بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

امرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم (١).

١٢٣ ـ ين : حماد ، عن العقرقوفي (٢) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : بينا رسول الله (ص) ذات يوم عنده عايشة فاستأذن عليه رجل ، فقال رسول الله (ص) : بئس أخو العشيرة ، وقامت عايشة فدخلت البيت ، وأذن له رسول الله (ص) فدخل ، فأقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليه حتى إذا فرغ من حديثه خرج ، فقالت له عايشة : يا رسول الله بينا أنت تذكره إذ أقبلت عليه بوجهك وبشرك (٣) ، فقال لها رسول الله (ص) : إن من أشر عباد الله من يكره مجالسته لفحشه (٤).

١٢٤ ـ ين : محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن الصيقل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مرت برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله امرأة بذية وهو يأكل ، فقالت : يا محمد إنك لتأكل أكل العبد وتجلس جلوسه ، فقال لها : ويحك وأي عبد أعبد مني؟ قالت : اما لا فناولني لقمة من طعامك ، فناولها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لقمة من طعامه ، فقالت : لا والله إلا إلى في من فيك ، قال : فأخرج اللقمة من فيه فتناولها إياها فأكلتها ، قال أبوعبدالله عليه‌السلام فما أصابت بدآء حتى فارقت الدنيا (٥).

١٢٥ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن النبي (ص) كان قوته الشعير من غير ادم (٦).

١٢٦ ـ ين : فضالة ، عن ابن عميرة ، عن ابن مسكان ، عن عمار بن حيان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن رسول الله (ص) أتته اخت له من الرضاعة ، فلما أن نظر إليها سر بها وبسط ردائه لها فأجلسها عليه ، ثم أقبل يحدثها ويضحك في وجهها ، ثم قامت فذهبت ، ثم جآء أخوها فلم يصنع به ما صنع بها ، فقيل : يا رسول الله صنعت باخته ما لم تصنع

____________________

(١) روضة الكافي : ٢٦٨.

(٢) نسبة إلى عقرقوف بفتح الاولتين ، وسكون الراء وضم القاف : قرية من نواحى نهر عيسى بينها وبين بغداد أربعة فراسخ. وقيل : هي قرية من نواحى الدجيل. والعقرقوفي هذا هو شعيب بن يعقوب أبويعقوب ابن اخت أبي بصير يحيى ابن القاسم.

(٣) البشر : بشاشة الوجه.

(٤ ـ ٦) ين : مخطوط ، وتقدم حديث الصيقل عن المحاسن ، ومتنه أوضح.

٢٨١

به وهو رجل؟ فقال : لانها كانت أبرا بأبيها منه (١).

١٢٧ ـ ين : فضالة ، عن أبان ، عن عبدالله بن طلحة ، عن أبي عبدالله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : استقبل رسول الله (ص) رجل من بني فهد وهو يضرب عبدا له ، والعبد يقول : أعوذ بالله ، فلم يقلع الرجل عنه ، فلما أبصر العبد برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أعوذ بمحمد فأقلع عنه الضرب ، فقال : رسول الله (ص) : يتعوذ بالله فلا تعيذه؟ ويتعوذ بمحمد فتعيذه؟ والله أحق أن يجار عائذه من محمد ، فقال الرجل : هو حر لوجه الله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي بعثني بالحق نبيا لو لم تفعل لواقع وجهك حر النار (٢).

١٢٨ ـ ين : فضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن سلمة بن أبي حفص ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما‌السلام عن جابر قال : مر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالسوق وأقبل يريد العالية والناس يكتنفه ، فمر بجدي أسك على مزبلة ملقى وهو ميت ، فأخذ باذنه ، فقال : أيكم يحب أن يكون هذا له بدرهم؟ قالوا مانحب أنه لنا بشئ ، وما نصنع به؟ قا أفتحبون أنه لكم؟ قالوا : لا ، حتى قال ذلك ثلاث مرات ، فقالوا : والله لو كان حيا كان عيبا ، فكيف وهو ميت؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الدنيا على الله أهون من هذا عليكم (٣).

بيان : قال الجزري : فيه أنه مر بجدي أسك ، أي مصطلم الاذنين مقطوعهما ، قولهم : كان عيبا ، أي معيبا ، كذا فيما عندنا من النسخة ، وكذا وجدت في كتاب رياض الصالحين (٤) للنووي رواه عن جابر ، ولعل فيه تصحيفا.

١٢٩ ـ ين : النضر ، عن ابن سنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : دخل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل وهو على حصير قد أثر في جسمه ، ووسادة ليف قد أثرت في خده ، فجعل يمسح ويقول : ما رضي بهذا كسرى ولا قيصر ، إنهم ينامون على الحرير والديباج ، أنت على هذا الحصير؟ قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لانا خير منهما والله ، لانا أكرم منهما

____________________

(١ ـ ٣) ين : مخطوط.

(٤) رياض الصالحين : ٢٢٢ وفيه : والله لو كان حيا كان عيبا انه أسك فكيف وهو ميت؟!

٢٨٢

وقال : رواه مسلم. وقال : الاسك : صغير الاذن.

والله ، ما أنا والدنيا ، إنما مثل الدنيا كمثل راكب مر على شجرة ولها فئ فاستظل تحتها ، فلما أن مال الظل عنها ارتحل فذهب وتركها (١).

١٣٠ ـ ين : النضر ، عن عاصم ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : جاءني ملك فقال : يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك : إن شئت جعلت لك بطحآء مكة رضراض (٢) ذهب ، قال : فرفع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رأسه إلى السمآء فقال : يا رب أشبع يوما فأحمدك ، وأجوع يوما فأسألك (٣).

