بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

فيقول : يا محمد ، يا أحمد ، ولكن يقول (١) : يا نبي الله ، يا رسول الله ، يا خيرة الله ، إلى غير ذلك من صفاته الجليلة.

السادس والعشرون : كان يستشفى به.

السابع والعشرون : كان يتبرك ببوله ودمه.

الثامن والعشرون : من زنى بحضرته أو استهان به كفر.

التاسع والعشرون : يجب على المصلي إذا دعاه يجيبه (٢) ولا تبطل صلاته ، و للشافعية وجه : إنه لا يجب وتبطل به الصلاة.

الثلاثون : كان أولاد بناته ينسبون إليه ، وأولاد بنات غيره لا ينسبون إليه ، لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي » وقيل : معناه أنه لا ينتفع يومئذ بسائر الانساب ، وينتفع بالنسبة إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله.

مسألة : قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « سموا باسمي ، ولا تكنوا بكنيتي » واختفلوا ، فقال الشافعي : إنه ليس لاحد أن يكني بأبي القاسم سواء كان اسمه محمدا أو لم يكن ، ومنهم من حمله على كراهة الجمع بين الاسم والكنية ، وجوزوا الافراد وهو الوجه ، لان الناس لم يزالوا بكنيته صلى‌الله‌عليه‌وآله يكنون (٣) في جميع الاعصار من غير إنكار. انتهى (٤).

ويؤيد ما اختاره رحمه‌الله ما رواه الكليني والشيخ عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن أربع كنى : عن أبي عيسى ، وعن أبي الحكم ، وعن أبي مالك ، وعن أبي القاسم إذا كان الاسم محمدا (٥).

أقول : هذا جملة ما ذكره أصحابنا وأكثر مخالفينا من خصائصه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم نتعرض للكلام عليها وإن كان لبعضها مجال للقول فيه لقلة الجدوى ، ولانا أوردنا من الاخبار في هذا الباب وغيره ما يظهر به جلية الحال لمن أراد الاطلاع عليه ، والله الموفق للسداد.

____________________

(١) أي المنادى. (٢) في المصدر : أن يجيبه.

(٢) في المصدر : يكنون بكنيته. (٤) التذكرة : مقدمات النكاح.

(٥) فروع الكافي ٢ : ٨٧.

٤٠١

(باب ١٢)

*(نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله في الفضائل)*

*(والمعجزات على الانبياء عليهم‌السلام)*

١ ـ قب : إن كان لآدم عليه‌السلام سجود الملائكة مرة فلمحمد صلوات الله والملائكة والناس أجمعين كل ساعة إلى يوم القيامة ، وإن كان آدم قبلة الملائكة فجعله الله إمام الانبياء ليلة المعراج فصار إمام آدم عليه‌السلام ، وإن خلق آدم عليه‌السلام من طين فإنه خلق من النور ، قوله : « كنت نبيا وآدم بين الماء والطين » وإن كان آدم أول الخلق فقد صار محمد قبله قوله : « إن الله خلقني من نور وخلق ذلك النور قبل آدم بألفي ألف سنة ».

وإن كان آدم عليه‌السلام أبوالبشر فمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله سيد النذر ، قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : آدم و من دونه تحت لوائي يوم القيامة «.

وإن كان آدم عليه‌السلام أول الانبياء فنبوة محمد أقدم منه ، قوله : « كنت نبيا وآدم عليه‌السلام منخول (١) في طينته ».

وإن عجزت الملائكة عن آدم عليه‌السلام فاعطي القرآن الذي عجز عنه الاولون و الآخرون ، وإن قيل لآدم عليه‌السلام : « فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه (٢) » فقال له : « ليغفر لك الله (٣) ».

وإن دخل آدم في الجنة فقد عرج به إلى قاب قوسين أو أدنى.

إدريس : قوله : « ورفعناه مكانا عليا (٤) » أي السماء ، وللنبي : « ورفعنا لك ذكرك (٥) » وناجى إدريس عليه‌السلام ربه ، ونادى الله محمدا : « فأوحى إلى عبده ما أوحى (٦) » وأطعم إدريس عليه‌السلام بعد وفاته ، وقد أطعمه الله في حال حياته ، قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله: « إني لست كأحدكم

____________________

(١) من نخل الدقيق : غربله وأزال نخالته.

(٢) البقرة : ٣٧. (٣) الفتح : ٢.

(٤) مريم : ٥٧. (٥) الشرح : ٤.

(٦) النجم : ١٠.

٤٠٢

إني أبيت عند ربي ويطعمني ويسقيني.

نوح عليه‌السلام : جرت له السفينة على الماء وهي تجري للكافر والمؤمن ، ولمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله جرى الحجر على الماء ، وذلك أنه كان على شفير غدير ووراء الغدير تل عظيم ، فقال عكرمة ابن أبي جهل : يا محمد إن كنت نبيا فادع من صخور ذلك التل حتى يخوض الماء فيعبر ، فدعا بالصخرة فجعلت تأتي على وجه الماء حتى مثلت بين يديه ، فأمرها بالرجوع فرجعت كما جاءت.

واجيبت دعوته على قومه : « لاتذر على الارض (١) » فهطلت له السماء بالعقوبة ، واجيبت لمحمد بالرحمة حيث قال : « حوالينا ولا علينا » فنوح عليه‌السلام رسول العقوبة ، و محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله رسول الرحمة : « وما أرسلناك إلا رحمة (٢) » دعا نوح لنفسه ولنفر يسير : « رب اغفر لي ولوالدي (٣) » ومحمد دعا لامته من ولد منهم ومن لم يولد : « واعف عنا (٤) » وقال له : « وجعلنا ذريته هم الباقين (٥) » وقال لمحمد : « ذرية بعضها من بعض (٦) » كانت سفينة نوح عليه‌السلام سبب النجاة في الدنيا ، وذرية محمد (ص) سبب النجاة في العقبى (٧) قوله : « مثل أهل بيتي كسفينة نوح » الخبر.

وقال نوح عليه‌السلام : « إن ابني من أهلي (٨) » فقيل له : « إنه ليس من أهلك (٩) » ومحمد لما علنت من قومه المعاندة شهر عليهم سيف النقمة ، ولم ينظر إليهم بعين المقة. قال حسان :

وإن كان نوح نجى سالما

على الفلك بالقوم لما نجى

فإن النبي نجى سالما

إلى الغار في الليل لما دجى

____________________

(١) نوح : ٢٦. (٢) الانبياء : ١٠٧.

(٣) نوح : ٢٨. (٤) البقرة : ٢٨٦.

(٥) الصافات : ٧٧. (٦) آل عمران : ٣٤.

