أي منهما تارة أموت منها.
الرابع : أن التقدير : ومن آياته سحاب أو شيء يريكم ؛ فيريكم صفة لذلك المقدر ، وفاعل «يريكم» ضمير يعود عليه (١) بخلاف الوجه قبله ، فإن الفاعل ضمير الباري تعالى.
فصل
المعنى يريكم البرق خوفا للمسافرين من الصواعق ، وطمعا للمقيمين في المطر ، وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
فصل
قدم لوازم الأنفس على العوارض المفارقة (حيث (٢) ذكر أولا اختلاف الألسنة (٣) والألوان ثم المنام والابتغاء ، وقدم في الآفاق العارضة المفارقة) على اللوازم حيث قال : (يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ) عليكم» وذلك لأن الإنسان متغير الحال (٤) ، فالعوارض فيها أغرب من اللوازم فقدم ما هو عجيب لكونه أدخل في كونه «آية» فإن الإنسان يتغير حاله بالكبر والصغر والصحة والسقم فله صوت يعرف به لا يتغير وله لون يتميز به عن غيره ، وهو متغير (٥) بذلك في الأحوال وذلك لا يتغير وهو آية عجيبة والسماء (والأرض (٦)) ثابتان لا يتغيران ثم نرى في بعض الأحوال أمطارا هاطلة ، وبروقا هائلة والسماء كما كانت والأرض كما كانت وذلك آية تدل على فاعل مختار يديم أمرا مع تغير المحلّ ويزيل أمرا مع ثبات المحلّ.
فصل
كما قدم السماء على الأرض قدم ما هو من السماء وهو البرق والمطر على ما هو من الأرض وهو الإنبات والإحياء وكما أن في إنزال المطر وإنبات الشجر منافع كذلك في تقديم الرعد والبرق على المطر منفعة وهي أن البرق إذا لاح فالذي لا يكون تحت كنّ (٧)
__________________
ـ وقد تقدم.
والبيت من الطويل ، وقائله تميم من مقبل ، وشاهده : حذف الموصوف وإبقاء صفته لدلالة ما قبله عليه والأصل : وتارة أموت فيها وتارة أخرى أكدح فيها انظر : ديوانه (٢٤) والكتاب ٢ / ٣٤٦ ومعاني الفراء ٢ / ٣٢٣ والقرطبي ١٤ / ١٨ والمقتضب ٢ / ١٣٦ والهمع ٢ / ١٢٠ والمحتسب ١ / ٢١٢ والطبري ٢١ / ٢٢ والخزانة ٥ / ٥٥ ـ ٥٩ والكامل ٣ / ١٧٩ ومعاني القرآن للزجاج ٢ / ٢٤٨ و ٤ / ١٨٢. وانظر في إعراب هذا الوجه وما قبله الدر المصون ٤ / ٣٢٠ والتبيان ١٠٣٨ و ١٠٣٩ والبيان ٢ / ٢٥٠.
(١) انظر هذا الوجه في الدر المصون ٤ / ٣٢٠ والتبيان ١٠٣٩.
(٢) من هنا ساقط من «ب».
(٣) ساقط من «ب».
(٤) في تفسير الفخر الرازي : والعوارض له غير بعيدة ، وأما اللوازم فيه فقريبة.
(٥) في «ب» يتغير.
(٦) ساقط من «ب».
(٧) الكنّ مفرد الكنون وهو البيت اللسان «ك ن ن» ٩٤٢.