بجنبي. وكلّ ذلك اعتراف من عمر بكون أمير المؤمنين عليهالسلام أعلم منه.
وقد ذكر العلماء (رض) رجوع عمر إلى أمير المؤمنين عليهالسلام في ثلاث وعشرين حكومة.
وذكره أيضا أبو القاسم البستي (١) رحمهالله. وكيف يقاس عمر بعلي عليهالسلام ، ولعمر في الجدّ والجدّة سبعون قضية (٢) ، ثم يقول : يا ليتني سألت رسول الله عن حكم الجدّة. وقد شهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام بأنه أعلم الصحابة ؛ فقال [صلىاللهعليهوآلهوسلم] : «عليّ أعلمكم علما وأقدمكم سلما».
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أقضاكم عليّ» (٣) ؛ ولا يكون المرء قاضيا إلا وهو من أهل الاجتهاد. وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم في علي عليهالسلام : هو عيبة (٤) علمي ، ولو أنّ رجلا عبد الله ألف سنة حتى صار كالحنايا ، وصام حتى صار كالوتر ، وعبد الله بين الرّكن والمقام ، ثم لقي الله وفي قلبه بغض عليّ لكبّه الله على وجهه».
قال أبو القاسم البستي : قال قاضي القضاة رحمة الله عليهما جميعا :
__________________
في هامشه ما يدل على تواتره.
(١) هو إسماعيل بن علي بن أحمد البستي. أحد أساطين الشيعة ، حافظ المذهب وشيخ الزيدية في العراق ، من أصحاب المؤيد بالله ، أخذ على القاضي عبد الجبار متكلم. ناظر أبا بكر الباقلاني فقطعه ، وكان القاضي يعظمه توفي في حدود العشرين. وله الموجز وكتاب التحقيق في التكفير والتفسيق مجلد ، والمراتب في مناقب أهل البيت ، والباهر على مذهب الناصر. ينظر مطلع البدور (خ). وتراجم الرجال ص ٧.
(٢) أخرجه البيهقي ٦ / ٢٤٥ عن عبيده قال : إني لأحفظ عن عمر في الجد مائة قضية كلها ينقض بعضها بعضا ، وقال الزمخشري : وكان عمر يفتي كثيرا بالحكم ثم ينقضه ويفتي بضده وخلافه ، وقضى في الجد مع الأخوة قضايا كثيرة مختلفة ثم خاف من الحكم في هذه المسألة فقال : من أراد أن يقتحم جهنم فليقل في الجد برأيه.
(٣) في البخاري في كتاب التفسير في قوله تعالى : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ..) ٤ / ١٦٢٨ برقم ٤٢١١ عن عمر قال : أقرؤنا أبيّ ، وأقضانا عليّ .. والمستدرك ٣ / ٣٠٥.
(٤) وعاء من جلد يوضع فيه الثياب. ومن الرجل موضع سرّه. القاموس ص ١٥٢.