بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٠
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

١٣ ـ جا ، ما ، المفيد ، عن الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن أبي عوانة موسى القطان ، عن محمد ( أحمدخ ل ) بن يحيى الاودي ، عن إسماعيل بن أبان ، عن علي بن هاشم بن البريد ، (١) عن أبيه ، عن عبدالرحمن ( الرزاق خ ل ) بن قيس الرحبي (٢) قال : كنت جالسا مع أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) على باب القصر حتى ألجأته الشمس إلى حائط القصر فوثب ليد خل فقام رجل من همدان فتعلق بثوبه وقال : يا أميرالمؤمنين حدثني حديثا جامعا ينفعني الله به ، قال : أولم يكن في حديث كثير؟ قال : بلى ولكن حدثني حديثا جامعا ينفعني الله به ، قال : حدثني خليلي رسول الله (ص) : أني أرد أنا وشيعتي الحوض رواءا مرويين مبيضة وجوههم ، ويرد عدونا ظماء مظمئين مسودة وجوههم ، خذها إليك قيصرة من طويلة ، أنت مع من أحبيت ، ولك ما اكتسبت ، أرسلني يا أخا همدان. ثم دخل القصر. « ص ٢٠٠ ، ص ٧٢ »

١٤ ـ ما : المفيد ، عن علي بن محمد الكاتب ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن أبي جعفر السعدي ، عن يحيى بن عبدالحميد الحماني ، (٣) عن قيس بن الربيع ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة ، عن أبي أيوب الانصاري أن رسول الله (ص) سئل عن الحوض فقال : أما إذا سألتموني عنه فساخبر كم : إن الحوض أكرمني الله بن وفضلني على من كان قبلي من الانبياء وهو مابين أيلة وصنعاء فيه من الآنية عدد نجوم السماء ، يسى فيه خليجان من الماء ماؤه أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، حصاه الزمرد والياقوت ، بطحاؤه مسك أذفر ، شرط مشروط من ربي لايرده أحد من امتي إلا النقية قلوبهم ، الصحيحية نياتهم ، المسلمون لوصي

____________________

(١) بالباء المفتوحه وكسرء الراء قال ابن حجر في التقريب : هو ابوعلى الكوفي ثقة إلا أنه رمى بالتشيع. وقال في ترجمة ابنه على : صدوق يتشيع من صغار الثامنة مات سنة مائة و ثمانين.

(٢) هكذافى النسخ وفى الامالى ، والحديث موجود في بشارة المصطفى أيضا وفيه : عبدالرحمن بن قيس الارحبى. والظاهر أن ذلك هو الصحيح ، قال ابن حجر في لسان الميزان « ج ٣ ص ٣٢٦ » : عبد الرحمن بن قيس الارحبى يروى عنه هاشم بن بريد ، راجعه.

(٣) تقدم ضبطه في باب اللواء ذيل الخبرالثالث.

٢١

من بعدي ، الذين يعطون ما عليهم في يسرو لا يأخذون ما عليهم ( لهم ظ ) في عسر ، يذود عنه يوم القيامة من ليس من شيعته كما يذود الرجل البعير الاجرب من إبله ، من شرب منه لم يظمأ أبدا. « ص ١٤٢ ـ ١٤٣ »

١٥ ـ لى : علي بن أحمد بن موسى ، عن محمد الاسدي ، عن البرمكي ، عن جعفر ابن أحمد التميمي ، عن أبيه ، عن عبدالملك بن عمير الشيباني ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) : أناسيد الانبياء والمرسلين ، وأفضل من الملائكة المقربين ، وأوصيائي سادة أوصياء النبيين والمرسلين ، وذريتي أفضل ذر يات النبيين والمرسلين ، وأصحابي الذين سلكوامنهاجي أفضل أصحاب النبيين والمرسلين ، و ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين ، والطاهرات من أزواجي امهات المؤمنين ، وامتي خيرامة اخرجت للناس ، وأنا أكثير النبيين تبعا يوم القيامة ، ولي حوض عرضه مابين بصرى وصنعاء ، فيه من الاباريق عدد نجوم السماء ، وخليفتي على الحوض يومئذ خليفتي في الدنيا فقيل : ومن ذاك يا رسول الله؟ قال : إمام المسلمين وأميرالمؤمين و مولاهم بعدي علي بن أبي طالب ، يسقي منه أولياءه ، ويذود عنه أعداءه ، كما يذود أحد كم الغريبة من الابل عن الماء. ثم قال عليه‌السلام : من أحب عليا وأطاعه في دار الدنيا ورد علي حوضي غذا ، وكان معي في درجتي في الجنة ، ومن أبغض عليا في دار الدنيا وعصاه لم أره ولم يرني يوم القيامة ، واختلج دوني وأخذ به ذات الشمال إلى النار. « ص ١٧٩ »

بيان : بصرى كحبلى : بلد بالشام ، وقرية ببغداد.

١٦ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن ابن مهران ، عن أبيه ، عن إسحاق ابن جرير قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : جاءني ابن عمك كأنه أعرابي مجنون ، وعليه إزارو طليسان ، ونعلاه في يده ، فقال لي : إن قوما يقولون فيك ، قلت له : ألست عربيا؟ قال : بلى ، قلت : إن العرب لاتبغض عليا عليه‌السلام ، ثم قلت له : لعلك ممن يكذب بالحوض ، أماوالله لئن أبغضته ثم وردت عليه الحوض لتموتن عطشا. « ص ٢٠٢ »

