حتى تبدوا أفئدتهم (١) ؛ فإذا كان هذا في أعوانهم ، فكيف حكم أعيانهم. وقال الله تعالى : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ) .. الآية [الصافات : ٢٢].
جاء في الحديث : «أنّهم يحشرون حتى من برا لهم قلما ، فيؤمر بهم إلى النّار». وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين الظلمة وأعوان الظلمة ، وأشباه الظلمة حتى من برا لهم قلما ، أو لاق (٢) لهم دواة ، فيجمعون في تابوت من حديد ، ثم يرمى بهم في جهنم». وعن ابن عمر عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «لردّ دانق من حرام يعدل عند الله سبعين حجّة مبرورة» (٣).
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «يؤتى بالظالم يوم القيامة ـ ويداه مغلولتان حتى يكون عدله الذي يفكّه ، وجوره الذي يوبقه». وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ومن مطل غريمه وهو يقدر على أداء حقّه فعليه عن كلّ يوم مطله لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وقال الله سبحانه في الزبور : يا داود ما يؤمّن الظّالم أن أقصمه في الساعة التي ظلم فيها ، فإذا رأيت منكرا فغيّره. يا داود من عظّم فاسقا أو قرب من فاسق حشرته معه إلى سجّين.
وقال نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ألا (٤) من مدح فاسقا ذهب ماء وجهه ، ألا ومن مشى مع ظالم ـ وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الدّين ، ألا ومن كثّر سواد قوم فهو منهم ، ألا ومن تشبّه بقوم فهو منهم». وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من سوّد علينا
__________________
(١) الأحكام ٢ / ٥٣٨. وأمالي أحمد بن عيسى ٣ / ٣٥٢.
(٢) لاق : هزّ.
(٣) أبو طالب في أماليه ص ٣٩٧.
(٤) في (ب) بحذف ألا.