بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٠
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

لامرالله ، ولهم الشفاعة ، والايزالون على الاعراف حتى يؤذن لهم في دخول الجنة بشفاعة النبي وأميرالمؤمنين والائمة من بعده صلوات الله عليهم ، وقيل أيضا : إنه مسكن طوائف لم يكونوا في الارض مكلفين فيستحقون بأعمالهم جنة ونارا فيسكنهم الله تعالى ذلك المكان ، يعوضهم على آلامهم في الدنيا بنعيم لا يبلغون منازل أهل الثواب المستحقين له بالاعمال ، وكل ماذكرناه جائز في العقول ، وقد وردت به أحبار والله أعلم بالحقيقة من ذلك إلا أن المقطوع به في جملته أن الاعراف مكان بين الجنة والنار ، يقف فيه من سميناه من حجج الله تعالى على خلقه ، ويكون به يوم القيامة قوم من المرجون لامرالله ، وما بعد ذلك فالله أعلم بالحال فيه.

(باب ٢٦)

*(ذبح الموت بين الجنة والنار والخلود فيهما وعلته)*

الايات ، هود « ١١ » وما نؤخره إلا لاجل معدود * يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد * فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق * خالدين فيها مادامت السموات والارض إلا ماشاء ربك إن ربك فعال لمايريد * وأما الذين سعدوا ففى الجنة خالدين فيها مادامت السموات والارض إلا ماشاء ربك عطاء غير مجذوذ ١٠٤ ـ ١٠٨.

مريم « ١٩ » وأنذرهم يوم الحسرة إذقضي الامر دهم في غلفة وهم لا يؤمنون ٣٩.

تفسير : قال الطبرسي رحمه‌الله في قوله تعالى : « خالدين فيها مادامت السموات والارض إلا ماشاء ربك » : اختلف العلماء في تأويل هذا في الآيتين وهما من الموضع المشكلة في القرآن ، والا شكال فيه من وجهين : أحدهما تحديد الخلود بمدة دوام السماوات والارض ، والآخر الاستثناء بقوله : « إلا ماشاء ربك » فالاول فيه أقوال : أحدها أن المراد : مادامت السماوات والارض مبدلتين ، أي مادامت سماء الآخرة و أرضها وهما لا يفنيان إذا اعيدا بعد الافناء ، وثانيها أن المراد : مادامت سماوات الجنة والنار وأرضهما ، وكل ما علاك وأظلك فهو سماء وكل ما استقر عليه قدمك فهو

٣٤١

أرض وهذامثل الاول أو قريب منه ، وثالثها : أن المراد مادامت الآخرة وهي دائمة أبدا ، كما أن دوام السماء والارض في الدنيا قدر مدة بقائها ، ورابعها : أنه لايراد به السماء والارض بعينهما ، بل المراد التبعيد ، فإن للعرب ألفاظا للتبعيد في معنى التأبيد يقولون : لا أفعل ذلك ما اختلف الليل والنهار ، ومادامت السماوات والارض ، وماذر شارق ، وأشباه ذلك كثيرة ظنا منهم أن هذه الاشياء لا تتغير ، ويريدون بذلك التأبيد لا التوقيت ، فخاطبهم الله سبحانه بالمتعارف من كلامهم على قدر عقولهم وما يعرفون.

وأما الكلام في الاستثناء فقد اختلف فيه أقوال العلماء على وجوه : أحدها : أنه استثنى في الزيادة من العذاب لاهل العذاب والزيادة من النعيم لاهل الجنة ، والتقدير : إلا ماشاء ربك من الزيادة على هذا المقدار ، كما يقول الرجل لغيره : لي عليك ألف دينار إلا الالفين اللذين أقر ضتكهما وقت كذا ، فالالفان زيادة على الالف بغيرشك ، لان الكثير لا يستثنى من القليل فيكون على هذا « إلا » بمعنى سوى ، وثانيها : أن الاستثناء واقع على مقامهم في المحشر والحساب لانهم حينئذ ليسوافي جنة ولا نار ، ومدة كونهم في البرزخ الذي هو مابين الموت والحياة ، لانه تعالى لو قال : خالدين فيها أبدا ولم يستثن لظن ظان أنهم يكونون في النار أوالجنة من لدن نزول الآية ، أومن بعد انقطاع التكليف فحصل للا ستثناء فائدة.

وثالثها أن الاستثناء الاول يتصل بقوله : « لهم فيها زفير وشهيق » وتقديره إلا ماشاء ربك من أنواع العذاب على هذين الضربين (١) ولا يتعلق الاستثناء بالخلود ، وفي أهل الجنة يتصل بمادل عليه الكلام ، فكأنه قال : لهم فيها نعيم إلا ماشاء ربك من أنواع النعيم وإنما دل عليه قوله : « عطاء غيرمجذوذ ».

ورابعها أن يكون إلا بمعنى الواو أي وماشاء ربك ، عن الفراء وقد ضعفه محققوالنحويين.

وخامسها أن المراد بالذين شقوا من ادخل النار من أهل التوحيد الذين

____________________

(١) في التفسير المطبوع : الا ماشاء ربك من أجناس العذاب الخارجة عن هذين الضربين ،

٣٤٢

ضموا إلى إيمانهم وطاعاتهم ارتكاب المعاصي ، فقال سبحانه : إنهم معاقبون في النار إلا ماشاء ربك من إخراجهم إلى الجنة وإيصال ثواب طاعاتهم إليهم.

