وقد ورد (١) هذا التفسير عن الصحابة والتابعين (٢) ، روي عن ابن عباس أنه قال : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) [القلم : ٤٢]. قال : عن أمر شديد ، قال : وهو أشدّ ساعة في القيامة ، وعن سعيد بن المسيب قال : إنما يعني شدة الأمر.
ومن ذلك قوله تعالى : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) .. الآية [النور : ٣٥] قالوا : فالنور جسم فلمّا صرّح تعالى بأنه نور صرّح بأنه جسم (٣).
__________________
اصبر عناق إنه شر باق |
|
قد سنّ لي قومك ضرب الأعناق |
|
وقامت الحرب بنا على ساق
أنظر الدر المنثور ٦ / ٣٩٧. في الدر المصون ١٠ / ٤١٨. والبحر المحيط ٨ / ٣١٦ :
صبرا أمام إنه شر باق |
|
وقامت الحرب بنا على ساق |
وقول الشاعر حاتم :
أخو الحرب إن عضّت به الحرب عضّها |
|
وإن شمّرت عن ساقها الحرب شمّرا |
وكذلك :
قد شمّرت عن ساقها فشدّوا |
|
وجدّت الحرب بكم فجدّوا |
وفي رواية : كشفت.
(١) في (ب) : روي. وفوقها تعليقة : ورد.
(٢) ينظر حول هذا : الكشاف ٤ / ٥٩٣ ، والمصابيح ١ / ٤١٣. والبحر المحيط ٨ / ٣١٦. والطبرسي ١٠ / ٩٥. والطبري مج ١٢ ج ٢٩ ص ٥٢. والدر المصون ١٠ / ٤١٦. والدر المنثور ٦ / ٣٩٧. وتفسير الماوردي ٦ / ٧٠. وكل تفاسير القرآن تفسر بما فسّره المؤلف. وكلها تؤكد أن الساق غير الجارحة. ومن فسره بالجارحه فقد خالف العقل واللغة ، وحمل القرآن على روايات هزيلة مكذوبة.
(٣) هو قول الغزالي في كتابه مشكاة الأنوار كما نقله عنه الفخر الرازي في تفسيره وقال إنه قال : إن الله نور في الحقيقة ، بل ليس النور إلا هو. ينظر تفسير الرازي مج ١٢ ج ٢٣ ص ٢٢٥ ، وهو قول المجسمة ومنهم الجواليقي نقله الشوكاني في تفسيره ، فتح القدير ٤ / ٣٢. أما إمام الحرمين الجويني فقال : لا يستجيز منهم منتم إلى الإسلام القول بأن نور السموات والأرض هو الإله. والمقصود من الآية ضرب الامثال. والمعنى : الله هادي أهل السموات والأرض. ينظر الإرشاد ص ١٤٨. وفي أقاويل الثقات ص ١٩٥ : الصحيح عندنا أنه نور لا كالأنوار. وتفسير ابن كثير ٣ / ٢٩٠.