(٧) بل في الدنيا والاخرة ، لانهم هدوا الناس إلى مصالحهم مصالح الدنيا والاخرة ، فيهم نجوا من مهالك الدنيا وعذاب الاخرة ، وفازوا بسعادتهما.

(٨) هود : ٤٥. (٩) هود : ٤٦.

٤٠٣

هود عليه‌السلام انتصر من أعدائه بالريح ، قوله : « وفي عاد إذ أرسلنا عليهم (١) » ومحمد نصره الله يوم الاحزاب والخندق بالريح والملائكة : قوله : « بجنود لم تروها (٢) » فزاد الله محمدا على هود بثلاثة آلاف ملك ، وفضله على هود بأن ريح عاد ريح سخط ، وريح محمد (ص) ريح رحمة قوله : « يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم (٣) » الآية ، وصبر هود في ذات الله وأعذر قومه إذ كذب ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله صبر في ذات الله وأعذر قومه إذ كذب وشرد ، وحصب بالحصى (٤) وعلاه أبوجهل بسلى (٥) شاة ، فأوحى الله إلى جاجائيل ملك الجبال : أن شق الجبال وانته إلى أمر محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأتاه فقال له : قد امرت لك بالطاعة ، فإن أمرت أطبقت عليهم الجبال فأهلكتهم بها ، قال : إنما بعثت رحمة اهد قومي فإنهم لا يعلمون.

صالح عليه‌السلام خرجت لصالح ناقة عشراء (٦) من بين صخرة صماء ، واخرج لنبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل من وسط الجبل يدعو له ويقول : « اللهم ارفع له ذكرا ، اللهم أوجب له أجرا ، اللهم احطط عنه وزرا » وعقر ناقته ، وعقر أولاد محمد أبوالقاسم البارع صلى‌الله‌عليه‌وآله.

لناقة صالح نادت اناس

وقد جسروا على قتل الحسين

وكان لصاح ينذر قومه فقيل له : يا صالح ائتنا بعذاب الله ، ومحمد نبي الرحمة ، قوله : « وما أرسلناك إلا رحمة (٧) » والناقة لم تناطقه ولم تشهد له بالنبوة وقد تكلم مع النبي صلى الله عليه نوق كثيرة.

لوط ، قال حسان بن ثابت :

____________________

(١) الذاريات : ٤١.

(٢) التوبة : ٤٠. أقول : هذه آية الغار ، وأما نصرته في يوم الاحزاب والخندق ففي آية : « وجنود لم تروها » وهي في الاحزاب : ٩ ، ونصره في يوم حنين فقال : « وأنزل جنودا لم تروها » التوبة : ٢٦.

(٣) الاحزاب : ٩.

(٤) أي رمى بالحصى.

(٥) السلى : جلدة فيها الولد ، وإذا انقطع في البطن هلكت الام والولد.

(٦) العشراء من النوق : التي مضى لحملها عشرة أشهر أو ثمانية ، أو هي كالنفساء من النساء.

(٧) الانبياء : ١٠٧.

٤٠٤

وإن كان لوط دعا ربه

على القوم فاستوصلوا بالبلا

فإن النبي ببدر دعا

على المشركين بسيف الفنا

فناداه جبريل من فوقه

بلبيك لبيك سل ما تشاء

إبراهيم عليه‌السلام نظر من الملك إلى الملك : « وكذلك نري إبراهيم (١) » والحبيب نظر من الملك إلى الملك : « ألم ترى إلى ربك كيف مد الظل (٢) ».

الخليل عليه‌السلام طالب قال : « إني ذاهب إلى ربي (٣) » والحبيب مطلوب : « أسرى بعبده ليلا (٤) » قال الخليل عليه‌السلام : « والذي أطمع أن يغفر لي (٥) » وقيل للحبيب : « ليغفر لك الله (٦) » وقال الخليل : « ولا تخزني (٧) » وللحبيب : « يوم لا يخزي الله (٨) » و قال الخليل عليه‌السلام وسط النار : حسبى الله ، وقيل للحبيب : « يا أيها النبي حسبك الله (٩) » قال الخليل عليه‌السلام : « واجعل لى لسان صدق (١٠) » وقيل للحبيب صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ورفعنا لك ذكرك (١١) » قال الخليل عليه‌السلام : « وأرنا مناسكنا (١٢) وقيل للحبيب صلى‌الله‌عليه‌وآله » : « لنريه (١٣) » الخليل عليه‌السلام (١٤) « واجعلني من ورثة جنة النعيم (١٥) » وللحبيب صلى‌الله‌عليه‌وآله « وللآخرة خير لك (١٦) » الخليل عليه‌السلام : « والذي هو يطعمني (١٧) » وللحبيب صلى‌الله‌عليه‌وآله « أطعمهم من جوع (١٨) » لاجلك.

الخليل عليه‌السلام بخل على أعدائه بالرزق « وارزق أهله من الثمرات (١٩) » والحبيب صلى‌الله‌عليه‌وآله سخا بها على الاعداء حتى عوتب : « ولا تبسطها كل البسط (٢٠) » الخليل عليه‌السلام أقسم بالله : « وتالله لاكيدن أصناكم (٢١) » وأقسم الله بالحبيب : « لعمرك

____________________

(١) الانعام : ٧٥. (٢) الفرقان : ٤٥. (٣) الصفات : ٩٩.

(٤) الاسراء : ١. (٥) الشعراء : ٨٢.

(٦) الفتح : ٢. (٧) الشعراء : ٨٧.

(٨) التحريم : ٨. (٩) الانفال : ٦٤.

(١٠) الشعراء : ٨٤. (١١) الشرح : ٤.

(١٢) البقرة : ١٢٨. (١٣) الاسراء : ١.

(١٤) في المصدر : قال الخليل. (١٥) الشعراء : ٨٥.

(١٦) الضحى : ٤. (١٧) الشعراء : ٧٩.

(١٨) قريش : ٤. (١٩) البقرة : ١٢٦.

(٢٠) الاسراء : ٢٩. (٢١) الانبياء : ٥٧.