ويجوز أن يريد بالذين شقوا جميع الداخلين إلى جهنم ثم استثنى بقوله : « إلا ماشاء ربك » أهل الطاعات منهم ممن قد استحق الثواب ، ولا بدأن يوصل إليه ، و تقديره : إلا ماشاء ربك أن يخرجه بتوحيده من النار ويدخله الجنة ، وقد يكون « ما » بمعنى « من » وأما في أهل الجنة فهو استثناء من خلودهم أيضا لما ذكرناه لان من ينقل إلى الجنة من النار وخلد فيها لابد في الاخبار عنه بتأبيد خلوده أيضا من استثناء ماتقدم ، فكأنه قال : خالدين فيها إلا ماشاء ربك من الوقت الذي أدخلهم فيه النار قبل أن ينقلهم إلى الجنة ، فما في قوله : ماشاء ربك ههنا على بابه ، والاستثناء من الزمان ، والا ستثناء في الاول عن الاعيان ، والذين شقوا على هذا القول هم الذين سعدوا بأعيانهم وإنما اجرى عليهم كل لفظ في الحال التي تليق به ، فإذا ادخلوا النار وعوقبوا فيها فهم من أهل الشقاوة ، وإذانقلوا منها إلى الجنة فهم من أهل السعادة ، وهذا القول عن ابن عباس وجابربن عبدالله وأبي سعيد الخدري وقتادة والسدي والضحاك وجماعة من المفسرين ، وروى أبوروق ، (١) عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : الذين شقوا ليس فيهم كافر ، وإنما هم قوم من أهل التوحيد يدخلون النار بذنوبهم ، ثم يتفضل الله عليهم فيخرجهم من النار إلى الجنة ، فيكونون أشقياء في حال ، سعداء في حال اخرى. وقال قتادة : الله أعلم بثنياه (٢) ذكرلنا أن ناسا يصيبهم سفع من النار بذنوبهم ثم يدخلهم الله الجنة برحمته يسمون الجهنميين وهم الذين أنفذ فيهم الوعيد ، ثم أخرجهم الله بالشفاعة.

وسادسها أن تعليق ذلك بالمشية على سبيل التأكيد للخلود والتبعيد للخروج

____________________

(١) بفتح الراء وسكون الواو ، هوعطية بن الحارث الهمداني الكوفى صاحب التفسير قال ابن حجرفى التقريب « ص ٣٦٣ » صدوق من الخامسة ، وفي تعقيب التقريب : قال ابن عبدالبر وثقه الكوفيون بلاجرح وصدقه أحمد وأبوحاتم انتهى. وقال العلامة في القسم الاول من الخلاصة « ص ٦ » عطية بن الحارث أبوروق الهمدانى الكوفى تابعى ، قال ابن عقدة : إنه كان يقول بولاية أهل البيت عليهم‌السلام.

(٢) الثنية : الاستثناء.

٣٤٣

لان الله تعالى لايشاء إلا تخليدهم على ماحكم به فكانه تعليق لما لا يكون بما لا يكون ، لانه لايشاء أن يخرجهم منها.

وسابعها ماقاله الحسن : إن الله تعالى استثنى ثم عزم بقوله : « إن ربك فعال لما يريد » أنه أراد أن يخلدهم ، وقريب منه ماقاله الزجاج وغيره : إنه استثناء تستثنيه العرب وتفعله كما تقول : والله لاضربن زيدا إلا أن أرى غير ذلك وأنت عازم على ضربه ، والمعنى في الاستثناء على هذا : إنى لو شئت أن لا أضربه لفعلت.

وثامنها ما قاله يحيى بن سلام البصري : إنه يعني بقوله : « إلا ماشاء ربك » ماسبقهم به الذين دخلوا قبلهم من الفريقين ، واحتج بقوله تعالى : « وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا » (١) قال : إن الزمرة تدخل بعد الزمرة ، فلا بد أن يقع بينهما تفاوت في الدخول ، والاستثنا آن على هذا من الزمان.

وتاسعها : أن المعنى أنهم خالدون في النار ، دائمون فيها مدة كونهم في القبور مادامت السموات في الارض والدنيا ، وإذا فنيتا وعدمتا انقطع عقابهم إلى أن يبعثهم الله للحساب ، وقوله : « إلا ماشاء ربك » استثناء وقع على مايكون في الآخرة. أو رده الشيخ أبوجعفر قدس الله روحه وقال : ذكره قوم من أصحابنا في التفسير.

وعاشرها : أن المراد : إلا ماشاء ربك أن يتجاوز عنهم فلا يدخلهم النار ، فالا ستثناء لاهل التوحيد عن أبي محلز (٢) قال : هي جزاؤهم ، وإن شاء سبحانه تجاوز عنهم ، والا ستثناء على هذا يكون من الاعيان « عطاء غير مجذوذ » أي غير مقطوع.

وفي قوله : « وأنذرهم يوم الحسرة » الخطاب للنبي (ص) ، أي خوف كفار قريش يوم يتحسر المسئ هلا أحسن العمل؟ والمحسن هلا ازداد من العمل؟ وهو يوم القيامة ، وقيل : إنما يتحسر من يستحق العقاب فأما المؤمن فلايتحسر.

وروى مسلم في الصحيح بالاسناد عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا دخل أهل الجنة وأهل النار النار قيل : يا أهل الجنة

____________________

(١) الزمر : ٧١ و ٧٣.

(٢) قد عرفت أنه بالجيم.

٣٤٤

فيشرفون وينظرون ، وقيل : يا أهل النار فيشربون وينظرون ، فيجاء بالموت كأنه كبش أملح فيقال لهم : تعرفون الموت؟ فيقولون : هو هذا ، وكل قد عرفه ، قال : فيقدم ويذبح ، ثم يقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلاموت ، قال : وذلك قوله : « وأنذرهم يوم الحسرة » الآية.

ورواه أصحابنا عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام ، ثم جاء في آخره فيفرح أهل الجنة فرحا لو كان أحد يومئذ ميتا لما توافرحا ، ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد ميتا لما توا « إذاقضي الامر » أي فرغ من الامر وانقضت الآمال ، واخل قوم النار وقوم الجنة ، وقيل : معناه : انقضى أمر الدنيا فلا يرجع إليها ستدراك الغاية ، وقيل : معناه : حكم بين الخلائق بالعدل ، وقيل : قضي على أهل الجنة الخلود ، وقضي على أهل النار الخلود « وهم في غلفة » في الدنيا عن ذلك « وهم لايؤمنون » أي لا يصدقون به.

١ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن حفص ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام وساق الحديث إلى أن قال : ويوم الحسرة يم يؤتى بالموت فيذبح « ص ٥٠ »

٢ ـ ين : النضربن سويد ، عن درست ، عن أبي المغرا ، عن أبي بصير قال : لا أعلمه ذكره إلا عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إذا أدخل الله أهل الجنة الجنة وأهل النار النار جئ بالموت في صورة كبش حتى يوقف بين الجنة والنار ، قال : ثم ينادي مناد يسمع أهل الدارين جميعا : يا أهل الجنة يا أهل النار ، فإذا سمعوا الصوت أقبلوا ، قال : فيقال لهم : أتدرون ما هذا؟ هذا هوالموت الذي كنتم تخافون منه في الدنيا ، قال : فيقول أهل الجنة : اللهم لا تدخل الموت علينا ، قال : ويقول أهل النار : اللهم أدخل الموت علينا ، قال ثم يذبح كما تذبح الشاة ، قال : ثم ينادي مناد : لاموت أبدا ، أيقنوا بالخلود ، قال : فيفرح أهل الجنة فرحا لو كان أحد يومئذ يموت من فرح لماتوا ، قال : ثم قرأ هذه الآية : « أفما نحن بميتين إلا موتتنا الاولى وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فيعمل العاملون » قال : ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد يموت من شهيق لماتوا ، وهو قول الله عزوجل : « أنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الامر ».

