مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) ... الآية [الحج : ٤١].
وهما بلا إشكال بهذه الصفة ، بخلاف معاوية وولده يزيد ؛ فإنهما لم يكونا بهذه الصفة ، فوجب كون الحسن والحسين (ع) إمامين ، ولزم القضاء بكونهما أولى بالامامة وأجدر بفضيلة الزعامة.
ويدل على ذلك أيضا قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) الآية [الطور : ٢١] ، وهما سلام الله عليهما ممن آمن أهلهما واتّبعاهم بإيمان ، وقفياهم بإحسان فلحقا بهم ، وقد استحق أبواهما محمد وعلي (ع) الإمامة ، وقد شرك الحسن والحسين (ع) في شروط استحقاق أبويهما (ع) الإمامة فوجب أن يلحقا بهما في استحقاقها والقيام بها.
وأما السنة : فقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ، وأبو هما خير منهما» (١) ، ولا شبهة في كون هذا الخبر مما تلقته الأمة بالقبول ، وبلغ حد التواتر (٢) ؛ فصح الاحتجاج به ، وهو نص صريح في إمامتهما ، وإشارة قوية إلى إمامة أبيهما أمير المؤمنين عليهالسلام ؛ إذ لا يكون أحد من الرعية خيرا من الإمام بالإجماع ؛ فإذن لا يكون خيرا من الإمام إلّا إمام.
__________________
(١) حديث متلقى بالقبول عند آل محمد عليهمالسلام وقد أجمعوا على صحته كما ذكره في لوامع الأنوار ٣ / ٣٧. ومجموع رسائل الإمام الهادي ١٩٥ ، وأخرجه المؤلف في شفاء الأوام ٣ / ٤٩٧ ، والإمام عبد الله بن حمزة في الشافي ٣ / ١٥١ ، ٤ / ٧٩. والطبرسي في مجمع البيان ٢ / ٣١١. وعلل الشرائع للصدوق ١ / ٢٤٨ وساق سنده إلى الحسن بن علي (ع).
(٢) لعله يريد بالتواتر : اشتهاره على ألسنة أهل البيت عليهمالسلام حتى لا يحتاج إلى نظر فيمن رواه. والله أعلم.