١٧ ـ مل : محمد الحميري ، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد ،

٢٢

عن عبدالله بن حماد ، عن عبدالله الاصم ، عن مسمع كردين ، (١) عن أبى عبدالله (ع) قال : إن الموجع قلبه لناليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لاتزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض ، وإن الكوثر ليفرح بمحبنا إذا ورد عليه ، حتى إنه ليذيقه من ضروب الطعام مالايشتهي أن يصدر عنه ، يامسمع من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ، ولم يشق بعدها أبدا ، وهو في برد الكافور وريح المسك وطعم الزنجبيل ، أحلى من العسل ، وألين من الزبد ، وأصفى من الدمع ، وأذكى من العنبر ، يخرج من تسنيم ، ويمر بأنهار المجنان ، تجري على رضراض (٢) الدر والياقوت ، فيه من القدحان أكثر من عدد نجوم السماء ، يوجد ريحه من مسيرة ألف عام ، قدحانه من الذهب والفضة وألوان الجوهر ، يفوح في وجه الشارب منه كل فائحة ، حتى يقول الشارب منه : ليتني تركت ههنا لا أبغي بهذا بدلا ولا عنه تحويلا ، أما إنك يا كردين ممن تروى منه ، وما من عين بكت لنا إلا نعمت بالنظر إلى الكوثر ، وسقيت منه من أحبنا ، و إن الشارب منه ليعطى من اللذة والطعم والشهودة له أكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا ، وإن على الكوثر أميرالمؤمنين وفي يده عصاء من عوسج (٣) يحطم بها أعداءنا ، فيقول الرجل منهم : إني أشهد الشهادتين ، فيقول : انطلق إلى إمامك فلان فاسأله أن يشفع لك ، فيقول : تبر أمني إمامي الذي تذكره ، فيقول : ارجع وراءك فقل للذي كنت تتولاه وتقدمه على الخلق فاسأله ـ إذكان عندك خير الخلق ـ أن يشفع لك ، فإن خيرالخلق حقيق أن لايرد إذاشفع ، فيقول : إني أهلك عطشا ، فيقول : زادك الله ظما وزادك الله عطشا. قلت : جعلت فداك وكيف يقدر على الدنو من الحوض ولم يقدر عليه غيره؟ قال : ورع عن أشياء قبيحة وكف عن شتمنا إذاذكرنا ، وترك أشياء اجترأ عليها غيره ، وليس ذلك لحبنا ولالهوى منه لنا ولكن ذلك لشدة اجتهاده في عبادته

____________________

(١) مسمع بكسر الميم وسكون السين وفتح الميم الثاني ، وكردين بضم الكاف ـ وقيل بكسرها ـ وسكون الراء وكسر الدال ، هو مسمع بن عبدالملك كردين أبوسيار ، شيخ بكر بن وائل بالبصرة ووجهها يروى عن الباقر والصادق والكاظم عليهم‌السلام.

(٢) تقدم معناه من المصنف ذيل الحديث الثالث.

(٣) العوسج من شجر الشوك.

٢٣

وتدينه ولماقد شغل به نفسه عن ذكر الناس ، فأما قلبه فمنا فق ، ودينه النصب ، واتباعه أهل النصب وولاية الماضين ، وتقديمه لهما على كل أحد.

١٨ ـ شف : من كتاب محمد بن أحمد بن أبي الثلج بإسناده إلى أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال في قوله عزوجل : « يوم تبيض وجوه وتسود وجوه » الآية : قال النبي (ص) تحشر امتي يوم القيامة حتى يردوا علي الحوض فترد راية إمام المتقين وسيد المسلمين وأميرالمؤمنين وخيرالوصيين وقائد الغر المحجلين وهو على بن أبي طالب ، فأقول : مافعلتم بالثقلين بعدي؟ فيقولون : أما الاكبر فاتبعنا وصدقناو أطعنا وأما الاصغر فأحببنا ووالينا حتى هرقت دماؤنا ، فأقول : رووا رواء امرويين مبيضة وجوهكم الحوض ، وهو تفسير الآية.

١٩ ـ شف : من كتاب كفاية الطالب تأليف صدر الحفاظ محمد بن يوسف الشافعي ، عن محمد بن عبدالواحد ، عن محمد بن عبدالله ، عن عبدالحميد بن عبدالرحمن ، عن محمد بن عبدالله ، عن حسين بن محمد ، عن حسن بن علي بن يرفع ، (١) عن يحيى بن الحسين بن الفرات ، عن أبي عبدالرحمن المسعودي ـ وهو عبدالله بن عبدالملك ـ عن الحارث بن حصيرة ، عن صخر بن الحكم الفزاري ، عن حنان بن الحارث الازدي ، عن الربيع بن جميل الضبي ، عن مالك بن ضمرة الدوسي ، عن أبي ذر الغفاري قال : قال رسول الله (ص) : يرد على الحوض راية أميرالمؤمنين وإمام الغر المحجلين ، فأقوم فآ خذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه ، فأقول : خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون : اتبعنا الاكبر وصدقناه ، ووازرنا الاصغر ونصرناه وقتلنا ( قاتلناخ ل ) معه ، فأقول : رو وارواءا مرويين ، فيشربون شربة لا يظمؤون بعدها ، وجه إمامهم كالشمس الطالعة ، ووجوههم كالقمر ليلة البدر ، وكأضوء نجم في السماء.

٢٠ ـ قب : الحافظ أبونعيم بإسناده إلى عطية ، عن أنس قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : قد اعطيت الكوثر : فقلت : يارسول الله ومالكوثر؟ قال : نهر في الجنة عرضه وطوله مابين المشرق والمغرب لايشرب أحد منه فيظمأ ، ولايتو ضأ

____________________

(١) كذافي نسخة المصنف وفي غيرها : بزيع.

٢٤

أحد منه فيشعث ، (١) لايشربه إنسان أخفر ذمتي (٢) وقتل أهل بيتي.

٢١ ـ النبي (ص) : يذون علي عنه يوم القيامة من ليس من شيعته ، ومن شرب منه لم يظمأ أبدا.

٢٢ ـ طارق : قال أميرالمؤمين عليه‌السلام : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا قمعن بيدي ها تين عن الحوض أعداءنا إذا وردته أحباؤنا.

وروى أحمد في الفضائل نحوا منه عن أبي حرب بن أبي الاسود الدؤلي.

٢٣ ـ بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه عن جده ، عن أحمد بن محمد بن عباد ، عن محمد بن أحمد الرازي ، عن محمد بن علي الخطيب ، عن عقيل ، عن محمد بن بندار ، عن الحسن بن عرفة ، عن وكيع ، عن شفيق ، عن أبي اليقضان ، عن زاذان ، عن ابن عمر قال : حدثنا النبي (ص) ـ وهوالصادق المصدق ـ قال : إذاكان يوم القيامة وجمع الله الاولين والآخرين نادى مناد بصوت يسمع به البعيد كما يسمع به القريب : أين علي ابن أبي طالب؟ أبن علي الرضا؟ فيؤتى بعلي الرضا فيحاسبه حسابا يسيرا ، ويكسى حلتان خضراوان ويعطى عصاه من الشجرة وهي شجرة طوبى فيقال له : قف على الحوض فاسق من شئت وامنع من شئت.

بيان : الظاهر أن المراد بعلي الرضا أيضا أميرالمؤمنين عليه‌السلام.

