إنّنا إن تمكنّا من بلوغ الإشراف المثمر فإنّنا نستطيع توظيف العزم والثبات والإرادة والطمأنينة والتأمّل والسكينة في مواردها المتناغمة معها ، زمانيّاً ومكانيّاً .. الأمر الذي يفتح اُفقاً رحباً نحو معالجة وحلّ القضايا والمشاكل باُسلوب منهجي علمي موضوعي.
ولعلّ من أحرج وأدقّ وأشقّ محاولات الانسلاخ عن «الأنا» محاولة الانسلاخ الآني الفوري حين حدوث الحالات المستعجلة والاُمور الطارئة التي تستدعي حلاًّ ومعالجة فوريّة آنية ، خصوصاً مع وجود الشكّ والحيرة والتردّد ، فإن تجاوزنا محنة الأنا ـ التي هي أساس المشكلة الحادثة والطارئة المعهودة ـ وتمكّنّا من إجراء عمليّة الانسلاخ عن الذات ، كان الحصول على الحلّ والمعالجة والانتخاب السليم أكثر يسراً وأقلّ خطأً.
إنّ هيمنة الرغبة والكبرياء والهلع والغضب مع هشاشة الاُسس والقواعد وفهم المبادئ فهماً قشريّاً مسرحيّاً ، كلّها تخلق ظروف اللاّوعي ، لا وعي الحقائق والإيمان بالقيم السليمة التي تقود إلى برّ الأمان وشاطئ النجاة والطمأنينة ، آنذاك تصعب عمليّة الانسلاخ ، بل تستحيل ، فتنعدم أو تأفل مؤشّرات النمو الذاتي ويضيق المنظار آناً بعد آن وتصبح إنسانيّة الإنسان مهدّدة العنوان وفاقدة المحتوى.
لقد دجّنتنا الثقافة السطحيّة والفضاءات الاستعراضيّة على وثوقية مهلكة دوغمائيّة مخدّرة أماتت فينا أو شلّت حركة الاستدلال القائم على