بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

١٦ ـ ن : الحسين بن أحمد البيهقي ، عن محمد بن يحيى الصولي ، عن سهل بن القاسم النوشجاني قال : قال رجل للرضا عليه‌السلام : يابن رسول الله إنه يروى عن عروة بن زبير أنه قال : توفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في تقية ، فقال : أما بعد قول الله عزوجل : « يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس » فإنه أزال كل تقية بضمان الله عزوجل له وبين أمر الله ، ولكن قريشا فعلت ما اشتهت بعده ، وأما قبل نزول هذه الآية فلعله (٢).

١٧ ـ ما : المفيد ، عن الحسين بن محمد التمار ، عن محمد بن إسكاب (٣) ، عن مصعب بن المقدام بن شريح ، عن أبيه ، عن عائشة أن النبي (ص) كان إذا رأى ناشئا ترك كل شئ ، وإن كان في صلاة ، وقال : « اللهم إني أعوذ بك من شر ما فيه » فإن ذهب حمد الله ، وإن أمطر قال : « اللهم اجعله ناشئا نافعا » والناشئ : السحاب ، والمخيلة أيضا : السحابة (٤).

بيان : قوله : والناشئ إلى آخر الكلام إما كلام الشيخ ، أو بعض الروات و قال الجزرى : فيه كان إذا رأى ناشئا في افق السمآء ، أي سحابا لم يتكامل اجتماعه و اصطحابه.

١٨ ـ ما : ابن حشيش (٥) ، عن أحمد ، عن سليمان بن أحمد الطبراني ، عن : عمرو ابن ثور (٦) ، عن محمد بن يوسف (٧) ، عن سفيان الثوري ، عن عبدالرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة قال : ما شبع آل محمد عليه‌السلام ثلاثة أيام تباعا حتى لحق بالله عزوجل (٨).

____________________

(١) في المصدر : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٢) عيون اخبار الرضا : ٢٧١ و ٢٧٢.

(٣) في المصدر : محمد بن ، اسكاف ، بالفاء.

(٤) أمالى ابن الشيخ : ٨٠.

(٥) في المصدر : خشيش بالخاء المعجمة ، وفي بعض المواضع منه خنيس ، وفى اخرى : محمد بن على بن خشيش بن نصر بن جعفر بن ابراهيم التميمى.

(٦) وصفه في المصدر : بالجزامى.

(٧) وصفه في المصدر : بالفريابى.

(٨) مجالس ابن الشيخ : ١٩٦.

٢٢١

١٩ ـ ما : ابن مخلد ، عن الخالدي (١) ، عن الحسن بن علي القطان ، عن عباد ابن موسى (٢) ، عن إبراهيم بن سليمان (٣) ، عن عبدالله بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يجلس على الارض ، ويأكل على الارض ، و يعتقل الشاة ، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير (٤).

٢٠ ـ ما : حمويه بن علي ، عن محمد بن محمد بن بكر الهزالي (٥) ، عن الفضل بن الحباب (٦) ، عن سلم ، عن أبي هلال ، عن بكر بن عبدالله أن عمر بن الخطاب دخل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو موقوذ ـ أو قال : محموم ـ فقال له عمر : يا رسول الله ما أشد وعكك أو حماك؟

فقال : ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطول ، فقال عمر : يا رسول الله غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وأنت تجتهد هذا الاجتهاد؟ فقال : يا عمر أفلا أكون عبدا شكورا؟ (٧).

بيان : قال الفيروزآبادي : الموقوذ : الشديد المرض المشرف ، ووقذه : صرعه ، و سكنه ، وغلبه ، وتركه عليلا كأوقذه ، وقال : الوعك : أدنى الحمى ووجعها ومغثها (٨) في البدن ، وألم من شدة التعب.

٢١ ـ ع : علي بن حاتم ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن الحسين بن

____________________

(١) ابن مخلد هو محمد بن محمد بن مخلد ، والخالدي في المصدر : الخلدي.

(٢) وصفه في المصدر بالختلى.

(٣) في المصدر : أبواسماعيل ابراهيم بن سليمان المؤدب.

(٤) مجالس ابن الشيخ : ٢٥٠.

(٥) هكذا في النسخة ، وفي المصدر : الهزاني وهو الصحيح ، قال ابن الاثير في اللباب ٣ : ٢٩٠ : الهزانى بكسر الهاء وفتح الزاى المشددة وبعد الالف نون ، هذه النسبة إلى هزان وهو بطن من عتيك ، والعتيك من ربيعة ، وهو هزان بن صباح بن عتيك ، منهم أبوروق أحمد بن محمد بن بكر الهزانى حدث هو وأبوه.

(٦) كناه في المصدر أبا خليفة. ولقبه بالجحمى.

(٧) مجالس ابن الشيخ : ٢٥٧.

(٨) مغثه الحمى : أصابته وأخذته.

٢٢٢

موسى ، عن أبيه ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مكفرا لا يشكر معروفه ، ولقد كان معروفه على القرشي والعربي والعجمي ، ومن كان أعظم معروفا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على هذا الخلق؟ وكذلك نحن أهل البيت مكفرون لا يشكر معروفنا ، وخيار المؤمنين مكفرون لا يشكر معروفهم (١).

