الفائقة والاستفادة القصوى من ذوي صنّاع الفكرة ، صنّاع الفكرة الذين يرعاهم ـ على سبيل المثال ـ ما يزيد على الألف مركز ومعهد في أميركا ، والتي تغذّي بدورها مركز القرار هناك بأرقى وأخطر الأفكار والمعلومات ، أو ما يقارب الثلاثين مركزاً ومعهداً مماثلاً في إسرائيل بما يزيد ٣٠% على نظائرها مجتمعةً في كلّ الدول العربية.
النخب والطاقات وذوو الاختصاص هم العملة النادرة في كلّ اُمّة وبلد ، هم ـ عندنا أيضاً ـ شحنات هائلة من الرؤى والأفكار التي تنتظر التسريب الإيجابي .. شتّى مرافق الحياة تحتاج الفكر النابض الذي يمنحها مقوّمات البقاء والاستمرار والازدهار.
نحن بحاجة ماسّة إلى كلّ المشاريع والاقتراحات والنصائح والتحذيرات والتذكيرات والمعلومات والإحصائيات التي تحفظ لنا أصولنا وترسّخ قيمنا وتنشر مبادئنا الحقّة بما يتناسب مع متطلّبات الظرف.
ولا يمكن بلوغ المرام إلاّ بنفض غبار التفكير القروسطي والتكيّف مع العصر ـ شرط الالتزام بما أسلفناه أعلاه ـ ومفتقراته الضرورية ، وبدون ذلك سنبقى مجرّد اُمّة وشعب وطائفة تتغنّى بماضيها التليد بتراجع تصاعدي مقرون بالذلّ والهوان وعظائم الأخطار والخسائر الجسام.
وكيف لنا دوام الخضوع والاستسلام لهذا الواقع المرير ونحن أتباع رسالة وشريعة ودين ومذهب ندّعي بقوّة أنّه الذي يجيب عن سؤال الحياة الكبير ويمتلك كافّة مقوّمات الرقيّ والشموخ بالإنسان شطر الكمال والسعادة الأبدية؟!