أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) قال : أوفوا بطاعتي أوف لكم بالجنّة (١).
[٢ / ١٥١٨] وأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال : عهده إلى عباده : دين الإسلام أن يتّبعوه (أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) يعني الجنّة (٢).
[٢ / ١٥١٩] وعن السدّي قال : أمّا (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي) : فما عهدت إليكم في الكتاب. وأمّا (أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) : فالجنّة ، عهدت إليكم أنّكم إن عملتم بطاعتي أدخلتكم الجنّة! (٣).
[٢ / ١٥٢٠] وعن ابن زيد قال : أوفوا بأمري أوف بالذي وعدتكم ، وقرأ (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ) حتّى بلغ (وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ)(٤) قال : هذا عهده إليكم الّذي عهده لهم (٥).
[٢ / ١٥٢١] وروي عن الإمام أبي محمّد العسكري عليهالسلام ، قال : «قال الله ـ عزوجل ـ : (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ) ، لمّا بعثت محمّدا وأقررته في مدينتكم ولم أجشّمكم الحطّ والترحال إليه وأوضحت علاماته ودلائل صدقه لئلّا يشتبه عليكم حاله (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي) الّذي أخذته على أسلافكم أنبياؤكم وأمروا أن يؤدّوه إلى أخلافهم ، ليؤمننّ بمحمّد العربيّ القرشيّ الهاشميّ ، المبان بالآيات ، والمؤيّد بالمعجزات الّتي منها : أن كلّمته ذراع مسمومة ، وناطقه ذئب ، وحنّ عليه عود المنبر ، وكثّر الله له القليل من الطعام ، وألان له الصلب من الأحجار ، وصلّب له المياه السيّالة ، ولم يؤيّد نبيّا من أنبيائه بدلالة إلّا جعل له مثلها أو أفضل منها. والّذي جعل من أكبر أوليائه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، شقيقه ورفيقه ، عقله من عقله وعلمه من علمه وحلمه من حلمه ، مؤيّد دينه بسيفه الباتر بعد أن قطع المعاذير للمعاندين بدليله القاهر ، وعلمه الفاضل وفضله الكامل. (أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) الّذي أوجبت لكم به نعيم الأبد في دار الكرامة ومستقرّ الرحمة. (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) في مخالفة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنّي القادر على صرف بلاء من يعاديكم على موافقتي ، وهم لا يقدرون على صرف انتقامي عنكم إذا آثرتم مخالفتي» (٦).
__________________
(١) الدرّ ١ : ١٥٤ ؛ العظمة ٢ : ٥٣٠ ـ ٥٣١ / ١٨٤.
(٢) الطبري ١ : ٣٥٧ / ٦٧٤.
(٣) المصدر / ٦٧٥.
(٤) التوبة ٩ : ١١١.
(٥) الطبري ١ : ٣٥٨ / ٦٧٨ ؛ أبو الفتوح ١ : ٢٣٩.
(٦) البرهان ١ : ٢٠٠ ـ ٢٠١ / ١ ؛ تفسير الإمام : ٢٢٧ ـ ٢٢٨ / ١٠٧ ؛ كنز الدقائق ١ : ٣٩٥ ـ ٣٩٦ ؛ تأويل الآيات ١ : ٥٠ ـ ٥١ / ٢٥ ؛ البحار ٩ : ١٧٨ / ٦.