١٣١ ـ ين : بعض أصحابنا ، عن علي بن شجرة ، عن عمه بشير النبال ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قدم أعرابي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله تسابقني بناقتك هذه ، فسابقه فسبقه الاعرابي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إنكم رفعتموها فأحب الله أن يضعها (٤) ، إن الجبال تطاولت لسفينة نوح عليه‌السلام ، وكان الجودي أشد تواضعا فحب الله (٥) بها الجودي (٦).

١٣٢ ـ ين : صفوان بن يحيى ، عن النضري (٧) عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب ، كان يقول : أتوب إلى الله (٨).

١٣٣ ـ محص : عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن رجلا من

____________________

(١) المؤمن : مخطوط. وتقدم نحوه قبلا.

(٢) الرضراض : ما صغر ودق من الحصى.

(٣) ين : مخطوط.

(٤) ذكر البرقي الحديث في المحاسن باسناده عن ابن بكير وفيه : انها ترفعت وحق على الله أن لا يرتفع شئ إلا وضعه الله.

(٥) هكذا في النسخ ، ولعله مصحف.

(٦) ين : مخطوط.

(٧) هكذا في النسخ ، والظاهر أنه مصحف النصرى بالصاد المهملة ، لقب الحارث بن المغيرة ، وهو من بنى نصر بن معاوية على ما صرح به النجاشى في الفهرست.

(٨) ين : مخطوط.

٢٨٣

الانصار أهدى إلى رسول الله (ص) صاعا من رطب ، فقال رسول الله (ص) للخادم (١) التي جاء به : ادخلي فانظري هل تجدين في البيت قصعة أو طبقا فتأتبني به؟ فدخلت ثم خرجت إليه فقالت : ما أصبت قصعة ولا طبقا ، فكنس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بثوبه مكانا من الارض ، ثم قال لها : ضعيه هاهنا على الحضيض ، ثم قال : والذي نفسي بيده لو كانت الدنيا تعدل عند الله مثقال جناح بعوضة ما أعطى كافرا ولا منافقا منها شيئا (٢).

١٣٤ ـ نهج : إلى أن بعث الله سبحانه محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) لانجاز عدته ، وتمام نبوته ، مأخوذا على النبيين ميثاقه ، مشهورة سماته (٤) ، كريما ميلاده (٥).

١٣٥ ـ نهج : حتى بعث الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله شهيدا وبشيرا ونذيرا ، خير البرية طفلا ، وأنجبها كهلا ، أطهر المطهرين شيمة ، وأجود المستمطرين ديمة (٦).

بيان : الشيمة بالكسر : الخلق والطبيعة ، والاستمطار : طلب المطر ، وطلب العطآء الكثير مجازا ، والديمة بالكسر : المطر الدائم ، فيمكن أن يقرء على بنآء المفعول ، أي أجود من طلب منه العطآء الدائم الكثير ، أو على بنآء الفاعل إشارة إلى استجابة دعائه في الاستسقآء فيحتمل أن يكون أجود مأخوذا من الجود بمعنى المطر الكثير والله يعلم.

١٣٦ ـ نهج : ولقد كان في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كاف لك في الاسوة (٧) ، ودليل لك (٨) على ذم الدنيا وعيبها ، وكثرة مخازيها ومساويها ، إذ قبضت عنه أطرافها ، ووطئت لغيره أكنافها ، وفطم من رضاعها ، وزوي عن زخارفها ـ وساقها إلى قوله عليه‌السلام ـ : فتأس بنبيك

____________________

(١) يطلق الخادم على المذكر والمؤنث.

(٢) التمحيص : مخطوط.

(٣) محمدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٤) سمات جمع السمة : العلامة ، والمراد علاماته التي ذكرت في كتب الانبياء السابقين الذين بشروا به.

(٥) نهج البلاغة ١ : ٢٧.

(٦) نهج البلاغة ١ : ٢١٦. وفيه وأمطر المستمطرين ديمة.

(٧) الاسوة : القدوة.

(٨) في المصدر : ودليل ذلك.

٢٨٤

الاطهر الاطيب صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإن فيه اسوة لمن تأسى ، وعزآء لمن تعزى ، وأحب العباد إلى الله تعالى المتأسي بنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والمقتص لاثره ، قضم الدنيا قضما ، ولم يعرها طرفا ، أهضم أهل الدنيا كشحا ، وأخمصهم من الدنيا بطنا ، عرضت عليه الدنيا (١) فأبى أن يقبلها ، وعلم أن الله سبحانه أبغض شيئا فأبغضه ، وحقر شيئا فحقره ، وصغر شيئا فصغره ، ولو لم يكن فينا إلا حبنا ما أبغض الله (٢) وتعظيمنا ما صغر الله لكفى به شقاقا لله ، ومحادة (٣) عن أمر الله ، ولقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل على الارض ، ويجلس جلسة العبد ويخصف بيده نعله ، ويرقع بيده ثوبه ، ويركب الحمار العاري ، ويردف خلفه ، ويكون الستر على باب بيته فتكون فيه التصاوير فيقول : يا فلانة ـ لاحدى أزواجه ـ غيبيه عني ، فإني إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها ، فأعرض عن الدنيا بقلبه ، وأمات ذكرها من نفسه ، وأحب أن تغيب زينتها عن عينه ، لكيلا يتخذ منها رياشا ، ولا يعتقدها قرارا ، ولا يرجوا فيها مقاما ، فأخرجها من النفس ، وأشخصها عن القلب (٤) ، وغيبها عن البصر ، وكذلك من أبغض شيئا أبغض أن ينظر (٥) إليه ، وأن يذكر عنده ، ولقد كان في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما يدلك على مساوي الدنيا وعيوبها ، إذ جاع فيها مع خاصته ، وزويت عنه زخارفها مع عظيم زلفته ، فلينظر ناظر بعقله أكرم الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك أم أهانه؟ فإن قال : أهانه فقد كذب والعظيم (٦) ، وإن قال : أكرمه فليعلم أن الله قد أهان غيره حيث بسط الدنيا له ، وزواها عن أقرب الناس منه ، فتأسى متأس بنبيه ، واقتص أثره ، وولج مولجه ، وإلا فلا يأمن الهلكة ، فإن الله جعل محمدا (ص) علما للساعة ، ومبشرا بالجنة ومنذرا بالعقوبة ، خرج من الدنيا خميصا ، وورد الآخرة سليما ، لم يضع حجرا على حجر حتى

