إنّما هو الواجب والتكليف الذي حتّم عليّ التحرّك لفعل شيء ما ، بقدر ما يسمح به الظرف والمقام.
أقدمت على خطوتي وأنا واضع في الحسبان أسوأ الاحتمالات وأصعبها ، وبالفعل فقد مررت بمقاطع مرّة وعصيبة لكنّي بفضل الدعاء والقناعة حافظت على تماسكي وإصراري على موقفي. لقد زادني الله تبارك وتعالى ثقةً بالنفس ومنحني طمأنينةً وأماناً وراحة بال لم أكن أحسبها أبداً.
بدأت رويداً رويدا أطلّ على فضاء الأحداث إطلالةً أكثر إشرافاً وإحاطةً بعدما كنت منغمساً مندكّاً فيه بشكل أكاد أفتقد الوضوح والواقعيّة والإنصاف ، فصرت أعقد مقارنةً واستقراءً ومراجعةً وتحليلاً ، ما كان يمكن أن تكون بهذه الكيفيّة سابقاً. أعترف بجنوحي إلى تغيّر في النظرة والمواقف بعدما كنت ذلك المتحمّس الراديكالي بعض الشيء ، لا أدري فلربما قادني البحث والتأمّل إلى مزيد من الجنوح نحو الوسطيّة والاعتدال.
العيّنة التي ألمسها على الدوام عيّنة اللاهثين خلف الذلّ والذيليّة ، خلف الرغبات الرخيصة والأماني القصيرة ، خلف المظاهر الزائفة والشهوات التي لا تدوم.
أن يهوي المرء إلى أدنى الحضيض وأسفل القاع لأجل حاجة ما ، أمل ما ... فإنّها تجارة العبيد الذين باعوا العزّة والكرامة الإنسانيّة بثمن بخس.