أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (٥) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)(٦)
بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى (١) : (نَتْلُوا عَلَيْكَ) يجوز أن يكون مفعول «نتلو» محذوفا دلّت عليه صفته وهي : (مِنْ نَبَإِ مُوسى) (تقديره : نتلو عليك شيئا من نبأ موسى (٢) ، ويجوز أن تكون «من» مزيدة على رأي الأخفش أي : نتلو عليك نبأ موسى) (٣).
قوله : «بالحقّ» يجوز أن يكون حالا من فاعل «نتلو» ، أو (٤) من مفعوله ، أي نتلو عليك بعض خبرهما متلبسين أو متلبسا بالحق (٥) أو متعلقا (٦) بنفس «نتلو» بمعنى : نتلوه بسبب الحق و (٧) «لقوم» متعلق بفعل التلاوة أي : لأجل هؤلاء. و «يؤمنون» يصدقون ، وخصّهم بالذكر لأنهم قبلوا وانتفعوا (٨).
قوله : (إِنَّ فِرْعَوْنَ) هذا هو المتلوّ جيء به في جملة مستأنفة (٩) مؤكدة (١٠).
وقرىء «فرعون» بضم الفاء وكسرها ، والكسر أحسن (١١) وهو الفسطاط (١٢) ، (عَلا فِي الْأَرْضِ) استكبر وتجبّر (وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً) فرقا وأصنافا في الخدمة والتسخير ، يتبعونه على ما يريد ويطيعونه (١٣).
قوله : يستضعف (١٤) يجوز فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه مستأنف بيان لحال الأهل الذين جعلهم فرقا وأصنافا.
الثاني : أنه حال من فاعل «جعل» أي : جعلهم كذا حال كونه (١٥) مستضعفا طائفة منهم.
الثالث : أنه صفة ل «طائفة» (١٦).
قوله : (يُذَبِّحُ) يجوز فيه الثلاثة الأوجه : الاستئناف تفسيرا ل «يستضعف» (١٧). أو
__________________
(١) تعالى : سقط من ب.
(٢) انظر التبيان ٢ / ١٠٢٦.
(٣) ما بين القوسين سقط من ب.
(٤) في ب : و.
(٥) انظر التبيان ٢ / ١٠١٦ ، البحر المحيط ٧ / ١٠٤.
(٦) في النسختين : «متعلق» والصواب ما أثبت.
(٧) و : سقط من ب.
(٨) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ٢٢٥.
(٩) في ب : مبتدأ.
(١٠) انظر الكشاف ٣ / ١٥٦.
(١١) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ٢٢٥.
(١٢) في ب : الفسطاس.
(١٣) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ٢٢٥.
(١٤) في ب : ويستضعف.
(١٥) في ب : كون.
(١٦) الصواب أنه صفة ل «شيعا». انظر الأوجه الثلاثة في الكشاف ٣ / ١٥٧. التبيان ٢ / ١٠١٦ ، البحر المحيط ٧ / ١٠٤.
(١٧) قال الزمخشري : (و «يذبح» بدل من «يستضعف») الكشاف ٣ / ١٥٧.