____________________

(١) عرضت عليه الدنيا عرضا فابى خ ل.

(٢) في المصدر : ما أبغض الله ورسوله ، وكذا فيما بعده. ما صغر الله ورسوله.

(٣) المحادة : المخالفة في عناد.

(٤) أى أزعجها وأبعدها.

(٥) في المصدر : من ينظر إليه.

(٦) في المصدر : وأتى بالافك العظيم.

٢٨٥

مضى لسبيله ، وأجاب دعي ربه ، فما أعظم منة الله عندنا حين أنعم علينا به سلفا نتبعه ، وقائدا نطأ عقبه (١).

بيان : المخازي : المقابح ، قوله عليه‌السلام : وطئت بالتشديد أي هيأت ، وبالتخفيف من قولهم : وطأت لك المجلس ، أي جعلته سهلا لينا ، قوله عليه‌السلام : زوي أي قبض ، قوله عليه‌السلام : قضم الدنيا ، في أكثر النسخ بالضاد المعجمة ، وهو أكل الشئ اليابس بأطراف الاسنان ، أي تناول منها قدر الكفاف وما تدعو إليه الضرورة ، والتنوين في قضما للتقليل ، وفي بعضها بالصاد المهملة بمعنى الكسر. قوله عليه‌السلام : ولم يعرها طرفا ، من الاعارة ، أي لم يلتفت إليها نظر إعارة ، فكيف بأن يجعلها مطمح نظره؟ ويقال : رجل أهضم : إذا كان خميصا لقلة الاكل ، والكشح : الخاصرة ، قوله : جلسة العبد ، قال ابن أبي الحديد : وهي أن يضع قصبتي ساقيه على الارض ويعتمد عليها بباطن فخذيه (٢) ، يقال لها بالفارسية : دوزانو ، والرياش إما جمع الريش ، أو مرادفه ، وهو اللباس الفاخر ، ويطلق على المال والخصب والمعاش. قوله عليه‌السلام : خميصا ، أي جائعا.

١٣٧ ـ ع : ابن الوليد ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن علي بن الريان ، عن عبيد الله بن عبدالله الواسطي ، عن واصل بن سليمان ، أو عن درست يرفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : لم كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يحب الذراع أكثر من حبه لسائر أعضآء الشاة؟ قال : فقال : لان آدم قرب قربانا عن الانبيآء من ذريته فسمي لكل نبي عضوا ، وسمي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الذراع ، فمن ثم كان يحب الذراع ويشتهيها ويحبها ويفضلها (٣).

١٣٨ ـ وفي حديث آخر : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يحب الذراع لقربها من المرعى وبعدها من المبال (٤).

١٣٩ ـ ير : إبراهيم بن هاشم ، عن جعفر بن محمد ، عن القداح ، عن أبي عبدالله

____________________

(١) نهج البلاغة ١ : ٣١١ ـ ٣١٥.

(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ٢ : ٤٧٢.

(٣ و ٤) علل الشرائع : ٥٦. أقول : لا اختلاف بين الروايتين ، لجواز التعليل بكل منهما.

٢٨٦

عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يحب الذراع والكتف ، ويكره الورك لقربها من المبال (١)

١٤٠ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعجبه الذراع (٢).

١٤١ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري بالمصيصة (٣) من أصل كتابه ، عن عبدالله بن الهيثم الانماطي ، عن الحسين بن علوان الكلبي ، عن عمرو بن خالد الواسطي ، عن محمد ، وزيد ابني علي ، عن أبيهما عليه‌السلام عن أبيه الحسين عليه‌السلام قال : كان رسول الله (ص) يرفع يديه إذا ابتهل ودعا كما يستطعم المسكين (٤).

١٤٢ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أحمد بن عبدالرحيم بن سعد ، عن إسماعيل ابن محمد العلوي ، عن أبيه ، عن جده إسحاق بن جعفر ، عن أخيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : بعثت بمكارم الاخل ومحاسنها (٥).

١٤٣ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد بن جعفر العلوي ، عن أحمد ابن عبدالمنعم الصيداوي (٦) ، عن حسين بن شداد الجعفي ، عن أبيه شداد بن رشيد ، عن عمرو بن عبدالله بن هند (٧) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال علي بن الحسين عليه‌السلام :

____________________

(١) بصائر الدرجات : ١٤٨. وللحديث صدر وذيل.

(٢) فروع الكافي ٢ : ١٦٩.

(٣) المصيصة بالفتح ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة ، وقيل : بتخفيف الصاد : مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام ، بين انطاكية وبلاد الروم تقارب طرطوس.