٢٤ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن سعيد العماري ، عن إسماعيل بن زكريا ، عن محمد بن عون ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « إنا أعطيناك الكوثر » قال : نهر في الجنة عمقه في الارض سبعون ألف فرسخ ، ماؤه أشد بياضا من اللبن ، و أحلى من العسل ، شاطئاه من اللؤلؤ والزبر جدوالياقوت ، خص الله بن نبيه وأهل بيته عليهم‌السلام دون الانبياء.

٢٥ ـ ويؤيده مارواه أيضاعن أحمد بن محمد ، عن حصين بن مخارق ، عن عمروبن

____________________

(١) أى لا يتنظف أحد منه فيتغبر.

(٢) أى نقض ذمتى وغدريه.

٢٥

خالد ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن علي (ع) قال : قال رسول الله (ص) : أراني جبرئيل منازلي ومنازل أهل بيتي على الكوثر.

٢٦ ـ ويعضده أيضا مارواه عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن مسمع ابن أبي سيرة ، (١) عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لما اسري بي إلى السماء السابعة قال لي جبرئيل : تقدم يا محمد أمامك ـ وأزاني الكوثر – وقال : يامحمد هذا الكوثر لك دون النبيين ، فرأيت عليه قصورا كثيرة من اللؤلؤ والياقوت والدر ، وقال : يا محمد هذه مساكنك ومساكن وزير ووصيك علي بن أبي طالب و ذريتة الابرار. قال : فضربت بيدي إلى بلا طه فشممته فإذا هو مسك ، وإذا أنا بالقصور لبنة ذهب ولبنة فضة.

٢٧ ـ وروى أيضا عن أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد عن عمر حمران بن أعين ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن رسول الله (ص) صلى الغداة ثم التفت إلى علي عليه‌السلام فقال : ياعلي ما هذا النور الذي أراه قد غشيك؟ قال : يارسول الله أصابتني جنابة في هذه الليلة فأخذت بطن الوادي ولم اصب الماء فلما وليت ناداني مناد : يا أميرالمؤمنين فالتفت فإذا خلفي إبرق مملوء من ماء فاغتسلت ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي أما المنادي فجبرئيل ، والماء من نهر يقال له : الكوثر عليه اثنا عشر ألف شجرة ، كل شجرة لها ثلاث مائة وستون غصنا فإذا أراد أهل الجنة الطرب هبت ريح فمامن شجرة ولا غصن إلا وهو أحلى صوتا من الآخر ، ولو لا أن الله تعالى كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا لما توا فرحا من شدة حلاوة تلك الاصوات ، وهذا النهر في جنة عدن ، وهو لي ولك ولفاطمة والحسن والحسين ، وليس لاحد فيه شئ.

توضيح : البلاط كسحاب : الحجارة التي تفرش في الدار.

٢٨ ـ فر. محمد بن عيسى بن زكريا معنعنا عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده (ع) قال : قال رسول الله (ص) لمحبينا أهل البيت ستجدون من قريش اثرة (٢) فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ، شرابه أحلى من العسل ، وأبيض من اللبن ، وأبرد

____________________

(١) كذا في النسخ.

(٢) الاثر والاثر : أثر الجرح

٢٦

من الثلج ، وألين من الزبد ، وأنتم الذين وصفكم الله في كتابه : (١) « يطوف عليهم ولدان مخلدون » إلى قوله : « ولاينزفون ». « ص ١٧٩ »

٢٩ ـ فر : عبيدبن كثير معنعنا عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لما أنزل الله تعالى على نبيه محمد (ص) وأهل بيته عليهم‌السلام « إنا أعطيناك الكوثر » قال أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام : يا رسول الله لقد شرف الله هذا النهر وكرمه فانعته لنا ، قال نعم يا علي ، الكوثر نهر يجري الله من تحت عرشه (٢) ماؤه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، وألين من الزبد ، حصباه الدر والياقوت والمرجان ، ترابه المسك الاذفر ، حشيشه الزعفران ، تجري من تحت قوائم عرش رب العالمين ، ثمرة كأمثال القلال (٣) من الزبرجد الاخضر والياقوت الاحمر والدر الابيض ، يستبين ظاهره من باطنه ، و باطنه من ظاهره فبكى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه ثم ضرب بيده إلى أميرالمؤمنين علي ابن أبي طالب عليه‌السلام فقال : يا علي والله ما هو لي وحدي ، وإنما هو لي ولك والمجيك من بعدي. « ص ٢٣٠ »

عد : اعتقاد نا في الحوض أنه حق ، وأن عرضه مابين أيلة وصنعاء ، وهو حوض النبي (٤) (ص) وأن فيه من الاباريق عدد نجوم السماء ، وأن الوالي (٥) عليه يوم القيامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام يسقي منه أولياءه ، ويذود عنه أعداءه ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا. « ص ٨٥ »

٣٠ ـ وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليختلجن قوم من أصحابي دوني وأنا على الحوض فيؤخذبهم ذات الشمال فانادي : يارب اصيحابي اصيحابي (٦) فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. « ص ٨٥ »

٣١ ـ ما : المفيد ، عن أحمد بن محمد بن الوليد ، عن أبيه عن سعيد بن عبدالله

____________________

(١) في المصدر : وانتم الذين وصفكم الله في كتابه فقال : ويطوف اه. م

(٢) في المصدر : يجرى من تحت عرش الله. م

(٣) القلال بكسر القاف : الكروم من الارض.

(٤) في المصدر : وهو للنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله . م

(٥) في المصدر : وان الساقى. م

(٦) في المصدر : اصحابى اصحابى. م

٢٧

ابن موسى ، عن محمد بن عبدالرحمن العرزمي ، (١) عن معلى بن هلال عن الكلبي عن أبي صالح ، (٢) عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : أعطاني الله خمسا وأعطى عليا خمسا : أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم ، وجعلني نبيا وجعله وصيا ، وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل ، وأعطاني الوحي وأعطاه الالهام ، وأسرى بي إليه وفتح له أبواب السماء والحجب حتى نظرإلي ونظرت إليه ، الحديث. (٣) « ص ١١٨ »

٣٢ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن القاسم ، عن جده ، عن الصادق ، عن آبائه (ع) ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : يا علي أنت وشيعتك على الحوض ، تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم ، وأنتم الآمنون يوم الفزع الاكبر في ظل العرش ، يفزع الناس ولا تفزعون ، ويخزن الناس ولا تخزنون ، فيكم نزلت هذه الآية : « إن الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون » فيكم نزلت : « لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقيهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون » الحديث .. « س ٣٣٥ ـ ٣٣٦ »

