٣ ـ عاصم بن ثابت هو الأعظم أيضا :
ونلاحظ : أن شخصية عاصم بن ثابت بن الأقلح تظهر كذلك على أنها متميزة على من عداها من أولئك الذين استشهدوا في قضية الرجيع ، فهو أمير السرية عند البعض ، وهو الوحيد الذي قتل رجلا ، وجرح رجلين ، بل لقد كان عنده سبعة أسهم ، فقتل بكل سهم رجلا من عظمائهم ، وهو الذي يرفض قبول طلب الأعداء ، فيقتدي به الآخرون وهو الذي حمت رأسه الدبر ، ويحتمله السيل ، وهو الذي يقرضه الخليفة الثاني عمر بن الخطاب الخ ..
وعاصم وإن كان شهيدا مغفورا له ، وله الدرجات العلى عند الله ، لكن الباحث قد تراوده بعض الشكوك في الموارد التي يرى أنها خارجة عن المألوف والمعروف ، وقد يكون سر التكرم بالأوسمة على عاصم ، هو أنه كان خال عاصم بن عمر بن الخطاب لأن أم عاصم بن عمر هي جميلة بنت ثابت ، فيكون عاصم أخاها (١).
ووهم البعض فادعى : أنه جد عاصم بن عمر (٢) والصحيح هو ما ذكرناه.
__________________
(١) إرشاد الساري ج ٦ ص ٣١٢ وراجع : فتح الباري ج ٧ ص ٢٤٠ و ٢٩٢ وعمدة القاري ج ١٧ ص ١٦٨.
(٢) صحيح البخاري ج ٢ ص ١١٤ وج ٣ ص ١٨ ومسند أحمد ج ٢ ص ٢٩٤ و ٣١٠ وحلية الأولياء ج ١ ص ١١٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٦٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٢٣ وفتح الباري ج ٧ ص ٢٤٠ وأسد الغابة ج ٢ ص ١٠٣ وأنساب الأشراف (قسم حياة النبي «صلى الله عليه وآله») ج ١ ص ٤٢٨ والمواهب اللدنية ج ١ ص ٨٧ وعمدة القاري ج ١٧ ص ١٦٨.