(٤) أمالي الشيخ : ٢٢ ، أقول : اى المجالس والاخبار ، وهو المطبوع في آخر أمالي ابن الشيخ.

(٥) أمالي الشيخ : ٢٧.

(٦) في المصدر : حدثنا أبوعبدالله جعفر بن محمد بن جعفر بن حسن العلوي الحسيني قال حدثنا أبونصر أحمد بن عبدالمنعم بن نصر الصيداوي.

(٧) وصفه في المصدر : بالجملى. ولعله عبدالله بن هند الجملى فتامل.

٢٨٧

إن جدي رسول الله (ص) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فلم يدع الاجتهاد

له وتعبد بأبي هو وامي حتى انتفخ الساق ، وورم القدم ، وقيل له : أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال : أفلا أكون عبدا شكورا. الخبر (١).

١٤٤ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن غياث بن مصعب الخجندي (٢) ، عن محمد ابن حماد الشاشي ، عن حاتم الاصم ، عن شقيق (٣) البلخي ، عمن أخبره من أهل العلم قال : قيل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : كيف أصبحت؟ قال : بخير من رجل لم يصبح صائما ، ولم يعد مريضا ، ولم يشهد جنازة (٤).

١٤٥ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن إسماعيل بن موسى البجلي. عن عبدالله ابن عمر بن أبان ، عن معاوية بن هشام ، عن سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عطا ، عن ابن عباس قال : قيل للنبي (ص) : كيف أصبحت؟ قال : بخير من قوم لم يشهدوا جنازة ، ولم يعودوا مريضا (٥).

بيان : الظاهر أن ( من ) في الخبر السابق في قوله : ( من رجل ) بيانية ، وهو تميز عن الضمير في أصبحت كقولهم : لله درك من فارس ، وعز من قائل ، ويالك من ليل ، وفي الثاني يحتمل ذلك بأن يكون أصبحت في قوة أصبحنا ، وأن تكون تبعيضية ، ويكون حالا عن الضمير ، أي حالكوني من قوم هم كذلك (٦).

١٤٦ ـ ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم ابن أحمد ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي اسامة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : بلغنا أن رسول الله

____________________

(١) أمالي الشيخ : ٤٧ و ٤٨ ، والحديث طويل راجعه.

(٢) في المصدر : غياث بن مصعدة بن عبدة أبوالعباس الخجندى الرياطى.

(٣) في المصدر : شقيق بن إبراهيم.

(٤) أمالي الشيخ : ٤٩.

(٥) أمالي الشيخ : ٤٩.

(٦) الظاهر أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ذكر التفضيل وأراد معنى آخر وهو كراهة ترك شهود الجنازة وعيادة المريض.

٢٨٨

صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يشبع من خبز بر ثلاثة أيام قط ، قال : فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : ما أكله قط ، قلت : فأي شئ كان يأكل؟ قال : كان طعام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الشعير إذا وجده ، وحلواه التمر ، ووقوده السعف (١).

١٤٧ ـ ما : أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمد بن الزبير ، عن علي بن فضال (٢) ، عن العباس بن عامر ، عن أحمد بن رزق ، عن الفضيل (٣) قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يريد حاجة فإذا (٤) بالفضل بن العباس ، قال : فقال : احملوا هذا الغلام خلفى ، قال : فاعتنق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده من خلفه على الغلام ، ثم قال : يا غلام خف الله تجده أمامك ، يا غلام خف الله يكفك ما سواه (٥) إلى آخر ما سيأتي في باب مواعطه صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٤٨ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي جميلة ، عن محمد الحلبي وزرارة ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « واذكر ربك إذا نسيت (٦) » قال : إذا حلف الرجل فنسي أن يستثني ، فليستثن إذا ذكر (٧).

١٤٩ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن أبي جعفر الاحوال ، عن سلام بن المستنير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما (٨) » قال : فقال : إن الله عزوجل لما قال لآدم : ادخل الجنة ، قال له : يا آدم لا تقرب هذه الشجرة ، قال : وأراه

____________________

(١) أمالي الشيخ : ٦٠.

(٢) أى علي بن الحسين بن فضال ، على ما في المصدر.

(٣) أى الفضيل بن يسار. على ما في المصدر.

(٤) في المصدر : فاذا هو.

(٥) أمالي الشيخ : ٦٥.

(٦) الكهف : ٢٤.

(٧) فروع الكافي ٢ : ٣٧٠.

(٨) طه : ١١٥.

٢٨٩

إياها ، فقال آدم لربه : كيف أقربها ولقد نهيتني عنها أنا وزوجتي ، قال : فقال لهم لا تقرباها ، يعني لا تأكلا منها ، فقال آدم وزوجته : نعم يا ربنا لا نقربها ولا نأكل منها ، ولم يستثنيا في قولهما : نعم ، فوكلهما الله في ذلك إلى أنفسهما وإلى ذكرهما ، قال : وقد قال الله عزوجل لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله في الكتاب : « ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله (١) » أن لا أفعله ، فتسبق مشية الله في أن لا أفعله ، فلا أقدر على أن أفعله ، قال : فلذلك قال الله عزوجل « واذكر ربك إذا نسيت (٢) » أي استثن مشية الله في فعلك (٣).

١٥٠ ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن أبي البختري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام إن رسول الله كان يتطيب بالمسك حتى يرى وبيصه في مفارقه (٤).

بيان : الوبيص : البريق.

١٥١ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كانت لرسوله الله (ص) ممسكة إذا هو توضأ أخذها بيده وهي رطبة ، فكان إذا خرج عرفوا أنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله برائحته (٥).

