__________________
رابعا : كيف يجوز على الله أن يأتي بوجه ثم بعد ذلك يعود بوجه آخر هل هذا يشبه التمثيل؟ ، وهل لا مانع من القول بأن الله متغير.
خامسا : ما هي العلامة التي في الساق؟ ـ كما في رواية أبي سعيد «٧٠٠١» من البخاري ـ هل هي لافتة أو عنوان؟! أو كما يقال : إن في الساق جرحا من آثر السهم الذي أطلقه النمروذ أو فرعون ليقتل الله؟.
سادسا : المسائل الاعتقادية لا يعمل فيها بأخبار الآحاد. ولا سيما إذا تعارضت مع القرآن الكريم.
وأريد أن أنبه إلى أن الكلام طويل ، والبحث واسع وأنصح بالآتي :
أولا : إذا كان بين المانعين للرؤية أئمة آل البيت ولا سيما الإمام علي وأولاده حتى آخر القرن الثالث الهجري على الأقل فإنا نجدهم مجمعين قطعا على أن الله لا يرى قطعا ، وهؤلاء هم الذين نص الأثر النبوي الشريف على اتباعهم ، حيث قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب وعترتي أهل بيتي» [مسلم برقم ٢٤٠٨]. فها هم أهل البيت يقولون بعدم الرؤية ؛ فلما ذا لا نلتفت إلى رأيهم؟.
ثانيا : إذا جاز إطلاق العذر لمن أدى به اجتهاده إلى جواز الرؤية فهل يجوز تكفيره؟ أنا شخصيا أرى أن نفرق بين المعاند ، والمقلد البليد ، وبين الباحث الجاد ؛ فأرى التوقف إزاء الفريق الثاني ، ولا أرى تكفير ولا تفسيق من بحث وطلب وتعب وليس في قلبه أدنى معاندة ، ولا زال مستعدّا لقبول الحق ، فعسى الله أن يعذره. أما من يعاند ويذهب إلى رمي المانعين من الرؤية بالكفر أو الزندقة فهو مجازف ليس له ورع. وليس القائل بالرؤية أولى بالحق من المانع منها.
ثالثا : عند ما نبحث المسائل ينبغي أن نستحضر عظمة الله وجلاله ، وأن لا نتعامل مع الله وكأننا في قسم التشريح ؛ لأن الله أجل وأعظم من أن تحيط به الأوهام ، أو تتخيله الظنون سبحانه سبحانه.
رابعا : لما ذا يتعمد البعض تدريس هذه المسألة وأمثالها في المساجد التي لا تقول بالرؤية طلبا للفتنة ، وبحثا عن الشبهات ، وإثارة المشاكل وإلهاء المسلمين عن مصيرهم المهدد في قضايا قد أكل الدهر عليها وشرب. وإذا كانت قابلة للبحث والمناظرة أيام قوة المسلمين ؛ فإن الحال قد تغير ويجب تقديم الأهم مثل جهاد اليهود ، وتحرير المسجد الأقصى ، وبناء بلاد المسلمين ، وتحسين معيشتهم ، ونحو ذلك. وعلى المسلمين أن ينافسوا غيرهم في البر والبحر والجو ، وكم أتمنّى أن أصفع من لا عقل له حين تسلم عليه وما يكاد يرد عليك السّلام حتى يقول : هل الله يرى؟ هل القرآن مخلوق؟ هل الله فوق العرش؟ هل قراءة يس حرام؟ هكذا تحس أنك أمام شريط كاست أو مخلوق محنّط يسرد لك الأسئلة الباردة المكررة التي لا فائدة منها سوى تفريق وتمزيق المسلمين ، وإيغار الصدور.