٣٤٥

٣ ـ ين : النضربن سويد ، عن درست ، عن الاحول ، عن حمران قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إن بلغنا أنه يأتي على جهنم حين يصطفق أبوابها ، فقال : لا والله إنه الخلود ، قلت : « خالدين فيها مادامت السموات والارض إلا ماشاء ربك »؟ فقال هذه في الذين يخرجون من النار.

بيان : قوله : حين يصطفق أبوابها (١) يقال : اصطفقت الاشجار : اهتزت بالريح ، وهي كناية عن خلوها عن الناس.

٤ ـ فس : أبي ، عن ابن محبوب ، عن أبي ولاد الحناط ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سئل عن قوله : « وأنذرهم يوم الحسرة » الآية قال : ينادي مناد من عندالله – و ذلك بعد ما صار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ـ : يا أهل الجنة ويا أهل النار هل تعرفون الموت في صورة من الصور؟ فيقولون : لا ، فيؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار ، ثم ينادون جميعا : اشرفوا وانظروا إلى الموت فيشرفون ثم يأمر الله به فيذبح ، ثم يقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت أبدا ، ويا أهل النار خلود فلا موت أبدا ، وهو قوله : « وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الامروهم في غلفة » أي قضي على أهل الجنة بالخلود (٢) فيها ، وقضي على أهل النار بالخلود فيها « ص ٤١١ »

____________________

(١) ويحتمل أن يكون مصحف يصفق ، من صفق الباب : أغلقة وفتحه ضد ، أو يكون بمعناه.

(٢) في المصدر : في كليهما : « الخلود » بدون الباء. م

قال الرازى في تفسيره : قالوا : الحياة هى الصفة التى يكون الموصوف بها بحيث يصح أن يعلم ويقدر ، واختلفوا في الموت فقال قوم : انه عبارة عن عدم هذه الصفة ، وقال أصحابنا إنه صفة وجوية مضادة للحياة ، احتجوا بقوله تعالى : « خلق الموت والحياة » والعدم لا يكون مخلوقا وهذا هوالتحقيق ، وروى الكلبى باسناده عن ابن عباس أنه تعالى خلق الموت في صورة كبش أملح لا يمر بشئ ولا يجد رائحته شئ الا مات ، وخلق الحياة في صورة فرس بلقاء فوق الحمار ودون البغل لا يمر بشئ ولا يجد رائحته شئ الاحيى. واعلم ان هذا لابد وأن يكون مقولا على سبيل التمثيل والتصوير والا فالتحقيق هو الذى ذكرناه ، انتهى. منه

٣٤٦

٥ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود الشاذكوني (١) عن أحمد بن يونس ، عن أبي هاشم قال : سألت أباعبدالله عليه‌السلام عن الخلود في الجنة و النار ، فقال : إنما خلد أهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا ، وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدينا لوبقوا أن يطيعوا الله أبدا مابقوا ، فالنيات تخلد هؤلاء وهؤلاؤ ، ثم تلا قوله تعالى : « قل كل يعمل على شاكلته » قال : على نيته. « ص ١٧٧ »

سن : القاساني ، عن الاصبهاني ، عن المقري ، عن أحمد بن يونس مثله. (٢) « ص ٣٣١ »

٦ ـ فس : أبي عن علي بن مهزيار ، والحسن بن محبوب ، عن النضربن سويد عن درست ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار جئ بالموت فيذبح ، (٣) ثم يقال : خلود فلا موت أبدا. « ص ٥٥٦ »

٧ ـ شى : عن مسعدة بن صدقة قال : قص أبوعبدالله عليه‌السلام قصص أهل الميثاق من أهل الجنة وأهل النار ، فقال في صفات أهل الجنة : فمنهم من لقى الله شهداء لرسله ، ثم من في صفتهم حتى بلغ من قوله : ثم جاء الاستثناء من الله في الفريقين

____________________

(١) منسوب إلى الشاذ كونه وهى ثياب غليظة مضربة تعمل باليمن كما في القاموس ، يستفاد من الصدوق في المشيخة أنه لقب أبيه ، وسليمان هذا يلقب بابن الشاذ كونى خلافا للنجاشى في الفهرست فانه نسب سليمان إلى ذلك ، وقال ابن الاثير في اللباب « ج ٢ ص ٣ » وإنما نسب إلى ذلك لان أبا المنتسب كان يتجر إلى اليمن وكان يبيع هذه المضربات الكبار وتسمى شاذ كونه ونسب إليها ، و المشهور بهذه النسبة أبوأيوب سليمان بن داود بن بشرين زياد المنقرى البصرى الشاذ كونى ، كان حافظا مكثرا ، روى عن عبدالواحد بن زياد وحماد بن زيد وغيرهما ، وكان مع علمه ضعيفا في الحديث ومات في جمادى الاولى سنة أربع وثلاتين ومائتين انتهى. وعلى أى فالرجل معروف مترجم في كتب الفريقين ، ترجمه ابن حجر في لسان الميزان « ج ٣ ص ٨٤ » وذكر كلام أكابرهم مفصلا في حقه ، وترجمه النجاشي في الفهرست « ص ١٣١ » وقال : ليس بالمتحقق بنا ، غير أنه روى عن جماعة أصحابنا من أصحاب جعفر بن محمد عليه‌السلام ، وكان ثقة ، وله كتاب إه. وترجمه أيضا الطوسى في الفهرست ص ٧٧.

