من لم تكن له وسيلة ، وإن دينه خير الأديان ، وشرائعه أسهل الشرائع ، وأتباعه خير أتباع المرسلين ، وإنّ بين كتفيه خاتم النبوة ، وإن شعاره البرّ ، والصدق ، والعدل ، والإنصاف ، ولباسه التقوى ، ودار هجرته طيبة ، وهي يثرب.
ومن جملة ما فضّله الله به أنه قال : قال لي جبريل : يقول الله لك : يا محمد مننت عليك بسبعة أشياء : أولها لم أخلق في السموات والأرضين (١) أكرم عليّ منك. والثاني أنّ مائة ألف وأربعة وعشرين ألف نبي كلهم مشتاقون إليك. والثالث لم أعط أمتك مالا كثيرا حتى لا يطول عليهم الحساب. والرابع لم أطول أعمارهم حتى لا تجتمع عليهم الذنوب كثيرا. والخامس لم أعطهم من القوة كما أعطيت من قبلهم حتى لا يدّعوا الربوبية. والسادس أخرجتهم في آخر الزمان حتى لا يكون مقامهم تحت التراب كثيرا. والسابع لا أعاقب أمتك كما عاقبت بني إسرائيل.
ومن جملة فضائله أن يهوديّا جاء إليه صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : أنت أكرم على الله تعالى أم آدم؟ فقال : «أنا وربّ الكعبة» ، فقال اليهودي : كذبت وربّ بيت المقدس ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن الله أعطاني خمسا لم يعط آدم ـ وإن آدم أبي ـ ولكني أعطيت ما لم يعطه ، وأنا أفضل منه ولا فخر ولا عجب». قال اليهودي : وما هذه الخمس؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن آدم لمّا عصى أخرجه الله من الجنة طريدا عطشانا عريانا ، ولو عصى من أمتي أحد لم يمنعه الله من المساجد. والثاني طار عنه الحلي والحلل ولم يسلب من أمتي. والثالث فرّق بينه وبين امرأته ولم يفرق بين أمتي. والرابع أظهر الله خطيئته. والخامس لم يقبل الله توبته حتى بنى البيت المعمور وطاف حوله. وإنّ من أمتي من ذنوبه
__________________
(١) في (ب) و (ج) : والأرض.