فر : القاسم بن معنعنا عنه ، عن آبائه عليهم‌السلام مثله ، وزاد في آخره : ياعلي أنت وشيعتك تطلبون في الموقف وأنتم في الجنان متنعمون. « ص ٩٥ »

٣٣ ـ أعلام الدين للديلمي ، من كتاب الحسين بن سعيد ، بإسناده عن أبي أيوب الانصاري قال : كنت عند رسول الله (ص) وقد سئل عن الحوض فقال : أما إذل سألتموني

____________________

(١) هكذا في النسخ ، وفى الامالى المطبوع هكذا : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله قال : حدثنا عبدالله بن هارون ، قال : حدثنا محمد بن عبدالرحمن العرزمي إ ه. والعرزمى بفتح العين وسكون الراء وفتح الزاى نسبة إلى عرزم بطن من فزارة ، وجبانة عرزم بالكوفة معروفة ، ولعل هذا البطن نزلوا بها. راجع اللباب « ج ٢ ص ١٣١ ».

(٢) قال ابن حجر في التقريب « ص ٥٩٤ في الكنى » : أبوصالح عن ابن عباس اسمه ميزان. تقدم ، وقال « في ص ٥١٧ » : ميزان البصرى أبوصالح مقبول من الثالثة وهو مشهور بكنيه.

(٣) في الامالى المطبوع : وأعطى عليا الالهام وأسرى بي إليه ، وفتحت له ابواب السماء حتى رأى مارأيت ونظر إلى مانظرت إليه.

٢٨

عن المحوض فإني ساخبركم عنه : إن الله تعالى أكرمني به دون الانبياء ، وإنه مابين أيلة إلى صنعاء ، يسيل فيه خليجان من الماء ، ماؤهما أبيض من اللبن وأحلى من العسل ، بطحاؤ هما مسك أذفر ، حصباؤ هما الدر والياقوت ، شرط مشروط من ربي لا يردهما إلا الصحيحة نياتهم ، النقية قلوبهم ، الذين يعطون ماعليهم في يسر ، ولا يأخذون مالهم في عسر ، المسلمون للوصي من بعدي ، يذود من ليس من شيعته كما يذود الرجل الجمل الاجرب عن إبله.

(باب ٢١)

*(الشفاعة)*

الايات ، البقرة « ٢ » واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولايقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولاهم ينصرون ٤٨ « وقال تعالى » : واتقوايوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولاهم ينصرون ١٢٣ « وقال تعالى » : يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقنا كم من قبل أن يأتي يوم لابيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ٢٥٤ « وقال » : من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ٢٥٥.

الاسرى « ١٧ » عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ٧٩.

مريم « ١٩ » لايملكون الشفاعة إلا من اتخذ عندالرحمن عهدا ٨٧.

طه « ٢٠ » يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ١٠٩.

الانبياء « ٢١ » وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون * يعلم مابين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ٢٦ ـ ٢٨.

الشعراء « ٢٦ » فمالنا من شافعين * ولاصديق حميم ١٠٠ ـ ١٠١.

سبأ « ٣٤ » ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذاقال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير ٢٣.

٢٩

الدخان « ٤٤ » إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين * يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولاهم ينصرون إلا من رحم الله إنه هوالعزيزالرحيم ٤٠ ـ ٤٢.

النجم « ٥٣ » وكم من ملك في السموات لاتغني شفاعتهم إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ٢٦.

المدثر « ٧٤ » فما تنفعهم شفاعة الشافعين ٤٨.

النبأ « ٧٨ » يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ٣٨.

تفسير : قال الطبرسي قدس الله روحه في قوله تعالى : « واتقوا » : أي احذروا واخشوا « يوما لا يجزي » أي لا تغني ، أو لا تقضي فيه « نفس عن نفس شيئا » ولا تدفع عنها مكروها ، وقيل : لا يؤدي أحد عن أحد حقا وجب عليه الله أولغيره « ولايقبل منها شفاعة » قال المفسرون : حكم هذه الآية مختص باليهود لانهم قالوا : نحن أولاد الانبياء وآباؤنا يشفعون لنا ، فآيسهم الله عن ذلك فخرج الكلام مخرج العموم والمراد به الخصوص ، ويدل على ذلك أن الامة أجمعت على أن للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله شفاعة مقبولة وإن الختلفوا في كيفيتها ، فعندنا هي مختصة بدفع المضار وإسقاط العقاب عن مستحقيه من مذنبي المؤمنين ، وقالت المعتزلة : هي في زيادة المنافع للمطيعين والتائين دون العاصين ، وهي ثابتة عندنا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ولاصحابه المنتخبين وللائمة من أهل بيته الطاهرين ولصالحي المؤمنين ، وينجي الله تعالى بشفاعتهم كثير من الخاطئين. ويؤيده الخبر الذي تلقته الامة بالقبول وهو قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ادخرت شفاعتي لاهل الكبائر من امتي. وماجاء في روايات أصحابنا رضي الله عنهم مرفوعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : إني أشفع يوم القيامة فاشفع ، ويشفع علي فيشفع ، ويشفع أهل بيتي فيشفعون ، وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع في أربعين من إخوانه كل قداستوجبوالنار.

« ولايؤخذمنهاعدل » أي فدية لانه يعادل المفدي ويماثله ، وأما ما جاء في الحديث : « لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا » فاختلف في معناه ، قال الحسن : الصرف : العمل ، والعدل : الفدية ، وقال الاصمعي : الصرف : التطوع ، والعدل : الفريضة ،

٣٠

وقال أبوعبيدة : الصرف : الحيلة ، والعدل : الفدية ، وقال الكلبي : الصرف الفدية ، والعدل : رجل مكانه « ولاهم ينصرون » أي لا بعاونون حتى ينجوامن العذاب ، وقيل : ليس لهم ناصر ينتصرلهم من الله إذاعاقبهم.

وفي قوله سبحانه : « لابيع فيه » أي لا تجارة « ولاخلة » أي لا صداقة ، لانهم بالمعاصي يصيرون أعداءا ، وقيل لان شغله بنفسه يمنع من صداقة غيره ، وهذاكفوله : « الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين » « ولاشفاعة » أي لغير المؤمنين مطلقا.