(٢) مع اختلاف يسير م

(٣) في المصدر : فيذبح كالكبش ، ثم اه. م

٣٤٧

جميعا فقال الجاهل بعلم التفسير : إن هذا الاستثناء من الله إنما هو لمن دخل الجنة والنار ، وذلك أن الفريقين جميعا يخرجان منهما فيبقيان فليس فيهما أحدو كذبوا ، بل إنما عنى بالاستثناء أن ولد آدم كلهم وولد الجان معهم على الارض والسماوات يظلهم فهو ينقل المؤمنين حتى يخرجهم إلى ولاية الشياطين وهي النار ، فذلك الذي عنى الله في أهل الجنة وأهل النار : « مادامت السموات والارض » يقول : في الدنيا والله تبارك وتعالى ليس بمخرج أهل الجنة منها أبدا ، ولا كل أهل النار منها أبداو كيف يكون ذلك وقد قال الله في كتابه : « خالدين فيها أبدا » ليس فيها استثناء؟ وكذلك قال أبوجعفر عليه‌السلام : من دخل في ولاية آل محمد دخل الجنة ، ومن دخل في ولاية عدوهم دخل النار ، وهذا الذي عني الله من الاستثناء في الخروج من الجنة والنار والدخول.

بيان : الظاهر أنه عليه‌السلام فسر الجنة والنار بما يوجبهما من الايمان والكفر مجازا ، أو بالجنة والنار الروحانيتين ، فإن المؤمن في الدنيا لقربه تعالى وكرامته وحبه ومناجاته وهداياته ومعارفه في جنة ونعيم ، والكافر لجهالته وضلالته وبعده و حرمانه في عذاب أليم ، فعلى هذا يكون المراد بالاشقياء والسعداء من يكون ظاهر حاله ذلك ، فالشقي أبدا في الكفر والجهل والعمى إلا أن يشاء الله هدايته فيهديه و يخرجه من نار الكفر إلى جنة الايمان ، وكذا السعيد أبدا في الايمان والهداية والعلم إلا أن يشاء الله خذلانه بسوء أعماله فيخرج من جنة الايمان إلى ناز الكفر ، وإنما خص الخروج من الجنة بالبيان لانه موضع الاشكال حقيقة وإن أمكن أن يكون سقط الآخر من النسخ.

٨ ـ شى : عن زرارة قال : سألت أباجعفر عليه‌السلام في قول الله : « وأما الذين سعدوا ففي الجنة » إلى آخرالآيتين ، قال : هاتان الآيتان في غير أهل الخلود من أهل الشقاوة والسعادة إن شاء الله يجعلهم خارجين ، ولا تزعم يازرارة أني أزعم ذلك.

٩ ـ شى : حمران قال : سألت أباجعفر عليه‌السلام جعلت فداك قول الله : « خالدين فيها مادامت السموات والارض إلا ماشاء ربك » لاهل النار ، أفرأيت قوله لاهل

٣٤٨

الجنة : « خالدين فيها مادامت السموات والارض إلا ماشاء ربك »؟ قال : نعم إن شاء جعل لهم دنيا فردهم وماشاء ، وسألته عن قول الله : « خالدين فيها مادامت السموات والارض إلا ماشاء ربك » فقال : هذه في الذين يخرجون من النار.

بيان : الظاهر أن ماذكره عليه‌السلام في استثناء أهل الجنة يرجع إلى ما ذكره الزجاج في الوجه السابع من الوجوه التي ذكرها الطبرسي رحمه‌الله ، والحاصل أن الله تعالى إن شاء خلق لهم عالما آخر فردهم إليه لكنه لم يشأ.

١٠ ـ شى : عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « فمنهم شقي وسعيد » قال في ذكر أهل النار استثنى ، وليس في ذكرأهل الجنة استثناء « أما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها مادامت السموات والارض إلا ماشاء ربك عطاء غير مجدود. »

وفي رواية حماد ، عن حريز ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام : عطاء غير مجذوذ بالذال.

بيان : ظاهر خبر أبي بصير أن في مصحف أهل البيت عليهم‌السلام : لم يكن الاستثناء في حال أهل الجنة ، بل كان فيه : « خالدين فيها مادامت السموات والارض عطاء غير مجدود » وإنما زيد في الخبر من النساخ ، ويظهر منه أنه كان في مصحفهم عليهم‌السلام : « غير مجدود » بالدالين المهملتين ولم ينقل في الشواذ ، لكن لا يختلف المعنى لان الجد أيضا بمعنى القطع.

١١ ـ ثو : عن علي بن يقطين قال : قال لي أبوالحسن عليه‌السلام : إنه كان في بني إسرائيل رجل مؤمن وكان له جار كافر فكان الكافر يرفق بالمؤمن ويوليه المعروف في الدنيا ، فلما أن مات الكافر بنى الله له بيتا في النار من طين يقيه من حرها ، ويأتيه رزقه من غيرها ، وقيل له : هذا لما كنت تدخل على المؤمن جارك فلان بن فلان من الرفق ، وتوليه من المعروف في الدنيا. « ص ١٦٣ ـ ١٦٤ »

١٢ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال النبي (ص) وساق الحديث في مراتب خلق الاشياء يغلب كل واحد منها الآخرحيث بغى وفخر إلى أن قال : ثم إن الانسان طغى وقال : من

٣٤٩

أشد مني قوة؟ فخلق الله له الموت وقهره (١) وذل الانسان ، ثم إن الموت فخر في نفسه فقال الله عزوجل : لا تفخز فإني ذابحك بين الفريقين : أهل الجنة ، وأهل النار ، ثم لا احييك أبدا فترجى أو تخاف ، الحديث. « الروضة ص ١٤٩ »

تذليب : اعلم أن خلود أهل الجنة في الجنة مما أجمعت عليه المسلمون ، وكذا خلود الكفار في النار ودوام تعذيبهم ، قال شارح المقاصد : أجمع المسلمون على خلود أهل الجنة في الجنة ، وخلود الكفار في النار ، فإن قيل : القوى الجسمانية متناهية فلا يعقل خلود الحياة ، وأيضا الرطوبة التي هي مادة الحياة تنفى بالحرارة سيما حرارة نار جهنم فيفضي إلى الفناء ضرورة ، وأيضا دوام الاحراق مع بقاء الحياة خروج عن قضية العقل ، قلنا : هذه قواعد فلسفة غير مسلمة عند المليين ، ولا صحيحة عند القائلين بإسناد الحوادث إلى القادر المختار على تقدير تناهي القوي وزوال الحياة لجواز أن يخلق الله البدل فيدوم الثواب والعقاب ، قال الله تعالى : كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب هذا حكم الكافر المعاند ، وكذا من بالغ في الطلب والنظر واستفرغ المجهود ولم ينل المقصود خلافا للجاحظ والقسري حيث زعما أنه معذور ، إذلا يليق بحكمة الحكيم أن يعذبه مع بذله الجهد والطاقة من غير جرم وتقصير ، كيف وقد قال الله تعالى : « ما جعل عليكم في الدين من حرج » (٢) * « ليس على الاعمى خرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج » (٣) ولا شك أن عجز المتحير أشد ، وهذا الفرق خرق للاجماع وترك للنصوص الواردة في هذا الباب ، هذا في حق الكفار عنادا أو اعتقادا ، وأما الكفار حكما كأطفال المشركين فكذلك عند الاكثرين لدخولهم في العمومات ، ولما روي أن خديجة سألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن أطفالها الذين ماتوا في الجاهلية ، فقال : هم في النار. وقالت المعتزلة ومن تبعهم : لا يعذبون بل هم خدم أهل الجنة على ماورد في الحديث ، لان تعذيب من لا جرم له ظلم ، ولقوله

____________________

(١) في المصدر : فقهره : فذل الانسان. م

(٢) الحج : ٧٨.