١٥٢ ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن نوح بن شعيب ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : كان يرى وبيص المسك في مفرق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٦).

١٥٣ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن غير واحد ، عن الخشاب ، عن غياث بن كلوب ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام إن رسول الله (ص) كان إذا اشتكى رأسه استعط بدهن الجلحلان (٧) وهو السمسم (٨).

١٥٤ ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن بعض أصحابه ، عن ابن اخت الاوازعي ، عن

____________________

(١ و ٢) الكهف : ٢٢ و ٢٣.

(٣) فروع الكافي ٢ : ٣٧٠.

(٤ ـ ٦) الفروع ٢ : ٢٢٣.

(٧) هكذا في نسخة المصنف ، وهو مصحف الجلجلان. والجلجلان بالفارسية : كنجد.

(٨) فروع الكافي ٢ : ٢٢٦.

٢٩٠

مسعدة بن اليسع ، عن قيس الباهلي (١) إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يحب أن يستعط بدهن السمسم (٢).

١٥٥ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن النوفلي ، عن عيسى (٣) بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه ، عن جده قال : كانت من أيمان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا واستغفر الله (٤).

١٥٦ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم قال : إن العقرب لدغت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : لعنك الله ، فما تبالين مؤمنا أذيت أم كافرا ، ثم دعا بالملح فدلكه فهدأت ، ثم قال أبوجعفر عليه‌السلام : لو يعلم الناس ما في الملح ما بغوا معه درياقا (٥).

١٥٧ ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن أبيه وعمرو بن إبراهيم جميعا ، عن خلف بن حماد ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبدالله (ع) قال : لدغت رسول الله (ص) عقرب فنفضها وقال : لعنك الله فما يسلم منك مؤمن ولا كافر ، ثم دعا بملح فوضعه على موضع اللدغة ثم عصره بإبهامه حتى ذاب : ثم قال : لو يعلم الناس ما في الملح ما احتاجوا معه إلى ترياق (٦).

١٥٨ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : وطئ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الرمضاء (٧) فأحرقته ، فوطئ على الرجلة وهي البقلة الحمقاء (٨) فسكن عنه حر الرمضآء ، فدعا لها وكان يحبها ويقول : من بقلة ما أبركها (٩).

____________________

(١) في المصدر : قيس الباهلي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

(٢) فروع الكافي ٢ : ٢٢٦.

(٣) في المصدر وفي مرآت العقول : النوفلي ، عن السكوني ، عن عيسى اه.

(٤) فروع الكافي ٢ : ٣٧٥.

(٥ و ٦) فروع الكافي ٢ : ١٧٢.

(٧) الرمضاء : الارض الحامية من شدة حر الشمس.

(٨) البقلة الحمقاء والبقلة الرجلة بالفارسية : خرفه. ويقال لها : البقلة المباركة أيضا.

(٩) الفروع ٢ : ١٨٢.

٢٩١

١٥٩ ـ كا : علي ، عن أبيه ، ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل جميعا ، عن ابن أبي عمير ، وصفوان ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله (ع) قال : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مد يده إلى الحجر فلسعته عقرب ، فقال : لعنك الله ، لا برا تدعين ولا فاجرا.

١٦٠ ـ فس : أبي ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان بينا رسول الله (ص) جالسا وعنده جبرئيل إذ حانت (١) من جبرئيل نظرة قبل السماء فانتقع لونه حتى صار كأنه كركم ، ثم لاذ برسول الله (ص) فنظر رسول الله (ص) حيث نظر جبرئيل عليه‌السلام فإذا شئ قد ملا بين الخافقين مقبلا ، حتى كان كقاب الارض (٢) ،

فقال : يا محمد إني رسول الله إليك ، اخيرك أن تكون ملكا رسولا أحب إليك ، أو تكون عبدا رسولا؟ فالتفت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى جبرئيل وقد رجع إليه لونه ، فقال جبرئيل : بل كن عبدا رسولا ، فقال رسول الله (ص) : بل أكون عبدا رسولا ، فرفع الملك رجله اليمنى فوضعها في كبد السمآء الدنيا ، ثم رفع الاخرى فوضعها في الثانية ، ثم رفع اليمنى فوضعها في الثالثة ، ثم هكذا حتى انتهى إلى السمآء السابعة ، كل سمآء خطوة (٣) ، وكلما ارتفع صغر حتى صار آخر ذلك مثل الصر (٤) ، فالتفت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى جبرئيل فقال : لقد رأيت منك ذعرا (٥) ، وما رأيت شيئا كان أذعر لي من تغير لونك ، فقال : يا نبي الله لا تلمني ، أتدري من هذا؟ قال : لا ، قال : هذا إسرافيل حاجب الرب ، ولم ينزل من مكانه منذ خلق الله السماوات والارض ، فلما رأيته منحطا ظننت أنه جآء بقيام الساعة ، فكان الذي رأيت من تغير لوني لذلك ، فلما رأيت ما اصطفاك الله به رجع إلي لوني ونفسي ، أما رأيته كلما ارتفع صغر ، إنه ليس شئ يدنو من الرب إلا صغر لعظمته ، إن هذا حاجب

____________________

(١) في المصدر : إذ حانت بالمعجمة.

(٢) حتى دنا من الارض خ ل وفي المصدر : حتى كان كقاب قوسين أو أدنى من الارض ثم قال اه أقول : القاب : المقدار : ما بين نصف وتر القوس وطرفه. وقاب قوسين مثل في قرب المسافة.

(٣) في المصدر : بعدد كل سماء خطوة.

(٤) الصر : طائر كالعصفور أصفر.