وفي قوله سبحانه : « من ذالذي يشفع عنده إلابإذنه » هو استفهام معناه الانكار والنفي ، أي لايشفع يوم القيامة أحد لاحد إلا بإذنه وأمره ، وذلك أن المشركين كانوا يزعمون أن الاصنام تشفع لهم فأخبرالله سبحانه أن حدا ممن له الشفاعة لا يشفع إلا بعد أن يأذن الله له في ذلك ويأمره به.

وفي قوله عزوجل : « ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا لايملكون الشفاعة » أي لا يقدرون على الشفاعة فلا يشفعون ، ولا يشفع لهم حين يشفع أهل الايمان بعضهم لبعض ، لان ملك الشفاعة على وجهين : أحدهما أن يشفع للغير ، والآخرأن يستدعي الشفاعة من غيره لنفسه ، فبين سبحانه أن هؤلاء الكفار لاتنفذ شفاعة غيرهم فيهم ، ولا شفاعة لهم لغيرهم « إلامن اتخذ عندالرحمن عهدا » أي لا يملك الشفاعة إلا هؤلاء ، أولا يشفع إلا لهؤلاء ، والعهد هوالايمان ، والاقرار بوحدانية الله تعالى ، والتصديق بأنبيائه ، وقيل : هوشهادة أن لا إله إلا الله وأن يتبرؤوا إلى الله من الحول والقوة ، ولا يرجوا إلا لله ، عن ابن عباس وقيل : معناه : لا يشفع إلا من وعدله الرحمن بإطلاق الشفاعة كالانبياءوالشهداء والعلماء والمؤمنين على ماوردبه الاخبار ، وقال علي بن إبراهيم في تفسيره : حدثني أبي ، عن ابن محبوب ، عن سليمان بن جعفر ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : من لم يحسن وصيته عندالموت كان نقصا في مروءته ، فقيل : يا رسول الله كيف يوصي الميت؟ قال : إذا حضرته الوفاة واجتمع الناس إليه قال : اللهم فاطر السماوات والارض ـ وساق الحديث إلى أن قال ـ وتصديق هذه الوصية في سورة مريم في قوله : « لايملكون الشفاعة إلامن

٣١

اتخذ عند الرحمن عهدا » فهذا عهد الميت. أقول : سيأتي الخبر في باب الوصية.

وقال في قوله تعالى : « إمن أذن له الرحمن ورضي له قولا » : أي لا تنفع ذلك اليوم شفاعة أحد في غيره إلا شفاعة من أذن الله له في أن يشفع ورضي قوله فيها من الانبياء والاولياء والصالحين والصديقين والشهداء. وفي قوله سبحانه : « وقالواتخذ الرحمن ولدا » يعني من الملائكة « سبحانه » نزه نفسه عن ذلك « بل عبادمكرمون » أي ليسوا أولادا كماتز عمون بل عباد أكرمهم الله واصطفاهم « لا يسبقونه بالقول » أي لايتكلمون إلا بما يأمرهم به ربهم « وهم بأمره يعملون يعلم مابين أيديهم وما خلفهم » أي ماقدموامن أعمالهم وما أخروا منها ، يعني ما عملوا منها وماهم عاملون « ولا يشفعون إلا لمن ارتضى » أي ارتضى الله دينه ، وقال مجاهد : إلالمن رضي‌الله‌عنه. وقيل هم أهل شهادة أن لا إله إلا الله. وقيل : هم المؤمنون المستحقون للثواب ، وحقيقته أنه لا يشفعون إلا لمن ارتضي الله أن يشفع فيه ، فيكون في معنى قوله : « من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه » « وهم من خشيته » أي من خشيتهم منه ، فا ضيف المصدر إلى المفعول « مشفقون » خائفون وجلون من التقصير في عبادته.

وفي قوله سبحانه : « ولاتنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له » أي لا تنفع الشفاعة عندالله إلا لمن رضيه الله وارتضاه وأذن له في الشفاعة مثل الملائكة والانبياء والاولياء أوإلا لمن أذن الله أن يشفع له « حتى إذافزع عن قلوبهام » أي كشف الفزع عن قلوبهم واختلف في الضمير في قوله : « عن قلوبهم » فقيل : يعود إلى المشركين ، أي حتى إذا اخرج عن قلوبهم الفزع ليسمعوا كلام الملائكة « قالوا » أي الملائكة « ماذاقال ربكم قالوا » أي المشركون مجيبين لهم « الحق » أي قال الحق ، فيعترفون أن ماجاء به الرسل كان حقا ، عن ابن عباس وغيره وقيل : إن الضمير يعود إلى الملائكة ، ثم اختلف في معناه على وجوه : أحدها أن الملائكة إذا صعدوا بأعمال العبادولهم زجل (١) وصوت عظيم فتحسب الملائكة أنها الساعة فيخرون سجداو يفزعون ، فإذا علموا أنه ليس ذلك قالوا : « ماذا قال ربكم قالوا الحق ».

____________________

(١) جمع الزجلة بالضم : الصوت والضجيج.

٣٢

وثانيها أن الفترة لماكانت بين عيسى ومحمد (ص) وبعث الله محمد (ص) أنزل الله سبحانه جبرئيل بالوحي ، فلما نزلت ظنت الملائكة أنه نزل بشئ من أمر الساعة فصعقوا لذلك ، فجعل جبرئيل يمربكل سماء ويكشف عنهم الفزع فرفعوا رؤوسهم و قال بعضهم لبعض : « ماذاقال ربكم قالوا الحق » يعني الوحي.

ثالثها أن الله إذا أوحى إلى بعض ملائكته لحق الملائكة غشي عند سماع الوحي ، ويصعقون ويخرون سجدا اللاية العظيمة ، فإذا فزع عن قلوبهم سألت الملائكة ذلك الملك الذي أوحي إليه : ماذاقال ربك؟ أويسأل بعضهم بعضا فيعلمون أن الامر في غيرهم.

وفي قوله تعالى : « يوم لايغني مولى عن مولى شيئا » المولى : الصاحب الذي من شأنه أن يتولى معونه صاحبه على اموره ، فيدخل في ذلك ابن العم والناصر و الحليف وغيرهم ، أي لا يغني فيه ولي عن ولي شيئا ، ولا يدفع عنه عذاب الله « ولاهم ينصرون » وهذالا ينافي ماذهب إليه أكثر الامة من إثبات الشفاعة ، لانها لاتحصل إلا بأمر الله تعالى وإذنه ، والمراد بالآية أنه ليس لهم من يدفع عنهم العذاب وينصر هم من غير أن يأذن الله لهم فيه ، ويدل عليه قوله : « إلامن رحم الله » أي إلا الذين رحمهم الله من المؤمنين ، فإنه إما أن يسقط عقابهم ابتداءا أويأذن بالشفاعة فيهم.

