(فَما (١) كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ) ، أي : يتطهرون من هذا الصنيع الفاحش (٢). وقيل : قالوا ذلك على وجه الهزء (٣).
(فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها) قضينا عليها وجعلناها بتقديرنا (مِنَ الْغابِرِينَ) ، أي : الباقين في العذاب ، و (أَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً) ، وهو الحجارة (فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ)(٤).
قوله تعالى : (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (٥٩) أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ)(٦٠)
قوله تعالى (٥) : (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) الآية ، العامة على كسر لام قل ، لالتقاء الساكنين ، وأبو السمال بفتحها (٦) تخفيفا ، وكذا في قوله : (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ) [النمل : ٩٣] ، (وَسَلامٌ) : مبتدأ ، سوّغ الابتداء به كونه دعاء.
فصل
المعنى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) على هلاكهم ، وهذا خطاب لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أمر أن يحمد الله على هلاك كفار الأمم الخالية ، و (سَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى) بأن أرسلهم ونجّاهم (٧). وقيل : هذا كلام مبتدأ ، فإنه تعالى لما ذكر أحوال الأنبياء ـ عليهمالسلام (٨) ـ وكان محمد ـ عليهالسلام (٩) ـ كالمخالف لمن قبله ـ في العذاب ؛ لأن عذاب الاستئصال مرتفع عن قومه ـ أمره الله تعالى بأن يشكر ربّه على ما خصّه به من هذه النعم ، وبأن يسلم على الأنبياء الذين صبروا على مشاق الرسالة (١٠).
قوله : (وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى) قال مقاتل : هم الأنبياء والمرسلون ، بدليل قوله تعالى : (وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ)(١١) [الصافات : ١٨١]. وقال ابن عباس ـ في رواية أبي مالك ـ هم أصحاب محمد ـ صلىاللهعليهوسلم (١٢) ـ وقال الكلبي : هم أمة محمد (١٣). وقيل : هم كل المؤمنين من السابقين واللاحقين (١٤).
__________________
(١) في النسختين : وما.
(٢) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ٢٠٤.
(٣) المرجع السابق ٢٤ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥.
(٤) انظر البغوي ٦ / ٢٩٤.
(٥) تعالى : سقط من ب.
(٦) انظر تفسير ابن عطية ١١ / ٢٢٤ ، البحر المحيط ٧ / ٨٨.
(٧) انظر البغوي ٦ / ٢٩٤.
(٨) في ب : عليهم الصلاة والسلام.
(٩) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(١٠) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ٢٠٥.
(١١) انظر البغوي ٦ / ٢٩٤ ـ ٢٩٥.
(١٢) انظر البغوي ٦ / ٢٩٥.
(١٣) المرجع السابق.
(١٤) المرجع السابق.