كما أنّ العثور على نفائس المخطوطات والآثار عموماً ، التي تظهر معالم مدرسة آل البيت (عليهم السلام) خصوصاً ، يحتاج إلى معرفة سبل وقنوات لا يجيدها إلاّ أهل الخبرة والاختصاص ، ولا سيّما أنّ الكثير منها قد اختفى إمّا لجهل مالكيها ، أو لحقدهم الأعمى ورغبتهم عن درك الحقيقة وفهم الواقع.
ولقد كان العلاّمة الراحل (قدس سره) من ألمع رجال هذا اللون من العلوم ، بل هو من فرائده ونوادره والنجم الذي تلألأ في سمائه بكلّ قوّة وجدارة ; لمؤهّلات ومواصفات نشأت ونمت معه منذ عهد يفاعته ; والذي يدلّنا إلى ذلك كيفية آثاره وشهادة أهل الخبرة بطول باعه وعظيم كفاءته ، ولقد أعانه على ذلك أيضاً : ذهنه الوقّاد ، وحضور فكره العجيب ، وفراسته المعروفة ; مضافاً إلى ملازمته الدائمة والدؤوبة لاُستاذيه الشهرين : العلاّمة الأميني صاحب كتاب الغدير ، وأقابزرگ الطهراني صاحب كتاب الذريعة ، واللذين أسديا له خالص النصائح ، مع متابعتهما لأعماله ونشاطاته ، فتعلّم منهما الكثير واستفاد الغزير بفضل علومهما حتى أصبح ممّن يشار إليه بالبنان.
وهذه الخصائص كلّها جعلت منه (رحمه الله) العقل المفكّر والدليل المطمئن والمبرمج الكبير ، الذي غذّى المجامع العلمية والتحقيقية بعصارة أفكاره وخلاصة خبرته ، وعطّر سوح الثقافة بأريج لمساته الممسّكة بطابع الولاء.
وحريٌّ بنا أن نشير إلى نفحة من نفحات إرشاداته ونصائحه ، فنقول :