وفي قوله تعالى : « إلامن بعدأن يأذن الله » أي للملائكة في الشفاعة « لمن يشاء ويرضى » لهم أن يشفعوافيه.

وفي قوله تعالي : « فماتنفعهم شفاعة الشافعين » أي شفاعة الملائكة والنبيين كما نفعت الموحدين ، عن ابن عباس. وقال الحسن : لم تنفعهم شفاعة ملك ولاشهيد ولا مؤمن ، ويعضد هذا الاجماع على أن عقاب الكفر لا يسقط بالشفاعة ، وقد صحت الرواية عن ابن مسعود قال : يشفع نبيكم رابع أربعة : جبرئيل ، ثم إبراهيم ، ثم موسى أوعيسى ، ثم نبيكم ، لا يشفع أحدأكثر مما يشفع فيه نبيكم ، ثم النبيون ، ثم الصديقون ، ثم الشهداء ، ويبقى قوم في جنهم فيقال لهم : « ما سلككم في سقر » إلى قوله : « قماتنفعهم شفاعة الشافعين » قال ابن مسعود : فهؤالاء الذين يبقون في جهنم. وعن الحسن عن رسول الله (ص) قال : يقول : الرجل من أهل الجنة يوم القيامة : أي رب عبدك فلان سقاني شربة من

٣٣

ماء في الدنيا فشفعني فيه ، فيقول : اذهب فأخرجة من النار ، فيذهب فيتجسس في النار حتى يخرجه منها.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن من امتي من سيد خل الله الجنة بشفاعته أكثرمن مضر.

١ ـ ل : أبوالحسن طاهر بن محمدبن يونس ، عن محمد بن عثمان الهروي ، عن أحمد ابن نجده ، عن أبي بشر ختن المقري (١) عن معتمربن سليمان ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (ص) : لكل نبي دعوة قد دعابها وقد سأل سؤلا ، وقد أخبأت دعوتي لشفاعتي لامتي يوم القيامة.

٢ ـ ل : أبي ، عن الحميري ، عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي (ع) قال : قال رسول الله (ص) : ثلاثة يشفعون إلى الله عزوجل فيشفعون : الانبياء ، ثم العلماء ، ثم الشهداء « ج ١ ص ٧٥ »

٣ ـ ل : الاربعمائة قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : لا تعنونا في الطلب والشفاعة لكم يوم القيامة فيما قدمتم. وقال عليه‌السلام : لنا شفاعة والاهل مودتنا شفاعة. « ج ٢ ص ١٥٧ ص ١٦٣ »

٤ ـ ن ، لى : أبي ، عن سعد ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي ، ومن لم مؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي. ثم قال عليه‌السلام : إنما شفاعتي لاهل الكبائر من امتي ، فأما المحسنون فما عليهم من سبيل. قال الحسين بن خالد : فقلت للرضا عليه‌السلام : يابن رسول الله فما معنى قول الله عزوجل : « ولايشفعون إلا لمن ارتضى »؟ قال لا يشفعون (٢) إلا لمن ارتضى الله دينه « ص ٧٨ ص ٥ »

٥ ـ ن : قال مصنف هذا الكتاب : المؤمن هو الذي تسره حسنته وتسوؤه

____________________

(١) هوبكربن خلف البصرى ختن المقرى أبوبشر ، قال ابن حجر : صدوق من العاشرة مات بعد سنة أربعين أى ومأتين.

(١) في العيون : قال : يعنى لا يشفعون ا ه. م

٣٤

سيئته (١) لقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سرته حسنته وساءته سيئة فهو مؤمن. ومتى سائته سيئة ندم عليها ، والندم توبة ، والتائب مستحق للشفاعة والغفران ، ومن لم تسؤه سيئته فليس بمؤمن ، وإذالم يكن مؤمنا لم يستحق الشفاعة لان الله غيرمرتض لدينه. « ص ٧٨ »

٦ ـ لى : الطالقاني ، عن أحمد بن إسحاق ، عن أبي قلابة عبدالملك بن محمد ، عن غانم بن الحسن السعدي ، عن مسلم بن خالد المكي ، عن جعفربن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام ، عن جابربن عبدالله الانصاري ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قالت فاطمة عليها‌السلام لرسول الله (ص) : يا أبتاه أين ألقاك يوم الموقف الاعظم ويوم الاهوال ويوم الفزع الاكبر؟ قال : يافاطمة عندباب الجنة ومعي لواء الحمد وأنا الشفيع لامتي إلى ربي ، قالت : يا أبتاه فإن لم ألقك هناك؟ قال : القيني على الحوض وأنا أسقي امتي ، قالت : يا أبتاه إن لم ألقك هناك؟ قال : القيني على الصراط وأنا قائم أقول : رب سلم امتي ، قالت ، فإن لم ألقك هناك؟ قال : القيني وأناعند الميزان أقول : رب سلم امتي ، قالت : فإن لم ألقك هناك؟ قال : القيني على شفير جهنم أمنع شرر ها ولهبها عن امتي ، فاستبشرت فاطمة بذلك ، صلى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها. « ص ١٦٦ »

٧ ـ فس : أبي ، عن ابن محبوب ، عن زرعة ، عن سماعة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن شفاعة النبي يوم القيامة ، قال : يلجم الناس يوم القيامة العرق (٢) فيقولون : انطلقوا بنا إلى آدم يشفع لنا ( عندربه خ ل ) فيأ تون آدم فيقولون : اشفع لنا عند ربك ، (٣) فيقول : إن لي ذنبا وخطيئة فعليكم بنوح ، فيأتون نوحا فيرد هم إلى من يليه ، ويرد عم كل نبي إلى من يليه حتى ينتهون إلى عيسى فيقول : عليكم بمحمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى جميع الانبياء ـ فيعرضون أنفسهم عليه ويسألونه فيقول : انطلقوا ، فينطلق بهم إلى

____________________

(١) في العيون : « حسنة وسيئة » في جميع الموارد.

(٢) في نسخة : ويرهقهم القلق.