٤٠٥

إنهم (١) » واتخذ مقام الخليل قبلة : « واتخذوا من مقام إبراهيم (٢) » وجعل أحوال الحبيب وأفعاله وأقواله قبلة : « لقد كان لكم في رسول الله اسوة (٣) » الخليل عليه‌السلام كسر أصنام قوم بالخفية غضبا لله ، والحبيب كسر عن الكعبة ثلاثمائة وستين صنما ، وأذل من عبدها بالسيف ، اصطفى الخليل عليه‌السلام بعد الابتلاء : « ولقد اصطفيناه (٤) » واصطفى الحبيب صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل الابتلاء : « الله يصطفي (٥) » الخليل عليه‌السلام بذل ماله لاجل الجليل ، وخلق الجليل العالم لاجل الحبيب صلى‌الله‌عليه‌وآله ، مقام الخليل عليه‌السلام مقام الخدمة : « واتخذوا من مقام إبراهيم (٦) » ومقام الحبيب صلى‌الله‌عليه‌وآله مقام الشفاعة : « عسى أن يبعثك (٧) » والشفيع أفضل من الخادم ، الخليل عليه‌السلام طلب ابتداء الوصلة قال : « هذا ربي (٨) » والحبيب صلى‌الله‌عليه‌وآله طلب بقاء الوصلة : « وامرت أن أكون من المسلمين (٩) » وللبقاء فضل على الابتداء ، صير الله حر النار على الخليل عليه‌السلام بردا وسلاما ، وصير السم في جوفه سلاما حين سمته الخيبرية ، ثم سخر له نار جهنم التي كانت نار الدنيا كلها جزء منها ، كان الخليل عليه‌السلام مناديا بالحج والقربان : « وأذن في الناس بالحج (١٠) » والحبيب مناديا بالاسلام و الايمان : « مناديا ينادي للايمان أن آمنوا بربكم (١١) » قال للخليل عليه‌السلام : « أو لم تؤمن (١٢) « وقال للحبيب صلى‌الله‌عليه‌وآله : « آمن الرسول (١٣) » قال الخليل : « فإنهم عدو لي (١٤) » وقيل للحبيب عليه‌السلام : « لولاك لما خلقت الافلاك » وقيل (١٥) للخليل عليه‌السلام. « وفديناه بذبح (١٦) » والحبيب (ص) فدي أبوه عبدالله بمائة ناقة ، وبارك في أولاد الخليل عليه‌السلام حتى عفوا ، فامر داود عليه‌السلام في أيامه بإحصائهم فعجزوا عن ذلك ، فأوحى

____________________

(١) الحجر : ٧٢. (٢) البقرة : ١٢٥.

(٣) الاحزاب : ٢١. (٤) البقرة : ١٣٠.

(٥) الحج : ٧٥. (٦) البقرة : ١٢٥.

(٧) الاسراء : ٧٩. (٨) الانعام : ٧٦.

(٩) النمل : ٩١. (١٠) الحج : ٢٧.

(١١) آل عمران : ١٩٣. (١٢) البقرة : ٢٦٠.

(١٣) البقرة : ٢٨٥. (١٤) الشعراء : ٧٧.

(١٥) في المصدر : وقال للخليل عليه‌السلام. (١٦) الصافات : ١٠٧.

٤٠٦

الله تعالى إليه لما أطاعني بذبح ولده كثرت ذريته ، والحبيب صلى‌الله‌عليه‌وآله لما ابتلي أيضا بذبح ابنه الحسين عليه‌السلام كثرت أولاده ، وصل الخليل إلى الجليل بالواسطة : « وكذلك نري إبراهيم (١) « ووصل الحبيب صلى‌الله‌عليه‌وآله بلا واسطة : « ثم دنا فتدلى (٢) » أراد الخليل عليه‌السلام رضا الملك في رفع الكعبة : « وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت (٣) » وأراد الله القبلة في رضا الحبيب : « فلنولينك قبلة ترضاها (٤) » كان الابتلاء للخليل أولا ، والاجتباء آخرا : « واذ ابتلي إبراهيم ربه بكلمات (٥) » والحبيب صلى‌الله‌عليه‌وآله ابتداءه بشارة : « ليظهره على الدين (٦) » سأل الخليل : « واجنبني وبني أن نعبد الاصنام (٧) » وقال للحبيب صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس (٨) » الخليل من يخالك ، و الحبيب من تخاله (٩) ، فلا جرم « ولسوف يعطيك ربك فترضى (١٠) » الخليل : المريد ، والحبيب : المراد ، الخليل : عطشان ، والحبيب : ريان.

قال صاحب العين : مخرج الحاء أقصى من مخرج الخاء بدرجة ، فإن الخاء من الحلق ، والحاء من الفؤاد ، فإذا ذكرت الخليل لم تملا فاك ، لانه من الحلق ، وإذا ذكرت الحبيب ملات فاك وقلبك ، لانه من الفؤاد ، قالوا : أظهر الله الخليل ، ولم يظهر الحبيب ، الجواب أنه أظهر المحبة لمتبعيه ، فكيف المتبوع : قوله : « إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله (١١) ».

يعقوب : كان له اثنا عشر ابنا ، ومحمد كان له اثنا عشر وصيا ، وجعل الاسباط من سلالة صلبه. ومريم بنت عمران من بناته ، والهداة في ذريته (١٢).

قوله : « ووهبنا له إسحق ويعقوب وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب (١٣) » و

____________________

(١) الانعام : ٧٥. (٢) النجم : ٨.

(٣) البقرة : ١٢٧. (٤) البقرة : ١٤٤.

(٥) البقرة : ١٢٤. (٦) التوبة : ٣٣. والفتح : ٢٨. الصف : ٩.

(٧) ابراهيم : ٣٥. (٨) الاحزاب : ٣٣.

(٩) خاله : صادقه وآخاه. (١٠) الضحى : ٥.

(١١) آل عمران : ٣١. (١٢) في المصدر : والهداية في ذريته.

(١٣) العنكبوت : ٢٧.

٤٠٧

محمد أرفع ذكرا من ذلك ، جعلت فاطمة عليها‌السلام سيدة نساء العالمين من بناته ، والحسن و الحسين عليهما‌السلام من ذريته ، وآتاه الكتاب المحفوظ لا يبدل ولا يغير (١) ، وصبر يعقوب عليه‌السلام على فراق ولده حتى كاد يحرض ، وصبر محمد (ص) على وفاة إبراهيم وعلى ما علم من فحوى ما يجري على ذريته.

يوسف عليه‌السلام إن كان له جمال فلمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ملاحة وكمال ، قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كان يوسف عليه‌السلام أحسن ولكنني أملح.

وإن كان يوسف في الليل نورانيا فمحمد في الدنيا والعقبى نوراني ، ففي الدنيا يهدي الله لنوره ، وفي العقبى : « انظرونا نقتبس (٢) ».

يوسف عليه‌السلام دعا لمالك بن ذعر ليكثر ماله وولده ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ستدرك (٣) ولدا لي يسمى الباقر ، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام ، وقال لانس : اللهم أطل عمره ، وأكثر ماله وولده » فبقي إلى أيام عمر بن عبدالعزيز ، وله عشرون من الذكور ، وثمانون من الاناث ، وكانت شجراته كل حول ذوات ثمرتين.

