والنقد ، وإلاّ كان الجمود والسكون والموت البطيء مصيرنا ، ولنقضنا على أنفسنا التمسّك بقاعدة «شجرة مباركة تؤتي اُكلها كلّ حين بإذن ربّها».
إنّنا لا نتعبّد بكلّ ما هو موجود من فهم وتأويل وتفسير لثوابت الدين واُصوله وجذوره ; فالمراجعة الدائمة والقراءات المختلفة والاستنطاقات الجادّة والتحليلات العلميّة والمقارنات المدروسة والاستقراءات المنهجيّة ، تقودنا إلى استنتاجات ورواشح أكثر تأ لّقاً وعنفواناً ، إلى حصيلة مفعمة بالروح والحركة والنموّ ، تجافي الجمود والسكون المملّ ، تلبّي حاجة الإنسان في الثبات والتكيّف المنطقي مع المتغيّرات.
إنّ النقد الجادّ من أرقى الأدوات والآليّات التي بإمكانها توفير الفضاء العلميّ المعرفيّ المناسب في استدرار الاُصول والتراث رؤىً وبصائر تتجاوز الخلل والنقص والضعف الذي يهيمن على التفكير الديني بين الحين الآخر.
ولا ينبغي لنا ـ أخيراً ـ إغفال الجهود الفكريّة التي شادها أمثال الشهيدين السيّد محمّد باقر الصدر ومرتضى مطهّري وشريعتي وعبدالكريم سروش وعمّار أبو رغيف وداريوش شايغان وغيرهم ، في سياق الفكر الديني ومحاولة الخروج به من دوائره الرتيبة إلى اُفق الفاعليّة والنشاط المطلوبين ، مع كلّ ما يثار على بعضهم من إشكالات وانتقادات أساسيّة ومبنائيّة ، ولا ضير في ذلك أيضاً ; فالنقد ونقد النقد كلاهما رقيبٌ يسعى إلى نشر رسالة هدفها سوق الإنسان صوب القيم والمبادئ الحقّة.