ولعلّ «الفضاء» الحاكم فينا وعلينا قد أوجد المبرّرات الواسعة لبروز هذه الظواهر والأفعال والأساليب. نعم ، إنّه الموروث الذي نرزح تحت وطأته منذ أمد بعيد ، مضافاً إلى استغلال المسائل العَقَدية في تدعيم هذا الموروث المؤلم ، بل تجاوزنا ثوابتنا واُصولنا وعَمِلْنا بما نقول ببطلانه من أجل بلوغ المقاصد والمرامي ، فمسحنا على أنفسنا مسحة صلاحيّات أقطاب الدين والشريعة ، وصرنا نقيس ما ليس لنا بما للمعصومين عليهم السلام من خيارات وحدود وإمكانيّات ، مع السعي منّا لإيجاد التوجيه العَقَدي والفكري الذي ينطلي على الكثيرين.
وبالطبع فإنّ كلّ الأضواء تكون مسلّطة على نقطة واحدة.
من هنا يصبح ارتفاع صوت أو أصوات تنادي بالإصلاح والتعديل والتغيير ، غير مألوف وسط فضاء يعجّ بثقافة محدودة الآفاق ، ولاسيّما مع وجود شرذمة ترى مصالحها مرهونة بدوام هذه الثقافة وما يترتّب عليها من آثار ولوازم ، الثقافة التي تحتاج إلى أدوات ووسائل ووسائط لتثبيت ركائزها واُسسها ، هم أدواتها ووسائلها ووسائطها ، ولكلّ شيء ثمن ، فمادام الملاك «هل امتلأتي» و «الرغبات الذاتيّة» ، فليكن الثمن ما يكون.
وفي خضمّ بروز الانتقادات والملاحظات على هكذا ثقافة يدخل الجميع مختبر القيم والمواقف والعزّة الإنسانيّة ، فينجح قوم ويفشل آخرون ، وتنكشف حقائق ، ويزاح الستار عن المخفيّات ، وتعرف