صبر يوسف عليه‌السلام في الجب والحبس والفرقة والمعصية ، ومحمد قاسى من كثرة الغربة والفرقة ، وحبس في الشعب ثلاث سنين ، وفي الغار ثلاث ليال ، وكان ليوسف عليه‌السلام رؤياه ، ولمحمد : « لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام (٤) ».

موسى عليه‌السلام أعطاه الله اثنتى عشرة عينا ، قوله : « فانفجرت منه اثنتا عشرة (٥) عيناً » ومحمد أمر البراء بن عازب بغرس سهمه يوم الميضاة (٦) بالحديبية في قليب جافة فتفجرت اثنتا عشرة عينا حتى كفت ثمانية آلاف رجل ، وكان لموسى عليه‌السلام انفجار الماء من الحجر ، ولمحمد عليه‌السلام انفجار الماء من بين أصابعه ، وهذا أعجب ، وأنزل الله لموسى

____________________

(١) أي لا ينسخ ، ولا يصل إليه يدى التصحيف والتحريف.

(٢) الحديد : ١٣.

(٣) المخاطب جابر بن عبدالله الانصاري الصحابي.

(٤) الفتح : ٢٧.

(٥) البقرة : ٦٠.

(٦) الميضأة والميضاءة : الموضع يتوضأ فيه. المطهرة يتوضأ منها.

٤٠٨

عمودا من السماء يضئ لهم ليلتهم ، ويرتفع نهارهم ، ورسول الله أعطى بعض أصحابه عصا تضئ أمامه وبين يديه ، وأعطى قتادة بن النعمان عرجونا (١) ، فكان العرجون يضئ أمامه عشرا.

قوله : « ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات (٢) » قال ابن عباس والضحاك : اليد ، والعصا ، والحجر ، والبحر ، والطوفان ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، يروى أن النبي (ص) استتر للوضوء في بعض أسفاره إلى الشام فأحاط به اليهود بالسيوف ، فأثار الله من تحت رجله جرادا فاحتوشتهم (٣) ، وجعلت تأكلهم حتى أتت على جملتهم ، وكانوا مأتي نفر ، وقال عليه‌السلام : « إن بين الركن والصفا قبور سبعين نبيا ما ماتوا إلا بضر الجوع والقمل » وتبعه قوم يوما خاليا فنظر أحدهم إلى ثياب نفسه وفيها قمل ، ثم جعل بدنه يحكه ، فأنف من أصحابه ، وانسل (٤) ، وأبصر آخر وآخر مثل ذلك حتى وجد كلهم من نفسه ، ثم زاد ذلك عليهم حتى استولى ذلك عليهم فماتوا كلهم من خمسة أيام إلى شهرين ، وهم جماعة بقتله فخرجوا نحو المدينة من مكة فسلط الله على مزاودهم ورواياهم وسطائحهم الجرذان فخرقتها ونقبتها وسال مياهها ، فلما عطشوا شعروا فرجعوا القهقرى إلى الحياض التي كانوا تزودوا منها تلك المياة ، وإذا الجرذان قد سبقتهم إليها فنقبت اصولها وسال في الحرة (٥) مياهها ، فتماوتوا ، ولم ينفلت منهم إلا واحد لا يزال يقول : يا رب محمد وآل محمد ، قد تبت من أذاه ، ففرج عني بجاه محمد وآل محمد ، فوردت عليه قافلة فسقوه وحملوه وأمتعة القوم (٦) ، فآمن بالنبي (ص) ، فجعل رسول الله (ص) له تلك الجمال والاموال ، واحتجم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مرة فدفع الدم الخارج منه إلى أبي سعيد الخدري ، وقال : غيبه ، فذهب فشربه ، فقال : ماذا صنعت به؟ قال : شربته ، قال : أو لم

____________________

(١) العرجون : أصل العذق الذي يعوج ويبقى على النخل يابسا بعد أن تقطع عنه المشاريخ.

(٢) الاسراء : ١٠١.

(٣) أي أحدقت بهم وجعلتهم في وسطها.

(٤) انسل أي انطلق مستخفيا.

(٥) الحرة : الارض ذات حجارة نخرة سود كانها احرقت بالنار.

(٦) أي وحملوا أمتعة القوم.

٤٠٩

أقل لك : غيبه؟ فقال : قد غيبته في وعاء حريز ، فقال : إياك وأن تعود لمثل هذا ، ثم اعلم أن الله قد حرم على النار لحمك ودمك لما اختلط بدمي ولحمي ، واستهزأ به أربعون نفرا من المنافقين ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما إن الله يعذبهم بالدم ، فلحقهم الرعاف الدائم ، و سيلان الدماء من أضراسهم ، فكان طعامهم وشرابهم يختلط بدمائهم ، فبقوا كذلك أربعين صباحا ، ثم هلكوا.

قوله : « اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء (١) » واعطي أفضل منه ، وهو أن نورا كان عن يمينه حيث ما جلس ، وكان يراه الناس كلهم ، وقد بقي ذلك النور إلى قيام الساعة ، وكان يحب أن يأتيه الحسنان ، فيناديهما : هلما إلي ، فيقبلان نحوه من البعد قد بلغهما صوته ، فيقول بسبابته هكذا ، يخرجهما من الباب ، فتضئ لهما أحسن من ضوء القمر والشمس ، فيأتيان ، ثم تعود الاصبع كما كانت ، وتفعل في إنصرافهما مثل ذلك قوله : « وأن ألق عصاك (٢) » وله ما روي أن الزبير بن العوام انكسر سيفه في بعض الغزوات فأخذ النبي (ص) خشبة فمسحها من جانبيه ، فصارت سيفا أجود ما يكون وأضربها (٣) ، فكان يقاتل به ، وإن الله تعالى قلب جذوع سقوف يهود نازعوه أفاعي ، وهي أكثر من مائة جذع ، وقصدت نحوهم ، والتقمت متاع بيتهم ، فمات منهم أربعة ، وخبل جماعة (٤) وأسلم آخرون ، وقالوا : اللهم بجاه محمد الذي اصطفيته ، وعلي الذي ارتضيته ، وأوليائهما الذين من سلم لهم أمرهم اجتبيته ، فأنشر الله الاربعة. قوله : « فاضرب بعصاك البحر (٥) » قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : خرجنا معه يعني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى خيبر ، فإذا نحن بواد يشخب فقدرناه فإذا هو أربع عشرة قامة ، فقالوا : يا رسول الله العدو من ورائنا ، والوادي أمامنا ، كما قال أصحاب موسى عليه‌السلام : « إنا لمدركون (٦) » فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : « اللهم إنك جعلت لكل مرسل دلالة

____________________

(١) القصص : ٣٢.

