وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «تفكّروا في المخلوق ، ولا تتفكّروا في الخالق» (١). وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «لا تتفكروا في عظمة ربّكم ، ولكن تفكّروا فيما خلق ، فإنّ فيما خلق متفكّرا ؛ فإنّ خلقا من الملائكة يقال له : إسرافيل. زاوية من زوايا العرش على كاهله ، وقدماه في الأرض السّفلى ، وقد مرق رأسه من السماء السّابعة ، ومن سبع سماوات» (٢) ، وألزم الله تعالى معرفته فقال عز قائلا : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) [محمد : ١٩]. وروى ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «خمس لا يعذر أن يجهلهنّ أحد : أن يعرف الله ولا يشبّه (٣) به شيئا.
__________________
(١) الدر المنثور ج ٦. وتفسير ابن كثير ج ٧ ص ٤٤٢. وكنز العمال ٣ / ١٠٦ برقم : ٥٧٠٥ ، ٥٧٠٨.
(٢) كنز العمال ٣ / ١٠٧ برقم ٥٧١٤. ولفظه : «لا تفكروا في الله ، وتفكروا في خلق الله ؛ فإن ربنا خلق ملكا ، قدماه في الأرض السابعة السفلى ، ورأسه قد جاوز السماء العلياء. ما بين قدميه إلى كعبيه مسيرة ستمائة عام. والخالق أعظم من المخلوق. وأعجب من هذا ما نسمع من علماء الفلك في هذا العصر الذي توفرت فيه المناظير والتلسكوبات الضخمة والسفن الفضائية والوسائل التي قرّبت وكشفت من عظمة الخالق ما يشيب له العقل ؛ فقد سمعنا أن بعض النجوم أو المجرّات تبعد عنّا مسافة مائة مليون سنة ضوئية علما أنّ الضوء يقطع في الثانية ثلاثمائة ألف كيلومتر أو ١٨٦٠٠٠ ألف ميل. والساعة ثلاثة آلاف وستمائة ثانية ؛ فيقطع الضوء في الساعة الواحدة مليارا وثمانين مليون كيلومتر ؛ فكم في اليوم؟ وكم في الشهر؟ وكم في السنة؟ وكم في مائة مليون سنة؟ إنه فوق مستوى تصور العقول. وصدق الله العظيم إذ يقول : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ* وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) حقّا إنّه لعظيم لا يقدر أن يسافر في ملكوته الخيال ؛ فجلّ الكبير المتعال.
(٣) في (ب) : لا يشبهه بشيء. وأمالي أبي طالب ص ٣٣٢ : أن تعرف الله ولا تشبهه بشيء.