(٣) في المصدر : ليشفع لنا عند ربه فينطلقون إلى آدم فيقولون : يا آدم اشفع اه. م

٣٥

باب الجنة ويستقبل باب الرحمن ويخرساجدا فيمكث ماشاءالله فيقول الله عزوجل : « ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تعط » ، وذلك قوله : « عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ». « ص ٣٨٧ »

بيان : تشفع على بناء المجهول من التفعيل يقال : شفعة تشفيعا أي قبل شفاعته.

٨ ـ فس : أبي ، عن محمد بن أبي عمير ، عن معاوية وهشام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : لوقدقمت (١) المقام المحمود لشفعت في أبي وامي وعمي وأخ كان لي في الجاهلية. (٢) « ص ٣٨٧ »

بيان : كون الاخ في الجاهلية أي قبل البعثة لا ينافي كونه مؤمنا.

٩ ـ فس : جعفر بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن ابن البطائني ، عن أبيه عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : «لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهداء » قال : لا يشفع ولا يشفع لهم ولا يشفعون « إلا من اتخذعندالرحمن عهدا » إلا من أذن له بولاية أميرالمؤمنين والائمة من بعده فهو العهد عندالله ، الخبر. « ص ٤١٧ »

١٠ ـ بشا ، لى : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن سلمة بن الخطاب ، عن الحسين بن سعيد ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن عبدالله بن صباح ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله الصادق (ع) قال : إذا كان يوم القيامة جمع الله الاولين والآخرين في صعيد واحد فتغشاهم ظلمة شديدة فيضجون إلى ربهم ويقولون : يارب اكشف عنا هذه الظلمة ، قال : فيقبل قوم يمشي النور بين أيديهم قد أضاء أرض القيامة ، فيقول أهل الجمع هؤلاء أنبياء الله ، فيجيئهم النداء من عندالله : ماهؤلاء بأنبياء ، فيقول أهل الجمع : فهؤلاء ملائكة ، فيجيئهم النداء من عندالله : ماهؤلاء بملائكة ، فيقول أهل الجمع : هؤلاء شهداء فيجيئهم النداء من عندالله : ماهؤلاء بشهداء ، فيقولون : من هم؟ فيجيئهم النداء : يا أهل الجمع سلوهم : من أنتم؟ فيقول الجمع : من أنتم؟ فيقولون : نحن العلويون ، نحن ذرية محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، نحن أولاد علي ولي الله ، نحن

____________________

(١) في المصدر : لوقدمت المقام اه. م

(٢) أخرجه بطريق آخر عن تفسير العياشي وسيوافيك تحت رقم ٤٧.

٣٦

المخصوصون بكرامة الله ، نحن الآمنون المطئنون ، فيجيئهم النداء من عندالله عز وجل : اشفعوا في محبيكم وأهل مودتكم وشعتكم ، فيشفعون. « لى ص ١٧٠ ١٧١ »

١١ ـ ع : أبي عن محمد العطار ، عن جعفربن محمد بن مالك ، عن أحمد بن مدين ، عن محمد بن عمار ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : شيعتنا من نورالله خلقوا وإليه يعودون ، والله إنكم لملحقون بنايوم القيامة ، وإنا لنشفع فنشفع ووالله إنكم لتشفعون فتشفعون ، وما من رجل منكم إلا وسترفع له نار عن شماله وجنة عن يمينه فيد خل أحباءه الجنة ، وأعداءه النار. « ص ٤٢ »

١٢ ـ لى : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن النضربن شعيب ، عن القلانسي ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، (ع) قال : قال رسول الله (ص) : إذاقمت المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من امتي فيشفعني الله فيهم ، والله لا تشفعت فيمن آذى ذريتي. « ص ١٧٧ »

١٣ ـ لى : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن محمد بن عمارة ، عن أبيه قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام : من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا : المعراج ، والمساء لة في القبر ، والشفاعة. « ص ١٧٧ »

١٤ ـ ما : في خبر أبي ذر وسلمان قالا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله أعطاني مسألة فأخرت مسألتي لشفاعة المؤمنين من امتي يوم القيامة ففعل ذلك ، الخبر. « ص ٣٦ »

١٥ ـ فس : أبي ، عن ابن محبوب ، عن أبي اسامة ، عن أبي عبدالله وأبي جعفر عليهما‌السلام قالا : والله لنشفعن في المذنبين من شيعتنا حتى تقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك : « فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لناكرة فنكون من المؤمنين » قال : من المهتدين ، قال : لان الايمان قدلزمهم بالاقرار. « ص ٤٧٣ »

بيان : أي ليس المراد بالايمان هنا الاسلام بل الاهتداء إلى الائمة عليهم‌السلام و ولايتهم ، أوليس المراد الايمان الظاهري.

٣٧

١٦ ـ فس : « ولاتنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له » قال : لا يشفع أحد من أنبياء الله ورسله يوم القيامة حتى يأذن الله له إلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فإن الله قد أذن له في الشفاعة من قبل يوم القيامة ، والشفاعة له وللائمة من ولده ، ثم بعد ذلك للانبياء صلوات الله عليهم وعلى محمد وآله. قال : حدثني أبي ، عن اتن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي العباس المكبر قال : دخل مولى لامرأة علي بن الحسين صلوات الله عليهما على أبي جعفر (ع) يقال له : أبوأيمن ، فقال : يا أبا جعفر تغر ون الناس وتقولون : شفاعة محمد شفاعة محمد! فغضب أبوجعفر عليه‌السلام حتى تربد وجهه ، ثم قال : ويحك يا أبا أيمن أغرك أن عف بطنك وفر جك؟ أمالو قدرأيت أفزاع القيامة لقد احتجت إلى شفاعة محمد (ص) ويلك فهل يشفع إلا لمن وجبت له النار؟ ثم قال : ما أحد من الاولين والآخرين إلا وهو محتاج إلى شفاعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم القيامة ثم قال أبوجعفر (ع) : إن لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الشفاعة في امته ، ولنا شفاعة (١) في شيعتنا ، ولشيعتنا شفاعة في أهاليهم. ثم قال : وإن المؤمن ليشفع (٢) في مثل ربيعة ومضر ، وإن المؤمن ليشفع حتى نخادمه ، ويقول : يارب حق خدمتي كان يقيني الحر والبرد. « ص ٥٣٩ »

سن : أبي ، عن ابن أبي عمير مثله (٣) إلى قوله : وجبت له النار. « ص ١٨٢ »

بيان : تربد : تغير.