(٢) القصص : ٣١.

(٣) استظهر المصنف في الهامش أن الصحيح : وأعطاها.

(٤) أصابهم جنون.

(٥) الصحيح كما في المصحف الشريف : ( أن اضرب ) راجع سورة الشعراء : ٦٣.

(٦) الشعراء : ٦١.

٤١٠

فأرني قدرتك » وركب فعبرت الخيل لاتندى حوافرها ، والابل لاتندى أخفافها ، فرجعنا فكان فتحها ، وفي رواية أنس إنه مطرت السماء ثلاثة أيام ولياليها بوادي الخزان (١) ، فقالوا : يا رسول الله هول عظيم ، فقال : أيها الناس اتبعوني ، وكنت آخر الناس ، ولقد رأيت الماء ما بل أخفاف الابل.

قوله : « ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين (٢) » وروي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « اللهم العن رعلا وذكوان (٣) ، اللهم اشدد وطأتك على مضر ، اللهم اجعل سنيهم كسني يوسف » ففي الخبر أن الرجل كان منهم يلحق صاحبه فلا يمكنه الدنو ، فإذا دنا منه لا يبصره من شدة دخان الجوع ، وكان يجلب (٤) إليهم من كل ناحية ، فإذا اشتروه وقبضوه لم يصلوا به إلى بيوتهم حتى يتسوس (٥) وينتن ، فأكلوا الكلاب الميتة والجيف والجلود ، ونبشوا القبور ، وأحرقوا عظام الموتى فأكلوها ، وأكلت المرأة طفلها ، وكان الدخان متراكما بين السماء والارض ، وذلك قوله : « فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين * يغشى الناس هذا عذاب أليم (٦) » فقال أبوسفيان ورؤساء قريش : يا محمد أتأمرنا بصلة الرحم؟ فأدرك قومك فقد هلكوا ، فدعا لهم ، وذلك قوله : « ربرنا اكشف عنا العذاب إنا موقنون (٧) » فقال الله تعالى : « إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون (٨) » فعاد إليهم الخصب والدعة ، وهو

____________________

(١) استظهر في المصدر : أن الصحيح : الخزاز ، أقول : ولعله كذلك راجع معجم البلدان ٢ : ٣٦٤.

(٢) الاعراف : ١٣٠.

(٣) بنو رعل : بطن من بهتة من العدنانية ، وهم بنو رعل بن مالك ابن عوف بن امرئ القيس بن بهتة ، وبنو ذكوان أيضا بطن من بهتة من سليم من العدنانية ، وهم بنو ذكوان بن ثعلبة بن بهتة ، قال القلقشندي بعد ترجمتهما بذلك : وهم الذين مكث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله شهر ايقنت في الصلاة ويدعو عليهم.

(٤) أي يساق ويجئ بالطعام إليهم.

(٥) سوس الطعام : وقع فيه السوسو. والسوس : دود يقع في الصوف والخشب والثياب و البر ونحوها.

(٦) الدخان : ١٠ و ١١.

(٧) هكذا في الكتاب ، والصحيح كما في المصدر والمصحف الشريف : « انا مؤمنون » راجع سورة الدخان : ١٢.

(٨) الدخان : ١٥.

٤١١

قوله : « فليعبدوا رب هذا البيت (١) » الآية ، انتقم الله لموسى عليه‌السلام من فرعون ، وانتقم لمحمد (ص) من الفراعنة : « سيهزم الجمع ويولون الدبر (٢) » كان لموسى عليه‌السلام عصا ، ولمحمد (ص) ذو الفقار ، خلف موسى عليه‌السلام هارون عليه‌السلام في قومه ، وخلف محمد (ص) عليا عليه‌السلام في قومه : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » وكان لموسى عليه‌السلام اثنا عشر نقيبا ، ولمحمد (ص) اثنا عشر إماما ، كان لموسى عليه‌السلام انفلاق البحر في الارض : « فانفلق فكان كل فرق (٣) » ولمحمد (ص) انشقاق القمر في السمآء وذلك أعجب : « اقتربت الساعة و انشق القمر (٤) » العصا بلغت البحر فانفلق : « فاضرب بعصاك البحر (٥) » وأشار بالاصبع إلى القمر فانشق ، وقال موسى عليه‌السلام : « رب اشرح لي صدري (٦) » وقال الله له : « ألم نشرح لك صدرك (٧) » وقال لموسى وهارون عليهما‌السلام : « فقولا له قولا لينا (٨) » وقال لمحمد (ص) واغلظ عليهم (٩) * ولا تطع كل حلاف (١٠) « وأعطى الله موسى عليه‌السلام المن والسلوى ، وأحل الغنائم لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ولامته ، ولم يحل لاحد قبله ، وقال في حق موسى : « وظللنا عليهم الغمام (١١) » يعني في التيه ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يسير الغمام فوقه ، وكلم الله موسى تكليما على طور سينآء ، وناجى الله محمدا عند سدرة المنتهى ، وكان واسطة بين الحق ، وبين موسى عليه‌السلام ، ولم يكن بين محمد (ص) وربه أحد : « فأوحى إلى عبده (١٢) » وليس من مشى برجليه كمن اسري بسره (١٣) ، وليس من ناداه كمن ناجاه ، ومن بعد نودي ، ومن قرب نوجي ، ولم يكلم موسى عليه‌السلام إلا بعد أربعين ليلة ، ومحمد (ص) كان نائما في بيت ام هاني فعرج به ، ومعراج موسى عليه‌السلام بعد الموعود ، ومعراج محمد (ص) بلا وعد ، واختار موسى قومه سبعين رجلا ، واختير محمد وهو فريد ، ولم يحتمل موسى (ع)

____________________

(١) قريش : ٣. (٢) القمر : ٤٥.

(٣) الشعراء : ٦٣. (٤) القمر : ١.

(٥) الشعراء : ٦٣. وفي المصحف الشريف : ( أن اضر ب ) ولعله منقول بالمعنى.

(٦) طه : ٢٥. (٧) الشرح : ١.

(٨) طه : ٤٤. (٩) التوبة : ٧٣.

(١٠) القلم : ١٠. (١١) الاعراف : ١٦٠.

(١٢) النجم : ١٠. (١٣) أي بشخصه وحقيقته.