(٣) النور : ٦١.

٣٥٠

تعالى : « ولا تزروازرة وزر اخرى (١) ولا تجزون إلا ماكنتم تعملون » (٢) ونحو ذلك ، وقيل : من علم الله منه الايمان والطاعة على تقدير البلوغ ففي الجنة ، ومن علم منه الكفر والعصيان ففي النار انتهى.

أقول : قد عرفت أحوال أولاد الكفار سابقا ، وستعرف حال من لم يتم عليه الحجة في كتاب الايمان والكفر.

(باب ٢٧)

*(آخر في ذكر من يخلد في النار من يخرج منها)*

١ ـ يد : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير قال : سمعت موسى بن جعفر عليه‌السلام يقول : لايخلد الله في النار إلا أهل الكفر والجحود ، وأهل الضلال و الشرك ، ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر ، قال الله تعالى : « إن تجتنبوا كبائر ماتنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وتدخلكم مدخلا كريما » قال : فلقت له : يابن رسول الله فالشفاعة لمن تجب من المؤمنين؟ (٣) فقال : حدثني أبي ، عن آبائه ، عن علي عليه‌السلام قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : إنما شفاعتي لاهل الكبائر من امتي ، فأما المحسنون منهم فما عليهم من سبيل ، قال ابن أبي عمير : فقلت له : يابن رسول الله فكيف تكون الشفاعة لاهل الكبائر والله تعالى يقول : « ولايشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون » ومن يركب الكبائر (٤) لا يكون مرتضى؟ فقال : يا أبا أحمد مامن مؤمن يرتكب ذنبا إلا ساءه ذلك وندم عليه ، وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : كفى بالندم توبة وقال : من سرته حسنة وساءته سيئة (٥) فهو مؤمن ، فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة وكان ظالما ، والله تعالى يقول :« ماللظالمين من حميم

____________________

(١) الانعام : ١٦٤ ، والاسراء : ١٥ ، وفاطر : ١٨ ، والزمر : ٧.

(٢) يس : ٥٤.

(٣) في التوحيد المطبوع : لمن تجب من المذنبين؟.

(٤) في التوحيد المطبوع : ومن يرتكب الكبائر.

(٥) في التوحيد المطبوع : من سرته حسنته وساءته سيئه.

٣٥١

ولا شفيع يطاع » فقلت له : يابن رسول الله وكيف لا يكون مؤمنا من لم يندم على ذنب يرتكبه؟ فقال : يا أبا أحمد مامن أحد يرتكب كبيرة من المعاصي وهو يعلم أنه سيعاقب عليها إلا ندم على ما ارتكب ، ومتى ندم كان تائبا مستحقا للشفاعة ومتى لم يندم عليها كان مصرا والمصر لا يغفر له لانه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب ، ولو كان مؤمنا بالعقوبة لندم ، وقد قال النبي (ص) : لا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع الاصرار ، وأما قول الله : « ولا يشفعون إلا لمن ارتضى » فإنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه ، والدين : الاقرار بالجزاء على الحسنات والسيئات ، ومن ارتضى الله دينه ندم على ما يرتكبه من الذنوب لمعرفته بعاقبته في القيامة.« ص ٤١٨ ـ ٤٢٠ »

٢ ـ م : قوله تعالى : « وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة » قال : قال رسول الله (ص) : إن ولاية علي حسنة لا تضر معها شئ من السيئات وإن جلت إلا ما يصيب أهلها من التطهير منها بمحن الدنيا وببعض العذاب في الآخرة إلى أن ينجوا منها بشفاعة مواليهم الطيبين الطاهرين ، وإن ولاية أضداد علي ومخالفة علي عليه‌السلام سيئة لا تنفع معها شئ إلا ماينفعهم بطاعاتهم في الدنيا بالنعم والصحة والسعة فيردوا الآخرة ولا يكون لهم إلا دائم العذاب ، ثم قال : إن من جحد ولاية علي عليه‌السلام لا يرى بعينه الجنة أبدا إلا ما يراه مما يعرف به أنه لو كان يواليه لكان ذلك محله ومأواه فيزداد حسرات وندمات ، وإن من تولى عليا وتبر أمن أعدائه وسلم لاوليائه لا يرى النار بعينه (١) إلا ما يراه فيقال له : لو كنت على غير هذالكان ذلك مأواك ، وإلا مايباشره فيها إن كان مسرفا على نفسه بمادون الكفر إلى أن ينظف بجهنم كما ينظف القذر بدنه بالحمام ، ثم ينقل عنها بشفاعة مواليه.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اتقوا الله معاشر الشيعة فإن الجنة لن تفوتكم وإن أبطأت بها عنكم قبائح أعمالكم فتنا فسوا في درجاتها ، قيل فهل يدخل جهنم أحد من محبيك ومحبي علي عليه‌السلام؟ قال : من قذر نفسه بمخالفة محمد وعلي ، وواقع المحرمات ، وظلم المؤمنين والمؤمنات ، وخالف مارسم له من الشريعات جاء يوم القيامة قذرا طفسا ،

____________________

(١) في التفسير المطبوع : لايرى النار بعينه أبدا.