١٧ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، وسعد عن ابن عيسى والبرقي معا عن محمد البرقي ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن سعيد جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) : اعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي : جعلت لي الارض مسجدا و طهورا ، ونصرت بالرعب ، واحل لي المغنم ، واعطيت جوامع الكلم ، واعطيت الشفاعة. « ج ١ ص ١٤٠ ـ ١٤١ »

١٨ ـ ل : ما جيلويه ، عن عمة ، عن البرقي ، عن علي بن الحسين الرقي ، عن عبدالله بن جبلة ، عن الحسن بن عبدالله ، عن آبائه ، عن جده الحسن بن علي عليه‌السلام في

____________________

(١) في المصدر : الشفاعة وكذا فيما يأتي بعده.

(٢) في المصدر : وان للمؤمنين لشفاعة اه. م

(٣) مع اختلاف يسير. م

٣٨

حديث طويل : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال في جواب نفر من اليهود سألوه عن مسائل : وأما شفاعتي ففي أصحاب الكبائر ماخلا أهل الشرك والظلم « ج ٢ ص ٩ »

بيان : المراد بالظلم سائر أنواع الكفر والمذاهب الباطلة.

١٩ ـ ل : القطان ، عن ابن زكريا ، عن ابن حبيب ، عن محمد بن عبدالله ، عن علي بن الحكم ، عن أبان ، عن محمد بن الفضل (١) الزرقي ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهم‌السلام قال : إن للجنة ثمانية أبواب : باب بدخل منه النبيون و الصديقون ، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون ، وخمسة أبواب يدخل منها شيعتنا ومحبونا ، فلا أزال واقفا على الصراط أدعو وأقول : رب سلم شيعتي ومحبي وأنصاري ومن توالاني في دار الدنيا ، فإذا النداء من بطنان العرش : قد اجيبت دعوتك ، و شفعت في شيعتك. ويشفع كل رجل من شيعتي ومن تولاني ونصرني وحارب من حاربني بفعل أوقول في سبعين ألفا من جيرانه وأقربائه ، وباب يدخل منه سائر المسلمين ممن يشهد أن لا إله إلا الله ولم يكن في قلبه مقدار ذرة من بغضنا أهل البيت. « ج ٢ ص ٣٩ »

٢٠ ـ ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن أبي الحسن العسكري ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : سمعت النبي (ص) يقول : إذا حشر الناس يوم القيامة ناداني مناد : يا رسول الله إن الله جل اسمه قد أمكنك من مجازاة محبيك

____________________

(١) في نسخة : محمد بن الفضيل الزرقي ، وفى الخصال المطبوع : محمد بن الفضيل الرزقى ، قال المامقاني : محمد بن الفضيل الرزقى : لم أقف فيه إلا على عدالشيخ إياه في رجاله من أصحاب الصادق عليه‌السلام ، وظاهره وإن كان إماميا إلا حاله مجهول وفى نقبه احتمالان : تقديم الزاى المفتوحة على الراء وبينهما ألف نسبة إلى بنى زريق بطن من الانصار ، وتقديم الراء المكسورة على الزاى نسبة إلى قرية من قرى مرويقال لها : رزق انتهي. قلت : فيه وهم لان المنسوب إلى بنى زريق الزرقى كجهنى والقرية التى بمرو يقال لها : زرق ، بتقديم الزاى المفتوحة والراء الساكنة ، فالصحيح اما الزرقى كجهنى نسبة إلى بنى زريق ، أوالزرقي بفتح الزاى وسكون الراء نسبة إلى زرق قرية من قرى مرو ، بها قتل يزد جرد آخر ملوك الفرس ، أوالرزقي بتقديم الراء المسكورة على الزاى الساكنة نسبة إلى مدينة الرزق كانت احدى مسالح العجم بالبصرة قبل أن يختطتها المسلمون ، راجع اللباب « ج ١ ص ٤٩٩ » والقاموس مادة رزق وزرق.

٣٩

ومحبي أهل بيتك الموالين لهم فيك والمعادين لهم فيك فكافهم بماشئت ، فأقول : يارب الجنة ، فا بوؤهم منها حيث شئت ، فذلك المقام المحمود الذي وعدت به. « ص ١٨٧ »

٢١ ـ ما : الحفار ، عن إسماعيل بن علي الدعبلي ، عن محمد بن إبراهيم بن كثير قال : دخلنا على أبي نواس الحسن بن هاني نعوده في مرضه الذي مات فيه فقال له عيسى ابن موسى الهاشمي : يا أباعلى أنت في آخر يوم من أيام الدنيا ، وأول يوم من الآخرة ، وبينك وبين الله هنات (١) فتب إلى الله عزوجل : قال أبونواس : سندوني ، فلما استوى جالسا قال : إياي تخوفني بالله؟ وقد حدثني حمادبن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لكل نبي شفاعة وأنا خبأت شفا عتي لاهل الكبائر من امتي يوم القيامة ، أفترى لا أكون منهم؟!. « ص ٢٤١ »

٢٢ ـ ل : في خبر الاعمش ، عن الصادق عليه‌السلام : أصحاب الحدود مسلمون لا مؤمنون ولا كافرون ، فإن الله تبارك وتعالى لا يدخل النار مؤمنا وقد وعده الجنة ، ولا يخرج من النار كافرا وقد أوعده النار والخلود فيها ، ويغفر مادون ذلك لمن يشاء فأصحاب الحدود فساق لا مؤمنون ولا كافرون ، ولا يخلدون في النار ويخرجون منها يوما ، والشفاعة جائزة لهم واللمستضفين إذا ارتضى الله عزوجل دينهم ، الخبر. « ج ٢ ص ١٥٤ »

٢٣ ـ ن : فيما كتب الرضا عليه‌السلام للمأمون من محض الايمان : ومذنبوا أهل التوحيد يدخلون النار ويخرجون منها ، والشفاعة جائزة لهم. « ص ٢٦٨ »

٢٤ ـ ن : أحمد بن أبي جعفر البيهقي ، عن علي بن جعفر المدني ، عن علي بن محمد ابن مهرويه القزويني ، عن داود بن سليمان ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة ولينا حساب شيعتنا ، فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين الله عزوجل حكمنا فيها فأجابنا ، ومن كانت مظلمته بينه وفيما بين الناس استوهبناها فوهبت لنا ، ومن كانت مظلمته فيما بينه وبيننا كنا أحق من عفاو صفح. « ص ٢١٩ »

٢٥ ـ ن : بإسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه عن علي عليهم‌السلام قال : من

____________________

(١) يقال : فلان هنات اى خصلات شر.

٤٠