(٥) في المصدر : رايتك ذعرا إه. أقول : فيكون وصفا. وفيه : وما رأيت مثله ، وما رأيت شيئا كان أذعر لي من تغير لونك.

٢٩٢

الرب وأقرب خلق الله منه ، واللوح بين عينيه من ياقوتة حمرآء ، فإذا تكلم الرب تبارك وتعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه فنظر فيه ، ثم ألقى إلينا نسعى (١) به في السماوات و الارض ، إنه لادنى خلق الرحمن منه ، وبينه وبينه تسعون (٢) حجابا من نور يقطع دونها الابصار ، ما يعد ولا يوصف ، وإني لاقرب الخلق منه ، وبيني وبينه مسيرة ألف عام (٣).

بيان : يقال : انتقع لونه على بنآء المجهول : إذا تغير من خوف أو ألم ، والكركم بالضم : الزعفران (٤). قوله : من الرب ، أي من موضع ظهور عظمته وجلاله وصدور أمره ونهيه ووحيه.

١٦٠ ـ نوادر الراوندي : بإسناده (٥) عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : بينا رسول الله (ص) يتوضأ إذ لاذ به هر البيت ، وعرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه عطشان ، فأصغى (٦) إليه الانآء حتى شرب منه الهر ، وتوضأ بفضله (٧).

١٦١ ـ وبهذا الاسناد قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أكل عند القوم قال : أفطر عندكم الصائمون ، وأكل طعامكم الابرار ، وصلت عليكم الملائكة الاخيار (٨).

١٦٢ ـ أسرار الصلاة : قال أبوذر رضي‌الله‌عنه : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة يردد قوله تعالى : « إن تعذبهم (٩) فإنهم عبادك ، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم » (١٠).

____________________

(١) في المصدر : ثم ألقاه إلينا فنسعى.

(٢) في المصدر : سبعون. وفيه : تقطع دونها الابصار ، وما لا يعد ولا يوصف.

(٣) تفسير القمي : ٣٨٩ و ٣٩٠.

(٤) وقيل : هو المعصفر ، وقيل : شئ كالورس ، وقيل : عروق الصفر. وعروق الصفر بالفارسية زردجوبه.

(٥) راجع المجلد الاول : ٥٤ فانك تجد فيه إسناد النوادر.

(٦) أصغى الاناء : أماله.

(٧) نوادر الراوندي : ٣٩ فيه : بينما ، وفيه : ثم توضأ بفضله.

(٨) نوادر الراوندي : ٣٥.

(٩) المائدة : ١١٨.

(١٠) الرسائل المنسوب إلى الشهيد : ١٣٧.

٢٩٣

ولما قال رسول الله (ص) لابن مسعود : اقرء على ، قال : ففتحت سورة النساء فلما بلغت « فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا (١) » رأيت عيناه تذرفان من الدمع ، فقال لي : حسبك الآن (٢).

(باب ١٠)

*(نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى‌الله‌عليه‌وآله)*

*(وهو من الباب الاول)*

١ ـ قب : كان صلى‌الله‌عليه‌وآله يمزح ولا يقول : إلا حقا ، قال أنس : مات نغير لابي عمير وهو ابن لام سليم ، فجعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : يابا عمير ما فعل النغير؟.

وكان حادي بعض نسوته خادمه أنجشة فقال له : يا أنجشة ارفق بالقوارير. وفي رواية : لا تكسر القوارير.

وكان له عبد أسود في سفر ، فكان كل من أعيا ألقى عليه بعض متاعه حتى حمل شيئا كثيرا ، فمر به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أنت سفينة فأعتقه.

وقال رجل : احملني يا رسول الله ، فقال : إنا حاملوك على ولد ناقة ، فقال : ما أصنع بولد ناقة؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : وهل يلد الابل إلا النوق.

واستدبر رجلا من ورائه وأخذ بعضده ، وقال : من يشتري هذا العبد؟ يعني أنه عبدالله.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لاحد : لا تنس ياذا الاذنين.

زيد بن أسلم إنه قال لامرأة وذكرت زوجها : أهذا الذي في عينيه بياض؟ فقالت لا ، ما بعينيه بياض ، وحكت لزوجها فقال : أما ترين بياض عيني أكثر من سوادها؟

ورأى صلى‌الله‌عليه‌وآله جملا عليه حنطة ، فقال : تمشي الهريسة.

____________________

(١) النساء : ٤١.

(٢) الرسائل المنسوب إلى الشهيد : ١٣٩.

٢٩٤

ورأي بلالا وقد خرج بطنه ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ام حبين ، وام حبين : ضرب من الغطاية ويقال : إنها الحربآء (١).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله للحسين : حزقة (٢) حزقة ترق عين بقة.

ابن عباس إنه صلى‌الله‌عليه‌وآله كسى بعض نسآئه ثوبا واسعا ، فقال لها : البسيه واحمدي الله ، وجرى منه ذيلا كذيل العروس.

وقالت عجوز من الانصار للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ادع لي بالجنة ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الجنة لا يدخلها العجز ، فبكت المرأة فضحك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال أما سمعت قول الله تعالى : « إنا أنشأناهن إنشاء * فجعلناهن أبكارا (٣) ».

