قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٥ ]

343/615
*

فالجواب : هو مذكور في قوله : (وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ) (و) (١) لكن لم يصرح باسمه ؛ لأنه كان بين فضله معه بهبته الأولاد والأحفاد ، فذكر من الأولاد واحدا وهو الأكبر ، ومن الأحفاد واحدا كما يقول القائل : إن السلطان في خدمته الملوك والأمراء ، والملك الفلاني ، والأمير الفلاني ، ولا يعدد الكل لأنه ذكر ذلك الواحد لبيان الجنس لا لخصوصه ، ولولا ذكر غيره لفهم منه التعديد ، واستيعاب الكل فيظنّ أنه ليس معه غير المذكور.

فإن قيل : إن الله تعالى لما جعل في ذريته النبوة أجابه لدعائه ، والوالد يجب أن يسوي بين ولده فكيف صارت النبوة في ولد «إسحاق» أكثر من النبوة في أولاد إسماعيل؟ فالجواب : أن الله تعالى قسم الزمان من وقت إبراهيم إلى (يوم) (٢) القيامة قسمين والناس أجمعين ، فالقسم الأول من الزمان بعث الله تعالى (فيه) (٢) أنبياء فيهم فضائل جمّة ، وجاءوا تترى واحدا بعد واحد ، ومجتمعين في عصر واحد كلهم من ورثة إسحاق عليه‌السلام (٣) ، (ثم في القسم الثاني من الزمان أخرج من ذرية ولده إسماعيل واحدا اجتمع فيه ما كان فيهم وأرسله إلى كافة الخلق وهو محمد عليه‌السلام) (٤) وجعله خاتم النبيين ، وقد دام الخلق على دين إسماعيل أكثر من أربعة آلاف سنة ، ولا (٥) يبعد أن يبقى الخلق على دين ذرية إسماعيل مثل ذلك المقدار.

قوله تعالى : (وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (٢٨) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٩) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ)(٣٠)

قوله تعالى : (وَلُوطاً) إعرابه كإعراب إبراهيم (٦)(إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ) أإنكم» قرأ أبو عمرو ، وحمزة والكسائي وأبو بكر «أئنّكم» بالاستفهام (٧) ، وقرأ الباقون (٨) بلا استفهام ، واتفقوا على استفهام الثانية (لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ) وهو إتيان الرجال ، (ما سَبَقَكُمْ بِها) يجوز

__________________

(١) ساقط من ب.

(٢) ساقط من ب.

(٣) انظر : التفسير الكبير للفخر الرازي ٢٥ / ٥٥ ، ٥٦.

(٤) ما بين المعقوفين ساقط من ب.

(٥) في ب : ولم يبعد «بلم الجازمة».

(٦) تقدم أن إعراب «إبراهيم» النصب عطفا على «نوحا» أو بإضمار «اذكر» أو عطفا على «هاء» أنجيناه أو الرفع على الابتداء وتقدير الخبر أي «ومن المرسلين إبراهيم» وعلى ذلك فكلمة «لوط» يجوز أن تعرب بالنصب ، أو الرفع ، بالنصب عطفا على «إبراهيم» ، أو بإضمار اذكر ، والرفع على الابتداء وتقدير الخبر.

(٧) انظر : السبعة لابن مجاهد ٥٠٠ ، والحجة لابن خالويه ٢٨٠ ، والنشر ٢ / ٣٤٣ ، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج ٤ / ٢٥٥.

(٨) وهم ابن كثير ، ونافع ، وابن عامر وحفص عن عاصم وكان ابن كثير يستفهم بغير مد ، وحفص عن ـ