٢٢ ـ ع : أبي ، عن القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم النهاوندي ، عن صالح بن راهويه ، عن أبي جويد مولى الرضا عليه‌السلام عن الرضا عليه‌السلام قال : نزل جبرئيل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ، ويقول : إن الابكار من النسآء بمنزلة الثمر على الشجر ، فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلا اجتناؤه ، وإلا أفسدته الشمس ، وغيرته الريح ، وإن الابكار إذا أدركن ما تدرك النساء فلا دواء لهن إلا البعول ، وإلا لم يؤمن عليهن الفتنة ، فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فجمع الناس ثم أعلمهم ما امر الله عزوجل به ، فقالوا : ممن يا رسول الله؟ فقال : من الاكفاء ، فقالوا : ومن الاكفاء؟ فقال : المؤمنون بعضهم أكفاء بعض ، ثم لم ينزل حتى زوج ضباعة من المقداد بن الاسود ، ثم قال : أيها الناس إني زوجت ابنة عمي المقداد ليتضع النكاح (٢).

٢٣ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن جعفر بن محمد بن يونس ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان في مكان ومعه رجل من أصحابه وأراد قضاء حاجة ، فقام إلى الاشائين يعني النخلتين ، فقال لهم اجتمعا ، فاستتر بهما النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقضى حاجته ، ثم قام فجاء الرجل فلم ير شيئا (٣).

بيان : قال الجوهري : الاشاء بالفتح والمد : صغار النخل.

٢٤ ـ ص : الصدوق : عن عبدالله بن حامد ، عن أحمد بن محمد بن الحسين ، عن محمد بن يحيى أبي صالح ، عن الليث ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، أن جابر بن عبدالله

____________________

(١) علل الشرائع : ١٨٧.

(٢) علل الشرائع : ١٩٣. قوله : ليتضع أى ليخط.

(٣) بصائر الدرجات : ١٨.

٢٢٣

قال : كنا مع رسول الله (ص) بمر الظهران (١) يرعى الغنم (٢) ، وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : عليكم بالاسود منه فإنه أطيبه ، قالوا : ترعى الغنم؟ قال : نعم وهل نبي إلا رعاها؟ (٣).

٢٥ ـ ص : الصدوق ، عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن سيف بن حاتم ، عن رجل من ولد عمار يقال له : أبولؤلؤه سماه عن آبائه قال : قال عمار رضي الله عنه : كنت أرعى غنيمة أهلي ، وكان محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله يرعى أيضا ، فقلت : يا محمد هل لك في فخ فإني تركتها روضة برق؟ قال : نعم ، فجئتها من الغد وقد سبقني محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو قائم يذود غنمه عن الروضة قال : إني كنت واعدتك فكرهت أن أرعى قبلك (٤).

بيان : قال الفيروزآبادي : البرق محركة : الحمل معرب برة ، وقال : الابرق غلظ فيه حجارة ورمل وطين مختلطة ، والبرقة بالضم : غلظ ، الابرق وبرق : ديار العرب تنيف على مائة منها : برقة الاثمار ، والاوجال ، والاجداد ، وعدها إلى أن قال : والنجد ، ويثرب ، واليمامة ، هذه برق العرب.

٢٦ ـ سن : أبي ، عن النوفلي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خلق الله العقل فقال له : أدبر فأدبر ، ثم قال له : أقبل فأقبل ، ثم قال : ما خلقت خلقا أحب إلى منك ، فأعطى الله (٥) محمدا تسعة وتسعين جزء ، ثم قسم بين العباد جزء واحدا (٦).

٢٧ ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : ضعفت عن

____________________

(١) قال ياقوت : ظهران : واد قرب مكة ، وعنده قرية يقال له : مر ، تضاف إلى هذا الوادى فيقال : مر الظهران.

(٢) نرعى الغنم خ.

(٣ و ٤) قصص الانبياء : مخطوط.

(٥) في المصدر : قال : فأعطى الله.

(٦) المحاسن : ١٩٢.

٢٢٤

الصلاة والجماع (١) ، فنزلت علي قدر من السماء ، فأكلت منها فزاد في قوتي قوة أربعين رجلا في البطش والجماع (٢).

٢٨ ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : كنا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في حفر الخندق إذ جاءت فاطمة ومعها كسيرة من خبز فدفعتها إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما هذه الكسيرة؟ قالت : خبزته قرصا (٣) للحسن والحسين جئتك منه بهذه الكسيرة ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة أما إنه أول طعام دخل جوف أبيك منذ ثلاث (٤).

ن : بالاسانيد الثلاثة عنه عليه‌السلام مثله (٥).

٢٩ ـ سن : علي بن الحكم ، عن أبي المغرا ، عن ابن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل أكل العبد ، ويجلس جلوس العبد ، و يعلم أنه عبد (٦).

بيان : أكل العبد : الاكل على الارض كما مر ، وجلوس العبد : الجلوس على الركبتين.

٣٠ ـ سن : أبي ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل أكل العبد ، ويجلس جلسة العبد ، وكان يأكل على الحضيض ، وينام على الحضيض.

٣١ ـ سن : صفوان ، عن ابن مسكان ، عن الحسن الصيقل قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : مرت امرأة بدوية (٧) برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يأكل وهو جالس على

____________________

(١) في المصدر : ضعفت عن الصلاة والصيام والجماع.

(٢) صحيفة الرضا : ١١.

(٣) في المصدر : قالت : خبز اخبزته للحسن. وفي العيون : قرصا خبزتها.

(٤) صحيفة الرضا : ١٥.

(٥) عيون اخبار الرضا : ٢٠٥ و ٢٠٦.

(٦) المحاسن : ٤٥٦.

(٧) بذية خ ل.

٢٢٥

الحضيض ، فقالت : يا محمد والله إنك لتأكل أكل العبد ، وتجلس جلوسه ، فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ويحك أي عبد أعبد مني؟ قالت : فناولني لقمة من طعامك ، فناولها ، فقالت : لا والله إلا التي في فمك (١) ، فأخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اللقمة من فمه فناولها ، فأكلتها ، قال أبوعبدالله عليه‌السلام : فما أصابها داء حتى فارقت الدنيا (٢).

