محيصن وأبو رجاء : بكسر اللام (١) وهي لغة العالية ، والمضارع من هذا يضلّ بالفتح ، وقرأ علي وأبو حي (وة) (٢) «ضلّلنا» بضم الضاد وكسر اللام المشددة من «ضلّله» بالتشديد (٣) ، وقرأ عليّ أيضا وابن عباس والحسن والأعمش وأبان بن سعيد : «صللنا» بصاد مهملة ، ولام مفتوحة ، وعن الحسن أيضا صللنا بكسر اللام. وهما لغتان (٤) ، يقال : صلّ اللحم بفتح الصاد وكسرها لمجيء الماضي مفتوح العين ومكسورها ، ومعنى صلّ اللّحم أنتن وتغيّرت رائحته ويقال أيضا : أصلّ بالألف قال :
٤٠٦٤ ـ تلجلج مضغة فيها أنيض |
|
أصلّت فهي تحت الكشح داء (٥) |
وقال النحاس : لا يعرف في (٦) اللغة «صللنا» ولكن يقال : صلّ اللّحم وأصلّ ، وخمّ وأخمّ وقد عرفها غير أبي جعفر (٧).
فصل
قال في تكذيبهم بالرسالة : (أَمْ يَقُولُونَ) بلفظ المستقبل وقال في تكذيبهم بالحشر : «وقالوا» بلفظ الماضي ؛ لأن تكذيبهم بالرسالة لم يكن قبل وجوده ، وإنما كان حال وجوده فقال : «يقولون» يعني هم فيه. وأما إنكار الحشر فكان سابقا صادرا منهم ومن آبائهم فقال : (وَقالُوا) وصرح بقولهم في الرسالة فقال : (أَمْ يَقُولُونَ) وفي الحشر فقال : (وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا) ولم يصرح بقولهم في الوحدانية ؛ لأنهم كانوا مصرين في جميع الأحوال على إنكار الحشر والرسالة وأما الوحدانية فكانوا يعترفون بها في بعض الأحوال في قوله : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ) [لقمان : ٢٥] فلم يقل : قالوا إن الله ليس بواحد وإن كانوا قالوه في الظاهر.
__________________
(١) ذكرها ابن خالويه في مختصره ١١٧ ، وانظر أيضا إعراب القرآن للنحّاس ٤ / ٢٩٣ والبحر ٧ / ٢٠٠ ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج ٤ / ٢٠٥ ومعاني القرآن للفراء ٢ / ٣٢١.
(٢) تصحيح لأبي حيوة فكانت في كلتا النسختين «حياة».
(٣) مختصر ابن خالويه أيضا وهي قراءة شاذة ١١٧ وانظر أيضا معاني الفراء ٢ / ٢٣١ ومعاني الزجاج ٤ / ٢٠٥ وإعراب القرآن للنحاس ٣ / ٢٩٣ والمحتسب ٢ / ١٧٤.
(٤) انظر : إعراب القرآن للنحاس ٤ / ٢٩٣ ومعاني الفراء ٢ / ٢٣١ ومعاني الزجاج ٤ / ٢٠٥.
(٥) من تمام الوافر لزهير بن أبي سلمى ، والشاهد فيه «أصلّ» حيث جاء الفعل بهمزة وهو معنى الفعل الثلاثي «صلّ» فالمعنى واحد وهو التغير والتنتّن. وانظر : اللسان مادة : «ص. ل. ل» ٢٤٨٧ والمحتسب ٢ / ١٧٤ وكامل المبرد ١ / ١٤ وديوانه ٨٣ ، والأنيض مصدر لقولنا : أنض اللحم يأنض إذا تغير.
(٦) انظر : إعراب القرآن للنحاس ٣ / ٢٩٣.
(٧) هذا كلام الشارح أي إنها عرفت لدى العلماء على خلاف زعم أبي جعفر النحاس ووجهة نظر النحاس أن السماع هو المعمول عليه ولذلك قال : سمع صللنا بالفتح ، وانظر : الدر المصون ٤ / ٣٥٨ والبحر المحيط ٧ / ٢٠٠.