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنا أشبه الناس بآدم عليهالسلام ، وإبراهيم عليهالسلام أشبه الناس بي خلفه و خلقه ، وسماني الله من فوق عرشه عشرة أسماء ، وبين الله وصفي ، وبشرني على لسان كل رسول بعثه إلى قومه ، وسماني ونشر في التوراة اسمي ، وبث ذكري في أهل التوارة والانجيل ، وعلمني كلامه (٤) ، ورفعني في سمائه ، وشق لي اسمي (٥) من أسمائه ، فسماني محمدا وهو محمود ، وأخرجني في خير قرن من امتي ، وجعل اسمي في التوراة أحيد ، فبالتوحيد حرم أجساد امتي على النار ، وسماني في الانجيل أحمد ، فأنا محمود في أهل السماء ، وجعل امتي الحامدين ، وجعل اسمي في الزبور ماح (٦) ، محا الله عزوجل بي
____________________
(١) في المصدر : وأخطأت.
(٢) في المصدر : فأخذه.
(٣) المجالس والاخبار : ٧٩ و ٨٠.
(٤) في المصدر ، كتابه.
(٥) في طبعة أمين الضرب : اسما ـ ظ. أقول : وهو الموجود في المصدر.
(٦) ماحى خ ل. وهو الموجود في العلل ، وفيه : يمحى الله.
من الارض عبادة الاوثان ، وجعل اسمي في القرآن محمدا ، فأنا محمود في جميع (١) القيامة في فصل القضاء ، لا يشفع أحد غيري ، وسماني في القيامة حاشرا ، يحشر الناس على قدمي وسماني الموقف ، اوقف الناس بين يدي الله جل جلاله ، وسماني العاقب ، أنا عقب النبيين ، ليس بعدي رسول ، وجعلني رسول الرحمة ، ورسول التوبة ، ورسول الملاحم والمقفي (٢) ، قفيت النبيين جماعة ، وأنا القيم الكامل الجامع ، ومن علي ربي وقال لي : يا محمد صلى الله عليك فقد أرسلت كل رسول إلى امته بلسانها ، وأرسلتك إلى كل أحمر وأسود من خلقي ، و نصرتك بالرعب الذي لم أنصر به أحدا ، وأحللت لك الغنيمة ولم تحل لاحد قبلك ، و أعطيتك ولامتك كنزا من كنوز عرشي : فاتحة الكتاب ، وخاتمة سورة البقرة ، و جعلت لك ولامتك الارض كلها مسجدا ، وترابها طهورا ، وأعطيت لك ولامتك التكبير ، وقرنت ذكرك بذكي حتى لا يذكرني أحد من امتك إلا ذكرك مع ذكري ، فطوبى لك يا محمد ولامتك (٣).
توضيح : قال شارح الشفاء للقاضي عياض : احيد بضم الهمزة ، وفتح المهملة ، وسكون التحتية ، فدال مهملة ، وقيل : بفتح الهمزة ، وسكون المهملة ، وفتح التحتية ، قال : سميت أحيد لاني احيد بامتي عن نار جهنم ، أي أعدل بهم انتهى (٤). وأما أحمد في اللغة فأفعل مبالغة من صفة الحمد ، ومحمد مفعل مبالغة من كثرة الحمد ، فهو صلىاللهعليهوآله أجل من حمد ، وأفضل من حمد ، وأكثر الناس حمدا ، فهو أحمد المحمودين الحامدين ، فأحمد إما مبالغة من الفاعل ، أو من مفعول.
قوله صلىاللهعليهوآله : يحشر الناس على قدمي ، كنايه عن أنه أول من يحشر من الخلق ، ثم يحشر الناس بعده ، وقيل : أي في زمانه وعهده ، ولا نبي بعده : وقيل : أي يقدم الخلق في المحشر وهم خلفه. والملاحم جمع الملحمة وهو القتال.