٣٥٢

يقول محمد وعلي عليهما‌السلام : يا فلان أنت قذر طفس لا تصلح لمرافقة الاخيار ، ولا لمعانقة الحور الحسان ، ولا الملائكة المقربين ، لا تصل إلى هناك (١) إلا بأن يطهر عنك ماههنا ، ـ يعني ما عليك من الذنوب ـ فيدخل إلى الطبق الاعلى من جهنم فيعذب ببعض ذنوبه ، ومنهم من يصيبه الشدائد في المحشر ببعض ذنوبه ثم يلتقطة ( يلقطه خ ل ) من هنا من يبعثهم (٢) إليه مواليه من خيار شيعتهم كما يلقط الطير الحب ، ومنهم من يكون ذنوبه أقل وأخف فيطهر منها بالشدائد والنوائب من السلاطين وغيرهم ، ومن الآفات في الابدان في الدنيا ليدلى في قبره (٣) وهو طاهر ، ومنهم من يقرب موته وقد بقيت عليه سيئة فيشتد نزعه فيكفر به عنه ، فإن بقي شئ وقويت عليه ويكون عليه بطر أواضطراب (٤) في يوم موته فيقل من بحضرته فيلحقه به الذل فيكفر عنه ، فإن بقي عليه شئ اتي به ولما يلحد فيتفرقون عنه فتطهر ، (٥) فإن كانت ذنوبه أعظم وأكثر طهر منها بشدائد عرصات يوم القيامة ، فإن كانت أكثر وأعظم طهر منها في الطبق الاعلى من جهنم ، وهؤلاء أشد محبينا عذابا ، وأعظمهم ذنوبا ، إن هؤلاء لا يسمون بشيعتنا (٦) ولكن يسمون بمجبينا والموالين لاوليائنا والمعادين لاعدائنا ، إنما شيعتنا من شيعنا واتبع آثارنا واقتدى بأعمالنا.

توضيح : الطفس محركة : قذر الانسان إذا لم يتعهد نفسه ، وهو طفس ككتف قذر نجس. والبطر بالتحريك : الدهش والحيرة.

٣ ـ فر : إسماعيل بن إبراهيم معنعنا عن مسيرة قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : والله لا يرى في النار منكم اثنان أبدا ، والله ولا واحد ، قال : قلت له : أصلحك الله أين

____________________

(١) في التفسير المطبوع المصدر : ولا تصل إلى ماهناك.

(٢) ثم يلتقطه من هناك ومن هنا من يبعثهم اه.

(٣) أى يرسل في قبره.

(٤) في التفسير المطبوع : ويكون له بطن أو اضطراب.

(٥) ولما يلحد ويوضع فيه فيتفرقون عنه فيطهر.

(٦) ليس هؤلاء ليسمون بشيعتنا ولكنهم اه.

٣٥٣

هذا في كتاب الله؟ قال في سورة الرحمن وهو قوله تعالى : « فيومئذ لا يسئل عن ذنبه منكم إنس ولا جان » قال : قلت : ليس فيها « منكم » قال : بلى والله إنه لمثبت فيها ، وإن أول من غير ذلك لا بن أروى ، وذلك لكم خاصة ولو لم يكن فيها « منكم » لسقط عقاب الله عن الخلق. « ص ١٧٧ »

بيان : ابن أروى هو عثمان.

٤ ـ كا : علي بن محمد ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن عثمان بن عيسى ، عن ميسر (١) قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فقال : كيف أصحابك؟ فقلت : جعلت فداك لنحن عندهم أشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا ، قال : وكان متكئا فاستوى جالساثم قال : كيف قلت؟ والله لنحن عندهم أشر من اليهود والنصارى والذين أشركوا؟ فقال : أما والله لا يدخل النار منكم اثنان ، لا والله ولا واحد ، والله إنكم الذين قال الله تعالى : « وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الابصار إن ذلك لحق تخاصم أهل النار » ثم قال : طلبوكم والله في النار والله فما وجدوا منكم أحدا. « الروضة ص ٧٨ »

٥ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن منصور بن يونس عن عنبسة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا استقر أهل النار في النار يفقدو نكم فلا يرون منكم أحدا ، فيقول بعضهم لبعض : « مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار أتخذنا هم سخريا أم زاغت عنهم الابصار » قال : وذلك قول الله عزوجل : « إن ذلك لحق تخاصم أهل النار » يتخاصمون فيكم فيما كانوا يقولون في الدنيا. « الروضة ص ١٤١ »

٦ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال لابي بصير : يا أبا محمد لقد ذكر كم الله إذ حكى عن عدو كم في النار بقوله : « وقالوا مالنا لانرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الابصار » والله ماعنى الله ولا أراد بهذا غيركم ، صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس

____________________

(١) الظاهر أنه ميسر بن عبدالعزيز النخعى المدائنى بياع الزطى ، بقرينة روا عثمان بن عيسى عنه. راجع جامع الرواة.

٣٥٤

وأنتم والله في الجنة تحبرون ، (١) وفي الناس تطلبون (٢) ، الخبر. « الروضة ص ٣٦ »

٧ ـ مع : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن ابن فضال ، عن ابن مسكان ، عن ابن فرقد ، عمن سمع أباعبدالله عليه‌السلام يقول : لا يدخل الجنة من في قبله مثقال حبة من خردل من كبر ، ولا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، فاستر جعت فقال : مالك تسترجع؟ فقلت : لما أسمع منك ، فقال : ليس حيث تذهب إنما أعنى الجحود ، إنما هوالجحود. « ص ٧١ »

٨ ـ فر : محمد بن القاسم بن عبيد بإسناده ، عن عبدالله بن سليمان الديلمي (٣) عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) لعلي عليه‌السلام : ثم تأخذ بحجزتي وآخذ بحجزة الله وهي الحق ، وتأخذ ذريتك بحجزتك ، وتأخذ شيعتك بحجزة ذريتك ، فأين يذهب بكم إلا إلى الجنة؟ فإذا دخلتم الجنة فتبو أتم مع أزواجكم ونزلتم منازلكم أوحى الله إلى مالك : أن افتح باب الجنة ( أبواب جهنم ظ ) لينظروا أولياتي إلى ما فضلتهم على عدوهم ، فيفتح أبواب جهنم فتطلون عليهم ، (٤) فإذا وجد أهل جهنم روح رائحة الجنة قالوا : يامالك أتطمع لنا في تخفيف العذاب عنا؟ إنا لنجد روحا ، فيقول لهم مالك : إن الله أوحى إلى أن أفتح أبواب جهنم لينظر أهل الجنة إليكم ، فيرفعون رؤوسهم فيقول هذا : يا فلان ألم تك تجوع فاشبعك؟ ويقول هذا : يافلان ألم تك تعرى فأكسوك؟ ويقول هذا : يافلان ألم تك تخاف فآويتك؟ ويقول هذا : يافلان ألم تك تحدث فأكتم عليك؟ فيقولون : بلى ، فيقولون : استوهبونا من ربكم فيدعون لهم فيخرجون من النار إلى الجنة فيكونون فيها ملومين (٥) ويسمون

____________________

(١) أى تسرون وتبهجون.