وقال للعجوز الاشجعية : يا أشجعية لا تدخل العجوز الجنة ، فرآها بلال باكية ، فوصفها للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : والاسود كذلك ، فجلسا يبكيان ، فرآهما العباس فذكرهما له ، فقال : والشيخ كذلك ، ثم دعاهم وطيب قلوبهم ، وقال : ينشئهم الله كأحسن ما كانوا ، وذكر أنهم يدخلون الجنة شبانا منورين ، وقال : إن أهل الجنة جردمرد مكحلون.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لرجل : ـ حين قال : أنت نبي الله حقا نعلمه ، ودينك الاسلام دينا نعظمه نبغي مع الاسلام شيئا نقضمه ، ونحن حول هذا ندندن ـ يا علي اقض حاجته ، فأشبعه علي عليه‌السلام وأعطاه ناقة وجلة تمر.

وجآء أعرابي فقال : يا رسول الله بلغنا أن المسيح يعني الدجال يأتي الناس بالثريد وقد هلكوا جميعا جوعا ، أفترى بأبي أنت وامي أن أكف من ثريده تعففا وتزهدا؟

فضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : بل يغنيك الله بما يغني به المؤمنين.

وقبل جد خالد القسري امرأة فشكت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأرسل إليه فاعترف ، وقال : إن شاءت أن تقتص فلتقتص ، فتبسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه ، وقال : أو لا تعود؟

____________________

(١) الحرباء بالكسر والمد : حيوان أكبر من العظاءة يستقبل الشمس ، ويدور معها كيف دارت يتلون ألوانا بحر الشمس ، يقال له بالفارسية : آفتاب برست.

(٢) بفتح الحاء وضم الزاء ، أو بضهما.

(٣) الواقعة : ٣٥ و ٣٦.

٢٩٥

فقال : لا والله يا رسول الله ، فتجاوز عنه.

ورأي صلى‌الله‌عليه‌وآله صهيبا يأكل تمرا ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أتأكل التمر وعينك رمدة؟ فقال :

يا رسول الله إني أمضغه من هذا الجانب ، وتشتكي عيني من هذا الجانب.

ونهى صلى‌الله‌عليه‌وآله أبا هريرة عن مزاح العرب ، فسرق نعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ورهن بالتمر و جلس بحذائه صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبا هريرة ما تأكل؟ فقال : نعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وقال سويبط المهاجري لنعيمان البدري : أطعمني ، وكان على الزاد في سفر ، فقال : حتى تجئ الاصحاب ، فمروا بقوم فقال لهم سويبط : تشترون مني عبدا لي؟

قالوا : نعم ، قال : إنه عبد له كلام وهو قائل لكم : إني حر ، فإن سمعتم مقاله تفسدوا علي عبدي ، فاشتروه بعشرة قلائص ، ثم جاؤا فوضعوا في عنقه حبلا ، فقال نعيمان : هذا ، يستهزئ بكم وإني حر ، فقالوا : قد عرفنا خبرك ، وانطلقوا به حتى أدركهم القوم و خلصوه ، فضحك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من ذلك حينا.

وكان نعيمان هذا أيضا مزاحا ، فسمع محرمة بن نوفل وقد كف بصره يقول : ألا رجل يقودني حتى أبول؟ فأخذ نعيمان بيده ، فلما بلغ مؤخر المسجد قال : هاهنا فبل ، فبال فصيح به ، فقال : من قادني؟ قيل : نعيمان ، قال : الله (١) علي أن أضربه بعصاي هذه ، فبلغ نعيمان فقال : هل لك في نعيمان؟ قال : نعم ، قال : قم ، فقام معه فأتى به عثمان وهو يصلي ، فقال : دونك الرجل ، فجمع يديه بالعصا ثم ضربه ، فقال الناس : أمير المؤمنين ، فقال : من قادني؟ قالوا : نعيمان ، قال : لا أدعود إلى نعيمان أبد ورأى نعيمان مع أعرابي عكة عسل ، فاشتراها منه ، وجاء بها إلى بيت عايشة في يومها ، وقال : خذوها ، فتوهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه أهداها له ، ومر نعيمان والاعرابي على الباب ، فلما طال قعوده قال : يا هؤلاء ردوها علي إن لم تحضر قيمتها ، فعلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله القصة فوزن له الثمن ، وقال لنعيمان : ما حملك على ما فعلت؟ فقال : رأيت رسول الله (ص) يحب العسل ، ورأيت الاعرابي معه العكة ، فضحك رسول الله (ص)

____________________

(١) في المصدر : لله على. وهو الصواب.

٢٩٦

ولم يظهر له نكرا (١).

بيان : قال الجزري : فيه إنه قال لابي عمير أخي أنس : يابا عمير ما فعل النغير؟ هو تصغير النغر وهو طائر يشبه العصفور أحمر المنقار.

وقال : في حديث أنجشه ، في رواية البراء ابن مالك : رويدك رفقا بالقوارير ، أراد النساء ، شبههن بالقوارير من الزجاج ، لانه يسرع إليها الكسر ، وكان أنجشة يحدو و ينشد القرائض والرجز فلم يأمن أن يصيبهن ، أو يقع في قلوبهن حداؤه ، فأمره بالكف عن ذلك. وفي المثل : الغناء رقية الزنا ، وقيل : إن الابل إذا سمعت الحداء أسرعت في المشي واشتدت ، فأزعجت الراكب وأتعبته ، فنهاه عن ذلك لان النسآء يضعفن عن شدة الحركة ، وقال : ام حبين هي دويبة كالحرباء عظيمة البطن ، إذا مشت تطأطئ رأسها كثيرا ، وترفعه لعظم بطنها ، فهي تقع على رأسها وتقوم ، ومنه الحديث إنه رأى بلالا وقد خرج بطنه ، فقال : ام حبين ، تشبيها له بها ، وهذا من مزحه صلى‌الله‌عليه‌وآله. وقال : فيه إنه صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يرقص الحسن والحسين عليهما‌السلام ويقول : حزقة حزقة ترق عين بقة ، فترقى الغلام حتى وضع قديمه على صدره ، الحزقة : الضعيف المقارب الخطو من ضعفه ، وقيل : القصير العظيم البطن ، فذكرها له على سبيل المداعبة والتأنيس له ، وترق بمعنى اصعد ، وعين بقة كناية عن صغر العين ، وحزقة مرفوع على خبر مبتداء محذوف ، تقديره أنت حزقة ، وحزقة الثاني كذلك ، أو أنه خبر مكرر ، ومن لم ينون حزقة فحذف حرف النداء وهي في الشذوذ ، كقولهم : أطرق كري (٢) ، لان حرف النداء إنما يحذف من العلم المضموم والمضاف انتهى.

