قوله : (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(١).
وبالمناسبة فقد كان هذا المورد هو السبب في كتابة كتابنا : «حقائق هامة حول القرآن الكريم» ، وذلك من أجل الذب عن حريمه ، والدفع عن ساحة قدسه ، ورد كيد الخائنين إلى نحورهم لم ينالوا شيئا.
بين العشرة .. والسبعين :
بقي أن نشير إلى أن رواية العشرة تقول :
إن عامر بن الطفيل حينما اجتمع بالنبي «صلى الله عليه وآله» هدده بأن يملأها عليه خيلا ورجالا ، ثم خرج فجمع من سليم ثلاثة أبطن : رعل ، وذكوان ، وعصية ، فلما سمع النبي «صلى الله عليه وآله» بأن عامرا قد جمع له بعث عشرة من المسلمين ، فيهم عمرو بن أمية الضمري ، وسائرهم من الأنصار ، فأقبلوا حتى نزلوا ببئر معونة ، فهجم عليهم عامر ، فقتلهم كلهم ، ثم أقبل حتى نزل بفناء رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فلما مات بالذبحة في بيت السلولية ، وأصابت الصاعقة أربد بن قيس ، فاحترق ، رجع من كان معهم.
ونقول :
إن من غير المعقول : أن يكون «صلى الله عليه وآله» قد أرسل هؤلاء العشرة لأجل التعليم والدعوة ، كما لا يعقل أن يكون قد أرسلهم للحرب ، بعد تهديدات عامر تلك ، وجمعه له القبائل ، ولا يعقل أن يعتمد والحالة هذه
__________________
(١) الدر المنثور ج ٢ ص ٩٥ عن ابن جرير وجامع البيان ج ٤ ص ١١٥.