مؤلمة تؤذينا ، والأدهى من كلّ ذلك حين يحسبك العاذل من الأبلهينا ، متغافلاً عن كونك تسعى تجنّب ما لا يُحمَد عقباه سعي الصابرينا.
أن نُظهِر صادق الودّ لمن يضمر لنا الحقد والبغضاء.
أن نذبّ بصفاء عمّن يسلمنا حين الوثبة بأسهل من رشف الماء.
أن نحفر في الأعماق منزلاً لمن لا يمنحنا على السطح موطئاً وغطاء.
أن يصادَر العطاء ويتسنّم سلّم الفخر والمجد من لا عهد له بالوفاء.
أن يُستغَلّ سكوتنا ، فهذا السكوت نارٌ تحت الرماد ، والإنسان يبقى يكادح من أجل نيل المراد.
أن نرى المؤخَّر مقدَّماً والمقدَّم مؤخّراً ; لتحكّم الرغبة الذاتية التي تتنافي مع الموازين طرّاً.
أن يُغمَز حقُّنا ولا يؤخذ بعين الاعتبار ما لنا من الخصائص والمميّزات والأنظار.
أن نلمس التمييز والتفرقة لأجل اُمور تختصّ بالذوق الخاصّ ، إذ غريب المقياس أن «تكون خاضعاً ذليلاً خيرٌ من أن تكون عزيزاً كريماً».
أن نفكر جدّيّاً بالعزلة أوالرحيل ، حيث صبرنا ـ بأن نرى ونسمع ونلاحظ ثم نصمت ـ محدود ، لا كما قال الإمام الرؤوف (عليه السلام) :
«يأتي على الناس زمانٌ تكون العافية فيه عشرة أجزاء : تسعة منها في اعتزال الناس وواحدة في الصمت».
وهكذا يزدحم الأسف والألم ويتراكم ، ويتكرّر الحزن والسدم