ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) [البقرة : ٢٠٧] (١).
قال ابن عباس نزلت هذه الآية في علي حين بات على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وقتل أمير المؤمنين عليهالسلام سبعين رجلا من صناديد قريش.
وذكر الشيخ أبو القاسم البستي رحمهالله في كتاب المراتب في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام أنه قتل يوم بدر سبعة وستّين رجلا بحضرة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) في ذلك اليوم ، قال الشيخ : وليس في العادة أن يقوى بنو جنسنا على هذه العدة من القتل ، قال : فهو كالمعجز. وروى علماء
__________________
(١) انظر شواهد التنزيل ١ / ٩٦. وأسد الغابة ٤ / ٩٨ نقلا عن الثعلبي. وتفسير الألوسي ٢ / ١٤٦. ومجمع البيان للطبرسي ج ٢ ص ٥٦. وتفسير القرطبي مج ٢ ج ٣ / ١٦. والأعقم ٤٥. وتفسير الرازي ٣ / ٢٢٢ ..
(٢) المشهور أنه عليهالسلام قتل ثلاثة وعشرين رجلا ، وشارك في آخرين ، وقتلى المشركين كلهم سبعون. وقد علق الوالد : مجد الدين المؤيدي حفظه الله في هامش نسخته التي رمزنا إليها بالحرف (ب) قائلا : لم يكن القتلى يوم بدر كلهم إلا نحو هذا العدد ، فما الذي بقي لحمزة بن عبد المطلب ولعبيدة بن الحارث ولسائر الأبطال من المهاجرين والأنصار ، ويا ليت الأمير الحسين نزه كتابه هذا العظيم عن أمثال هذه الروايات السخيفة التي هي من روايات القصاص الذين لا يبالون ما يروون ، وفي فضائل أمير المؤمنين (ع) المعلومة الصحة ما يغني ويكفي ، فإنا لله وإنا إليه راجعون. ومثل هذا قصة البساط ، والمنجنيق وقتل عامر ابن الطفيل وغير ذلك مما لا أصل له ولا صحة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ، ولأن مكن الله من نسخ هذا الكتاب المفيد الفريد وطبعه لأزيلن منه ما لا أصل له من أمثال هذه الروايات التي لا أصل لها والله ولي التوفيق. انتهى كلامه بلفظه.
أقول : ولم يمنعنا من حذف مثل هذا إلا أمانة النقل ، ولا يخلو كتاب من هفوات ونحن في المدرسة الزيدية العظيمة تستند في الحكم على صحة الروايات على كتاب الله وعلى العقل ثم ما تواتر وصح ورواه الأئمة العدول ، علما بأن أحاديث الفضائل غالبا ما تسرد على وجه التسامح ، وقد اجتهدنا في إسناد كل شاردة وواردة خدمة للقرآن العظيم وإبرازا لالتزام علماء الزيدية خاصة بالإنصاف والتقيد بالحق لا تأخذهم في الله لومة لائم ، والله من وراء القصد.