٤١٢

ما رآه : « فخر موسى صعقا (١) » واحتمل محمد ذلك : « لقد رأى من آيات ربه (٢) » معراج موسى عليه‌السلام نهارا ، ومعراج محمد (ص) ليلا ، ومعراج موسى عليه‌السلام على الارض ، ومعراج محمد (ص) فوق السماوات السبع ، أخبر بما جرى بينه وبين موسى عليه‌السلام ، وكتم ما جرى بينه وبين محمد : « فأوحى إلى عبده ما أوحى (٣) » قوله : « ولما جاء موسى لميقاتنا (٤) » كأنه جاء من عند فرعون « لقد جاءكم رسول (٥) » كأنه جآء من عند الله وقال لموسى : « وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا (٦) » وأخرج النبي من مسجده ما خلا العترة ، وفي هذا تبيان قوله : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ».

حسان :

لئن كلم الله موسى على

شريف من الطور يوم الندا

فإن النبي أبا قاسم

حبي بالرسالة فوق السماء

وقد صار بالقرب من ربه

على قاب قوسين لما دنا

وإن فجر الماء موسى لكم (٧)

عيونا من الصخر ضرب العصا

فمن كف أحمد قد فجرت

عيون من المآء يوم الظما

وإن كان هارون من بعده

حبي بالوزارة يوم الملا

فإن الوزارة قد نالها

علي بلا شك يوم الندا

كعب بن مالك الانصاري :

فإن يك موسى كلم الله جهرة

على جبل الطور المنيف (٨) المعظم

فقد كلم الله النبي محمدا

على الموضع الاعلى الرفيع المسوم

داود عليه‌السلام كان له سلسلة الحكومة ليميز الحق من الباطل ، ولمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله القرآن :

____________________

(١) الاعراف : ١٤٢ ، وفيه : وخر. (٢) النجم : ١٨.

(٣) النجم : ١٠. (٤) الاعراف : ١٤٣.

(٥) التوبة : ١٢٨. (٦) يونس : ٨٧.

(٧) في المصدر : لهم. وهو الصحيح. (٨) جبل منيف : مرتفع مشرف.

٤١٣

« ما فرطنا في الكتاب من شئ (١) » وليست السلسلة كالكتاب ، والسلسلة قد فنيت والقرآن بقي إلى آخر الدهر ، وكان له النغمة ، ولمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله الحلاوة : « وإذا سمعوا ما انزل إلى الرسول (٢) » وكان له ثلاثون ألف حرس ، وكان حارس محمد هو الله تعالى : « والله يعصمك من الناس (٣) » وسبحت له الوحوش والطيور والجبال ، فالله تعالى وملائكته يشهدون لمحمد : « وكفى بالله شهيدا * محمد رسول الله (٤) » وقال له : « وألنا له الحديد (٥) » وألان قلب محمد بالرحمة والشفاعة : « فبما رحمة من الله لنت لهم (٦) » وألان لهم (٧) الصم الصخور الصلاب وجعلها غارا ، وكان يحلب الشاة المجهودة ، ويمسح عرضها فيحلب منها كيف شاء ، وسخر له الجبال وكان يسبحن ، وأخذ النبي أحجارا فأمسكها فسبحن في كفه ، وله الطير محشورة كل له أواب ، ولمحمد البراق ، وقال له : « وشددنا ملكه (٨) » وشدد ملك محمد حتى نسخ بشريعته سائر الشرائع ، وقال لداود : « ولا تتبع الهوى (٩) » وقال لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما ضل صاحبكم (١٠) ».

حسان :

وإن كان داود قد أوبت (١١)

جبال لديه وطير الهوا

ففي كف أحمد قد سبحت

بتقديس ربي صغار الحصى

سليمان سخرت له الريح : « غدوها شهر ورواحها شهر (١٢) » يقال : إنه غدا من العراق ، وقال (١٣) بمرو ، وأمسى ببلخ ، وأكرم محمدا بالبراق خطوته مد البصر ، و قال : « علمنا منطق الطير (١٤) » وروي أن الحمرة فجعت بأحد ولدها ، فجاءت إلى

____________________

(١) الانعام : ٣٨. (٢) المائدة : ٨٣.

(٣) المائدة : ٦٧. (٤) الفتح : ٢٨ و ٢٩.

(٥) سبأ : ١٠. (٦) آل عمران : ١٥٩.

(٧) الظاهر كما في هامش النسخة أن الصحيح : وألان له.

(٨) ص : ٢٠. (٩) ص : ٢٦.

(١٠) النجم : ٢. (١١) أي قد رجعت معه بالتسبيح.

(١٢) سبأ : ١٢. (١٣) قال : نام في القافلة أي منتصف النهار.

(١٤) النمل : ١٦.

٤١٤

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد جعلت ترف على رأس رسول الله (ص) ، فقال : أيكم فجع (١) هذه؟ فقال رجل من القوم : أنا أخذت بيضها ، فقال النبي (ص) : ارددها ، ومنه كلام البعير و العجل والضبي والشاة والذئب والذب ، وسخرت له (٢) » الجن والشياطين ، وقال للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « قل اوحي إلي أنه استمع نفر من الجن (٣) » ، وقوله : « وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن (٤) » وهو التسعة من أشراف الجن بنصيبين واليمن من بني عمرو بن عامر ، منهم شصاه ، ومصاه ، والهملكان ، والمرزبان ، والمازمان ، ونضاه ، وهاضب ، وعمرو ، وبايعوه على العبادات ، واعتذروا بأنهم قالوا على الله : شططا ، وسليمان عليه‌السلام كان يصفدهم لعصيانهم ، ونبينا أتوه طائعين راغبين ، وسأل سليمان ملكا دنيا : « رب هب لي ملكا (٥) » وعرض مفاتيح خزائن الدنيا على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فردها ، فشتان بين من يسأل وبين من يعطى فلا يقبل ، فأعطاه الله الكوثر والشفاعة والمقام المحمود « ولسوف يعطيك ربك فترضى (٦) » وقال لسليمان : « امنن أو أمسك بغير حساب (٧) » وقال لنبينا : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (٨) ».

حسان بن ثابت :

وإن كانت الجن قد ساسها

سليمان والريح تجري رخا

فشهر غدو به دائبا

وشهر رواح به إن يشا

فإن النبي سرى ليلة

من المسجدين إلى المرتقى

حواست جمع كن

حواست جمع كن

كعب بن مالك :

وإن تك نمل البر بالوهم كلمت

سليمان ذا الملك الذي ليس بالعمى

فهذا نبي الله أحمد سبحت

صغار الحصى في كفه بالترنم

يحيى عليه‌السلام قال الله تعالى له : « وآتيناه الحكم صبيا (٩) » وكان في عصر لا جاهلية

____________________

(١) فجعه : أوجعه باعدامه ما يتعلق به من أهل أو مال.

(٢) أي لسليمان عليه‌السلام.

(٣) الجن : ١.

(٤) الاحقاف : ٢٩.

(٥) ص : ٣٥ وهو منقول معناه والاية هكذا : « قال رب اغفر لي وهب لى ملكا ».