مكا : من كتاب النبوة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله (٣).

كا : علي ، عن أبيه ، عن صفوان مثله (٤).

٣٢ ـ يج : روي عن الصادق عليه‌السلام أن رسول الله (ص) أقبل إلى الجعرانة (٥) فقسم فيها الاموال ، وجعل الناس يسألونه فيعطيهم حتى ألجؤوه إلى الشجرة ، فأخذت برده وخدشت ظهره حتى جلوه عنها وهم يسألونه ، فقال : أيها الناس ردوا علي بردي ، والله لو كان عندي عدد شجر تهامة نعما لقسمته بينكم ، ثم ما ألفيتموني جبانا ولا بخيلا ، ثم خرج من الجعرانة في ذي القعدة ، قال : فما رأيت تلك الشجرة إلا خضراء كأنما يرش عليه الماء.

٣٣ ـ وفي رواية اخرى : حتى انتزعت الشجرة ردائه ، وخدشت الشجرة ظهره (٦).

بيان : قال الجوهري : جلوا عن أوطانهم وجلوتهم أنا ، يتعدى ولا يتعدى.

٣٤ ـ قب : أما آدابه (ص) فقد جمعها بعض العلمآء والتقطها من الاخبار : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أحكم الناس وأحلمهم وأشجعهم وأعدلهم وأعطفهم ، لم تمس يده يد امرأة

____________________

(١) في المصدر : في فيك ، وفي الكافى : إلا الذي في فيك.

(٢) حتى فارقت الدنيا روحها خ ل. المحاسن : ٤٥٧.

(٣) مكارم الاخلاق : ١٥.

(٤) فروع الكافي ٢ : ١٥٧.

(٥) الجعرانة بكسر اوله ، وسكون الثانى ، وقد يكسر ويشدد الراء : هى ماء بين الطائف و مكة ، وهي إلى مكة أقرب ، قيل : هي من مكة على بريد من طريق العراق.

(٦) لم نجد الحديث في الخرائج المطبوع ، وذكرنا قبل ذلك كرارا أن نسخة خرائج المصنف كانت تتفاوت مع المطبوع.

٢٢٦

لا تحل ، وأسخى الناس ، لا يثبت عنده دينار ولا درهم ، فان فضل ولم يجد من يعطيه و يجنه الليل لم يأو إلى منزله حتى يتبرء منه إلى من يحتاج إليه ، لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من يسير ما يجد من التمر والشعير ، ويضع سائر ذلك في سبيل الله ، ولا يسأل شيئا إلا أعطاه ، ثم يعود إلى قوت عامه فيؤثر منه حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام إن لم يأته شئ ، وكان يجلس على الارض ، وينام عليها ، ويأكل عليها ، وكان يخصف النعل ، ويرقع الثوب ، ويفتح الباب ، ويحلب الشاة ، ويعقل البعير فيحلبها ، ويطحن مع الخادم إذا أعيا ، ويضع طهوره بالليل بيده ، ولا يتقدمه مطرق ، ولا يجلس مكتئا ، ويخدم في مهنة أهله ، ويقطع اللحم ، وإذا جلس على الطعام جلس محقرا ، وكان يلطع أصابعه ، ولم يتجشأ قط ، ويجيب دعوة الحر والعبد ولو على ذراع أو كراع ، ويقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن ويأكلها ، ولا يأكل الصدقة ، لا يثبت بصره في وجه أحد ، يغضب لربه ولا يغضب لنفسه ، وكان يعصب (١) الحجر على بطنه من الجوع ، يأكل ما حضر ، ولا يرد ما وجد ، لا يلبس ثوبين ، يلبس بردا حبرة يمينة ، وشملة (٢) جبة صوف ، والغليظ من القطن والكتان ، وأكثر ثيابه البياض ، ويلبس العمامة (٣) ، ويلبس القميص من قبل ميامنه ، وكان له ثوب للجمعة خاصة ، وكان إذا لبس جديدا أعطى خلق ثيابه مسكينا ، وكان له عباء يفرش له حيث ما ينقل تثنى (٤) ثنيتين ، يلبس خاتم فضة في خنصره الايمن ، يحب البطيخ ، ويكره الريح الردية : ويستاك عند الوضوء ، يردف (٥) خلفه عبده أو غيره ، يركب (٦) ما أمكنه من فرس أو بلغة أو حمار ، ويركب الحمار بلا سرج وعليه العذار (٧) ، ويمشي راجلا و

____________________

(١) أى يشد.

(٢) الشملة : كساء واسع يشتمل به.

(٣) في المصدر : ويلبس العمامة تحت العمامة.

(٤) أى يطوى ويرد بعضه على بعض.

(٥) في المصدر : ويردف.

(٦) في المصدر : ويركب.

(٧) العذار بالكسر : ما سال من اللجام على خد الفرس.