والعجز بضمتين جمع العجوزة ، والجرد جمع الاجرد وهو الذي لا شعر عليه ، والمرد جمع الامرد ، والقضم : الاكل بأطراف الاسنان.

قال الجزري : فيه أنه سأل رجلا ما تدعو في صلاتك؟ فقال : أدعو بكذا وكذا ، وأسأل ربي الجنة ، وأتعوذ به من النار ، وأما دندنتك ودندنة معاذ فلا نحسنها ،

____________________

(١) مناقب آل أبي طالب ١ : ١٠١ و ١٠٢.

(٢) الكرى : المكترى. المكارى.

٢٩٧

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : حولهما ندندن ، الدندنة : أن يتكلم الرجل بالكلام تسمع نغمته ولا يفهم ، والضمير في حولهما للجنة والنار ، أي حولهما ندندن وفي طلبهما انتهى.

والعكة بالضم : وعاء من جلود مستدير يجعل فيه العسل والسمن.

٢ ـ مكا : روي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إني لامزح ولا أقول : إلا حق وعن ابن عباس : إن رجلا سأله أكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يمزح؟ فقال. كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يمزح.

وعن حسن (١) بن علي عليهما‌السلام قال : سألت خالي هندا عن صفة رسول الله (ص) ، فقال : إذا كان غضب أعرض وأشاح ، وإذا فرح غض طرفه ، جل ضحكه التبسم ، يفتر عن مثل حبة الغمام (٢).

عن أنس بن مالك قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تبسم حتى بدت نواجد عن أبي الدرداء قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا حدث بحديث تبسم في حديثه.

عن يونس الشيباني قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : كيف مداعبة بعضكم بعضا؟ قلت : قليلا ، قال : فلا تفعلوا (٣) ، فإن المداعبة من حسن الخلق ، وإنك لتدخل بها السرور على أخيك ، ولقد كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يداعب الرجل يريد به أن يسره (٤).

٣ ـ نوادر الراوندي : بإسناده عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : بصر رسول الله (ص) امرأة عجوا درداء (٥) ، فقال : أما إنه لا يدخل الجنة عجوز درداء ، فبكت ، فقال (ص) لها : ما يبكيك؟ فقالت : يا رسول الله إني درداء ، فضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : لا تدخلين الجنة على حالك (٦).

____________________

(١) في المصدر : الحسن.

(٢) تقدمت معانى بعض ألفاظه.

(٣) في المصدر : هلا تفعلوا.

(٤) مكارم الاخلاق : ٢٠ و ٢١.

(٥) درداء : التي ذهبت أسنانه.

(٦) نوادر الراوندي : ١٠.

٢٩٨

٤ ـ وبهذا الاسناد قال : قال علي عليه‌السلام : نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى امرأة رمصاء العينين (١) ، فقال أما إنه لا تدخل الجنة رمصاء العينين ، فكبت وقالت : يا رسول الله وإني لفي النار؟ فقال : لا ، ولكن لا تدخلين الجنة على مثل صورتك هذه ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يدخل الجنة أعور ولا أعمى على هذا المعنى (٢).

أقول : سيأتي عدد حججه وعمره صلى‌الله‌عليه‌وآله في باب حجة الوداع.

(باب ١١)

*(فضائله وخصائصه صلى‌الله‌عليه‌وآله وما امتن الله به على عباده)*

الايات : البقرة « ٢ » : إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم ١١٩.

آل عمران « ٣ » : إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ٦٨.

الاعراف « ٧ » : فآمنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ١٥٨.

وقال تعالى : قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ١٨٨.

الانفال « ٨ » : واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الارض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون ٢٦.

وقال تعالى : وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ٣٣.

التوبة « ٩ » : والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم.

إلى قوله : والله وسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين * ألم يعلموا أنه من

____________________

(١) رمصت عينه : سال منها الرمص. والرمص : وسخ أبيض في مجرى الدمع من العين.

(٢) نوادر الراوندي : ١٠.

٢٩٩

يحادد الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم ٦١ ـ ٦٣.

وقال تعالى : لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم * فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ١٢٨ و ١٢٩.

هود « ١١ » : أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة اولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ١٧.

الحجر « ١٥ » : لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ٧٢.

الاسرى « ١٧ » : وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الاولون.

إلى قوله تعالى : وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ٥٩.

وقال تعالى : ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا *

وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا *

وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ٧٩ ـ ٨١.

وقال تعالى : وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ١٠٥.

الانبياء « ٢١ » : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ١٠٧.

الاحزاب « ٣٣ » : النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ٦.

وقال تعالى : ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما ٤٠.

وقال تعالى : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ٤٥ و ٤٦.

سبا « ٣٤ » : وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ٢٨.

الفتح « ٤٨ » : هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله

٣٠٠