التناقض والتعارض وحالات القيامة ومواقفها. وفي هذه الزّبدة إشارة إلى هداية المسترشدين والله الهادي.
وأما شهادة الشهود : فمن ذلك شهادة الأرض ، قال تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها) [الزلزلة : ١] ، إلى قوله : (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) [الزلزلة : ٤]. وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «أتدرون ما أخبارها»؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : «أخبارها أن تشهد على كلّ عبد وأمة بما عمل على ظهرها (١) ، تقول : عمل كذا وكذا ، يوم كذا وكذا (٢).
وقال تعالى : (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) [الزلزلة : ٥] ، أي أذن لها أن تخبر بما عمل عليها (٣). وفي آخر حديث عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «وتحفّظوا من الأرض فإنها أمكم ، وليس أحد يعمل عليها خيرا أو شرا إلا وهي مخبرة به» (٤).
ومنها شهادة الجوارح وهي معلومة على الجملة ضرورة ، وذلك يوم ختم الأفواه. قال تعالى : (حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ* وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) الآية (٥) [فصلت : ٢٠ ـ ٢١]. وقال تعالى :
__________________
(١) في (ب) : ظاهرها.
(٢) أخرجه أحمد ٣ / ٣١٠ رقم ٨٨٧٦. والترمذي ٤ / ٥٣٥ رقم ٢٤٢٩ وصححه. والنسائي في تفسيره ٢ / ٥٤٤. والحاكم ٢ / ٥٣٢ وقال صحيح ولم يخرجاه ، وسكت عنه الذهبي ، عن أبي هريرة.
(٣) جامع البيان ١٥ / ٣٣٨ ، وتفسير الخازن البغوي ٦ / ٤٧٧.
(٤) الطبراني في الكبير ٥ / ٦٥ رقم ٤٥٩٦ باختلاف يسير بلفظ : «استقيموا ونعمّا إن استقمتم ، وحافظوا على الوضوء ، فإن خير أعمالكم الصلاة وتحفظوا من الأرض ... الحديث
(٥) تمام الآية : (وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ، وفي (ب) ذكر الآية الثانية (وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ).