إمكانيّات جديدة للوجود والحياة ، تتغيّر معها علاقات القوّة بين المرء ونفسه ، وبينه وبين الغير والعالم.
ـ النقد : هو فاعليّة معرفيّة تطال بالكشف وتعرية المساحات المستبعدة من دائرة الضوء والنقاش ، بهذا المعنى لا يقتصر النقد على الفروع والتفاسير وعصور الانحطاط ، بل يطول أيضاً وخاصّة الاُصول والاُسس وعصور الازدهار ... والذين يركّزون نقدهم على فترات النكوص وعصور انحطاط لكي يحيّدوا مراحل الصعود وحقب الازدهار ، لا يريدون لنا سوى التراجع إلى الوراء وممارسة النقد المقلوب.
ـ الأصل في كلمة النقد : «دراسة إمكانيّات» الموضوع الذي يُنقَد ، أي دراسة ما كان يمكنه أن يكون عليه ، وما هو عليه بالفعل وأسباب ذلك التفاوت أو التطابق. هذا هو المعنى الفلسفي العلمي ، وهو معنى لا يمكن قبوله إلاّ في بيئة حضاريّة تسعى إلى التجدّد والتطوّر وتعدّي القديم البالي ، أمّا إذا كان الأساس هو الإبقاء على المألوف ، فإنّ فكرة النقد تصبح عدوانيّة ، لا يمكن أن تستعمل إلاّ للهدم والتجريح.
ـ إنّ نقدَ علم هو تكريمٌ للعلم ... نقدُ الشيء يحييه ، عدم نقده معناه أنّه مات ، خرج ورحل.
ـ النقد الأخلاقي للوضع التأريخي أو الإنساني ، والذي يقول في بعض اتّجاهاته ومذاهبه الدينيّة والفلسفيّة والعلمانيّة بأنّ جميع جوانب الحياة والعلاقات الإنسانيّة مسمّمة برذائل مدمّرة كالأنانيّة والكبرياء