واستمرّ العطاء المبارك يزداد نموّاً وازدهاراً عصراً بعد عصر ، إدراكاً من علمائنا لمدى أهمّيّة هذا العلم وما يترتّب عليه من الآثار الحسّاسة والمصيرية على مختلف الأصعدة والمجالات.
إلاّ أنّ نوعاً من الإهمال قد أصاب علم الرجال في العصور المتأخّرة ، وبقول أحد جهابذة أعلامنا : حتى كأ نّه لا يتوقّف عليه الاجتهاد واستنباط الأحكام الشرعية.
فكان اللازم معالجة هذا التراجع الخطير بالخوض في هذا العلم تصنيفاً وبحثاً وتحقيقاً.
هذا ، ويعدّ كتابنا «نقد الرجال» للعلاّمة المحقّق السيّد ميرمصطفى الحسيني التفرشي من أبرز الكتب الرجالية التي صنّفت في القرن الحادي عشر الهجري ، ساعين إلى تسليط الضوء خاطفاً على سيرة وترجمة مؤلّفه ، ثم بيان ما يتعلّق من مميّزات ومختصّات أفردته عمّا سواه من المصنّفات الرجالية.