____________________
(١) جمع خ ل صح. وفي المعانى : جميع أهل القيامة.
(٢) في المعانى : المقتفى.
(٣) علل الشرائع : ٤٥ ، الخصال ٢ : ٤٧ و ٤٨ ، معانى الاخبار : ١٩.
(٤) شرح الشفا ١ : ٤٩٨ ، وضبط أيضا بفتح فسكون فكسر وأيضا بضم فكسر ، فسكون.
وقال الجزري : في أسمائه صلىاللهعليهوآله المقفي وهو المولي الذاهب ، وقد قفى يقفي فهو مقف ، يعني أنه آخر الانبياء ، المتبع لهم ، فإذا قفى فلا نبي بعده.
قوله : القيم ، أي الكثير القيام بامور الخلق ، والمتولي لارشادهم ومصالحهم ، و يظهر من سائر الكتب أنه بالثاء المثلثة ، وإن الكامل الجامع تفسيره ، وهو بضم القاف وفتح الثاء ، قال الجزري : فيه أتاني ملك فقال : أنت قثم ، وخلقك قثم ، القثم : المجتمع الخلق ، وقيل : الجامع الكامل وقيل : الجموع (١) للخير ، وبه سمي الرجل قثم ، معدول عن قاثم ، وهو الكثير العطآء انتهى.
وقال القاضي في الشفاء : روي أنه صلىاللهعليهوآله قال : أنا رسول الرحمة ، ورسول الراحة ، ورسول الملاحم ، وأنا المقفي (٢) ، قفيت النبيين ، وأنا قيم ، والقيم : الجامع الكامل كذا وجدته ولم أروه ، وأرى أن صوابه قثم بالثاء وهو أشبه بالتفسير انتهى (٢).
٢٨ ـ لى ، ع ، مع : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن علي بن الحسين الرقي ، عن عبدالله بن جبلة ، عن معاوية بن عمار ، عن الحسن بن عبدالله ، عن آبائه ، عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فسأله أعلمهم فيما سأله ، فقال له : لاي شئ سميت محمدا وأحمد وأبا القاسم وبشيرا ونذيرا و داعيا؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : أما محمد فإني محمود في الارض ، وأما أحمد فإني محمود في السمآء ، وأما أبوالقاسم فإن الله عزوجل يقسم يوم القيامة قسمة النار ، فمن كفر بي من الاولين والآخرين ففي النار ، ويقسم قسمة الجنة ، فمن آمن بي وأقر بنبوتي ففي الجنة ، وأما الداعي فإني أدعو الناس إلى دين بي عزوجل ، وأما النذير فإني انذر بالنار من عصاني ، وأما البشير فإني ابشر بالجنة من أطاعني (٤).
____________________
(١) المجموع خ ل.
(٢) وفي المصدر : المقتفى ، وذكر الشارح : المقفى وقال : هو أنسب.
(٣) شرح الشفا ١ : ٤٩٠ و ٤٩١.
(٤) الامالي : ١١٢ ـ ١١٤ ، علل الشرايع : ٥٣ ، معانى الاخبار : ١٩ و ٢٠ ، والحديث طويل أخرجه المصنف في كتاب الاحتجاجات ، راجع ١٠ : ٢٩٤ ـ ٣٠٢ ، والقطعة في ٢٩٥.
أقول : قد مر في باب نقوش الخواتيم (١) في خبر الحسين بن خالد أنه كان نقش خاتم النبي صلىاللهعليهوآله : « لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ».