٢٢٧

حافيا بلا رداء ولا عمامة ولا قلنسوة ، ويشيع الجنائز ، ويعود المرضى في أقصى المدينة ، يجالس الفقراء ، ويؤاكل المساكين ، ويناولهم بيده ، ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم ، و يتألف أهل الشرف بالبر لهم ، يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على غيرهم إلا بما أمر الله ، ولا يجفو على أحد ، يقبل معذرة المعتذر إليه ، وكان أكثر الناس تبسما ما لم ينزل عليه قرآن أو لم تجر عظة ، وربما ضحك من غير قهقهة ، لا يرتفع على عبيده وإمائه في مأكل ولا ملبس (١) ، ما شتم أحدا بشتمة ولا لعن امرأة ولا خادما بلعنة ، ولا لاموا أحدا إلا قال : دعوه ، ولا يأتيه أحد حر أو عبد أو أمة إلا قام معه في حاجته ، لا فظ ولا غليظ ، ولا صخاب في الاسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يغفر ويصفح ، يبدأ من لقيه بالسلام ، ومن رامه (٢) بحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ، ما أخذ أحد يده فيرسل يده حتى يرسلها ، وإذا القي مسلما بدأه بالمصافحة ، وكان لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر الله ، وكان لا يجلس إليه أحد وهو يصلي إلا خفف صلاته وأقبل عليه ، وقال : ألك حاجة؟ وكان أكثر جلوسه أن ينصب ساقيه جميعا ، يجلس (٣) حيث ينتهى به المجلس ، وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة ، وكان يكرم من يدخل عليه حتى ربما بسط ثوبه ، ويؤثر الداخل بالوسادة التي تحته ، وكان في الرضا والغضب لا يقول : إلا حقا ، وكان يأكل القثاء بالرطب و الملح ، وكان أحب الفواكه الرطبة إليه البطيخ والعنب ، وأكثر طعامه الماء والتمر ، و كان يتمجع اللبن بالتمر ويسميهما الاطيبين ، وكان أحب الطعام إليه اللحم ، ويأكل الثريد باللحم ، وكان يحب القرع ، وكان يأكل لحم الصيد ولا يصيده ، وكان يأكل الخبز والسمن ، وكان يحب من الشاة الذراع والكتف ، ومن القدر الدبا ، ومن الصباغ الخل ، ومن التمر العجوة (٤) ، ومن البقول الهندبا والباذروج (٥) والبقلة اللينة (٦).

____________________

(١) في المصدر : ولا في ملبس.

(٢) أى قصده وأتاه.

(٣) في المصدر : وكان يجلس.

(٤) العجوة : التمر المحشى في وعائه.

(٥) الهندبا والهندباء : بقل معروف ، يقال له بالفارسية : كاسنى. والباذروج قال الفيروزآبادي بفتح الذال : بقلة يقوى القلب جدا ويقبض إلا ان يصادف فضلة فيسهل.

(٦) مناقب آل أبي طالب ١ : ١٠٠ و ١٠١.

٢٢٨

بيان : قوله : لا يتقدمه مطرق ، أي كان أكثر الناس إطرافا إلى الارض حياء ، يقال : أطرق ، أي سكت ولم يكلم ، وأرخى عينيه ينظر إلى الارض ، والمهنة بالفتح و الكسر : الخدمة ، ولطع الاصابع : لحسها ومصها بعد الطعام : والكراع كغراب من البقر والغنم : مستدق الساق. وقال الفيروزآبادي : المجيع : تمر يعجن بلبن ، وتمجع : أكل التمر اليابس باللبن معا ، وأكل التمر وشرب عليه اللبن.

٣٥ ـ مكا : في تواضعه وحيائه : عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله (ص) يعود المريض ، ويتبع الجنازة ، ويجيب دعوة المملوك ، ويركب الحمار ، وكان يوم خيبر ويوم قريظة والنضير على حمار مخطوم (١) بحبل من ليف تحته اكاف من ليف.

وعن أنس بن مالك قال : لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه لما يعرفون من كراهيته (٢).

وعن ابن عباس قال : كان رسول الله (ص) يجلس على الارض ، ويأكل على الارض ويعتقل الشاة ، ويجيب دعوة المملوك.

وعن أنس بن مالك قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مر على صبيان فسلم عليهم وهو مغذ.

عن أسمآء بنت يزيد أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مر بنسوة فسلم عليهن.

وعن ابن مسعود قال : أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل يكلمه فأرعد ، فقال : هون عليك ، فلست بملك ، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد (٣).

عن أبي ذر قال : كان رسول الله (ص) يجلس بين ظهراني (٤) أصحابه فيجئ الغريب فلا يدري أيهم هو ، حتى يسأل ، فطلبنا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يجعل مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه ، فبنينا له دكانا (٥) من طين ، وكان يجلس عليه ، ونجلس بجانبيه.

____________________

(١) خطمه بالخطام : جعله على أنفه ، والخطام : حبل يجعل في عنق البعير وغيره ويثنى في خطمه وأنفه.

(٢) في المصدر : كراهية لذلك.

(٣) مكارم الاخلاق : ١٤.

(٤) ظهرانى بالفتح أى وسطهم.

(٥) الدكان : شئ كالمصطبة يقعد عليه. والمصطبة : مكان ممهد قليل الارتفاع عن الارض ، يجلس عليه.

٢٢٩

وسئلت عائشة ما كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يصنع إذا خلا؟ قالت : يخيط ثوبه ، ويخصف نعله ، ويصنع ما يصنع الرجل في أهله.

وعنها : أحب العمل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الخياطة.

وعن أنس بن مالك قال : خدمت النبي (ص) تسع سنين فما أعلمه قال لي قط : هلا فعلت كذا وكذا؟ ولا عاب علي شيئا قط.

وعن أنس بن مالك قال : صحبت رسول الله (ص) عشر سنين ، وشممت العطر كله فلم أشم نكهة أطيب من نكهته ، وكان إذا لقيه واحد (١) من أصحابه قام معه ، فلم ينصرف حتى يكون الرجل ينصرف عنه (٢) ، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناولها إياه ، فلم ينزع عنه حتى يكون الرجل هو الذى ينزع عنه ، وما أخرج ركبتيه بين جليس (٣) له قط ، وما قعد إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل قط فقام حتى يقوم (٤).

وعن أنس بن مالك قال : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد أثرت به حاشية الردآء من شدة جبذته ، ثم قال له : يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فضحك وأمر له بعطآء.

