قوله : (وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي) وجب القول (مني) (١) وهو قوله تعالى : (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ). (فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ) قال مقاتل (٢) : إذا دخلوا النار قال لهم الخزنة : (فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ) أي تركتم الإيمان به في الدنيا. (لِقاءَ يَوْمِكُمْ) (يجوز(٣) فيه أوجه :
أحدها : أنها من التنازع لأن (٤) «ذوقوا» يطلب (لِقاءَ يَوْمِكُمْ) و «نسيتم» يطلبه أيضا أي ذوقوا عذاب لقاء يومكم) هذا بما نسيتم عذاب لقاء يومكم هذا ويكون من إعمال الثاني عند البصريين ومن إعمال الأول عند الكوفيين (٥) ، والأول أصح للحذف من الأول ؛ إذ لو عمل الأول لأضمر في (الثاني) (٦).
الثاني : أن مفعول «ذوقوا» محذوف أي ذوقوا العذاب بسبب نسيانكم لقاء يومكم (٧) ، (و «هذا» (٨) على هذين الإعرابين صفة «ليومكم».
الثالث : أن يكون مفعول (٩) «ذوقوا» «هذا» والإشارة به إلى العذاب ، والباء سببية أيضا أي فذوقوا هذا العذاب بسبب نسيانكم لقاء يومكم) (١٠) ، وهذا ينبو عنه الظاهر ، قال ابن الخطيب : «هذا» يحتمل ثلاثة أوجه : (١١) أن يكون إشارة إلى اللقاء (وأن (١٢) يكون إشارة إلى اليوم) ، وأن يكون إشارة إلى العذاب ، ثم قال : (إِنَّا نَسِيناكُمْ) تركناكم غير ملتفت إليكم (وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) من الكفر والتكذيب.
قوله : (إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً) سقطوا على وجوههم ساجدين (وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) ، قيل : سلموا بأمر ربهم (١٣). وقيل : قالوا سبحان الله وبحمده (وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) عن الإيمان به والسجود له.
قوله : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) يجوز في «تتجافى» أن يكون مستأنفا (١٤) ،
__________________
ـ التسمية من كتاب الله العزيز وهو قوله تعالى : «لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ». انظر القرطبي ١٤ / ٩٨.
(١) ساقط من «ب».
(٢) نقله في زاد المسير ٦ / ٣٣٧.
(٣) ما بين المعقوفين كله ساقط من (ب).
(٤) حكاه أبو البقاء في التبيان ٤٩. والبحر ٧ / ٢٠٢ والدر المصون ٤ / ٣٥٩.
(٥) التبيان ١٠٤٩ والدر المصون ٤ / ٣٦٠.
(٦) زيادة عن النسختين يقتضيها سياق الكلام.
(٧) ذكره في البحر المحيط ٧ / ٢٠٢.
(٨) المرجع السابق.
(٩) ذكره أبو البقاء في التبيان ١٠٤٩.
(١٠) ما بين القوسين كله ساقط من «ب».
(١١) انظر : التفسير الكبير للإمام الفخر الرازي ٢٥ / ١٨٠.
(١٢) ساقط من «ب» وهي في تفسير الفخر الرازي.
(١٣) تفسير القرطبي ١٤ / ٩٩.
(١٤) انظر : البيان ٢ / ٢٥٩.