٢٩ ـ ع ، مع ، ن : الطالقاني ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن الحسين بن فضال ، عن أبيه قال : سألت الرضا عليهالسلام فقلت له : لم كني النبي صلىاللهعليهوآله بأبي القاسم؟ فقال : لانه كان له ابن يقال له : قاسم فكنى به ، قال : فقلت : يا ابن رسول الله فهل تراني أهلا للزيادة؟ فقال : نعم ، أما علمت أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : « أنا وعلي أبوا هذه الامة »؟ قلت : بلى ، قال : أما علمت أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أب لجميع امته ، وعلي بمنزلته (٢) فيهم؟ قلت : بلى ، قال : أما علمت أن عليا قاسم الجنة والنار؟ قلت : بلى ، قال : فقيل له : أبوالقاسم لانه أبوقاسم الجنة والنار ، فقلت له : وما معنى ذلك؟ فقال : إن شفقة الرسول (٣) على امته شفقة الآباء على الاولاد ، وأفضل امته علي عليهالسلام ، ومن بعده شفقة علي عليهالسلام عليهم كشفقته ، لانه وصيه وخليفته والامام بعده ، فلذلك قال صلىاللهعليهوآله : « أنا وعلي أبوا هذه الامة « وصعد النبي صلىاللهعليهوآله المنبر فقال : « من ترك دينا أو ضياعا فعلي وإلي ، ومن ترك مالا فلورثته » فصار بذلك أولى بهم من آبائهم وامهاتهم ، وصار أولى بهم منهم بأنفسهم ، وكذلك أمير المؤمنين عليهالسلام بعده جرى له مثل ما جرى لرسول الله صلىاللهعليهوآله (٤).
بيان : قال الجزري : فيه من ترك ضياعا فإلي ، الضياع : العيال ، وأصله مصدر ضاع يضيع ، فسمي العيال بالمصدر ، كما تقول : من مات وترك فقرا ، أي فقرآء ، وإن كسرت الضاد كان جمع ضائع كجائع وجياع.
٣٠ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهماالسلام إن خاتم رسول الله صلىاللهعليهوآله كان من فضة ، ونقشه « محمد رسول الله » قال : وكان نقش خاتم علي عليهالسلام
____________________
(١) راجع ج ١١ : ٦٣.
(٢) وعلي عليهالسلام فيهم بمنزلته خ. أقول : هذه الزيادة موجودة في العلل ، وفي العيون : وعلي عليهالسلام منهم. أقول : لعله اصح.
(٣) النبي خ ل ، أقول : هو الموجود في المصدر.
(٤) علل الشرائع : ٥٣ و ٥٤ ، معانى الاخبار : ٢٠ ، عيون الاخبار : ٢٣٨ و ٢٣٩.
« الله الملك » وكان نقش خاتم والدي رضياللهعنه « العزة لله » (١).
٣١ ـ ل : أبي ، عن سعد : عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن لرسول الله صلىاللهعليهوآله عشرة أسمآء : خمسة منها في القرآن ، وخمسة ليست في القرآن ، فأما التي في القرآن : فمحمد ، وأحمد ، وعبدالله ، ويس ، ون ، وأما التي ليست في القرآن : فالفاتح ، والخاتم ، والكاف ، والمقفي ، والحاشر (٢) بيان : إنما سمي الفاتح لانه أول النبيين ، أو جميع المخلوقات خلقا ، أو به فتح الله أبواب الوجود والجود على العباد (٣) ، والكاف لانه يكف ويدفع عن الناس البلايا والشرور في الدنيا ، والعذاب في الآخرة وفي بعض النسخ : الكافي.
٣٢ ـ ل : ابن الوليد ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن علي بن سليمان ، عن عبدالله بن عبيد الله الهاشمي ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : كان لرسول الله صلىاللهعليهوآله خاتمان : أحدهما مكتوب عليه : « لا إله إلا الله ، محمد رسول الله « والآخر : « صدق الله » (٤).
٣٣ ـ فس : قال : وسأل بعض اليهود رسول الله صلىاللهعليهوآله لم سميت محمدا وأحمدا وبشيرا ونذيرا؟ فقال : أما محمد فإني في الارض محمود ، وأما أحمد فإني في السمآء أحمد منه في الارض ، وأما البشير فابشر من أطاع الله بالجنة ، وأما النذير فانذر من عصى الله بالنار (٥).