عن أبي سعيد الخدري يقول : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حييا (٥) لا يسأل شيئا إلا أعطاه.

وعنه قال : كان رسول الله (ص) أشد حيآء من العذراء في خدرها ، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه.

وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله (ص) : لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئا ،

____________________

(١) في نسخة من المصدر : أحد.

(٢) في المصدر : حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه.

(٣) في المصدر : بين يدى جليس.

(٤) مكارم الاخلاق : ١٥.

(٥) الحيى : ذو الحياء.

٢٣٠

فإني احب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر (١).

في جوده : عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أجود الناس كفا ، وأكرمهم عشرة (٢) ، من خالطه فعرفه أحبه.

من كتاب النبوة عن ابن عباس ، عن النبي (ص) قال : أنا أديب الله وعلي أديبي ، أمرني ربي بالسخآء والبر ، ونهاني عن البخل والجفاء ، وما شئ أبغض إلى الله عزوجل من البخل وسوء الخلق ، وإنه ليفسد العمل كما يفسد الطين (٣) العسل.

وبرواية اخرى عن أمير المؤمنين عليه‌السلام كان إذا وصف رسول الله (ص) قال : كان أجود الناس كفا ، وأجرء الناس صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وأوفاهم ذمة ، وألينهم عريكة : وأكرمهم عشرة ، ومن رآه بديهة هابه ، ومن خالطه فعرفه أحبه ، لم أر مثله قبله ولا بعده.

وعن ابن عمر قال : ما رأيت أحدا أجود ولا أنجد ولا أشجع ولا أوضأ (٤) من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥).

وعن جابر بن عبدالله قال : ما سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شئ (٦) قط قال : لا. وعن ابن عباس قال : كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه ، فقال : يا رسول الله ثلاث أعطنيهن ، قال : نعم ، قال : عندى أحسن العرب وأجمله ام حبيبة ازوجكها (٧) ، قال : نعم ، قال : ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك ، قال : نعم ، قال مرني

____________________

(١) مكارم الاخلاق : ١٦.

(٢) في نسخة من المصدر : عشيرة.

(٣) في نسخة من المصدر : الخل.

(٤) أى أنظف.

(٥) مكارم الاخلاق : ١٦.

(٦) شيئا خ ل وفي نسخة من المصدر : لم يكن يسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفيها فتقول : لا.

(٧) هذا لا يصح لان النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله زوج ام حبيبة سنة سبع من الهجرة وأبوسفيان أسلم عام الفتح في سنة ثمان بعد تزويجه صلى‌الله‌عليه‌وآله اياها.

٢٣١

حتى اقاتل الكفار كما قاتلت المسلمين ، قال : نعم ، قال ابن زميل : ولو لا أنه طلب ذلك من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ما أعطاه ، لانه لم يكن يسأل شيئا قط إلا قال : نعم.

وعن عمر أن رجلا أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال (١) : ما عندي شئ ، ولكن اتبع علي ، فإذا جاءنا شئ قضينا ، قال عمر : فقلت : يا رسول الله ما كلفك الله ما لا تقدر عليه ، قال : فكره النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال (٢) الرجل : أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالا ، قال : فتبسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعرف السرور في وجهه (٣).

في شجاعته : عن علي عليه‌السلام قال : لقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو أقربنا إلى العدو ، وكان من أشد الناس يومئذ بأسا.

وعنه عليه‌السلام قال : كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه.

وعن أنس بن مالك قال : كان بالمدينة فزغ فركب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فرسا لابي طلحة ، فقال : ما رأينا من شئ وإن وجدناه لبحرا.

وبرواية اخرى عن أنس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أشجع الناس ، وأحسن الناس ، وأجود الناس ، قال : فزع أهل المدينة ليلة فانطلق الناس قبل الصوت ، قال : قتلقاهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سبقهم وهو يقول : لن (٤) تراعوا ، وهو على فرس لابي طلحة وفي عنقه السيف ، قال : فجعل يقول للناس : لم تراعوا وجدناه بحرا ، أو أنه لبحر (٥).

في علامة رضاه وغضبه : عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعرف رضاه وغضبه في وجهه ، كان إذا رضي فكأنما تلاحك الجذر (٦) وجهه ، وإذا غضب خسف لونه واسود.

____________________

(١) في المصدر : فسأله فقال.

(٢) في المصدر : فكره النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله ذلك فقال.

(٣) مكارم الاخلاق : ١٧. وفيه : حتى عرف السرور في وجهه.

(٤) لم تراعوا خ ل.

(٥) مكارم الاخلاق : ١٧.

(٦) هكذا في نسخة المصنف ، والظاهر أنه مصحف الجدر. كما في المصدر وما يأتي بعد ذلك وفي تفسير اللغات.

٢٣٢

عن كعب بن مالك قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا سره الامر استنار وجهه كأنه دارة القمر.

عن امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : كان رسول الله (ص) إذا رأى ما يحب قال : الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

عن عبدالله بن مسعود ، يقول : شهدت من المقداد مشهدا لان أكون أنا صاحبه أحب إلي مما في الارض من شئ ، قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا غضب احمر وجهه.

عن ابن عمر قال : كان النبي (ص) يعرف رضاه وغضبه بوجهه ، كان إذا رضي فكأنما تلاحك الجدر وجهه (١) ، وإذا غضب خسف لونه واسود.

قال أبوالبدر : سمعت أبا الحكم الليثي يقول : هي المرآة توضع في الشمس فيرى ضوءها على الجدار يعني قوله : تلاحك (٢) الجدر.

في الرفق بامته : عن أنس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه ، فإن كان غائبا دعا له ، وإن كان شاهدا زاره ، وإن كان مريضا عاده.