(٢) في المصدر : وفى النار ثطلبو. م

(٣) الاسناد في التفسير المطبوع هكذا : حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد قال : حدثنا ابوالعباس محمد بن ذران القطان قال : حدثنا عبدالله بن محمد اللقيسى قال : حدثنا ابوجعفر القمى محمد بن عبدالله قال : حدثنا سليمان الديلمى إه قلت : والحديث طويل يأتى قى فضائل على عليه‌السلام.

(٤) في التفسير المطبوع : ويطلعون عليهم.

(٥) في التفسير المطبوع : فيكونون فيها ملاما. وأخرجه المصنف في الابواب السابقة هكذا : فيكونون فيها بلا مأوى.

٣٥٥

الجهنميين. فيقولون : سألتم ربكم فأنقذنا من عذابه فادعوه يذهب عنا هذا الاسم ويجعل لنا في الجنة مأوى ، فيدعون فيوحى الله إلى ريح فتهب على أفواه أهل الجنة فينسيهم ذلك الاسم ويجعل لهم في الجنة مأوى. « ص ١٥٦ »

٩ ـ فس : « وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة » هم الذين خالفوا دين الله وصلوا وصاموا ونصبوا لاميرالمؤمنين عليه‌السلام ، وهو قوله تعالى : « عاملة ناصبة » عملوا ونصبوا فلا يقبل منهم شئ من أفعالهم و « تصلى » وجوههم « ناراحامية ». « ص ٧٢٢ »

وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « إلا من تولى و كفر » يريد من لم يتعظ ولم يصدقك وجحد ربوبيتي وكفر نعمتي « فيعذبه الله العذاب الاكبر » يريد الغليظ الشديد الدائم. « ص ٧٢٣ »

١ ـ وحدثنا جعفر بن أحمد ، عن عبدالكريم بن عبدالرحيم ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من خالفكم وإن عبد واجتهد منسوب إلى هذه الآية : « وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية ». « ص ٧٢٣ »

١١ ـ فر : جعفر بن أحمد رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كل ناصب وإن تعبد منسوب إلى هذه الآية : « وجوه يومئذ خاشعة » الآية. « ص ٢٠٨ »

١٢ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن ابن فضال ، عن حنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : لا يبالي الناصب صلى أم زنى ، وهذه الآية نزلت فيهم : « عاملة ناصبة تصلى نارا حامية ». « الروضة ص ١٦٠ ـ ١٦١ »

١٣ ـ كا : على ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمرو بن أبي المقدام قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : قال أبي كال ناصب وإن تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الآية « عاملة ناصبة تصلى نارا حامية » كل ناصب مجتهد فعمله هباء ، الخبر.

١٤ ـ ثو : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد أحمد ، عن أبي عبدالله الرازي عن أحمد بن محمد بن نصر ، عن صالح بن سعيد القماط ، عن أبان بن تغلب : قال :

٣٥٦

قال أبوعبدالله عليه‌السلام : كل ناصب وإن تعبد واجتهد يصير إلى هذه الغاية : « عاملة ناصبة تصلى نارا حامية ». « ص ٢٠٠ »

١٥ ـ لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية ابن وهب ، عن أبي سعيد هاشم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أربعة لا يدخلون الجنة : الكاهن ، والمنافق ، ومد من الخمر ، والقتات وهوالنمام ـ. « ص ٢٤٣ »

بيان : لعل المعنى أن الكاهن والمدمن والقتات لايدخلونها إذا كانوا مستحلين أو ابتداء ، وكذا الكلام في بعض ماسيأتي من الاخبار في أصحاب الكبائر.

١٦ ـ ل : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن سهل ، عن محمد بن الحسين ابن زيد ، عن محمد بن سنان ، عن منذر بن يزيد ، عن أبي هارون المكفوف قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : يا أبا هارون إن الله تبارك وتعالى آلى على نفسه أن يجاوره خائن ، قال : قلت : وما الخائن؟ قال : من ادخر عن مؤمن درهما أو حبس عنه شيئا من أمر الدنيا ، قال : قلت : أعوذ بالله من غضب الله ، فقال : إن الله تبارك وتعالى آلى على نفسه أن لا يسكن جنته أصنافا ثلاثة : راد على الله عزوجل ، أو راد على إمام هدى ، أومن حبس حق امرئ مؤمن ، قال : قلت : يعطيه من فضل مايملك؟ قال : يعطيه من نفسه وروحه ، فإن بخل عليه بنفسه فليس منه إنما هو شرك شيطان. « ج ١ ص ٧٣ »

١٧ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه عن محمد بن سنان ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ثلاثة لا يدخلون الجنة : السفاك للدم ، وشارب الخمر ، ومشاء بنميمة. « ج ١ ص ٨٥ »

١٨ ـ ن : بإسناده عن المفضل بن عمر ، عن الصادق ، آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما اسري بي إلى السماء أوحى إلى ربي جل جلاله ، وساق الحديث في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام إلى أن قال : يا محمد لو أن عبدا عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتهم ما أسكنته جنتي ولا أظللته تحت عرشي ، الخبر. « ص ٣٤ »

٣٥٧

١٩ ـ م : في قوله تعالى : « بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئة فاولئك أصحاب النارهم فيها خالدون » قال : السيئة المحيطة به أن تخرجه عن جملة دين الله ، وتنزعه عن ولاية الله ، وتؤمنه من سخط الله ، وهي الشرك بالله والكفربه ، والكفر بنبوة محمد (ص) والكفر بولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام وخلفائه ، كل واحد من هذه سيئة تحيط به ، أي تحيط بأعماله فتبطلها وتمحقها فاولئك عاملو هذه السيئة المحيطة ، أصحاب النارهم فيها خالدون.

٢٠ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبدالله بن محمد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عن يونس ، عن المزني ، عن أبي حمزة ، عن أحدهما عليهما‌السلام في قول الله عزوجل : « بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئة » قال : إذا جحد إمامة أميرالمؤمنين « فاولئك أصحاب النارهم فيها خالدون ».