٣٤ ـ فس : « يا أيها المزمل » قال : هو النبي صلىاللهعليهوآله كان يتزمل بثوبه وينام (٦).
____________________
(١) قرب الاسناد : ٣١.
(٢) الخصال ٢ : ٤٨.
(٣) أو الغالب على من كان يعبد دون الله. وما كان يعبد دونه.
(٤) الخصال ١ : ٣٢.
(٥) تفسير القمى : ٦٧٧.
(٦) تفسير القمى : ٧٠١.
« يا أيها المدثر » قال : تدثر الرسول ، فالمدثر يعني المتدثر بثوبه « قم فأنذر » هو قيامه في الرجعة ينذر فيها (١).
أقول : سيجئ في الاخبار أنه قال النبي صلىاللهعليهوآله : إن الله خلقني وعليا من نور واحد ، وشق لنا اسمين من أسمائه ، فذو العرش محمود وأنا محمد ، والله الاعلى وهذا علي.
٣٥ ـ ع : عبدالله بن محمد القرشي ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي قريش ، عن عبدالجبار ومحمد بن منصور الخزاز معا عن عبدالله بن ميمون القداح ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهماالسلام عن جابر بن عبدالله أن النبي صلىاللهعليهوآله كان يتختم بيمينه (٢).
٣٦ ـ ل : ابن موسى ، عن ابن زكريا القطان ، عن ابن حبيب ، عن عبدالرحيم ابن علي الجبلي ، وعبدالله بن الصلت ، عن الحسن بن نصر الخزاز ، عن عمرو بن طلحة ، عن أسباط بن نصر ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قدم يهوديان فسألا أمير المؤمنين عليهالسلام عن أشياء وسألا عن وصف النبي صلىاللهعليهوآله فقال فيما قال : كان عمامته السحاب ، وسيفه ذو الفقار ، وبغلته دلدل ، وحماره يعفور ، وناقته العضباء (٣) ، وفرسه لزاز ، وقضيبه الممشوق. الخبر (٤).
بيان : قال في النهاية : فيه أنه كان اسم عمامة النبي صلىاللهعليهوآله السحاب ، سميت به تشبيها بسحاب المطر ، لانسحابه في الهواء ، وقال : دلدل في الارض : ذهب ومر ، يدلدل ويتدلدل في مشيه : إذا اضطرب ، ومنه الحديث كان اسم بغلته دلدل. وقال : فيه إن اسم حمار النبي صلىاللهعليهوآله عفير هو تصغير تحقير لاعفر ، من العفرة وهي الغبرة ، ولون التراب ، وفي حديث سعد بن عبادة أنه خرج على حماره يعفور ليعوده. قيل : سمي يعفورا للونه من العفرة ، كما قيل في أخضر : يخضور ، وقيل : سمي به تشبيها في عدوه باليعفور وهو الظبي ، وقيل : الخشف.
____________________
(١) تفسير القمي : ٧٠٢.
(٢) علل الشرائع : ٦٤.
(٣) بتقديم المهملة على المعجمة.
(٤) الخصال ٢ : ١٤٦ و ١٤٨.
وقال : فيه كان اسم ناقته العضباء ، هو علم لها ، منقول من قولهم : ناقة عضباء ، أي مشقوقة الاذن ، ولم تكن مشقوقة الاذن ، وقال بعضهم : إنها كانت مشقوقة الاذن ، والاول أكثر.
وقال الزمخشري : هو منقول من قولهم : ناقة عضباء ، وهي القصيرة اليد وقال : فيه كان لرسول الله صلىاللهعليهوآله فرس يقال له : اللزاز ، سمي به لشدة تلززه واجتماع خلقه ، ولز به الشئ ، أي لزق به ، كأنه يلزق بالمطلوب لسرعته. وقال الفيروزآبادي : جارية ممشوقة : حسنة القوام ، وقضيب ممشوق : طويل دقيق.