عن جابر بن عبدالله قال : غزا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إحدى وعشرين غزوة بنفسه ، شاهدت (٣) منها تسعة عشر ، وغبت عن اثنتين ، فبينا أنا معه في بعض غزواته إذ أعيانا ضحى (٤) تحتي بالليل فبرك ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في آخرنا في آخريات الناس ، فيزجي الضعيف ويردف (٥) ويدعو لهم ، فانتهى إلي وأنا أقول : يا لهف امياه (٦) ، وما زال لنا ناضح سوء ، فقال : من هذا؟ فقلت : أنا جابر بأبي أنت وامي يا رسول الله ، قال : ما

____________________

(١) في المصدر : فكأنما يلاحك الجدر ضوء وجهه.

(٢) في المصدر : يلاحك.

(٣) شهدت خ ل.

(٤) أى أعجزنا بعيرى. وبرك البعير : استناخ ، وهو أن يلصق صدره بالارض.

(٥) في نسخة من المصدر : ويردفه.

(٦) في نسخة من المصدر ، اماه.

٢٣٣

شأنك؟ قلت : أعيا ناضحى ، فقال : أمعك عصا؟ فقلت : نعم ، فضربه ، ثم بعثه ، ثم أناخه ووطئ على ذراعه ، وقال : اركب فركبت فسايرته فجعل جملي يسبقه ، فاستغفر لي تلك الليلة خمس وعشرين مرة ، فقال لي : ما ترك عبدالله من الولد؟ يعني أباه ، قلت : سبع نسوة ، قال : أبوك عليه دين؟ قلت : نعم ، قال : فإذا قدمت المدينة فقاطعهم ، فإن أبوا فإذا حضر جذاذ (١) نخلكم فأذني ، وقال : هل تزوجت؟ قلت : نعم ، قال : بمن؟ قلت : بفلانة بنت فلان بأيم (٢) كانت بالمدينة ، قال : فهلا فتاة تلاعبها وتلاعبك؟ قلت : يا رسول الله كن عندي نسوة خرق (٣) ، يعني أخواته : فكرهت أن آتيهن بامرأة خرقآء ، فقلت : هذه أجمع لامري ، قال : أصبت ورشدت ، فقال : بكم اشتريت جملك؟ فقلت : بخمس أواق من ذهب ،

قال : قد أخذناه (٤) ، فلما قدم المدينة أتيته بالجمل فقال : يا بلال أعطه خمس اواق من ذهب يستعين به (٦) في دين عبدالله ، وزده ثلاثا واردد عليه جمله ، قال : هل قاطعت غرمآء عبدالله؟ قلت : لا يا رسول الله ، قال : أترك وفآء (٥)؟ قلت : لا ، قال : لا عليك إذا حضر جذاذ (٧) نخلكم فأذني ، فأذنته فجآء فدعا لنا فجذذنا واستوفى كل غريم كان يطلب تمرا وفآء ، وبقي لنا ما كنا نجذ وأكثر ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ارفعوا ولا تكيلوا فرفعناه وأكلنا منه زمانا (٨).

وعن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا حدث الحديث أو سأل عن الامر كرره ثلاثا ليفهم ويفهم عنه.

____________________

(١) جذاذ النخل : صرامها أى قطع ثمرتها ، وفي المصدر : جداد بالمهملة ، والمعنى واحد.

(٢) آم الرجل من زوجته أو المرأة من زوجها : فقدها أو فقدته ، فهو وهى أيم.

(٣) جمع الخرقاء : الحمقاء.

(٤) في نسخة من المصدر : قال : يعينه ولك ظهره إلى المدينة.

(٥) في المصدر : يستعين بها ، وفيه : ورد عليه جمله.

(٦) في نسخة من المصدر : أتراك وفاء؟ أقول : تراك ككتاب.

(٧) في المصدر : فاذا حضر جداد نخلكم. وفيه بعد ذلك : فجدونا.

(٨) مكارم الاخلاق : ١٨ و ١٩.

٢٣٤

وعن ابن عمر قال : قال رجل : يا رسول الله ، فقال : لبيك.

وروي عن زيد بن ثابت أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كنا إذا جلسنا إليه إن أخذنا بحديث في ذكر الآخرة أخذ معنا ، وإن أخذنا في الدنيا أخذ معنا ، وإن أخذنا في ذكر الطعام والشراب أخذ معنا ، فكل هذا احدثكم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

عن أبي الحميسآء (١) قال : بايعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل أن يبعث فواعدنيه (٢) مكانا فنسيته يومي والغد ، فأتيته يوم الثالث ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فتى لقد شققت (٣) علي ، أنا هاهنا منذ ثلاثة أيام.

وعن جرير بن عبدالله أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله دخل بعض بيوته فامتلا البيت ، ودخل جرير فقعد خارج البيت ، فأبصره النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخذ ثوبه فلفه فرمى به إليه ، وقال : اجلس على هذا ، فأخذ جرير (٤) فوضعه على وجهه فقبله.

عن سلمان الفارسي قال : دخلت على رسول الله (ص) وهو متكئ على وسادة فألقاها إلي ، ثم قال : يا سلمان ما من مسلم دخل على أخيه المسلم فيلقى له الوسادة إكراما له إلا غفر الله له (٥).

في بكائه (ص) : عن أنس بن مالك قال : رأيت إبراهيم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يجود بنفسه فدمعت عيناه (٦) ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا أقول : إلا ما يرضى ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون (٧).

عن خالد بن سلمة المخزومي قال : لما اصيب زيد بن حارثة انطلق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

____________________

(١) في نسخة من المصدر : ابن أبي حمساء.

