المرتضى ، عن
الإمام محمد بن سليمان ، عن الإمام الواثق بالله المطهر ، عن والده المهدي لدين الله
محمد ، عن والده الإمام (المظل بالغمام) المطهر بن يحيى ، عن المؤلف الحسين بن بدر
الدين.
وعن الوالد العالم
المحقق المجاهد السيد بدر الدين بن أمير الدين الحوثي. وقد أجازني إجازة عامة.
كلمة عن الكتاب :
من المعروف أن
المذهب الزيدي يتربّع على قمة المذاهب والمدارس الإسلامية المتسامحة والمنفتحة ،
وهو المذهب الفاتح لباب الاجتهاد ، رغم إغلاقه في العصور المظلمة ، بل هو الموجب
للاجتهاد على كل قادر عليه ، وهو مذهب يحافظ على حرية الفكر والبحث في الحدود التي
سمح بها الإسلام ، أي في المسائل التي لها دليل أو شبهة دليل. وها هي عبارة الإمام
المهدي في مقدمة الأزهار تقول :
التقليد في
المسائل الفرعية العلمية الظنية والقطعية جائز لغير المجتهد لا له ، ولو وقف على
نص أعلم منه ، ولا في عملي يترتب على علمي كالموالاة والمعاداة.
ومما يميز علماء
الزيدية عن غيرهم خصوصيتهم بأئمة آل البيت وحفظ تراثهم وعدم إغفالهم آراء
واجتهادات أئمة المذاهب المشهورة ، وغيرهم من سلف الأمة وخلفها. وقد استوعبت خزائن
كتبهم مؤلفات العلماء المشهورين قاطبة ؛ لكن تراث الزيدية وكنوز مخطوطاتهم لم
يتيسر لعلماء المسلمين الاطّلاع عليه ، إلا القليل النادر ؛ للأسباب التالية : ـ
١
ـ ملاحقة أئمة
المذهب الزيدي وشيعتهم من قبل الدولة الأموية ثم العباسية بسبب مناهضتهم للانحراف
، وخروجهم على الظلمة ؛ فتسبب ذلك في قتلهم وتشريدهم واختفائهم ، وصاروا جبهة
معارضة يكرهها الملوك ، ويرونها خطرا عليهم ، وتنغيصا للذاتهم ، وكبحا لجماع شهواتهم
؛ فتعاملوا مع الزيدية بقسوة ووحشية ، ونفّروا العامة عنهم ، ورسّخوا في أذهانهم
كراهة هؤلاء حتى وإن