٣٧ ـ لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن عبدالله بن الصلت ، عن يونس ، عن ابن حميد ، عن ابن قيس ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن اسم رسول الله صلىاللهعليهوآله في صحف إبراهيم عليهالسلام الماحي ، وفي توراة موسى عليهالسلام الحاد ، وفي إنجيل عيسى عليهالسلام أحمد ، وفي القرآن محمد ، قيل : فما تأويل الماحي؟ فقال : الماحي صورة الاصنام ، وماحي الاوثان والازلام وكل معبود دون الرحمان ، قيل : فما تأويل الحاد؟ قال : يحاد من حاد الله ودينه ، قريبا كان أو بعيدا ، قيل : فما تأويل أحمد؟ قال : حسن ثناء الله عزوجل عليه في الكتب بما حمد من أفعاله ، قيل : فما تأويل محمد؟ قال : إن الله وملائكته وجميع أنبيائه ورسله وجميع اممهم يحمدونه ويصلون عليه ، وإن اسمه لمكتوب على العرش : محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله وكان صلىاللهعليهوآله يلب من القلانس اليمنية (١) والبيضآء والمضربة ذات الاذنين في الحرب ، وكانت له عنزة يتكئ عليها ، ويخرجها في العيدين فيخطب بها ، وكان له قضيب يقال له : الممشوق ، وكان له فسطاط يسمى الكن ، وكانت له قصعة تسمى المنبعة ، وكان له قعب يسمى الري ، وكان له فرسان يقال لاحدهما : المرتجز ، وللآخر السكب ، وكان له بغلتان يقال لاحدهما (٢) : دلدل ، وللاخرى الشهبآء ، وكانت له ناقتان يقال لاحدهما : العضباء ، وللاخرى الجدعآء ، وكان له سيفان يقال لاحدهما : ذو الفقار ، وللآخر العون ، وكان له سيفان آخران يقال لاحدهما : المخذم ، وللآخر
____________________
(١) اليمنة واليمنة برد يمنى.
(٢) هكذا في النسخة والمصدر وكذا فيما يأتى ، والاصح : لاحداهما. كما في الفقيه.
الرسوم ، وكان له حمار يسمى يعفور ، وكانت له عمامة تسمى السحاب ، وكان له درع تسمى ذات الفضول لها ثلاث حلقات فضة : حلقة بين يديها ، وحلقتان خلفها ، وكانت له راية تسمى العقاب ، وكان له بعير يحمل عليه يقال له : الديباج ، وكان له لوآء يسمى المعلوم ، وكان له مغفر يقال له : الاسعد ، فسلم ذلك كله إلى علي عليهالسلام عند موته ، وأخرج خاتمه وجعله في إصبعه ، فذكر علي عليهالسلام أنه وجد في قائمة سيف من سيوفه صحيفة فيها ثلاثة أحرف : صل من قطعك ، وقل الحق ولو على نفسك : وأحسن إلى من أساء إليك ، قال : وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : خمس لا أدعهن حتى الممات : الاكل على الحضيض مع العبيد ، وركوبي الحمار مؤكفا (١) ، وحلبي العنز بيدي ، ولبس الصوف (٢) ، والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي (٣).
يه : عن يونس مثله إلى قوله : من أسآء إليك (٤).
بيان : ضرب النجاد المضربة (٥) : خاطها ، ذكره الجوهري. وقال : العنزة بالتحريك : أطول من العصا ، وأقصر من الرمح ، وفيه زج (٦) كزج الرمح ، والكن
____________________
(١) وكف وأكف وآكف الحمار : وضع عليه الوكاف. والوكاف : البرذعة وكساء يلقى على ظهر الدابة.
