وقد
قال عمر بن الخطاب : «لا يقولن أحدكم :
قضيت بما أراني الله ، فإن الله لم يجعل ذلك إلا لنبيه «صلى الله عليه وآله» ،
ولكن ليجتهد رأيه ، فإن الرأي من الرسول «صلى الله عليه وآله» كان مصيبا ، لأن
الله كان يريه إياه ، وهو منّا الظن والتكلف» .
وروي
عن الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام أنه قال : «كان الرأي من
رسول الله «صلى الله عليه وآله» صوابا ، ومن دونه خطأ ؛ لأن الله تعالى قال :
فاحكم بينهم بما أراك الله ، ولم يقل ذلك لغيره» .
ويلاحظ
هنا : أن الآية منقولة
في هذه الرواية بالمعنى ، لا بنصها الحرفي. والآية هي : (لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ
اللهُ)
رابعا
: أما ما ورد في
رواية الضحاك ؛ من أن اليهود جاؤوا شاكين السلاح ، فخلصوا صاحبهم ، وهربوا به ،
فهو موضع شك كبير ، إذ لم يكن اليهود ليجرؤوا على ذلك بعد أن رأوا ما جرى لبني
قينقاع من قبل ، ثم لبني النضير.
وسيأتي بعض ما
يرتبط بهذا الموضوع إن شاء الله تعالى.
كما
ويرد هنا سؤال : إنه لماذا لم يتعقبهم المسلمون؟! وإلى أين هربوا؟ فهل إنهم خرجوا من البلاد
التي تدين بالولاء لرسول الله «صلى الله عليه وآله»؟ ولماذا لم يذكر التاريخ لنا
ذلك؟!
__________________