٢١ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : إن رسول الله (ص) تلاهذه الآية : « لايستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون » فقال (ص) : أصحاب الجنة من أطاعني ، وسلم لعلي بن أبي طالب بعدي ، وأقر بولايته ، وأصحاب النار من سخط الولاية ، ونقض العهد ، وقاتله بعدي.

٢٢ ـ فر : الحسين بن سعيد ، عن عبدالله بن وضاح اللؤلوئي ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال علي (ع) إذا كان يوم القيامة نادى مناد من السماء : أين علي بن أبي طالب؟ قال : فأقوم أنا ، فيقال لي : أنت علي؟ فأقول : أنا ابن عم النبي ووصية ووارثه ، فيقال لي : صدقت ادخل الجنة فقد غفر الله لك ولشيعتك فقد أمنك الله وأمنهم معك من الفزع الاكبر ، ادخلوا الجنة آمنين لا خوف عليكم (١) ولا أنتم تحزنون. « ص ١٥٣ »

٢٣ ـ لى : حمزة العلوي ، عن علي بن إبراهيم ، عن النهاوندي ، عن عبدالله بن حماد ، عن الحسين بن يحيى بن الحسين ، عن عمرو بن طلحة ، عن أسباط بن نصر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا

____________________

(١) في نسخة : لاخوف عليكم اليوم.

٣٥٨

لايعذب الله بالنار موحدا أبدا وإن أهل التوحيد يشفعون فيشفعون. ثم قال عليه‌السلام : إنه إذا كان يوم القيامة أمرالله تبارك وتعالى بقوم ساءت أعمالهم في دار الدنيا إلى النار ، فيقولون : يارب كيف تدخلنا النار وقد كنا نوحدك في دار الدنيا؟ وكيف تحرق قلوبنا (١) وقد عقدت على أن لا إله إلا أنت؟ أم كيف تحرق وجوهنا وقد عفر ناها لك في التراب؟ أم كيف تحرق أيدينا وقد رفعناها بالدعاء إليك؟ فيقول الله جل جلاله : عبادي ساءت أعمالكم في دار الدنيا فجزاؤكم نار جهنم ، فيقولون : ياربنا عفوك أعظم أم خطيئتنا؟ فيقول : بل عفوي ، فيقولون : رحمتك أوسمع أم ذنوبنا؟ فيقول عزوجل : بل رحمتي ، فيقولون : إقرارنا بتوحيدك أعظم أم ذنوبنا؟ فيقول عزوجل : بل إقرار كم بتوحيدي أعظم ، فيقولون : ياربنا فليسعنا عفوك ورحمتك التي وسعت كل شئ ، فيقول الله جل جلاله : ملائكتي! وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحب إلي من المقرين لي بتوحيدي ، وأن لا إله غيري ، وحق علي أن لا اصلي بالنار أهل توحيدي أدخلوا عبادي الجنة. « ص ١٧٨ »

٢٤ ـ من كتاب صفات الشيعة للصدوق عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد حمران ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قال : لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة ، وإخلاصه أن يحجزه (٢) لا إله إلا الله عما حرم الله.

٢٥ ـ وعن ابن المتوكل ، عن محمد الحميري ، عن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبيدة الحذاء قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : لما فتح رسول الله (ص) مكة قام على الصفا فقال : يابني هاشم يابني عبدالمطلب إني رسول الله إليكم وإني شفيق عليكم لا تقولوا إن محمدا منا ، فوالله ما أوليائي منكم ولا من غيركم إلا المتقون ، ألا فلا أعرفكم تأتوني يوم القيامة تحملون الدنيا على رقابكم ويأتي الناس يحملون الآخرة ، ألا وإني قد أعذرت فيما بيني وبينكم وفيما بين الله عزوجل و بينكم وإن لي عملي ولكم عملكم.

____________________

(١) في المصدر : وكيف تحرق بالنار السنتنا وقد نطقت بتوحيدك في دار الدنيا ، وكيف تحرق قلوبنا اه. م

(٢) أى يمنعه ويكفه.

٣٥٩

٢٦ ـ ومن كتاب فضائل الشيعة للصدوق رحمه‌الله بإسناده عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال لشيعة : دياركم لكم جنة ، وقبور كم لكم جنة ، للجنة خلقتم ، وإلى الجنة تصيرون.

٢٧ ـ وبإسناده عن الصباح بن سيابة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الرجل ليحبكم ومايدري ماتقولون فيدخله الله الجنة ، وإن الرجل ليبغضكم وما يدري ما تقولون فيدخله الله النار.

٢٨ ـ وبإسناده عن ميسر قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : لا يرى منكم في النار اثنان لا والله واحد ، قال : قلت فأن ذامن كتاب الله؟ فأمسك عني هنيئة ، قال : فإني معه ذات يوم في الطواف إذقال : يا ميسر اليوم اذن لي في جوابك عن مسألتك كذا ، قال : قلت : فأين هو من القرآن؟ قال : في سورة الرحمن وهو قول الله عزوجل : « فيومئذ لا يسئل عن ذنبه منكم إنس ولا جان » هكذا نزلت ، وغيرها ابن أروى.

٢٩ ـ ين : فضالة ، عن القاسم بن بريد ، عن محمد بن مسلم قال : سألت أباعبدالله عليه‌السلام عن الجهنميين ، فقال : كان أبوجعفر عليه‌السلام يقول : يخرجون منها فينتهى بهم إلى عين عند باب الجنة تسمى عين الحيوان فينضح عليهم من مائها ، فينبتون كما تنبت الزرع ، تنبت لحومهم وجلودهم وشعورهم.

٣٠ ـ ين : فضالة ، عن عمربن أبان ، عن آدم أخى أيوب ، عن حمران قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إنهم يقولون : لا تعجبون من قوم يزعمون أن الله يخرج قوما من النار فيجعلهم من أصحاب الجنة مع أوليائه؟ فقال : أما يقرؤن قول الله تبارك وتعالى : « ومن دونهما جنتان » إنها جنة دون جنة ، ونار دون نار ، إنهم لا يساكنون أولياء الله ، وقال : بينهما والله منزلة ولكن لا أستطيع أن أتكلم ، إن أمرهم لاضيق من الحلقة إن القائم لو قام لبداء بهؤلاء.

بيان : قوله عليه‌السلام : إن أمرهم أي المخالفين. لاضيق من الحلقة أي الامر في الآخرة مضيق عليهم لا يعفى عنهم كما يعفى عن مذنبي الشيعة ، ولو قام القائم بدأ

٣٦٠