(٢) في المصدر : فواعدته.

(٣) أى أوقعتنى في المشقة.

(٤) في المصدر : فأخذه جرير.

(٥) مكارم الاخلاق : ١٩ و ٢٠. وفي المصدر بعد ذلك زيادة أوردها في الباب الاتى.

(٦) في المصدر : عينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : تدمع العين.

(٧) مكارم الاخلاق : ٢٠.

٢٣٥

إلى منزله ، فلما رأته ابنته جهشت فانتحب (١) رسول الله (ص) ، وقال له بعض أصحابه : ما هذا يا رسول الله؟ قال : هذا شوق الحبيب إلى الحبيب.

في مشيه (ص) : عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما يتقلع من صبب ، لم أر قبله ولا بعده مثله.

عن جابر قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا خرج مشى أصحابه أمامه ، وتركوا ظهره للملائكة.

عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا مشى مشى مشيا يعرف أنه ليس بمشي عاجز ولا بكسلان.

عن أنس بن مالك قال : كنا إذا أتينا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جلسنا حلقة (٢).

وروي أن رسول الله لا يدع أحدا يمشي معه إذا كان راكبا حتى يحملهم معه ، فإن أبى قال : تقدم أمامي ، وأدركني في المكان الذي تريد ، ودعاه صلى‌الله‌عليه‌وآله قوم من أهل المدينة إلى طعام صنعوه له ولاصحاب له خمسة ، فأجاب دعوتهم ، فلما كان في بعض الطريق أدركهم سادس فماشاهم ، فلما دنوا من بيت القوم قال للرجل السادس : إن القوم لم يدعوك ، فاجلس حتى نذكر لهم مكانك ونستأذنهم بك (٣).

في جمل من أحواله وأخلاقه : من كتاب النبوة عن علي عليه‌السلام قال : ما صافح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أحدا قط فنزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع يده ، وما فاوضه أحد قط في حاجة أو حديث فانصرف حتى يكون الرجل ينصرف (٤) ، وما نازعه الحديث حتى يكون (٥) هو الذي يسكت ، وما رأى مقدما رجله بين يدي جليس له قط ، ولا عرض له

____________________

(١) جهش : فزع باكيا. أو متهيئا للبكاء. انتحب : بكى شديدا.

(٢) خلفه خ ل ومثله في نسخة من المصدر.

(٣) مكارم الاخلاق : ٢١ و ٢٢ ، وفي نسخة منه : ونستأذنهم لك.

(٤) في المصدر : حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف.

(٥) في المصدر : وما نازعه أحد الحديث فيسكت حتى يكون.

٢٣٦

قط أمران إلا أخذ بأشدهما (١) ، وما انتصر نفسه من مظلمة حتى ينتهك محارم الله فيكون حينئذ غضبه لله تبارك وتعالى ، وما أكل متكئا قط حتى فارق الدنيا ، وما سئل شيئا قط فقال : لا ، وما رد سائلا حاجة (٢) إلا بها أو بميسور من القول ، وكان أخف الناس صلاة في تمام ، وكان أقصر الناس خطبة وأقله هذرا (٣) ، وكان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل ، وكان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدأ ، وآخر من يرفع يده ، وكان إذا أكل أكل مما يليه ، فإذا كان الرطب والتمر جالت يده ، وإذا شرب شرب ثلاثة أنفاس ، وكان يمص المآء مصا ، ولا يعبه عبا (٤) ، وكان يمينه لطعامه وشرابه وأخذه وإعطائه ، كان (٥) لا يأخذه إلا بيمينه ، ولا يعطي إلا بيمينه ، وكان شماله لما سوى ذلك من بدنه ، وكان يحب التيمن في كل اموره : في لبسه وتنعله وترجله ، وكان إذا دعا دعا ثلاثآ ، وإذا تكلم تكلم وترا ، وإذا استأذن استأذن ثلاثا ، وكان كلامه فصلا يتبينه كل من سمعه ، وإذا تكلم رأى كالنور يخرج من بين ثناياه ، وإذا رأيته قلت : أفلج الثنيتين ، وليس بأفلج ، وكان نظره اللحظ بعينه ، وكان لا يكلم أحدا بشئ يكرهه ، وكان إذا مشى ينحط من صبب (٦) ، وكان يقول : إن خياركم أحسنكم (٧) أخلاقا ، وكان لا يذم ذواقا ولا يمدحه ، ولا يتنازع أصحابه الحديث عنده ، وكان المحدث عنه يقول : لم أر بعيني مثله قبله ولا بعده صلى‌الله‌عليه‌وآله.

عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رئي في الليلة الظلمآء رئي له نور كأنه شقة قمر.

____________________

(١) في نسخة من المصدر : ولا خير بين أمرين إلا أخذ بأشدهما.

(٢) في المصدر : وما رد سائلا حاجة قط.

(٣) في المصدر : وأقلهم هذرا. أقول : هذر الرجل في كلامه : خلط وتكلم بما لا ينبغى. الهذ سقط الكلام الذي لا يعبأ به. كثرة الكلام. والمراد أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكن يهذر.

(٤) مص الماء : شربه شربا رفيقا مع جذب نفس. عب الماء : شربه بلا تنفس.

(٥) في المصدر : فكان.

(٦) في المصدر : كأنما ينحط من صبب ، وهو الصحيح كما تقدم.

(٧) أحاسنكم خ ل.

٢٣٧

عنه عليه‌السلام قال : نزل جبرئيل عليه‌السلام على رسول الله (ص) فقال : إن الله جل جلاله يقرئك السلام ويقول لك : هذه بطحآء مكة تكون لك رضراضه (١) ذهبا ، قال : فنظر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السمآء ثلاثا ثم قال : لا يارب ، ولكن أشبع يوما فأحمدك ، وأجوع يوما فأسألك.