(٦) الضحى : ٥. (٧) ص : ٣٩. وفيه : فامنن.

(٨) الحشر : ٧ وفيه : وما اتاكم. (٩) مريم : ١٢.

٤١٥

فيه ، ومحمد (ص) اوتي الحكم والفهم صبيا بين عبدة الاوثان وحزب الشيطان ، وكان يحيى عليه‌السلام أعبد أهل زمانه وأزهدهم ، ومحمد أزهد الخلائق ، وأعبدهم ، حتى قيل : « طه ما أنزلنا (١) ».

حسان بن ثابت :

وإن كان يحيى بكت عينه

صغيرا وطهره في الصبي

فإن النبي بكى قائما

حزينا على الرجل خوف الرجا

فناداه أن طه (٢) أبا قاسم

ولا تشق بالوحي لما أتى

عيسى عليه‌السلام « وابرئ الاكمه والابرص (٣) » ونبينا (ص) أتاه معاذ بن عفرا (٤) فقال : يا رسول الله إني قد تزوجت ، وقالوا للزوجة : إن بجنبي بياضا ، فكرهت أن تزف إلي ، فقال : اكشف لي عن جنبك ، فكشف له عن جنبه ، فمسحه بعود فذهب ما به من البرص ، ولقد أتاه من جهينة أجذم يتقطع من الجذام ، فشكا إليه ، فأخذ قدحا من مآء فتفل فيه ، ثم قال : امسح به جسدك ففعل فبرأ ، وأبرأ صاحب السلعة (٥) ، وأتته امرأة فقالت : يا رسول الله إن ابني قد أشرف على حياض الموت ، كلما أتيته بطعام وقع عليه التثاؤب (٦) ، فقام وقمنا معه ، فلما أتيناه قال له : جانب يا عدو الله ولي الله ، فأنا رسول الله ، فجانبه الشيطان ، فقام صحيحا ، وأتاه رجل وبه ادرة (٧) عظيمة ، فقال : هذه الادرة تمنعني من التطهير والوضوء ، فدعا بماء فبرك فيه ودعاه وتفل فيه ، ثم أمره أن يفيض عليه (٨) ، ففعل الرجل ، وأغفى إغفائة وانتبه فإذا هي قد تقلصت ، وجائت امرأة ومعها

____________________

(١) طه : ١. (٢) في المصدر : فناداه طه.

(٣) آل عمران : ٤٩.

(٤) هكذا في النسخة ، والصحيح : عفراء بالمد ، والرجل هو معاذ بن الحارث بن رفاعة الانصاري النجاري.

(٥) السلعة : خراج في البدن أو زيادة فيه كالغدة بين الجلد واللحم.

(٦) تثاءب : أصابه كسل وفترة كفترة النعاس.

(٧) في النهاية : الادرة بالضم : نفخة في الخصية.

(٨) أى يفرغه عليه.

٤١٦

عكة (١) سمن واقط ومعها ابنة لها فقالت : يا رسول الله ولدت هذه كمها (٢) ، فأخذ رسول الله (ص) عودا فمسح به عينيها فأبصرتا. ومنه حديث قتادة بن ربعي ومحمد بن مسلمة و عبدالله بن أنيس.

قوله : « واحيي الموتى بإذن الله (٣) » قال الكلبي : كان عيسى عليه‌السلام يحيي الاموات بياحي يا قيوم ، وقيل إنه أحيى أربعة أنفس ، وهم عاذر ، وابن العجوز ، وابنة العاشر ، وسام بن نوح ، قال الرضا عليه‌السلام : لقد اجتمعت قريش إلى رسول الله (ص) فسألوه أن يحيي لهم موتاهم ، فوجه معهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : اذهب إلى الجبانة (٤) فناد باسم هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك : يا فلان ، ويا فلان ، ويا فلان ، يقول لكم رسول الله : قوموا بإذن الله ، فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ، فأقبلت قريش تسألهم عن امورهم ، ثم أخبروهم أن محمدا قد بعث نبيا ، فقالوا : وددنا أنا أدركناه فنؤمن به ، و أحيى صلى‌الله‌عليه‌وآله النفر الذين قتلوا يوم بدر فخاطبهم وكلمهم وعيرهم بكفرهم. قوله : « وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون (٥) » ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله كان ينبئ بأشياء كثيرة ، منها : قصة حاطب بن أبي بلتعة ، وإنفاذ كتابه إلى مكة ، ومنها قصة عباس و سبب إسلامه.

ابن جريح في قوله : « ويعلمه الكتاب والحكمة (٦) » إن الله تعالى أعطى عيسى عليه‌السلام تسعة أشياء من الحظ ، ولسائر الناس جزءا وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اوتيت القرآن ومثليه.

انشد :

وإن كان من مات يحيى لكم

يناديه عيسى برب العلى.

____________________

(١) العكة : زقيق للسمن أصفر من القربة.

(٢) هكذا في النسخة ، والصحيح : كمهاء بالمد ، كما في المصدر.

(٣) آل عمران : ٤٩.

(٤) الجبانة : المقبرة. الصحراء.

(٥) آل عمران : ٤٩.

(٦) آل عمران : ٤٨.

٤١٧

فإن الذراع لقد سمها

يهود لاحمد يوم القرى (١)

فنادته أنى لمسمومة

فلا تقربني وقيت الاذي (٢)

بيان : الحمرة بضم الحاء وتشديد الميم المفتوحة : ضرب من الطير كالعصفور.

٢ ـ قب : قد مدح الله اثنى عشر من الانبياء باثنى عشر نوعا من الطاعة : مدح إسحاق عليه‌السلام ويعقوب (ع) بالطاعة : « ووهبنا له إسحاق ويعقوب (٣) » ولعيسى بالزهادة ، قيل له : لو اتخذت منزلا أو اشتريت دابة ، فقال ما قال ، ولسليمان بالسخا ، وكان يطعم كل يوم سبعمائة جريب من الحوارى (٤) ، وهو يأكل الخشكار ، (٥) ولابراهيم عليه‌السلام بالرحمة : « إن إبراهيم لحليم أواه منيب (٦) » ، وفيه قصة المجوس الذين أسلموا من ضيافته ، ولنوح (ع) بالصلابة : « رب لا تذر على الارض (٧) » وأيضا من موسى وهارون (ع) : « ربنا إنك آتيت فرعون (٩) » فبالغ نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله في هذه الخصال حتى نهاه عن ذلك : الاستغفار : « استغفر لهم أو لا تستغفر لهم (١٠) » المجاهدة : « ولا تعجل بالقرآن (١١) » العبادة : « طه ما أنزلنا (٨) » الزهد : « لم تحرم ما أحل الله لك (١٢) » وفيه حديث مارية ، وعرض عليه مفاتيح الدنيا فأبى ، السخا : « ولا تجعل يدك مغلولة (١٣) » الرحمة : « واغلظ عليهم (١٤) » وقال : « فلعلك باخع نفسك (١٥) » الصلابة : « لست عليهم بمصيطر (١٦) * يا أيها النبي جاهد

____________________

(١) أي يوم الضيافة.