(٢) قد ورد في بعض الاخبار مدح لبس الصوف ، وفي بعضها ذمه ، ولعل الاول يختص بزمان مقفر جدب يكون الناس فيه في ضيق وشدة ، كما يستفاد من حديث عن الصادق عليهالسلام احتج فيه على الصوفية ، وعلل فعل النبي صلىاللهعليهوآله بذلك ، وقال فيه : « اذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها أبرارها لافجارها ، ومؤمنوها لا منافقوها ، ومسلموها لا كفارها » أو الثانى ورد في قوم كانوا يتقشفون بالملابس وغيرها ويتظاهرون بها ، ويرون أنفسهم بذلك أفضل من غيرهم ، ويعدون أنفسهم عاملين للسنة ، وغيرهم تاركين لها ، مثل جل الصوفية والباطنية وغيرهم من أهل البدع والاهواء الذين أدخلوا أنفسهم في زى الزهد والصلاح : وقلبوا حقائق الاسلام واحكامه على مزعمتهم وآرائهم الفاسدة أعاذنا الله والمسلمين من شرورهم.
(٣) الامالى : ٤٤.
(٤) الفقيه : ٥١٩.
(٥) النجاد هو المنجد أى من يعالج الفرش والوسائد ويخيطها. والمضرب : المخيط. و المضربة. كساء ذو طاقين بينهما قطن.
(٦) الزج : الحديدة التى في أسفل الرمح.
بالكسر : وقآء كل شئ وستره. والقعب : قدح من خشب مقعر.
وقال الجزري : فيه كان لرسول الله صلىاللهعليهوآله فرس يقال له : المرتجز ، سمي به لحسن صهيله.
وقال : فيه كان له فرس يسمى السكب ، يقال له فرس سكب ، أي كثير الجري ، كأنما يصب جريه صبا ، وأصله من سكب الماء يسكبه.
وقال الجوهري : الشهبة في الالوان : البياض الذي غلب على السواد.
وقال الجزري : فيه إنه خطب على ناقته الجدعآء ، هي المقطوعة الاذن ، وقيل لم تكن ناقته مقطوعة الاذن ، وإنما كان هذا اسما ، وقال : إنما سمي سيفه صلىاللهعليهوآله ذا الفقار لانه كان فيه حفر صغار حسان. وقال : الخذم : القطع ، وبه سمي السيف مخذما.
وقال الفيروزآبادي : الرسوم : الذي يبقى على السير يوما وليلة ، والاصوب أنه بالبآء كما سيأتي.
قال في النهاية فيه كان لرسول الله صلىاللهعليهوآله سيف يقال له : الرسوب ، أي يمضي في الضريبة ، ويغيب فيها ، وهي فعول من رسب : إذا ذهب إلى أسفل ، وإذا ثب وفيه : إنه كان اسم درعه ذات الفضول ، وقيل : ذو الفضول لفضلة كان فيها وسعة.
وقال : فيه إنه كان اسم رآيته العقاب ، وهي العلم الضخم.
أقول : سيأتي في باب وصية النبي صلىاللهعليهوآله ذكر دوابه وسلاحه وأثوابه.
٣٨ ـ ص
: الصدوق ، عن عبدالله بن حامد ، عن أحمد بن حمدان ، عن عمرو بن محمد ، عن محمد بن مؤيد ، عن عبدالله بن محمد بن عقبة ، عن أبي حذيفة ، عن عبدالله بن
حبيب الهذلي ، عن أبي عبدالرحمن السلمي ، عن أبي منصور قال : لما فتح الله على نبيه خيبر أصابه
حمار
أسود ، فكلم النبي صلىاللهعليهوآله الحمار فكلمه ، وقال
: أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا
لم يركبها إلا نبي ، ولم يبق من نسل جدي غيري ،
ولا من الانبياء غيرك ، وقد كنت
أتوقعك ، كنت قبلك ليهودي أعثر به عمدا ، فكان
يضرب بطني ، ويضرب ظهري ، فقال
النبي صلىاللهعليهوآله
: سميتك يعفور ، ثم قال : تشتهي الاناث يا يعفور؟ قال : لا ، وكلما قيل :