وعنه عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يحلب عنز أهله.

وعنه عليه‌السلام قال : كان رسول الله (ص) يحب الركوب على الحمار مؤكفا ، والاكل على الحضيض مع العبيد ، ومناولة السائل بيديه (٢).

وعن جابر بن عبدالله قال : في (٣) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خصال : لم يكن في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرفه ، أو ريح عرقه ، ولم يكن يمر بحجر ولا مدر (٤) إلا سجد له.

وعن ثابت بن أنس (٥) بن مالك قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان أزهر اللون ، كأن لونه اللؤلؤ ، وإذا مشى تكفأ ، وما شممت رائحة مسك ولا عنبر أطيب من رائحته ، ولا مسست ديباجة ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان أخف الناس صلاة في في تمام.

عن جرير بن عبدالله قال : لما بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أتيته لابايعه ، فقال لي : يا جرير

____________________

(١) الرضراض. ما صغر ودق من الحصى. والموجود في المصدر : هذه بطحاء مكة إن شئت أن تكون لك ذهبا.

(٢) الحديث في المصدر هكذا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لست أدع ركوب الحما مؤكفا ، والاكل على الحصير مع العبيد ، ومناولة السائل بيدي.

(٣) في المصدر : كان في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٤) ولا شجر خ ل ، وهو الموجود في المصدر.

(٥) ثابت عن أنس خ ل ، أقول : في المصدر أيضا ثابت بن أنس بن مالك ، والظاهر أنه مصحف والصحيح ثابت عن أنس ، أى ثابت البنانى ، عن أنس بن مالك بن النضر الانصاري المدنى خادم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، راجع تهذيب التهذيب ١ : ٣٧٦.

٢٣٨

لاي شئ جئت؟ قال : قلت : جئت لاسلم على يديك يا رسول الله فألقى لي كسآءه ثم أقبل على أصحابه فقال : إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.

وعن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن رسول الله (ص) وعد رجلا إلى الصخرة ، فقال : أنا لك هاهنا حتى تأتي ، فاشتدت الشمس عليه ، فقال له أصحابه : يا رسول الله لو أنك تحولت إلى الظل ، قال : وعدته إلى (١) هاهنا ، وإن لم يجئ كان منه المحشر (٢).

وعن عائشة قال : قلت : يا رسول الله لو (٣) أنك إذا دخلت الخلاء فخرجت دخلت في أثرك فلم أر شيئا خرج منك ، غير أني أجد رائحة المسك ، قال : يا عايشة إنا معشر الانبيآء ينبت (٤) أجسادنا على أرواح أهل الجنة ، فما خرج منا من شئ ابتلعته الارض.

وعن ابن عباس قال : إن رسول الله (ص) دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثر في جنبيه ، فقال : يا نبي الله لو اتخذت فراشا ، فقال : ما لي وللدنيا ، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف (٥) فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها.

وعن ابن عباس قال : إن رسول الله (ص) توفي ودرعه مرهونة عند رجل من اليهود على ثلاثين صاعا من شعير ، أخذها رزقا لعياله.

وعن أبي رافع قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إذا سميتم محمدا فلا تقبحوه ،

____________________

(١) المصدر خال عن لفظة إلى.

(٢) في المصدر : كان منه الجشر ، أقول : قال الجزري في النهاية : عنه من ترك القرآن شهرين لم يقرأه فقد جشره أى تباعد عنه ، يقال : جشر عن أهله أى غاب عنهم ، فالمعنى وإن لم يجئ كان منه التباعد والغيبة.

(٣) خلى المصدر عن لفظة (لو).

(٤) في المصدر : بنيت أجسادنا.

(٥) أى في يوم حار.

٢٣٩

ولا تجبهوه (١) ولا تضربوه ، بورك لبيت فيه محمد ، ومجلس فيه محمد ، ورفقة فيها محمد (٢).

*(في جلوسه وأمر أصحابه في آداب الجلوس)*

وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة أو يسميه ، فيأخذه فيضعه في حجره تكرمة لاهله ، فربما بال الصبي عليه ، فيصيح بعض من رآه حين بال (٣) ، فيقول صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تزرموا بالصبي ، فيدعه حتى يقضي بوله ، ثم يفرغ له من دعائه أو تسميته ويبلغ سرور أهله فيه ، ولا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم ، فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعد. ودخل رجل المسجد وهو جالس وحده فتزحزح له (٤) ، فقال الرجل : في المكان سعة يا رسول الله ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن حق المسلم على المسلم إذا رآه يريد الجلوس إليه أن يتزحزح له.

وروي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من أحب أن يمثل له الرجال فليتبوء مقعده في النار (٥).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تقوموا كما تقوم الاعاجم بعضهم لبعض (٦)

وروي عن أبي عبدالله عليه‌السلام من كتاب المحاسن قال : كان رسول الله (ص) : إذا دخل منزلا قعد في أدنى المجلس حين يدخل.

وعنه عليه‌السلام قال : كان رسول الله أكثر ما يجلس تجاه القبلة.

وروي عنه عليه‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إذا أتى أحدكم مجلسا فليجلس حيث ما انتهى مجلسه.

____________________

(١) أى لا تردوه عن حاجته.

(٢) مكارم الاخلاق : ٢٢ ـ ٢٥.

(٣) في نسخة من المصدر : حين يبول.

(٤) أى تباعد وتنحى له.

(٥) من النار خ ل.

(٦) في المصدر بعد ذلك : ولا بأس بأن يتخلل عن مكانه ( موضعه خ ل ).

٢٤٠