والألف زائدة ، والهمزة أصلية عكس الأول (١). وأمال (٢) حمزة «آتيك» في الموضعين من هذه السورة بخلاف عن خلاد (٣).
فصل
قوله : (قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ) أي : مجلسك الذي تقضي فيه ، قال ابن عباس : كان له في (٤) كل غداة مجلس يقضي فيه إلى انتصاف النهار (٥) ، (وَإِنِّي عَلَيْهِ) على حمله ، (لَقَوِيٌ (٦) أَمِينٌ) به على ما فيه من الجواهر ، فقال سليمان : أريد أسرع من هذا ، ف (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) ، فقيل : هو جبريل ـ عليهالسلام ـ وقيل : ملك من الملائكة أيد الله به نبيه سليمان ـ عليهالسلام (٧) ـ وقال أكثر المفسرين : هو آصف بن برخياء ، وكان وزير سليمان (٨) ، وكان صديقا يعلم اسم الله الأعظم ، إذا دعا به أجيب ، وقيل : بل هو سليمان نفسه (٩) ، والمخاطب هو العفريت الذي كلمه ، وأراد سليمان ـ عليهالسلام (١٠) ـ إظهار معجزة ، فتحداهم أولا ، ثم بين للعفريت أنه يتأتى له من سرعة الإتيان بالعرش ما لا يتهيأ للعفريت (١١).
(قال محمد بن المنكدر (١٢) : إنما هو سليمان قال له عالم من بني إسرائيل آتاه الله علما وفهما : (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) ، قال سليمان : هات ، قال : أنت النبي ابن النبي ، وليس أحد أوجه عند الله منك ، فإن دعوت الله وطلبت إليه كان عندك ، قال : صدقت ، ففعل ذلك ، فجيء بالعرش في الوقت (١٣). وضعف السهيلي ذلك بأته لا يصح من سياق الكلام) (١٤)(١٥) ، قال ابن الخطيب : وهذا القول أقرب لوجوه :
الأول : أن لفظة «الذي» موضوعة في اللغة للإشارة إلى شخص معين عند محاولة تعريفها بقضية (١٦) معلومة ، والشخص المعروف بأنه عنده علم من الكتاب هو سليمان ـ عليهالسلام ـ فوجب انصرافه إليه أقصى ما في الباب أن (١٧) يقال : كان آصف كذلك
__________________
(١) انظر الكشاف ٣ / ١٤٣ ، تفسير ابن عطية ١١ / ٢١٠ ، التبيان ٢ / ١٠٠٩ ، البحر المحيط ٧ / ٧٦.
(٢) في ب : وأما. وهو تحريف.
(٣) السبعة (٤٨٢) ، الإتحاف (٣٣٧).
(٤) في : سقط من ب.
(٥) انظر البغوي ٦ / ٢٨٣.
(٦) في ب : القوي. وهو تحريف.
(٧) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(٨) في ب : سليمان عليه الصلاة والسلام.
(٩) نفسه : سقط من ب.
(١٠) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(١١) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ١٩٧.
(١٢) هو محمد بن المنكدر بن عبد الله القرشي التيمي ، أبو عبد الله المدني ، أحد الأئمة الأعلام ، أخذ عن عائشة وأبي هريرة ، وغيرهما ، وأخذ عنه زيد بن أسلم ، ويحيى الأنصاري والزهري ، وغيرهم ، مات سنة ١٣٠ ه. خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ٢ / ٤٦٠ ـ ٤٦١.
(١٣) انظر البغوي ٦ / ٢٨٣ ـ ٢٨٤.
(١٤) انظر القرطبي ١٣ / ٢٠٥.
(١٥) ما بين القوسين سقط من ب.
(١٦) في ب : لقضية.
(١٧) أن : سقط من ب.