(٢) مناقب آل أبي طالب ١ : ١٤٨ ـ ١٥٧.

(٣) الانعام : ٨٤.

(٤) الحواري بضم الحاء وتشديد الواو : الدقيق الابيض.

(٥) تقدم في باب قصص سليمان عليه‌السلام نحوه عن كتاب الدعوات ، قال المصنف هناك : الخشكار لم اجده في أكثر كتب اللغة ، فكانه معرب مولده ، وفي كتب الطب وبعض كتب اللغة أنه الخبز المأخوذ من الدقيق غير المنخول ، وقيل : إنه الخبز اليابس ، والاول هو المراد هنا انتهى أقول : في بعض نسخ المصدر : الخشار بالضم : وهو فضالة المائدة. وما لا لب له من الشعير.

(٦) هود : ٧٥. (٧) نوح : ٢٦.

(٨) يونس : ٨٨. (٩) التوبة : ٨٠.

(١٠) طه : ١١٤. (١١) طه : ١.

(١٢) التحريم : ١. (١٣) الاسراء : ٢٩.

(١٤) التوبة : ٧٣. (١٥) الكهف : ٦.

(١٥) الغاشية : ٢٢.

٤١٨

الكفار (١) » وفيه قصة ابن مكتوم. الانذار : « نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم (٢) » عيب آلهتهم : « ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله (٣) ».

وإنه تعالى أقسم لاجله بخمسة عشر قسما : بهدايته : « والنجم إذا هوى (٤) » برسالته : « يس والقرآن الحكيم (٥) » بولي عهده : « والعاديات ضبحا (٦) » بمعراجه : « لتركبن طبقا عن طبق (٧) » بشريعته : « والعصر إن الانسان لفي خسر (٨) » بكتابه : « ق ـ والقرآن المجيد (٩) » بخلقه : « لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم (١٠) » بخلقه : « ن والقلم (١١) » بزيادة نوافله : « طه ما أنزلنا (١٢) » بطهارته : « فلا اقسم بما تبصرون (١٣) » ببلده : « لا اقسم بهذا البلد (١٤) » بمحبته : « والضحى والليل (١٥) » بتهديد موذيه : « كلا لئن لم ينته (١٦) » بعقوبة أعدائه : « كلا إنهم عن ربهم يومئذ (١٧) » بعمره : « لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون (١٨) » ومن شدة فرط المحب (١٩) أن يحلف بعمر حبيبه ، وكل ما سأل الانبياء من الله تعالى أعطاه الله بلا سؤال : آدم عليه‌السلام : « وإن لم تغفر لنا (٢٠) » وله : « ليغفر لك الله (٢١) » نوح عليه‌السلام : « لا تدر على الارض (٢٢) » وله : « إنا كفيناك المستهزئين (٢٣) » إبراهيم عليه‌السلام : « ولا تخزني يوم يبعثون (٢٤) » وله « يوم لا يخزي الله النبي (٢٥) » شعيب عليه‌السلام : « ربنا افتح بيننا (٢٦) » وله : « إنا فتحنا لك (٢٧) » لوط عليه‌السلام : « رب انصرني على

____________________

(١) التوبة : ٧٣. (٢) الحجر : ٤٩. (٣) الانعام : ١٠٨.

(٤) النجم : ١. (٥) يس : ١.

(٦) العاديات : ١. (٧) الانشقاق : ١٩.

(٨) العصر : ١. (٩) ق : ١.

(١٠) التين : ٤. (١١) القلم : ١.

(١٢) طه : ١. (١٣) الحاقة : ٣٨.

(١٤) البلد : ١. (١٥) الضحى : ١.

(١٦) العلق : ١٥. (١٧) المطففين : ١٥.

(١٨) الحجر : ٧٢. (١٩) في المصدر : فرط المحبة.

(٢٠) الاعراف : ٢٢. (٢١) الفتح : ٢.

(٢٢) نوح : ٢٦. (٢٣) الحجر : ٩٥.

(٢٤) الشعراء : ٨٧. (٢٥) التحريم : ٨.

(٢٦) الاعراف : ٨٩. (٢٧) الفتح : ١.

٤١٩

القوم (١) » وله : « وينصرك الله (٢) » موسى عليه‌السلام : « قال رب اشرح لي صدري (٣) » وله : « ألم نشرح لك (٤) » موسى عليه‌السلام : « اخلفني في قومي (٥) » وله : إنما وليكم الله (٦) ».

المقام أربعة : مقام الشوق لشعيب عليه‌السلام حيث بكى من خوف الله ، ومقام السلام لابراهيم عليه‌السلام : إذ جاء ربه بقلب سليم (٧) » ومقام المناجات لموسى عليه‌السلام : « وقربناه نجيا (٨) » ومقام المحبة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « فكان قاب قوسين (٩) » وسمى الله تعالى نوحا شكورا : « إنه كان عبدا شكورا (١٠) » وإبراهيم عليه‌السلام حليما : « إن إبراهيم لحليم (١١) » وموسى عليه‌السلام كليما : « وكلم الله موسى تكليما (١٢) » وجمع له كما جمع لنفسه فقال : « إن الله بالناس لرؤوف رحيم (١٣) » وله : بالمؤمنين رؤوف رحيم (١٤) » قيل : هما واحد ، وقيل : الرؤوف : شدة الرحمة ، رؤوف بالمطيعين ، رحيم بالمذنبين ، رؤوف بأقربائه رحيم بأصحابه ، رؤوف بعترته ، رحيم بامته ، رؤوف بمن رآه ، رحيم بمن لم يره (١٥).

____________________

(١) العنكبوت : ٣٠. (٢) الفتح : ٣.

(٣) طه : ٢٥. (٤) الشرح : ١.

(٥) الاعراف : ١٤٢. (٦) المائدة : ٥٥.

(٧) الصافات : ٨٤. (٨) مريم : ٥٢.

(٩) النجم : ٩. (١٠) الاسراء : ٣.

(١١) هود : ٧٥. (١٢) النساء : ١٦٤.

(١٣) البقرة : ١٤٣. (١٤) التوبة : ١٢٨.

(١٥) مناقب آل أبي طالب ١ : ١٥٨ ـ ١٦٠.

٤٢٠